خواتيم سورة البقرة:[1][2] هما الآيتان الأخيرتان من سورة البقرة، وهي آيات مدنية[3]، وقد ذكر العلماء ما اختصت به هاتان الآيتان من فضل وردت فيه أحاديث عن النبي محمد ، ومنها :أُعطيت خواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش ،و كذلك حديث: لا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان. و لاشتمالهما على غاية التفويض، والتسليم لأوامر الله ؛ولأن الدعاء بما فيهما متضمن لخيرى الدنيا والآخرة.
تعريف خواتيم سورة البقرة
خواتيم سورة البقرة: ويُقصد بها الآيتان الأخيرتان منها، كما أخبر النبي محمد، قال: الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأهما في ليلة كفتاه [4]، وهما قوله تعالى:
جاء في فضل هاتين الآيتين في خواتيم سورة البقرة أحاديث عديدة منها:[6]
حديث أبي مسعود الأنصاري قال: قال رسول الله : من قرأ هاتين الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة، كفتاه.[7][8] قال المنذري في معنى (كفتاه):أجزأتاه عن قيام تلك الليلة، وقيل: كفتاه ما يكون من الآفات تلك الليلة.وقيلِ: كفتاه مِنْ كل شيطان فلا يقربُه ليلتَه.وقيل: معناه: حَسْبُه بها فَضْلاً وأجْراَ. والله أعلم. انتهى.والصواب في مثل هذا: التعميم، فإنَّ اللفظ يحتمله، والفَضْلُ أوْسَعُ.[9]
حديث أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أُعطيت خواتيم سورة البقرة، من كنز تحت العرش، لم يعطهن نبي قبلي.[10][11]
حديث حذيفة بن اليمان : قال النبي : فُضِّلْنا علَى الناسِ بثلاثٍ : جُعِلَتْ صفوفُنا كصفوفِ الملائِكَةِ ، وجُعِلَتْ لنا الأرْضُ كُلُّها مسجِدًا ، و جُعِلَتْ تربَتُها لنا طَهورًا إذا لَمْ نَجِدِ الماءَ ، وأُعْطيتُ هذِهِ الآياتِ مِنْ آخرِ سُورَةِ البقرَةِ مِنْ كَنْزٍ تَحْتَ العرشِ لَمْ يُعْطَها نَبِيٌّ قَبْلِي.[12]
حديث النعمان بن بشير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله كتب كتاباً قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام، أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، ولا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان.[13]
عن عبد الله بن مسعود، قال: «لما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم، انتهي به إلى سدرة المنتهى، قال: " فأُعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثاً: أُعطي الصلوات الخمس، وأعطي خواتيم سورة البقرة، وغفر لمن لم يشرك بالله من أمته شيئا، المقحمات ".[14]
حديث عبد الله بن عباس، قال بينا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عنده جبريلُ إذ سمِع نَقيضًا من فوقهِ، فرفعَ جبريلُ بصرَه إلى السماءِ فقال: هذا بابٌ فُتِح من السماءِ ما فُتِح قطُّ قال فنزل منه ملَكٌ فأتَى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال أبشِرْ بنورَينِ أوتيتُهما لم يؤتَهُما نبيٌّ قبلكَ فاتحةِ الكتابِ وخواتيمِ سورةِ البقرةِ، لن تَقرأَ حرفًا منهما إلَّا أُعطيتَهُ.[15]، أَيْ: أُعْطِيت مُقْتَضَاهُ، وَالْمَرْجُوُّ أَنَّ هَذَا لَا يَخْتَصّ بِهِ -النبي محمد - بَلْ يَعُمّهُ وَأُمَّته.[16][17] وفي هذا الحديث فوائد عديدة منها:
أنهما من خصائص نبينا.
أنهما من خصائص هذه الأمة.
أنهما نزل بهما ملكٌ خاص.
أنهما فُتِحا لهما بابٌ من السماء خاص.
أنهما ما سأل عبدٌ ما بهما إلا أعطاه الله ما فيهما.
