ظهرت حركة الصحوة في السعودية في بداية التسعينيات وقامت بالعديد من الاعتصامات، الحكومة السعودية واجهت هذه الحركة بحملة من الاعتقلات حيث اعتقل مايقارب 110 شخص من بينهم سلمان العودة، وسفر الحوالي. ونتج عن هذه الاعتقالات انتفاضات في منطقة بريدة والرياض.[5] خلّف قمع هذه الحركة أثرًا كبيرًا في الحركة الجهادية، حيث أقتنع الاسلاميون بأن قمع الحكومة السعودية لهم برهانًا على الطابع الغير اسلامي للحكومة السعودية، وعلى خضوعها للحكومة الأمريكية، وعلى عدم جدوى الاحتجاج السلمي وأنه ليس أمامهم خيار سوا اللجوء إلى العنف.[6] وأنطلقت أول شرارة الأحداث في 11 نوفمبر1994، عندما قام شاب غاضب على حملة الاعتقالات ضد أعضاء حركة الصحوة يدعى عبد الله بن عبد الرحمن الحضيف بسكب مادة حارقة على عقيد في المباحث العامة يدعى سعود الشبرين.[7] ألقي القبض على عبد الله بن عبد الرحمن الحضيف بعد وقت قصير من هجومه، ثم أعدم في السجن في 12 أغسطس1995، وزعم الاسلاميون بان الحضيف تعرض للتعذيب من قبل أفراد المباحث العامة حتى الموت.[8] وتلقى الاسلاميون خبر إعدام الحضيف بغضب شديد وأطلقوا عليه لقب الشهيد وأصبح الحضيف رمز عند الاسلاميون. وأتهم الاسلاميون الحكومة السعودية بفتح «باب الدم».[9]
قرر مجموعة من أصدقاء عبد الله الحضيف، وهم: رياض الهاجري، وخالد السعيد، وعبد العزيز المعثم، ومصلح الشمراني الذي ذكر أنه قال: «والله لا نكون رجالًا إن لم نثأر للشيخ عبد الله.»[10] الإنتقام من الحكومة السعودية من خلال إستهداف مجمع تستخدمه شركة فينيل التابعة للجيش الأمريكي والتي تعمل على تدريب الحرس الوطني في وسط العاصمة الرياض بسيارة مفخخة بعبوة متفجرة تزن 100 كيلوغرام في 13 نوفمبر1995، وكانت نتيجة الهجوم مقتل 5 جنود أمريكيين وهنديان، وأصيب مايقارب 60 شخص آخر بجروح.[11] دفع تفجير الرياض الحكومة السعودية بالقيام بحملات إعتقالات واسعة طالت العائدين من الجهاد في أفغانستانوالبوسنة والهرسك، وأخضعت المعتقلين لاستجوابات قاسية، من أجل التعرف على المذنبين. أُلقي القبض على نحو 200 شخص، منهم 30 شخصًا من أعضاء الجماعة الليبية المقاتلة.[12][13][14] حدث بعد تفجير الرياض تطور بارز جدًا ففي شهر يناير لعام 1998، ألقت قوات الأمن العام على مجموعة من المسلحين المزودين بصواريخ ساغرالمضادة للدبابات في جنوب السعودية. وكان الهدف من تهريب الصواريخ من اليمن إلى السعودية هو أستهداف القنصلية الأمريكية في جدة بهذه الصواريخ أثناء زيارة نائب رئيس الولايات المتحدةآل جور للسعودية.[15] وبحسب مصادر رسمية أمريكية وسعودية بأن أسامة بن لادن كان خلف خطة استهداف القنصلية الأمريكية في جدة، ووجه عبد الرحيم النشيري لتفيذ الخطة. وبعد اكتشاف المخطط ردت الحكومة السعودية بحملة إعتقالات قاسية استهدفت الاسلاميون وكانت نتيجة الحملة القبض على مايقارب 800 إسلامي، وقامت الحكومة السعودية بارسال رئيس الاستخبارات العامةتركي الفيصل إلى قندهار في أفغانستان للضغط على الملّا عمر من أجل تسليم أسامة بن لادن.[16] وأعترف تنظيم القاعدة في مجلة صوت الجهاد في عام 2004، بأن العديد من الاسلاميين الذين عادوا من الجهاد في البوسنة والهرسك إلقيَ القبض عليهم بسبب قضية الصواريخ التي حدثت في يناير 1998.[17] وجرت محاولة ثانية في 1998، لتهريب صواريخ من نوع ستريلا-2 قام بها إسلاميون مصريون يقيمون باليمن، حيث خططوا لنقلها إلى السعودية من إجل محاولة اسقاط الطائرات الأمريكية والمصرية، وردت الحكومة السعودية على هذا المخطط بالقبض على 300 إسلامي.[18] أقرّ أسامة بن لادن في مؤتمر صحفي عقده في أفغانستان في مايو 1998، بالاستيلاء على الصواريخ لكنه تباهى بأن الصواريخ التي تم العثور عليها أقل بكثير من مما لم يتم العثور عليها.[19]
منذ 1998، كان لزعيم تنظيم القاعدةأسامة بن لادن هدف رئيسي وهو طرد القوات الأمريكية المتواجدة في السعودية. ولكن في 2001، قرر أسامة بن لادن وقف إستهداف السعودية لهدفين: الأول لأن السعودية كانت المصدر الرئيسي للتجنيد والتمويل لتنظيم القاعدة (من رجال أعمال وجمعيات خيرية ومتبرعين أفراد)، واستهدافها قد يضر الدعم سواء المالي أو التجنيد، والثاني ان تنظيم القاعدة يريد تأسيس فرع له في السعودية ولا يريد أن تنتبه الحكومة السعودية لمحاولة تأسيس الفرع.[20] حقق الهدف الأول نجاحًا مذهلًا إذ أن الدعم المالي استمر بالتدفق بشكل كبير، بالإضافة إلى أن معسكرات التدريب اكتظّت بالسعوديين. وبحسب أحد قادة تنظيم القاعدة وهو خالد شيخ محمد بأن السعوديون شكلوا 70% من المجندين في معسكرات التدريب العربية في أفغانستان.
[21] ولكن الهدف الثاني فشل لأن جميع الذين أرسلهم أسامة بن لادن لتأسيس الفرع في السعودية لم يكونوا سعوديون بل كانوا من دول شمال أفريقيا وكانوا يفتقرون إلى الشبكات الاجتماعية،[21] بالإضافة إلى أن العديد من المجاهدين القدماء والشيوخ المتطرفين كانوا في السجون حينها.[22] إلا انه بعد تفجيرات 11 سبتمبر 2001 وإعلان أمريكا وحلفائها الحرب على الإرهاب قرر زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن المضي قدمًا في تأسيس فرع للقاعدة في السعودية والبدء في ضربها من الداخل.
فترة البداية
تأسيس القاعدة في السعودية
"إن ما نقوم به اليوم من عمل ضد أعداء الله من الأمريكان وغيرهم في بلاد الحرمين، إنما هو استجابة لله عز وجل، واستجابة لنداء رسوله ﷺ بأن قال: ((أخرجوا المشركين من جزيرة العرب))."[23]
هي الفترة التي تأسست بها القاعدة في السعودية، وكانت في هذه الفترة مرحلة التجنيد وبناء مخازن السلاح. وأشتهرت هذه الفترة بضعف العمليات التي نفذتها القاعدة بسبب نشأتها الحديثة.
بدأت القاعدة بالتخطيط للقيام بعملية نوعية في العاصمة الرياض، وتم تجهيز منزل في حي الجزيرة بشرق الرياض بمصنع لصنع المتفجرات، ومخازن للأسلحة. إلا أنه في 18 مارس2003، إنفجرت عبوة متفجرة بالخطأ أثناء تجهيزها في المنزل وقتل مهندس صنع المتفجرات فهد بن سعران الصاعدي بسببها، وبعد وصول قوات الشرطة إلى المنزل تبين أن المنزل يحوي مواد شديدة الانفجار، وذخيرة، و12 رشاشاً وبندقيتين، و3 قنابل، ومعمل، وهويات مزورة. فكانت هذه العملية هي الشرارة الأولى لانطلاق عمليات البحث عن الإرهابيين في السعودية وإعلان الحرب على تنظيم القاعدة في السعودية.
