حريم السلطان (مسلسل)
حريم السلطان (بالتركية: Muhteşem Yüzyıl) هو مسلسل تلفزيوني تركي تاريخي ملحمي من 4 مواسم، عن الخليفة المسلم سليمان القانوني، أنتجه تيمور صافجي حسب رواية ميرال أوكاي، على القناة التلفزيونية التركية شو تي في أسبوعيا وفي أوقات الذروة على قناة ستار تي في التركية، وقد حقق المسلسل نجاحاً ساحقاً بتركيا ليتم عرضه في عدة دول عربية مدبلجًا باللهجة السورية. يقدم المسلسل صورة مُتخيلة عن حياة السلطان العثماني سليمان القانوني ونزواته مسلطًا الدور أكثر على حياته الخاصة، وهو ما أثار لغطاً كبيرًا في تركيا بلغ حد المطالبة بتوقيفه من قبل البرلمان التركي، لأنه يحرف كثيرا من الحقائق وكون السلطان سليمان كان يقود الحملات الهامة بنفسه وقد توغل في عمق أوربا حتى وصل إلى فيينا، وقاد بنفسه ثلاث عشرة حملة عسكرية كبرى وفتح بنفسه 360 حصنا وقلعة،[1] وبلغت الدولة الإسلامية في عهده أقصى اتساع لها حتى أصبحت أقوى دولة في العالم، وكانت قيادته للجيش العثماني قد أكسبته هيبة بين شعبه وجيشه وطاعتهم له وساعدت قيادته للجيش بعدم حصول أي تمرد أو عصيان من الجيش العثماني أو الإنكشارية عليه، [2] وهو الذي قال: «أُحب أن أموت غازيًا في سبيل الله»، قالها عندما خرج للجهاد عازما على حصار سيكتوار وكان عمره تجاوز السبعين عاما ونصحه الأطباء بالبقاء في العاصمة لكنه أصر أن يخرج على رأس ذلك الجيش، [3] وهو ما تجاهله المسلسل.[4] ملخص المسلسليروي المسلسل التاريخي «حريم السلطان» في تصوير درامي قصة حياة السلطان سليمان القانوني الذي حكم الدولة العثمانية في فترتها الذهبية من سنة 1520 ميلادية وحتى وفاته سنة 1566 ميلادية. ويعتبر أهم حاكم في تاريخ الدولة العثمانية. تدور أحداث المسلسل التاريخي «حريم السلطان» خلال فترة القرن السادس عشر، ويستعرض الأحداث التي تجري في مقر حريم السلطان المعروف (بالحرملك السلطاني). يستهلّ المسلسل حلقاته الأولى بصعود السلطان سليمان صاحب الحق الشرعي إلى السلطة بعمر 26 عاماً، بعد أن وضع نصب عينيه هدف تأسيس إمبراطورية أقوى من سلطة الإسكندر الكبير وأن يجعل من العثمانيين قوة لا تقهر، وليصبح خلال فترة حكمه التي دامت 46 عاماً، السلطان الشاب، والمحارب والحاكم الكبير، بعد تلقّيه نبأ تتويجه في حفلة صيد عام 1520 غير مدرك أنه سيحكم في ما بعد إقليماً يتجاوز أحلامه. وعند تنصيبه كحاكم للدولة العثمانية ترك زوجته (ماهيدفران) وابنه الصغير مصطفى وقصره في (مانيسا)، لينطلق بصحبة صديقه المقرّب ورفيقه إبراهيم للوصول إلى قصر طوب قابي في العاصمة أستانا. وفي هذه الأثناء، أبحرت سفينة عثمانية إلى البحر الأسود لجلب النساء هدايا للقصر، من بينهن (آلكساندرا لا روسا)، ابنة كاهن روسي أرثوذكسي بيعت للقصر. والتي ستصبح في المستقبل (هُرم)، زوجة السلطان سليمان وستنجب منه سليم الذي سيتولى حكم الدولة العثمانية بعد وفاة أبيه عبر سلسلة من المكائد وسفك الدماء التي دفع ثمنها وزيره الكبير (إبراهيم باشا). إضافة إلى إعدامه لأحد أبنائه كي تستمر لعبة السلطة الدموية، حيث الغاية تبرّر الوسيلة وكل شيء يصبح مقبولاً من أجل أن تنتصر لعبة السياسة والسلطة. أبطال المسلسلتمّ اختيار الممثلة الألمانية من أصل تركي مريم أوزرلي لكون الدور الذي من المفترض أن تقوم بتأديتها لجارية روسية لا تتقن التركية من الأساس، تصبح فيما بعد أقوى سلطانة في الدولة العثمانية.[5] كما تطلّ الممثلة التركية نور فتاح أوغلو التي عرفت بأسم بيسان في مسلسل العشق الممنوع (مسلسل) من خلال المسلسل في دور زوجة السلطان الأولى السلطانة ناهد دوران وام ولي العهد الأول الأمير مصطفى. هذا ويجسّد الممثل التركي خالد ارغنج دور السلطان سليمان القانوني. ليتمّ اختيار ملكة جمال تركية الممثلة نباهت جهره المعروفة بٱسم فيروز خانم في مسلسل العشق الممنوع (مسلسل) لتجسّد دور السلطانة الأم والدة السلطان ورئيسة الحرملك.