أنهما نورٌ وكفى بالنور نور.
أنهما نزلتا بحضرة جبريل، ومحمدٍ صلوات الله وسلامه عليهما.
جاء في حديث أَبي مسعودٍ البدْرِيِّ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: منْ قَرَأَ بالآيتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورةِ البقَرةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ.[20]، وأفاد هذا الحديث فوائد كثيرة منها:
تخصيص هاتين الآيتين من آخرها بكمالهما.
أن قراءتهما من أوراد الليل خاصة، وليستا من أوراد المساء والصباح والنوم.
أن الليل يدخل بغروب الشمس، فمتى قرأها الإنسان من أول الليل أو أوسطه أو آخره حصل له ذلك، وكلما بادر بالقراءة حتى ولو بعد غروب الشمس مباشرة كان أفضل وأكمل في الكفاية والحماية.
لما كان الليل لانتشار الشياطين وفساد المفسدين، جعل الله للعبد ما يحفظ به نفسه وداره وأهل بيته.
أنهما كفاية ودرعٌ وحفظٌ وعناية، واختُلِف في هذه الكفاية، والصحيح الأعم ما ذكره ابن حجر والنووي وابن القيم العَلم؛ أن الصحيح كفتاه من شرّ ما يؤذيه، فهما من الأوراد المتينة التي تمنع الأذى والشر، والإفساد والضرر، وتُعوِّذ العبد من كل سوء، فهما حفظٌ للعبد من كل مكروه وعينٍ وسحرٍ وضرر ومصيبةٍ وآفةٍ وشيطانٍ مؤذٍ وسوءٍ وشرّ، فتحفظان العبد من شياطين الإنس والجن، وتقيانه من مُضلات الشرور والفتن، كما قال تعالى: ﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ﴾ [الزمر:36].[21][22]
غريب الكلمات
﴿وقالُوا سَمِعْنا وأطَعْنا﴾ : السَّمْعُ هُنا كِنايَةٌ عَنِ الرِّضا والقَبُولِ والِامْتِثالِ، وعَكْسُهُ لا يَسْمَعُونَ أيْ: لا يُطِيعُونَ.[23]
غُفْرَانَكَ: أي: اغفِر مغفرتَك، أو نسألك مغفرتَك، والمغفرة: هي السَّتر لخَلَّة المسلم وفاقته، وترْك أذيَّته؛ وأصْل الغَفْر: السَّتر، والوقاية.
أَخْطَأْنَا: فاتَنا الصَّواب، وعدَلنا عنه، وسَهَوْنا، من غير تعمُّد -مِن أخْطأ-، وأمَّا إذا تعمَّد الذَّنب، وأثِم، فهو من خَطِئ لا مِن أخطأ. وقيل: هما بمعنًى واحد.
^البقاعي : إبراهيم بن عمر بن حسن الرباط بن علي بن أبي بكر (ت ٨٨٥هـ) ، مَصَاعِدُ النَّظَرِ للإشْرَافِ عَلَى مَقَاصِدِ السِّوَرِ ، دار النشر: مكتبة المعارف - الرياض ، ج2 /48.
^المتقي الهندي :علاء الدين علي بن حسام الدين ابن قاضي خان القادري الشاذلي (ت ٩٧٥هـ) ،المحقق: بكري حياني - صفوة السقا، كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال ،الناشر: مؤسسة الرسالة، الطبعة: الطبعة الخامسة، ١٤٠١هـ/١٩٨١م ، ج 1/ 570
^ ابلجنة الفتوى بالشبكة الإسلامية، فتاوى الشبكة الإسلامية، الجزء الثالث، تم نسخه من الإنترنت: في ١ ذو الحجة ١٤٣٠، هـ = ١٨ نوفمبر، ٢٠٠٩ م، http://www.islamweb.net،[وصلة مكسورة] تاريخ النشر بالشاملة: ٨ ذو الحجة ١٤٣١هـ، ص 84.
^عويضة محمد نصر الدين محمد، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، الجزء التاسع، تاريخ النشر بالشاملة: ٢٧ ربيع الأول ١٤٣٢هـ، ص 140.