في 6 مايو2003، قامت قوات الامن العام بمطاردة سيارة مشتبه بها، وكشفت قوات الامن العام أثناء المطاردة، على منزل فارغ في حي اشبيلية شرق العاصمة الرياض، كانت تختبئ فيه خلية تابعة لتنظيم القاعدة في السعودية، ووجد داخل المنزل، 55 قنبلة يدوية، والآلاف من الذخائر المختلفة، وعدد من وثائق السفر وإثباتات الهوية وغيرها من المفكرات والنشرات، ومبالغ مالية، وحقائب حديدية كبيرة الحجم مملوءة بقوالب من مواد عجينية شديدة الانفجار، ورشاشات من نوع أيه كيه-47، وأجهزة كومبيوتر، وأجهزة اتصال، كما عثر على سيارة داخل فناء المنزل يوجد بها كميات كبيرة من أدوات التنكر كالشعر المستعار وغيره. والمادة المتفجرة من نوع آر دي اكس، وهي من اشد أنواع المتفجرات تدميرا.[24][25]
أدركت الحكومة السعودية خطر تنظيم القاعدة فقامت في 8 مايو2003، بأصدار قائمة تضم أسماء 19 عضوا في تنظيم القاعدة في السعودية وكانت هذه القائمة الأولى في تاريخ السعودية التي تعلن فيها أسماء مطلوبين في قضايا أمنية، وضمت القائمة أبرز أعضاء التنظيم، وهم: تركي الدندني، علي الفقعسي، خالد الجهني، صالح العوفي، عبد العزيز المقرن، عبد الكريم اليازجي، هاني الغامدي، محمد الوليدي الشهري، راكان الصيخان، يوسف العييري، عثمان العمرين، بندر الغامدي، أحمد الدخيل، حمد الشمري، فيصل الدخيل، سلطان جبران سلطان القحطاني، جبران حكمي، عبد الرحمن جبارة، خالد حاج.[26]
الحرب على القاعدة في السعودية
بعد 3 أشهر من تفجير حي الجزيرة، حدثت سلسلة من الإنفجارات الدموية في السعودية، وكان أولها أربعة إنفجارات وقعت بالعاصمة الرياض في 12 مايو2003،[27] حيث إستهدف تنظيم القاعدة فرع السعودية بعمليات انتحارية بواسطة سيارات مفخخة مليئة بالمتفجرات أربعة مجمعات سكنية، الأول مجمع غرناطة السكني، أما الانفجار الثاني فقد استهدف مجمع جداول السكنى، أما الانفجار الثالث فقد وقع في حي البديعة غرب الرياض، أما الإنفجار الرابع فقد إستهدف مجمع الحمرا. وأعلنت وزارة الداخلية أن عدد الوفيات الناجمة عن الانفجارات قد بلغ 20 شخصا في حين بلغ عدد المصابين 194 شخصا معظم اصاباتهم اصابات طفيفة. بالإضافة إلى وجود 9 جثث متفحمة في مواقع الانفجارات يشتبه بأنها عائدة لأعضاء تنظيم القاعدة. وأسهم وجود رجال الأمن الموجودين في المجمعات قبل الانفجار وتبادلهم لإطلاق النار مع الارهابيين في تلافى وقوع اصابات ووفيات كبيرة في الساكنين بتلك المجمعات.[28] وأعلنت الحكومة السعودية في اليوم التالي عن ارتفاع حصيلة ضحايا تفجير المجمعات في الرياض إلى 29 قتيلاً وإصابة 194 آخرين. ومن بينهم 9 جثث للانتحاريين المنفذين للهجوم منهم 5 على قائمة الـ19 وهم: خالد الجهني، محمد الوليدي الشهري، هاني عبد الكريم الغامدي، جبران حكمي، عبد الكريم اليازجي.
قامت السعودية بعد سلسلة التفجيرات التي حدثت بالرياض، بحملات إعتقال ومداهمات واسعة أدت إلى تفكيك العديد من الخلايا، وقتل وتوقيف العديد من أعضائها. في محاولات لتفادي تكرار حدوث العمليات الانتحارية من خلال القبض على أعضاء تنظيم القاعدة فرع السعودية قبل تنفيذ عملياتهم الانتحارية. وكانت أول الحملات في 18 مايو2003، عندما قبضت قوات الأمن العام على خلية مكونة من 4 أشخاص ينتمون لتنظيم القاعدة فرع السعودية.[29][30] وفي 20 مايو، قبضت قوات الأمن العام على خلية مكونة من 3 أشخاص يحملون الجنسية المغربية في مدينة جدة. وفي 24 مايو، إقتحمت قوات الأمن العام أحد المنازل الفارغة التابعة لتنظيم القاعدة فرع السعودية بمحافظة الخرج وعثرت على شنطتين بداخلهما مواد شديدة الانفجار من نوع آر دى اكس.
[31] وفي نفس اليوم في المدينة المنورة ألقت قوات الأمن العام القبض على مهرب يحمل الجنسية اليمنية حوال تهريب 60 كجم من متفجرات تي إن تي لتنظيم القاعدة فرع السعودية.[32] وفي 26 مايو، ألقت قوات الأمن العام القبض على 5 أشخاص من المطلوبين أمنياً، إثنين منهم في داخل منزل بحي الإسكان بالمدينة المنورة وهما منظري تنظيم القاعدة فرع السعودية وهما أحمد حمد الخالدي، علي خضير فهد الخضير، وثلاثة في مقهى للإنترنت بالمدينة المنورة وهم: سعد عبد الرزاق فيضي الغامدي، تركي عبد العزيز الفهيد، محمد عبد الفتاح محمد كرام وهو مواطن مغربي، وبحوزتهم أسلحة ومواد تستخدم لصنع متفجرات.[33] وفي 27 مايو، ألقت قوات الأمن العام القبض في فيلا بحي الازهري بالمدينة المنورة على: ناصر حمد حمين الفهد، ومحمد سالم الغامدي، وهشام مبارك الحكمي، وعمر مبارك الحكمي، ومجدي أحمد محمد إبراهيم عبد الله الخبراني، وطالب أحمد كريم وهو مغربي. وضبطت معهم مجموعة من الأسلاك المتنوعة لعمل دوائر كهربائية لغرض التفجير، ومواد كيماوية، وصناديق ذخيرة، ورشاشاتأيه كيه-47، ومسدسات، ومجموعة من المنشورات كتبت عليها طريقة اعداد العبوات الناسفة ومبالغ نقدية.[34]
"في زمن كثر فيه المخذِّلون، واشرأب فيه النفاق والمنافقون، وقل الناصحون، أصبح المجاهدون غرباء بين الأهل والأحباب، وبين الأقارب والأصحاب، فلا يجدون على الخير أعوانًا إلا ما ندر، ولا يجدون على الطريق أنصارًا إلا من رحم الله..."[35]
وبعد مطاردة لاحدى السيارات التي فرت من أحد مواقع القبض تمكنت قوات الأمن العام من ايقاف السيارة والقبض على من فيها واتضح أنها بقيادة المدعو عبد المنعم علي محفوظ الغامدي وترافقه ثلاث نساء عربيات بدون هويات وهم غيداء احمد محمد سويدة سورية الجنسية، وهي زوجة عبد المنعم المذكور، وحنان عبد الله رقيب مغربية الجنسية وهي زوجة سلطان جبران سلطان القحطاني، والعيادية أحمد محمد الصياد مغربية الجنسية، وهي زوجة علي عبد الرحمن الفقعسي، وقد ضبط معهم أسلحة نارية، ووثائق مزورة.[36]
وقامت الحكومة السعودية بتوجيه أقوى ضربة لتنظيم القاعدة في 1 يونيو2003، عندما قامت قوات الأمن العام في مدينة تربة في شمال منطقة حائل بإيقاف مربكة من نوع تويوتا يستقلها شخصان متوقفة على الطريق واشتبه فيها، وعندما طلب رجال الأمن من السائق اثبات هويته فر هاربا وقام رجال الأمن بمطاردتهم حيث سلكوا طريقًا صحراويًا واثناء المطاردة قام الهاربان بالقاء قنبلة يدوية على رجال الأمن مما نتج عنه وفاة جنديين، واصابة جنديين أخرين، وبعد مطاردتهم قُتل أول زعيم لتنظيم القاعدة في السعودية وهو المؤسس يوسف صالح فهد العييري، والقاء القبض على الأخر، وبعد التحقيق أتضح أنهما حاولا الهرب إلى العراق.[37][38]
