استكمالا لهجوم لينينغراد-نوفغورود في يناير1944، قامت العملية الهجومية السوفيتية على إستونيا بإبعاد خط المواجهة ناحية الغرب حتى نهر نارفا على أمل القضاء على مفرزة نارفا والتوغل في عمق إستونيا، ومن ثمّ قامت القوات السوفيتية بإنشاء رؤوس جسور متعددة على الجهة المقابلة للنهر عند إيفانغورود خلال شهر فبراير وعلى الرغم من ذلك بائت كل المحاولات للتقدم أبعد من الضفة السوفيتية من النهر بالفشل، ومن الناحية الأخرى نجح الهجوم الألماني المضاد في تدمير كافة رؤوس الجسور السوفيتية شمال نارفا وكذلك تقليص عدد تلك الموجودة جنوب المدينة مما عمل على تهدئة جبهة القتال والإبقاء على الصمود الألماني حتى شهر يوليو من العام نفسه حتى الهجوم السوفيتي الرابع على المدينة في شهر يوليو والذي أجبر القوات الألمانية على التراجع حتى خط تانينبرغ الدفاعي عند سينيمايد لمسافة 16 كم غرب نارفا، وخلال معركة خط تانينبرغ الحاسمة، تمكنت القوات الألمانية من الحفاظ على موقعها مما أجهض آمال جوزيف ستالين في سرعة الاستيلاء على إستونيا واستخدامها كقاعدة بحرية وجوية لشن الهجمات على فنلندا وكذلك الاستيلاء على بروسيا الشرقية، وعليه تعطّل المجهود الحربي السوفيتي في منطقة بحر البلطيق لمدة سبعة أشهر ونصف كاملة.
أرض المعركة
لعبت الطبيعة الجغرافية لمسرح القتال دورًا بارزًا في نتائج المعركة، فالأرض لا ترتفع لأكثر من 100 متر فوق سطح البحر كما تخترقها العديد من المجاري المائية وعلى رأسها نهري نارفاوبليوسسا[8] وهي منطقة غابات تتخللها المستنفعات مما يساعد على انخفاض الأرض وهو ما انعكس على أداء القوات السوفيتية في المعركة حيث أعاقت كثرة المستنقعات التحركات العسكرية الكبرى مما عطّل تقدّم القوات وأفقد أغلبيتها الدعم المُستمد من القوات المدرعة.[1]
من الناحية الإستراتيجية برزت المنطقة الممتدة بين الساحل الشمالي لبحيرة بيبوسوخليج فنلندا كنقطة اختناق بالنسبة للقوات السوفيتية حيث نهر نارفا الذي قسّم هذا الشريط اليابسي والذي لم يتجاوز عرضه أكثر من 45 كم وهي منطقة تعج بالأحراش مما أعاق القيام بأي عملية عسكرية واسعة النطاق وعليه لم يتبقَ للقوات السوفيتية سوى شبكة الطرق وخطوط السكك الحديدية الرئيسية الواصلة بين نارفاوتالين الممتدة من الشرق إلى الغرب بمحاذاة الساحل في حين لم تتواجد أية شبكات طرق أخرى تسمح بتنقّل الجنود على نطاق واسع سواها.[1]
^ ابجدهوToomas Hiio (2006). "Combat in Estonia in 1944". في Toomas Hiio, Meelis Maripuu, & Indrek Paavle (المحرر). Estonia 1940–1945: Reports of the Estonian International Commission for the Investigation of Crimes Against Humanity. Tallinn. ص. 1035–1094.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المحررين (link) صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link)
^ ابجدMart Laar (2006). Sinimäed 1944: II maailmasõja lahingud Kirde-Eestis (Sinimäed Hills 1944: Battles of World War II in Northeast Estonia) (بالإستونية). Tallinn: Varrak.
^Hannes Walter. "Estonia in World War II". Mississippi: Historical Text Archive. مؤرشف من الأصل في 2013-10-19. اطلع عليه بتاريخ 2020-05-31.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
^F.I.Paulman (1980). "Nachalo osvobozhdeniya Sovetskoy Estoniy". Ot Narvy do Syrve (From Narva to Sõrve) (بالروسية). Tallinn: Eesti Raamat. pp. 7–119.
^McTaggart, Pat The Battle of Narva, 1944, pp. 294, 296, 297,299, 302, 305, 307
^قدّم مارت لار في كتايه Sinimäed 1944: II maailmasõja lahingud Kirde-Eestis تقديرا غير مباشر للخسائر السوفيتية، فوفقا للتقارير الرسمية الصادرة عن الستافكا بلغت خسائر جبهة لينينغراد خلال عام 1944 665,827 جندي منهم 145,102 جندي ما بين قتيلومفقود ولم ترد إحصائية تفصيلية للخسائر البشرية خلال المعارك الدائرة حول نارفا، ولكن بالنظر لطول أمد المعركة قدّر مار نصف الخسائر المعلنة (56,564 ما بين قتيلومفقود علاوة على 170,876 مصاب) كخسائر مباشرة لهجوم لينينغراد-نوفغورود المؤدي لمعركة نارفا، يأتي هذا مماثلا لما أورده ف. بولمان في كتابه Ot Narvy do Syrve والذي أورد خسائر الجيش الصدامي الثاني بأكثر من 30,000 جندي عند رأس جسرنارفا خلال شهر فبراير، ومن خلال النظر لمجمل خسائر هجوم لينينغراد-نوفغورود والعمليات العسكرة الملحقة به سواء في فنلندا أو دول البلطيق استخلص لار مجمل الخسائر السوفيتية في معركة نارفا بما يُقدر بحوالي 100,000 جندي ما بين قتيلومفقود و380,000 مصاب، كما جاء تأكيد تلك الحصيلة من الخسائر السوفيتية (والتي تقارب النصف مليون جندي) في كتاب إ. باكستر تحت عنوان Battle in the Baltics 1944–1945.