دبلجة المسلسلتكفلت شركة استديوهات آي بي سي للدبلجة والترجمة ABC Dubbing and Subtitles Studios [6] المعروفة بأداءها بدبلجتها لعدة مسلسلات، بإعداد ودبلجة المسلسل التركي في حين أن حقوق التوزيع في العالم العربي هي ملك لمؤسسة دبي للإعلام. لم يتم تغيير أسماء الدول والمدن والأماكن في المسلسل لسببين حسب قول الشركة المدبلجة. الأول أن أسماء المدن والمناطق بات معروفاً الآن. وثانياً، مسلسل حريم السلطان هو مسلسل تاريخي، لهذا لم يستطع الكاتب تغيير أسماء القصور أو حتى المعارك. ليس في هذا المسلسل فقط، بل في جميع المسلسلات. لكن القاعدة لم تطبق على أسماء لكن رغم أنه مسلسل تاريخي وشخصيات المسلسل كانت حقيقية، ولكن تمت دبلجة بعض أسماء شخصيات المسلسل، نظراً لصعوبة نطق أسماء الشخصيات الأصلية مثل الجارية التي احبها السلطان التي كان اسمها لكن رغم أنه مسلسل تاريخي وشخصيات المسلسل كانت حقيقية، إلا أن صعوبة نطق أسماء الشخصيات الأصلية دعت شركة الدبلجة إلى تغيير بعض أسماء شخصيات المسلسل، مثل اسم الجارية التي احبها السلطان والتي كان في الأصل ألكسندرا (حافظت عليه الدبلجة) لكن عندما أسلمت وغيرت اسمها إلى هُّرم (المعروفة بأسم روكسلان عند الغربيين) أو كما يقولها العرب خُّوريم تم دبلجة الاسم إلى هُيام. أما زوجة السلطان الأولى ماهدفران تحولت إلى ناهد دوران والكثير من الشخصيات تم تغير اسماءها.