فترة الإنتكاسة
القاعدة بعد مقتل مؤسسها
بعد مقتل يوسف العييري وتولي خالد الحاج زعامة تنظيم القاعدة فرع السعودية، شرع خالد الحاج بإنشاء 5 مجموعات أو خلايا تابعة لتنظيم القاعدة، الأولى خلية الخرج ومهمة هذه الخلية جمع المعلومات عن قاعدة الأمير سلطان الجويةبالخرج وتجنيد المنفذين لهذا العمل وتصوير القاعدة والبدء في التجهيز ونقل الأسلحة والمتفجرات لمحافظة الخرج للشروع في تفجير القاعدة. أما الخلية الثانية وهي خلية الجنوب ومهمة هذه الخلية جمع المعلومات عن قاعدة الملك خالد الجويةبخميس مشيط وتصويرها وتجميع الأسلحة بغرض القيام بتفجيرها. أما الخلية الثالثة وهو خلية الأحساء ومهمة هذه الخلية هي تهريب ونقل قائد الخلية تركي الدندني ومعاونيه الأساسيين من الرياض قبل حدوث التفجيرات بيوم وإخفائهم بالأحساء. أما الخلية الرابعة وهي خلية الجوف ومهمة هذه الخلية التستر على تركي الدندني وسعيهم لتهريبه خارج السعودية. أما الخلية الخامسة وهي خلية الدرعية ومهمة هذه الخلية التخطيط لتنفيذ أهداف من أهمها مجمعات سكنية يقطنها أجانب، وبرج الفيصلية، وبرج المملكة، واستهداف حافلة نقل لأطفال أجانب. وأوكل مهمة إدارة هذه الخلايات الخمس لتركي الدندني وعلي البارقي.[39][40]
ولم تتوقف حملات السعودية الأمنية بعد مقتل مؤسس تنظيم القاعدة يوسف العييري بل استمرت وزادت بشكل أكبر من السابق، وقامت السعودية بمطاردة خلايا تنظيم القاعدة في السعودية بالخارج وكان أولها الضغط على السودان من أجل تسليمها 18 شخص لهم علاقة بتنظيم القاعدة داخل السعودية، ورضخت حكومة السعودان للضغوطات وقامت بتسليم 17 سعودي وفلسطيني للسعودية في 6 يونيو2003، حيث قبضت عليهم الحكومة السودانیة وھم يتدربون على استخدام الأسلحة في معسكر تدريبي بمنطقة لقاوة بولاية كردفان بغرب السودان.[41]
أما في الداخل ففي 14 يونيو، قادت مطاردة بدأت من نقطة تفتيش عندما رفض صاحب سيارة التوقف، وبادرت المجموعة بداخل السيارة باطلاق النار برشاشاتأيه كيه-47، إلى شقة بعمارة بحي الخالدية بمكة المكرمة يختبئ بها خلية مكونة من 17 عضو تنظيم القاعدة، وقامت قوات الطوارئ الخاصة بمداهمة الشقة. وقتل 5 من أعضاء تنظيم القاعدة، والقبض على 12 عضو.[42] وأعلنت الحكومة السعودية أنها وجدت مع الخلية التي كانت تخطط للقيام بعمل ارهابي نوعي في منطقة مكة المكرمة قنابل، وأسلحة، ومواد كيميائية، وأجهزة متفجرات.[43]
الإطاحة بأبرز أعضاء القاعدة
عرض الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود في 23 يونيو بتخفيف العقوبة عن المطلوبين للأجهزة الأمنية الذين يعلنون توبتهم خلال مهلة شهر.[44] وتسبب هذا القرار بهزة قوية للتنظيم حيث إنشق العديد من القيادات والأعضاء من صفوف تنظيم القاعدة فرع السعودية وتسليم أنفسهم لوزارة الداخلية، وأبرزهم علي عبد الرحمن الفقعسي،[45] ومنصور بن محمد أحمد فقيه،[46] وعبد الله ابن عطية حضيض السلمي،[47]
وبعد ثلاثة أيام من إعلان وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود حصيلة المقبوض عليهم، انتحر 4 مطلوبين بتفجير أجسادهم داخل مسجد في قرية بمنطقة الجوف، وكان المطلوبون بادروا بإطلاق النار على رجال الأمن أثناء محاصرتهم في المسجد وهم تركي الدندني، وعبد الرحمن جبارة وهو كويتي، وراجح العجمي وهو كويتي، وعماش السبيعي، فيما سلم مساعد الرويلي إمام المسجد نفسه للجهات الأمنية، كما قبض رجال الأمن على 3 أشخاص عزموا على تهريب مطلوبين خارج السعودية.[50]
28 يوليو، في منطقة القصيم طوقت قوات الأمن العام، مزرعة في بلدة غضي في مدينة عيون الجواء يوجد بها ستة مطلوبين، حيث قام الأشخاص الستة بإطلاق النار على رجال الأمن مستخدمين القنابل اليدوية، ونتج عن ذلك القبض على أربعة أشخاص آخرين قاموا بإيواء أعضاء تنظيم القاعدة وأسفر الهجوم عن مقتل 6 من أعضاء القاعدة وهم أربعة سعوديين وتشاديان وإصابة آخر، وضبط عدد من الأسلحة والذخيرة، تم القبض على 3 مطلوبين في جبل ساق بالقرب من مدينة بريدة دون مقاومة.[52] وفي 7 أغسطس أحبطت قوات الأمن العام، محاولة تفجير إحدى الشركات المتخصصة في صناعة الإسمنت في منطقة القصيم، وقبض على شخص داخل سكنه في المصنع وبحوزته قنابل وديناميت أخفاه بمكيف السكن. وقبضت أيضا قوات الأمن العام على ثلاثة من المطلوبين في صحاري شمال شرقي مركز شري في منطقة القصيم بسبب علاقتهم بخلية مزرعة غضي.[53]
وفي 10 أغسطس2003، فر عدد من المطلوبين أمام نقطة تفتيش أمنية على طريق الرياض – القصيم مستخدمين أسلحتهم على رجال الأمن، وتوجهوا نحو استراحة في حي الأمانة والتي كانت مأوى لعدد من أعضاء تنظيم القاعدة، وعثرت قوات الأمن العام في داخل الاستراحة على قنابل يدوية، وقوذف آر بي جي، وأسلحة. وبعد يومين، قبضت قوات الأمن العام على 4 مطلوبين، وذلك خلال مداهمة الأجهزة الأمنية منزلا في حي السويدي.[54]
وفي 15 أغسطس، قبض رجال الأمن على نحو 21 شخصًا من دون مقاومة 11 سعوديا 10 بنجلاديشيين وأطلق سراح البعض البنجلاديشيين لاحقا، كانوا يقيمون في عمارة سكنية في قرية الكربوس المطلة على الحدود اليمنية في جازان وبحوزتهم أسلحة وصواريخ جاهزة للإطلاق، و170 قذيفة آر بي جي.[55] وبعد ثمانية أيام، تمكنت قوات الأمن العام من قتل سلطان جبران سلطان القحطاني وهو من أبرز قيادات تنظيم القاعدة، وتركي القحطاني وخالد الشهري الذين بادروا بإطلاق النار على دوريات أمنية كانت تطوق شقة في سكن مستشفى الملك فهد المركزي بجازان، وسلم اثنان أنفسهما إلى الجهات الأمنية.[56] ويقع موقع مداهمة مستشفى الملك فهد بجازان على بعد 11 كيلومترا من موقع المداهمة الامنية السابقة قرية الكربوس.[57]
وفي 26 أغسطس، عثرت وزارة الداخلية على سيارة هاربة تحمل تجهيزات للمراقبة وأسلحة ومواد متفجرة، وفي نفس اليوم في القنفذة ضبطت سيارة منقولة عبر سيارة مخصصة لنقل السيارات وفيها 70 قذيفة آر بي جي، وتم تفتيش المنزل الذي نقلت منه السيارة في قرية الكربوس في جازان وعثر فيه على 93 قذيفة آر بي جي، وقنابل يدوية، ورشاشاتأيه كيه-47. وأيضا في نفس اليوم عثر في منزل في قرية الزيمة في مكة المكرمة على المئات من رشاشاتأيه كيه-47، وفي اسفل جبل النور عثر على الآلاف من الذخائر، وفي وادي عمير عثر على 14 رشاشاتأيه كيه-47 ومسدسات.[58]