^البخاري، محمد بن إسماعيل، صحيح البخاري، الجزء الرابع، الطبعة الأولى، دار القلم، بيروت، لبنان، 1407هـ -1987م، رقم الحديث: (4722).
^النيسابوري أبو الحسين مسلم بن الحجاج، صحيح مسلم، الجزء الأول، مطبعة عيسى الحلبي، دار إحياء التراث، بيروت، لبنان، 1955م، رقم الحديث: (808).
^البقاعي : إبراهيم بن عمر بن حسن الرباط بن علي بن أبي بكر (ت ٨٨٥هـ) ، مَصَاعِدُ النَّظَرِ للإشْرَافِ عَلَى مَقَاصِدِ السِّوَرِ ، دار النشر: مكتبة المعارف - الرياض ، ج2 /49.
^ابن حنبل الإمام أحمد، مسند الإمام أحمد بن حنبل، المحقق: شعيب الأرنؤوط، عادل مرشد، وآخرون، الجزء الثاني، الطبعة الأولى، الناشر: مؤسسة الرسالة، ١٤٢١هـ - ٢٠٠١م، رقم الحديث: (21604).
^الألباني: أبو عبد الرحمن محمد ناصر الدين، سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها، الناشر: مكتبة المعارف للنشر والتوزيع، الرياض، الطبعة الأولى، (لمكتبة المعارف)، 2002م، رقم الحديث: (1482).
^متفقٌ عَلَيْهِ: رواه البخاري، محمد بن إسماعيل، صحيح البخاري، الجزء الرابع، الطبعة الأولى، دار القلم، بيروت، لبنان، 1407هـ -1987م، رقم الحديث: (4008).و رواه النيسابوري أبو الحسين مسلم بن الحجاج، صحيح مسلم، الجزء الأول، مطبعة عيسى الحلبي، دار إحياء التراث، بيروت، لبنان، 1955م، ص 558.
^أبا الخيل: خالد بن علي، الفوائد المقررة في خواتيم سورة البقرة، مقالة منشورة، تاريخ النشر: 2022-10-12 - 1444/03/16.
^ابن عاشور، محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر التونسي (ت : ١٣٩٣هـ) ، االتحرير والتنوير «تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد» ، الدار التونسية للنشر - تونس ،سنة النشر: ١٩٨٤ هـ ، ج 3 /133 .
^السيوطي ، الدر المنثور في التفسير بالمأثور - المجلد 1 - الصفحة 279 - جامع الكتب الإسلامية .
^ابن قتيبة :أبو محمد عبد الله بن مسلم الدينوري (ت ٢٧٦هـ) ،المحقق: أحمد صقر ، غريب القرآن ،الناشر: دار الكتب العلمية (لعلها مصورة عن الطبعة المصرية)السنة: ١٣٩٨ هـ - ١٩٧٨ م،ص107.
^"غريب الكلمات". الدرر السنية- موسوعة التفسير. مؤرشف من الأصل في 2023-05-23. اطلع عليه بتاريخ 2023-05-23.
^الموسوعة الفقهية الكويتية ،صادر عن: وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية - الكويت ،الطبعة الثانية، ج 14/ص 217.
^ابن عاشور، محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر التونسي (ت : ١٣٩٣هـ) ، االتحرير والتنوير «تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد» ، الدار التونسية للنشر - تونس ،سنة النشر: ١٩٨٤ هـ، ج3 /134.
^ابن عاشور، محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر التونسي (ت : ١٣٩٣هـ) ، االتحرير والتنوير «تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد» ، الدار التونسية للنشر - تونس ،سنة النشر: ١٩٨٤ هـ، ج3 /135.
^ابن عاشور، محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر التونسي (ت : ١٣٩٣هـ) ، االتحرير والتنوير «تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد» ، الدار التونسية للنشر - تونس ،سنة النشر: ١٩٨٤ هـ ، ج 3 / 132-133 .