طاقم العمل في النسخة العربية
الحلقاتالانتقادات الموجهة للمسلسليرى الداعية الإسلامي أن المسلسل افترى على السلطان سليمان القانوني، حيث يقول"هل نصدق في وصفه ابن العماد الحنبلي الذي جاء بعده بقليل وقال فيه: (لا يعرف الغلّ والخداع، ويتحاشى عن سوء الطباع ولا يعرف المكر والنفاق، ولا يألف مساوئ الأخلاق، بل هو صافى الفؤاد، صادق الاعتقاد). أم أن نصدق ميرال أوكاي التي جاءت لنا بعد خمسمائة عام بزبالات كتب أعداء الخليفة لتصوغ لنا (حريم السلطان) وتظهر الخليفة رجلا فاسدا معاقر خمر متقلبا بين أحضان النساء يضحكن عليه ويغوينه؟ !"[7] وواجه المسلسل انتقادات عدة من الجمهور، وتظاهر عدد كبير من الأتراك أمام مبنى قناة «شو تي في» ورشقوها بالبيض الفاسد وقاموا بتمزيق إعلانات المسلسل.[8] واندلعت هذه الموجة من الانتقادات عقب خطاب في مطار محلي في 2012، لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان خص فيه جانباً من الحديث لإدانة المسلسل، وتهديد فريق عمله بالتتبع القضائي: «ليس لدينا أجداد مثلما يجري تصويرهم في المسلسل» وقال أردوغان: إنه لا يعرف السلطان سليمان القانوني بالشخصية التي يظهر فيها في المسلسل، لافتاً إلى أن الأخير قضى ثلاثين عاماً من عمره على ظهر الخيول في إطار الحروب والفتوحات التي خاضها.[9] كما تقدم النائب التركي عن حزب العدالة والتنمية الحاكم أوكتاي سارال بعريضة أمام البرلمان لإصدار قانون يسمح بوقف عرض مسلسل «القرن العظيم» المعروف في العالم العربي بحريم السلطان.[10] أسقطت النيابة العامة في إسطنبول التهم الموجهة ضد مخرجي مسلسل (حريم السلطان) ونجميه الأساسيين اللذين أديا دور السلطان سليمان القانوني والسلطانة هُيام، والمتعلقة بالإساءة إلى ذكرى السلطان العثماني (سليمان القانوني). ويذكر أن المخرج والممثلين شاركو في اعتصام مظاهرات 2009 المناوئة للاستحواذ على حديقة وأعمال العنف من الشرطة، ما أدى لعلاقة متوترة معهم مع الحزب الحاكم؛ كما يري قطاع كبير من العالم الإسلامي والعربي أنها تشويه صريح وحرب ضد آل عثمان العظام؛ ومنهم السلطان سليمان القانوني والسلطان أحمد خان الذي وُصف في المسلسل بالضعف وعدم اتخاذ القرارات؛ وهو علي النقيض من هذا تاريخيا هو وأخوته وأبنائه. انتقاد الجامعاتيقول أكبر بروفسورات التاريخ في تركيا إيلبار أورتا ييل، في لقاء صحفي له مع قناة 24 التركية بتاريخ 29 نوفمبر 2012، بأن " من كتب مسلسل " القرن العظيم "، أو مايعرف عربيًا " سلطان الحريم "، لا يعي أي شيء في التاريخ، وإنما قام بتغيير الوقائع التاريخية الخاصة بعهد سليمان القانوني الذي يُعد من أقوى السلاطين العثمانيين وأقلهم جلوسًا في قصره، ويبدو بأن الهدف هو قلب الحقائق للتقليل من حجم وقيمة سلطان وقائد عثماني فذ أقلق منام الغرب وأعداء الدولة الإسلامية في ذلك العهد. [11] تكذيب التاريخ والجانب العلميومرد عديد هذه الانتقادات كان استناد المسلسل للنقل الروائي للكاتبة ميرال أوكاي (التي تتحفظ عليها كشخص الأوساط المحافظة لآراءها، حيث يتهمها عنها مقربون لحزب العدالة والتنمية بسبب كتبها أنها ملحدة) لحياة السلطان التي تركزت على الجانب الحسي والعاطفي. لكن بعض هذه الانتقادات كانت بالفعل له سند تاريخي علمي مثل بعض التسميات (مانيسا، ديار بكر) والأشياء (مثل الطماطم وبعض زينة قصر مصطفى وإبراهيم باشا وعناصر لباس تم تحليلها بالتفصيل من طرف مختصين) لم تكن موجودة أصلاً في الإطار المكاني والزماني الذي يغطيه المسلسل. مع ذلك يدافع مخرجون عالميون عن المسلسل لشح المعلومات التاريخية عن تلك التفاصيل الصغيرة. يرى بعض المنتقدين للمسلسل أن المسلسل شوه صورة السلطان العثماني سليمان القانوني خاصة لأنه من أكثر أعداء أوروبا وقد أذاقها الويلات في ساحات النزال ولا يستطيع العلمانيون الانتقام منه إلا بهذه الطريقة ويقولون إن كاتبة السيناريو هي علمانية متطرفة لا علم لها بالتاريخ نهائيا. [12] [13] التوزيع في جميع أنحاء العالم
مراجع
روابط خارجية
في كومنز صور وملفات عن Muhteşem Yüzyıl. Information related to حريم السلطان (مسلسل) |