وقامت الحكومة اليمنية في 17 سبتمبر2003، بتسليم 8 معتقلين مطلوبين للمباحث العامة متهمين بالتورط بالإرهاب وعلى علاقتهم بتنظيم القاعدة في السعودية، بمن فيهم بندر بن عبد الرحمن الغامدي، كما تسلمت الحكومة السعودية من الحكومة اليمنية جثتي اثنين من المطلوبين.[59]
في شهر أكتوبر 2003، أعلنت وزارة الداخلية في 8 أكتوبر، أن فرقاً أمنية طوقت منطقة صحراوية شرق الرياض وقبضت على 3 مطلوبين وبحوزتهم أسلحة. وفي منطقة القصيم كشفت خلية تضم 4 أشخاص، وقبض على واحدٍ منهم، وحين توجهت الفرق الأمنية لمزرعة يختبئون فيها في مركز المليداء في منطقة القصيم فروا منها، بعد أن أصابوا ضابطين وجنديين ومواطنا. وبعدها بيومين عثرت وزارة الداخلية على سيارة لمطلوبين ثلاثة بالقرب من بريدة في منطقة القصيم، بعد فرارهم من الأمن قبل يومين. وبعدها بعشرة أيام أعلنت وزارة الداخلية عن مداهمة محل تجاري في حي السويدي في الرياض، وحيث عثرت فيه على 3 كلغم من المتفجرات، وآلاف من الطلقات النارية. ومداهمة منزلين ومزرعة في مركز تمير في محافظة المجمعة وعثرت فيهما على رشاشاتأيه كيه-47، ومسدسات، وآلاف من الطلقات النارية، وفي قرية في مكة المكرمة عثر على قنابل يدوية، رشاشاتأيه كيه-47، وآلاف من الطلقلات النارية، وفي مركز لبخة في محافظة شقراء عثر على رشاشاتأيه كيه-47، وآلاف من الطلقات النارية، وفي منزل في جدة عثر على رشاشاتأيه كيه-47، ومسدسات، وقنابل يدوية، ومئات من الطلقات النارية. وفي بئر في صحراء البكيرية في منطقة القصيم عثر على مجموعة من المواد المجهزة للمتفجرات.[60]
في 2 نوفمبر2003، بحي الشرائعبمكة المكرمة تمكنت قوات الأمن العام من إحباط عملية إرهابية كانت مجهزة للتفجير، ونتج عنها مقتل اثنين من الإرهابيين بعد محاولتهما للهروب في سيارتين ولكن تم تعطيلهما وقتلهما، والقبض على خمسة، وبعد يوم واحد استسلم مطلوب لرجال الأمن بعد أن هدد بتفجير نفسه بقنبلة في الموقع نفسه.[61][62] وبعدها بخمسة أيام قتل خالد العتيبي الذي يعتبر أحد المطلوبين بعد أن أصيب في مداهمة لحي السويدي في الرياض.
تفجير المحيا والاستمرار بالإنتكاسة
خطط تنظيم القاعدة لشن عملية ضخمة مشابهة لعملية تفجيرات الرياض ووقع الإختيار على مجمع المحيا لإعتقادهم أن قاطني هذا المجمع أجانب وبالاخص غير مسلمين، وفي 8 نوفمبر2003، قام أفراد من جماعة تنظيم القاعدة بمهاجمة مجمع المحيا السكني الذي يقطنه الآلاف من الجاليات العربية في غرب العاصمة الرياض بسيارة مفخخة. وكانت حصيلة هذا الهجوم 18 قتيل و 122 جريح.[63] وقد قسم المهاجمون إلى 3 أقسام ، قسم إنتحاري مكون من شخصين و يستقلون سيارة تم التمويه عليها بصبغها بشعار القوات البرية الملكية السعودية، وقوات الطوارئ الخاصة،[64] وقسم إقتحامي مهمته مهاجمة حراس المجمع السكني بإطلاق النار، ورمي القنابل اليدوية من أجل تسهيل مهمة سيارة الإنتحاريين و قسم ثالث إعتلى إحدى الجبال و المرتفعات المطلة على المجمع السكني و مهمته هي قصف المجمع السكني بالآر بي جي لتشتيت و إلهاء حراس المجمع عن السيارة اللتي يستقلها الإنتحاريين.[65] وكان إستهداف مجمع المحيا كارثة على سمعة تنظيم القاعدة، إذ أن عامة المصابين والمقتولين عربًا ومسلمين، وغالبيتهم أطفال، وكان توقيت الاستهداف في شهر رمضان. وكان مجمع المحيا نقطة تحول كبيرة في الحرب على القاعدة في السعودية لأنها ألبت الرأي العام على تنظيم القاعدة ونفرت الداعمين والمواطنين عن القاعدة.
وحاول تنظيم القاعدة بعدها بالقيام بعملية كبيرة مجددًا إلا انها أحبطت من قبل قوات الأمن العام في 25 نوفمبر وكان يصادف ليلة عيد الفطر حينها، وتم مطاردة المطلوبين أمنيا في حي السلي شرق الرياض، نتج عنها مقتل أحد المسلحين وهو عبد المحسن الشبانات وانتحار الثاني بتفجير نفسه بقنبلة يدوية وهو مساعد السبيعي. وضبط داخل الاستراحة على سيارة نقل تم تمويهها بلون سيارات القوات البرية الملكية السعودية، ووضع صهريج حديد بداخله مواد متفجرة، و3 قذائف آر بي جي. وفي اليوم التالي قبضت قوات الأمن العام على أحد أعضاء تنظيم القاعدة الذي شارك في التفجير الذي وقع في مجمع المحيا بمدينة الرياض، حيث تم تحديد موقع اختبائه، وعثر معه على صاروخ سام 7، وآر بي جي، وقنابل يدوية، ومتفجرات، ومواد آر دي إكس، وأسلحة وذخائر.[66]
زاد الخناق على تنظيم القاعدة في السعودية، وفقدوا الدعم والتمويل، وخسروا أموالهم وأسلحتهم والعديد من أعضائهم في عمليات إستباقية نفذتها قوات الأمن العام، وإنتشر الإحباط في صفوف تنظيم القاعدة لعدم قدرتهم على القيام بعمليات نوعية بسبب إحباط القوات الأمنية لها، وبدأت البنية التحتية لتنظيم القاعدة بالانهيار التدريجي وزادت الأوضاع سوءًا في تنظيم القاعدة بعد أن رصد الحكومة السعودية مكافآت مالية للقبض عليهم، حيث اعلنت وزارة الداخلية في 6 ديسمبر2003، عن قائمة تضم 26 مطلوبا لهم علاقة بالأحداث الإرهابية التي وقعت في السعودية منذ مارس2003، ورصدت مكافآت مالية تصل إلى مليون ريال لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض على أحد المطلوبين، و5 ملايين ريال لمن يبلغ عن مجموعة من المطلوبين، و7 ملايين ريال لكل من يسهم في إحباط عمل إجرامي، وأصبح تنظيم القاعدة في وضع حرج بعد أن رصدت الدولة المكافآت المالية للقبض عليهم[67] وبعد يوم من إعلان القائمة الأمنية، قامت قوات الأمن العام بفرض حصار في حي النمار في منطقة السويدي جنوب الرياض. بعد أن تلقى جهاز المباحث العامة معلومات من أحد المواطنين أن المطلوب إبراهيم الريس موجود فيه فيلا بالحي، وقام جهاز المباحث العامة بمراقبة الفيلا. وعند خروجه بسيارته إلى ورشة اصلاح اطارات في محطة وقود خلف الفيلا الواقعة على الشارع الرئيسي، لحقته دورية لقوات الأمن. وعند الورشة اكتشف المطلوب وجود أفراد قوات الأمن العام، فبادر باطلاق النار عليهم، فقتل أثناء المواجهات برصاصة أردته قتيلاً.[68][69] وفي 30 ديسمبر سلم منصور فقيه نفسه لقوات الأمن في مدينة نجرانجنوب السعودية.
