فاستقر والداها في «حي يعكوران» داخل قصبة الجزائر الذي كانت تتجمع فيه العائلات القادمة من منطقتي عزازقةوإعكوران.
أصيبت «زهية حميزي» خلال سنة 1948م بمرض الحصبة وكان عمرها لا يتجاوز 3 أعوام، إلا أن علاج الداء لم يكن كفيلا بمداواتها.[4]
فتضرر بصرها وعيناها من آثار الحمىوالحصبة بما أقعدها في المستشفى لمدة 7 سنوات.[5]
وبعد تعافيها الجزئي من الحصبة أثناء مكوثها في المستشفى، صار بصرها ضعيفا هو أقرب إلى العمى بما دفع والديها إلى إدخالها «مدرسة المكفوفين» في بلدية العاشور قصد مواصلة دراستها الابتدائية.[6]
وبعد مدة من المعاناة البصرية ومتابعة العلاج، استعادت «زهية حميزي» حدة بصرها في سنة 1954م عن عمر ناهز 9 أعوام ليتم نقلها إلى مدرسة خاصة قصد تعويض تأخرها الدراسي.[7]
فشرعت في حفظ كل الأغاني القبائلية التي كان يتم بثها في الإذاعة الجزائرية ثم تعيد غناءها وتتدرب على محاكاة الفنانين الذين كانت تستمع إليهم أثناء الأشغال المنزلية التي تقوم بها، رغم أن غناء البنات كان حينئذ من المحظورات في المجتمع المحافظ.[11]
الهواية الإذاعية
كان بث أول مساهمة للبنت «زهية حميزي» في الإذاعة الجزائرية بعد أن تعرفت على مذيعة زواوية اسمها «نادية» كانت تقدم «حصة نسوية أمازيغية» ممتعة على أثير إذاعة باريس[الفرنسية].[12]
وبعد أن تنقلت المذيعة «نادية» للعمل في الإذاعة الجزائرية، تم نقل الحصة النسوية الأمازيغية إلى أثير القناة الإذاعية الثانية بما سمح للبنت «زهية حميزي» بالمشاركة الفنية التي لطالما انتظرتها.[13]
وكان هذا التحدي متمثلا في كتابة رسالة خطية موجهة إلى المذيعة «نادية» في مقر عملها، ثم الاتصال بها هاتفيا من أجل الحديث عن تفاصيل المشاركة الصوتية وموعد البث المباشر الذي نجحت فيه أيما نجاح.[14]
واختارت الاسم الفني المتمثل في «نوارة» ليكون رمزا لها طوال مسيرتها الفنية، وكان المشرف عليها في بداياتها هو المايسترو «كمال حمادي» في المسرح الإذاعي[الفرنسية] وفي الحصتين الإذاعيتين «إيفراحن Iferrahen» و«موزيك حالة سي راديو Music halla si radyu».[17]
وقامت «نوارة» خلال 18 عاما بالإشراف كمذيعة رئيسية على إنتاج وتقديم حصة «نوفة لخالات Nouva l’khalat» المتخصصة في أغاني أشويق.[18]
فإذا بأول أغنية تؤديها الفناة «نوارة» عنوانها «آين أور ثزريظ Ayen our thezrid» من تأليف وتلحين شريف خدام، قامت بتأديتها برفقة أوركسترا يرأسها «معمر معمري».[20]
ثم جاء دور الفنان «مجيد بالي» الذي ألف لها العديد من الأغاني أشهرها «آيما عزيزن آيما Ayema aazizen ayema».[21]
وما لبث أن ألف لها كل من «مزيان رشيد» و«حميد بن محمد» العديد من الأغاني، ومن أشهر أغاني هذا الأخير «جرجر Djerdjer» و«سيغ أمصفاح Sigh lmesvah» و«نيغاك صفاح الخير Nighak sbah lkhir».[22]