بداية الانهيار ومحاولة البقاء
الثأر واستهداف القوات الأمنية
قرر تنظيم القاعدة في السعودية الإنتقام من قوات الأمن العام إلا أنه لم يستطع مهاجمة قوات الأمن العام بشكل مباشر بسبب أن أفراد القوات السعودية يعتنقون الدين الإسلامي وإلحاق الضرر بهم يخالف المبدأ الذي قام عليه تنظيم القاعدة وهو الدفاع عن المسلمين وحمايتهم من غير المسلمين، بالإضافة أنه يظهرهم بمظهر المجرم الذي لا يفرق بين مسلم وغير مسلم وعندها سيخسر تنظيم القاعدة ما تبقى من مؤيدينه وداعمينه. لذلك قام تنظيم القاعدة بتشكيل منظمة وهمية لا وجود لها على الأرض أطلق عليه «كتائب الحرمين» من أجل إبعاد مسؤولية إستهداف أجهزة الحكومة السعودية الأمنية، ومن يعتنق الدين الإسلامي عن تنظيم القاعدة في السعودية، وأدعى تنظيم القاعدة إعلاميا أنه لاتوجد أي علاقة بأي شكل من الأشكال بينهم وبين «كتائب الحرمين».[70]
وكانت أول عمليات تنظيم القاعدة تحت اسم كتائب الحرمين في 4 ديسمبر2003، حيث تم إطلاق نار كثيف على قائد المباحث العامةعبد العزيز بن محمد الهويريني عندما كان يستقل سيارته برفقة شقيقه انتهى بإصابة شقيقة إصابات بالغة وتوفي لاحقا متأثرًا بالإصابة، وتعرض هو إلى إصابات في يده ووجهه، ولكن كانت إصاباته غير حرجة.[71] كما تم إستهدافه مجددًا بعبوة ناسفة استهدفت سيارته إلا أنه نجى ولم يتعرض لإصابات.[72] ثم حاولت كتائب الحرمين إستهداف مقر المباحث العامة بمركبة تم تفخيخها بعبوات ناسفة شديدة الانفجار إلا أن العملية فشلت بعد أن تم تفكيك العبوات الناسفة. ثم حاولت كتائب الحرمين إستهداف ضابط المباحث العامة إبراهيم الدالي شرق الرياض بواسطة عبوات ناسفة شديدة الانفجار وضعت تحت سيارته من نوع لكزس، ولكنه نجى ولم يتعرض لإصابة.[73] واستمرت كتائب الحرمين باستهداف رجال الأمن ومن أبرز عمليات الاستهداف قتل شرطي في أحد المحلات في جدة، وقتل شرطيين في نقطة تفتيش في جدة، وقتل أربعة من رجال دوريات أمن الطرق على طريق الرياض – القصيم في موقعين قرب مركز أم سدرة، وضبطت قوات الأمن سيارتين مفخختين بالمتفجرات.[74] ومقتل شرطي في العيينة، واصابة مجموعة من أفراد الشرطة في بريدة، ومقتل شرطيين في مدينة الطائف. وفي 31 ديسمبر2003، جرت محاولة لإغتيال المقدم إبراهيم الضالع من المباحث العامة.[75][76]
إعتقد تنظيم القاعدة في السعودية أن استهدافه للأجهزة الأمنية للحكومة السعودية سيقلل من الحملات والمداهمات وسيعطيهم الفرصة لإعادة تنظيم صفوفهم، إلا أنه حدث العكس تماما استمرت قوات الأمن العام بالبحث عن الخلايا التابعة لتنظيم القاعدة وأثناء بحثها عثرت في 22 فبراير2004، على جثة أحد أعضاء تنظيم القاعدة وهو عامر بن محسن الشهري في منطقة بنبان الصحراوية، بعد أن تركه رفاقه هناك، وتوفي متأثرا بجراحة بعد إصابته أثناء تبادل إطلاق النار في 23 ديسمبر 2003، ووفقا لتحقيق وزارة الداخلية، فإن إصابات عامر بن محسن الشهري تمثلت بطلق ناري أحدث جرحا نافذا في الجانب الأيسر تحت القفص الصدري وخرج من البطن، إضافة إلى إصابة أخرى في اليد اليمنى مما سبب له ذلك نزيفا خارجيا وداخليا، وتم نقله من قبلهم إلى غرفة جرى عزلها بألواح من الفلين حتى لا يسمع أحد أنينه، ومنع عنه الطعام والشراب ما عدا بعض السوائل وتمت معالجته بوسائل بدائية حيث كانت حالته تسوء إلى أن ظهر تعفن الجرح ونقص وزنه بشكل حاد ثم دخل في مرحلة من الهذيان، وحيث وصلت حالته لتلك المرحلة، فقد اقترح بعضهم تسليمه لأهله إلا أن المتنفذين بينهم رفضوا ذلك واستمرت به الحال كذلك إلى أن توفي، حيث حفر له قبر خارج منطقة الرياض، وتم دفنه من قبلهم باستخدام قطع من الخشب، كما تمت مساواة القبر بالأرض حتى لا يتمكن أحد من التعرف عليه.[77][78]
وأثناء محاولات تنظيم القاعدة أو كتائب الحرمين إستهداف الأجهزة الأمنية للحكومة السعودية، وجهت قوات الأمن العام ضربة قوية لتنظيم القاعدة في 15 مارس2004، عندما أعدت قوات الأمن العام كمينًا للإيقاع بخالد الحاج زعيم تنظيم القاعدة في السعودية في تقاطع شارع عبد الرحمن بن عوف مع شارع الإمام أحمد بن حنبل في حي النسيم غرب الرياض، وبمجرد أن شاهد قوات الأمن العام، بادر بإطلاق النار عليهم رافضا تسليم نفسه، ثم تبع ذلك تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن العام، أدى لمقتله ومقتل مرافقة إبراهيم بن عبد العزيز بن محمد المزيني،[79] وعثر داخل السيارة على أسلحة ومتفجرات وقنابل يدوية.[80][81][82] وأصبح عبد العزيز المقرن زعيمًا لتنظيم القاعدة في السعودية.
واستمرت الحكومة السعودية بعمليات الدهم وأبرزها كان في 5 أبريل2004، عندما تمكنت قوات الأمن العام من قتل أحد أعضاء تنظيم القاعدة والقبض على آخر بعد إصابته في حي الروضة بالرياض، بعد أن بادرا بإطلاق النار على رجال الأمن فردوا عليهما بالمثل، وهم: عبد الرحمن السهلي وعبد الله السهلي.[83] وبعدها بسبعة أيام اشتبكت قوات الأمن العام مع عدد من أعضاء تنظيم القاعدة بمنزل في حي الفيحاء شرق الرياض تمكنت من خلال ذلك من مقتل أحدهم وهو المطلوب خالد السبيت وإصابة اثنين منهما وهما، راكان الصيخان وناصر الراشد توفيا لاحقًا متأثرين بعدم توفر عناية صحية لائقة، بعد ان قطع تنظيم القاعدة ساق ناصر الراشد التي اصيبت في مواجهة مع الأمن بمنشار كهربائي بعد أن إلتهبت إلتهاب شديد تطور إلى حالة غنغرينا، ونزف راكان الصيخان حتى مات. وجميعهم على قائمة الـ26، وفرار مجموعة منهم كانوا في المنزل، وقتل رجل أمن يدعى الجندي غدير القحطاني وإصابة أربعة آخرين.[84]
وكانت أكبر محاولة لإستهداف قوات الأمن العام وقعت في 21 أبريل، عندما حاول عبد العزيز المديهيش ومحمد الفراج وهما أعضاء في تنظيم القاعدة استهداف مجمع إدارات الأمن العام في حي الوشم في الرياض، وكانت الخطة الدخول مع البوابة للمبنى عنوة ثم التفجير لإلحاق أكبر ضرر ممكن إلا أن الخطة فشلت بسبب منعهم من قبل قوات الأمن العام، فاضطروا إلى الذهاب إلى الجدار الجانبي للمبنى و قاموا بتفجير السيارة وخلف هذا الدمار مقتل 11 وإصابة أكثر من 200 عسكري.[85][86] وبعد أقل من ثمانية وأربعين ساعة على تفجير مجمع إدارات الأمن العام في حي الوشم في الرياض، قتلت قوات الأمن العام ثلاثة من أعضاء تنظيم القاعدة في إحدى البنايات السكنية بحي الصفا بجدة، وهم: أحمد الفضلي، وخالد القرشي، ومصطفى المباركي، وفجّر رابع نفسه بحزام ناسف بعد أن ضاق عليه الخناق وهو طلال العنبري قائد خلية الحجاز التي أسسها عبد العزيز المقرن.[87][88]
ثم حاول تنظيم القاعدة القيام بعمليتين متزامنتين ضد المؤسسات الأمنية، استهدفت الأولى مقر وزارة الداخلية السعودية في الرياض، عبر انتحاري فجَر سيارة مفخخة على بعد أمتار من نفق قريب من السور الشرقي لمبنى الوزارة وعندها انفجرت السيارة المفخخة بفعل المتفجرات التي كانت تحويها بعد فشل الإنتحاري بالوصول إلى المبنى، وقتل الإنتحاري وأصيب رجل أمن واحد، والعملية الثانية استهدفت مقر مركز تدريب قوات الطوارئ الخاصة في الرياض، عبر انتحاريين حاولا تفجير سيارة بالقرب من المركز، قبل أن تفجرهما السلطات الأمنية قبل دخول السيارة إلى مقر المركز، وفشلت العملية وقتل الإنتحاريين ولم يقتل أي رجل أمن في العملية.[89]
التحول إلى استهدف الغربيين
لم يحقق إستهداف رجال الأمن النتائج المرجوة بل زاد من تشويه صورة القاعدة أكثر فأكثر وزاد من عزم الحكومة السعودية على القضاء على التنظيم، وعندها قرر زعيم تنظيم القاعدة عبد العزيز المقرن إتباع إستراتيجية جديدة وهي التحول من إستهداف رجال الأمن إلى استهداف الغربيين الغير مسلمين لإحراج السعودية أمام العالم وإجبار الدول الأجنبية على عدم التعاون مع بالسعودية من أجل سلامة مواطنينها القاطنين على الأراضي السعودية.
وكانت أول عملية تتبع هذه الاستراتيجية الجديدة في 1 مايو2004، حيث قام 4 عناصر من تنظيم القاعدة بالهجوم على مقر شركة أي بي بي السويسرية للمعدات الكهربائية في مدينة ينبع الصناعية، ونجم عنه مصرع 7 أشخاص ستة غربيين وجندي من الحرس الوطني وجميع المهاجمين.[90] وقتل بعدها مواطن ألماني يدعى دنكل هيرمان في الرياض في حي الحمراء، أماك فرع للبنك العربي الوطني بخمس رصاصات.[91] وتعرض الصحفي فرانك غاردنر وزميله المصور الأيرلندي سايمون كامبرز لهجوم في مدينة الرياض أودى الهجوم بحياة سايمون كامبرز، وأصيب جاردنر بشلل في رجليه.[92] ولقي بعدها مقيم أميركي يدعى روبرت جاكوب مصرعه بعد أن هم بدخول منزله في حي الملز بمدينة الرياض.
[93] ثم قتل مقيم أميركي آخر يدعى كينيث سكروز في حي الملز بالرياض.[94] وقتل المقيم الفرنسي لوران باربو في مدينة جدة.[95] وقتل المقيم الايرلندي المهندس انتوني كريستوفر هيغينز في مكتبه في الرياض.[96] وقتل المقيم البريطاني إدوارد مويرهد سميث في مرآب للسيارات خارج مركز تسوّق في الرياض.
[97] وكانت أكبر عمليات الخطف والأغتيال التي نفذتها القاعدة هي إختطاف المقيم الأمريكي بول جونسون كرهينة، أثناء عودته إلى مجمع سكني يقطن فيه، وكان أعضاء تنظيم القاعدة قد خطفوه بعد وضع نقطة تفتيش وهمية بمحاذاة سور جامعة الإمام محمد بن سعودبالرياض، وعرضوا على الحكومة السعودية إخراج أعضاء تنظيم القاعدة من السجون بمقابل الإفراج عن بول جونسون إلا أن العرض قوبل بالرفض من الحكومة السعودية،[98] وقام أعضاء تنظيم القاعدة بقطع رأس الرهينة بعد 72 ساعة من إعلان خطفه عبر الإنترنت.[99] وعثرت قوات الأمن على جثة جونسون في حي المونسية شرقي الرياض.
وفي 21 مايو2004، رصدت قوات الأمن خلية تابعة لتنظيم القاعدة في إحدى الاستراحات في منطقة خضيرة التابعة لمدينة بريدة في منطقة القصيم، وكانت تخطط الخلية لعملية انتحارية ضد أهداف أجنبية، وإشتبكت قوات الأمن مع اتباع الخلية ونتج عنها مقتل أربعة مطلوبين وإصابة خامس بجروح خطيرة.[100]
وجهت قوات الأمن العام ضربتين قاضيتين إلى تنظيم القاعدة، الأولى في 18 يونيو2004، عندما قتلت الزعيم الثالث لتنظيم القاعدة في السعودية عبد العزيز المقرن وساعده الأيمن فيصل الدخيل، وكذلك تركي المطيري وإبراهيم الدريهم، وذلك أثناء رصد وجودهما في إحدى محطات الوقود في حي الملز وسط الرياض، كما تم القبض على 12 ممن يشتبه بأن لهم صلة بتلك الحوادث.[104][105] وكان عبد العزيز المقرن آخر زعماء تنظيم القاعدة مهارة وكفاءة، وبموته إنهار تنظيم القاعدة، وجميع الزعماء الذين أتوا بعده عجزوا عن المحافظة على كيان التنظيم، أو إعادة بنائه. والثانية عندما داهمت قوات الأمن العام في 20 يوليو2004، منزلًا في الرياض إتضح أنه مقر تنظيم القاعدة الفعلي ومركز انتاجه الإعلامي. وعثرت قوات الأمن العام في النزل على وثائق وحواسيب وأشرطة فيديو، ومكنت هذه المعثورات المحققين من تعقب أغلب بقايا شبكة تنظيم القاعدة في السعودية، وقصم هذا الاكتشاف ظهر تنظيم القاعدة في السعودية.[106] ورجحت بعدها كفة القوات الأمنية السعودية على تنظيم القاعدة والسبب يعود إلى المعلومات التي عُثر عليها في مقر تنظيم القاعدة، وإلى المعلومات التي حصل عليها المحققون من أعضاء تنظيم القاعدة المعتقلون في سجون الحكومة السعودية، ومكنت هذه المعلومات المؤسسات الأمنية من تحديد هويات عدد كبير من أعضاء التنظيم في أنحاء مناطق السعودية.[106]
بدأ بعدها سقوط ماتبقى من أبرز أعضاء تنظيم القاعدة تدريجيًا في يد القوات الأمنية، وكان أولها عندما سلم ستة من المطلوبين أنفسهم إلى القوات الأمنية بعد أن أعلن الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود مجددًا عن فتح باب العفو والرجوع للحق لكل من ارتكب جرما باسم الدين من أفراد تنظيم القاعدة، وحدد العفو الملكي الذي ألقاه ولي العهد آنذاك الأمير عبد الله بن عبد العزيز شهرا واحد من تاريخ إعلانه.[107] ثم مقتل عيسى سعد العوشن، ومعجب أبو راس الدوسري.[108] ثم قتل بعدها عبد الرحمن عبيد الله الحربي،[109] ثم سلمه عبد الله بن عبد العزيز بن أحمد المقرن نفسة للقوات الأمنية،[110] وقتل بعدها عبد المجيد المنيع أحد منظري القاعدة.[111] ثم إعتقال 18 عضو من تنظيم القاعدة في الزلفي.[112] ثم القبض على عبد العزيز الطويلعي العنزي المسؤول الإعلامي لتنظيم القاعدة في السعودية.[113]
اشتباكات الرس ونهاية القاعدة
"لم تخذل جبهة من جبهات الجهاد مثلما خذلت جبهة الجهاد في جزيرة العرب، فنسأل الله أن يتقبل من قضى نحبة في عداد الشهداء، إن دماء أخواننا الشهاء التي ارتوت بها أرض محمد ﷺ دليل واضح على صدق المنهج وصحة الطريق حينما قل الناصر والمعين."[114]
في مطلع ابريل من عام 2005 أبلغ أحد السكان المحليين في محافظة الرسقوات الامن العام، بعد أن لاحظ نشاطًا غريبًا في مزرعة مجاورة. وعندما حاولت قوات الامن العام تفتيش المزرعة في 3 أبريل وُوجِهًت بمقاومة مسلحة عنيفة في معركة دارت ثلاثة أيام، وكانت الأكثر دموية في حملة الحرب على القاعدة وقد عكست شراسة المعركة أهمية المكان، إذ كانت تختبئ فيه قيادة التنظيم بأكملها أو ما تبقى منها، وبعد أن أدركوا أنهم يمثلون المركز العصبي في التنظيم، قاتلوا حتى النهاية مستخدمين مخزن أسلحتهم الضخم. وعندما انتهت المعركة في 5 أبريل تبييّن أن 14 عضو في تنظيم القاعدة لقوا حتفهم منهم القائدان الكبيران: سعود حمود العتيبي زعيم تنظيم القاعدة في السعودية وعبدالكريم المجاطي، وأصيب خمسة بجروح وتكبدت قوات الامن العام أكثر من مئة إصابة، وشكلت حادثة الرس من الناحية الفعلية المسمار الأخير في نعش تنظيم القاعدة في السعودية ، إذ كان بحلول ذلك الوقت كان مصير المسلحين كافة المنتمين إلى شبكة يوسف العييري الأصلية إما القتل أو الإعتقال.
[115][116][117]
أصبح صالح العوفي زعيم تنظيم القاعدة بعد مقتل سعود حمود العتيبي إلا أن تنظيم القاعدة في عهده لم يقم بعمليات نوعية أو هجمات، ولم يستمر صالح العوفي طويلا في قيادة تنظيم القاعدة حيث قتل في 18 اغسطس2005، في المدينة المنورة حيث قام بتفجير نفسه بعد أن حاصره رجال الأمن.[118][119] ليخلفه في قيادة تنظيم القاعدة فهد الجوير الذي يعتبر آخر زعماء تنظيم القاعدة في السعودية. ولم تقم القاعدة في عهد فهد الجوير بهجمات أو عمليات ضخمة باستثناء عملية واحدة فاشلة حدثت في 24 فبراير من عام 2006، حيث قام انتحاريون باستهداف مصفاة بترولية في بقيق تابعة لشركة أرامكو في المنطقة الشرقيةبالسعودية، حيث حاول مجموعة من الإرهابيين داخل سيارتين مفخختين مموهتين لشعار شركة أرامكو السعودية اقتحام بوابات شركة أرامكو السعودية والتي تقع بها مصافي ومعامل البترول وحينما ارتاب بهم رجال الأمن في البوابات والجهات الأمنية المتواجدة في الموقع أوقفوهم وتبادلوا معهم اطلاق النار بشكل كثيف الأمر الذي أدى إلى انفجار إحدى السيارتين وتأثر إحدى «الغلايات» الخاصة بالمصافي.[120] لم يستمر فهد الجوير طويلًا في منصبة حيث أنه قتل في اشتباكات مع الأمن في شرق العاصمة الرياض في 28 فبراير2006.[121]
وأعلنت وزارة الداخلية، عن قائمة جديدة تضم 36 مطلوبا أمنيا، منهم 15 مطلوبا داخل السعودية و21 في الخارج. وبعد أربعة أيام، سلم المطلوب رقم 29 من القائمة الجديدة نفسه, وهو: فايز إبراهيم أيوب.[122]
واستمرت قوات الامن العام بعمليات الدهم وكان أبرزها مداهمة منزل بحي المباركية بالخبر وفيه قتل جميع أعضاء الخلية، واستغرقت 3 أيام بسبب محاولة قوات الامن العام القبض عليهم أحياء، وقتل في تلك الحادثة 9 أعضاء من تنظيم القاعدة.[123][124] وتنفيذ عمليتي دهم متزامنتين لمنزلين في حي الروضة شرق الرياض، أمكن خلالهما قتل يونس محمد الحياري، والقبض على ثلاثة مطلوبين أمنيا، أحدهم مصاب والآخران استسلما لرجال الأمن من دون أي مقاومة.[125][126] وعثرت الشرطة في 21 أبريل على سيارة مليئة بالأسلحة، وخرائط لمنشآت حيوية في المنطقة الشرقية، وفي 23 يونيو داهمت الشرطة شقة في يختبئ فيها أعضاء من تنظيم القاعدة حيث كانوا يخططون لاستهداف مؤسسة أمنية،. وفي عام 2007، أعلنت وزارة الداخلية إن 701 شخص تم إيقافهم بسبب شكوك في انتمائهم إلى تنظيم القاعدة، ولكن 181 منهم تم إطلاق سراحهم لعدم وجود أدلة تدينهم، و520 معتقلا ما زالوا قابعين في السجون لحين النظر في التهم الموجهة اليهم، وأن عددا منهم متهم بالتخطيط لتنفيذ أعمال إجرامية وشن هجمات على المنشآت النفطية والإقتصادية بالسعودية.[127][128]
الإندماج مع تنظيم القاعدة في اليمن
بعد تشديد الحكومة السعودية ملاحقة عناصر تنظيم القاعدة داخل الأراضي السعودية، أعلن تنظيم القاعدة في نهاية 2008، أنه فشل في حربه ضد المؤسسات الأمنية السعودية وطالب أتباعه بالتوجه إلى اليمن لتفادي الاعتقال من قبل المؤسسات الأمنية السعودية،[129] حتى لا يختفي تنظيم القاعدة. وبذلك انضم تنظيم القاعدة الفرع السعودي إلى الفرع اليمني ليكون الاندماج في يناير 2009 وكان نتيجة الاندماج تشكيل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.[130] وتم تنصيب ناصر الوحيشي قائد لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب[131][132][133]
مجلة صوت الجهاد هي مجلة نصف شهرية وتمثل إحدى الدوريات الصادرة عن الجبهة الإعلامية الإسلامية العالمية، ومصنفة تحت نطاق مجلة جهادية. كانت تتحدث باسم تنظيم القاعدة في السعودية وتنشر أفكاره أسسها عيسى بن سعد آل عوشن، وتسلم رئاسة تحريرها والإشراف عليها حتى قتل في مداهمة أمنية قام بها قوات الأمن العام في حي الملك فهد في العاصمة الرياض عام 2004. كانت أول منشور إلكتروني يحتوي تعليمات لاستخدام الأسلحة الخفيفة والثقيلة، مع تعليمات لإجراء بعض التمارين الرياضية, والطب العسكري في حال إصابة أحد أفراد التنظيم، مما يمكن أعضاء تنظيم القاعدة من القيام بتطبيب بعضهم البعض دون الحاجة إلى مراجعة المستشفيات والمراكز الصحية. وكان معجب الدوسري وعيسى بن سعد آل عوشن من أوائل المشرفين على تحرير هذه المجلة، واللذان لقيا حتفهما في مواجهة مع رجال الأمن في 20 يوليو2004.
"جاءت صوت الجهاد لتكون عوناً للمجاهد، منيرةً له الطريق، وهاديةً له إلى السبيل، معينها الذي لا ينضب من الكتاب والسُنّة، ومشربها الذي لا يتكدر، من نصوص الوحيين وسيرة الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين."
[135]
بعد مقتل يوسف العييريوعيسى بن سعد آل عوشن ومعجب الدوسري، خف النشاط الإعلامي لتنظيم القاعدة عبر مجلة صوت الجهاد، حتى عاودت المجلة الصدور تحت إشراف عبد العزيز الطويلعي العنزي، والعنزي عرف بأنه وزير إعلام القاعدة لنشاطه الإعلامي الإلكتروني تحت معرف «أخو من طاع الله»، وهو أحد الشخصيات التي دخلت معها حملة السكينة في حوارات ومساجلات.
وبثت مجلة صوت الجهاد مقتطفات من كتاب «العراق وغزو الصليب»، وفصل قصير تحت عنوان «عصام القمري ومعركة الجمالية» من كتاب «فرسان تحت راية النبي» لمؤلفه الدكتور أيمن الظواهري. وكانت النشرة تحوي لقاءات ومقابلات مع أعضاء تنظيم القاعدة، مع نشر بيانات وتفصيلات للعمليات الإرهابية بعد وقوعها، وتُعد منظراً شرعياً وصوتاً إخبارياً للتنظيم. ومعظم أعداد نشرات صوت الجهاد يعرض مقابلات مع بعض المطلوبين، وتجد في المقابلات أحاديثهم عن مخططاتهم ومشاركاتهم في العمليات الإرهابية في السعودية. كما يعلنون في مقابلاتهم مواقفهم من الحكومة السعودية والتي غالباً ما تكون معارضة له.
يعتبر سعود حمود عبيد القطيني العتيبي. زعيم تنظيم القاعدة وأحد منظري التنظيم، وهو كثير المشاركة في مجلة صوت الجهاد. حيث انه مسؤول عن إعداد التقارير والبيانات الصحافية الخاصة بالتنظيم، حيث أوكلت له مهمة إدارة المعركة الإعلامية، وأبو عزام الأنصاري وهو مصري الجنسية هو مسؤول تحرير مجلة صوت الجهاد، اعتقلته الحكومة السعودية في يونيو 2007 في المدينة المنورة.[136]
معسكر البتار
"نظرًا لأن الكثير من شباب الإسلام لا يعلم إلى الآن كيفية حمل السلاح فضلًا عن إستخدامه، ارتأى إخوانكم المجاهدون في جزيرة العرب إصدار مثل هذه المطوية لتكون زادًا للأخ المجاهد في خلوته، يعمل بما فيها من تمارين وعلوم عسكرية، ويتوكل على الله."[137]
مجلة عسكرية خالصة، صدرت عن تنظيم القاعدة في السعودية، تعمل على تقديم دورات عسكرية في التعامل مع الأسلحة وأساليب تنفيذ العمليات بكل أنواعها، وتهتم أيضا بتأسيس الخلايا الميدانية ونشر معلومات وتقارير من أبرز التكتيكات العسكرية وتنفيذ العمليات الميدانية من دون الاعتماد على وجود قائد عسكري ميداني وهذه المجلة تم إصدارها لبعد استراتيجي وهي تدريب الأجيال القادمة والمتعاطفين الجدد على المواجهة ومواصلة العمل الإرهابي. أسسها أول قائد للتنظيم في السعودية وهو يوسف العييري، وتم إختيار اسم المجلة “البتار” من لقب يوسف العييري.[138]
الخنساء
هي مجلة إلكترونية شهرية مخصصة للنساء أطلق عليها اسم الخنساء، وتصدر عن المكتب الاعلامي النسوي بجزيرة العرب. أطلقها تنظيم القاعدة في السعودية في عام 2004، لتكون ذراعه في التعامل مع النساء المؤيدات أو المنخرطات في أنشظة تنظيم القاعدة. والهدف الأساسي للمجلة هو إرشاد النساء إلى كيفية الجمع بين الجهاد بالقتال وممارسة الحياة اليومية كامرأة. ومشرفة المجلة هي أم أسامة، وهي سيدة مصرية اعتقلتها الحكومة السعودية لنشاطها في الذراع الإعلامية النسائية للتنظيم، واعترفت بأنها مسؤولة تحرير المجلة. ولم يصدر من المجلة أكثر من عددين.[139]
"سنقف متلفعات بخمرنا متشحات بعباءاتنا اسلحتنا بايدينا واطفالنا في احضاننا وكتاب الله وسنة نبيه مرشدنا وهادينا. ان دماء ازواجنا واشلاء اطفالنا قربان نتقرب به من الله"[140]
قام مساعد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بضرورة انطلاق برامج المناصحة، في 19 يونيو2004، وضع الأسس العلمية والعملية للجان المناصحة لمعالجة الفكر المتطرف لدى الموقوفين بناء على مخرجات دراستين عمليتين أمنيتين لظاهرة الإرهاب، وقد بدأ العمل فعلياً بتاريخ 25 نوفمبر2004، تحت إشراف ودعم مباشر من وزارة الداخلية. ثم صدرت بتاريخ 11 نوفمبر2006، توجيهات مساعد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بتأسيس مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية إلى جانب لجان المناصحة، لينطلق نشاط المركز بداية عام 2007. في عام 2009، صدر أمر من مساعد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بإجراء دراسة علمية لتقويم مناشط المركز، وعلى ضوء نتائج تلك الدراسة تم في بداية عام 2010، رفع مستوى المركز إلى إدارة عامة بمسمى الإدارة العامة لمركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية ووضعت اللوائح المنظمة لأنشطته والخارطة التنظيمية وفق الأسس العلمية والإدارية الحديثة، وجرى الانتقال بأنشطة المركز إلى العمل المؤسسي الذي يواكب ظروف ومتطلبات المرحلة وانطلق كمؤسسة إصلاحية، إنسانية متخصصة في تصحيح المفاهيم وإعادة التأهيل والدمج الاجتماعي.[142]
أسباب فشل القاعدة في السعودية
تدابير الحكومة السعودية
بعد تفجيرات الرياض سخرت الحكومة السعودية كل مواردها لمحاربة تنظيم القاعدة. وقد بلغت ميزانية وزارة الداخلية الإجمالية 8،5 مليار دولار في عام 2004، ثم زادت في عام 2005 إلى 10 مليار دولار، وفي عام 2006 زادت الميزانية إلى 12 مليار دولار، ومن الناحية العملية أعطيت وزارة الداخلية ميزانية مفتوحة، لتجنيد العناصر وشراء المعدات وتشييد منشآت رفيعة المستوى وبناء نظم مراقبة إلكترونية متقدمة جدًا. وأخضعت القوات الخاصة التابعة لوزارة الداخلية مثل قوات الطوارئ الخاصةوقوات الأمن الخاصة لتدريبات مكثفة، بمساعدة كبيرة من حلفاء السعودية مثل الولايات المتحدة، وبريطانيا.[143]
لم تتعامل الحكومة السعودية مع تنظيم القاعدة في السعودية بالشدة أو بالقوة المفرطة، بل كان استخادم الحكومة السعودية للقوة محسوبًا ونسبيًا مقارنة بطريقة تعامل الدول العربية الأخرى مع الإسلاميين المسلحيين، بل أن تعامل السعودية مع تنظيم القاعدة باللين جعلها تتعرض للإنتقاد من قبل المحللين الأجانب والعرب، بل أن الكثير من المحللين لام الحكومة السعودية على عدم لجوئها إلى تدابير قمعية وإستخادم القوة المفرطة على شاكلة التدابير المصرية. ولكن تعامل الحكومة السعودية المنضبط والمتنوع لجهود القضاء على تنظيم القاعدة هو الذي جعلها حملتها ناجحة للغاية.[144]
ومن الأساليب التي إستخدمتها الحكومة السعودية للقضاء على تنظيم القاعدة باللين، هو: الحد من الموارد المتاحة لتنظيم القاعدة سواء كانت مالية أو أسلحة، من خلال إتخاذ تدابير صارمة للقضاء على سوق الأسلحة الغير شرعي، بالإضافة إلى ضبط الحدود لتقليل تدفق الأسلحة والمتفجرات من الخارج وخاصة من اليمن. ومراقبة الأموال التابعة للجهات والمنظمات الخيرية، أدت هذه التدابير التي اقترنت بعمليات الدهم لمخابئ الأسلحة لتنظيم القاعدة للقضاء على موارد لتنظيم القاعدة ببطئ حتى إنتهت بشكل كامل.[145]
أيضا أعطت الحكومة السعودية العديد من الخيارات لأعضاء تنظيم القاعدة للإستلام، فقامت الحكومة السعودية بإنشاء قنوات اتصال وأرقام لتسليم أعضاء تنظيم القاعدة أنفسهم، وأعلان عن عفو لمن يقوم بتسليم نفسه عدة مرات، كما أطلقت مبادرات شبة رسمية شارك في شيوخ إسلاميون مؤثرون، مثل: سفر الحوالي الذي كان له دور في تسليم بعض المطلوبين أنفسهم، كما تمت مناصحات شهيرة منه شخصياً لأعضاء تنظيم القاعدة بأن يستعيدوا وعيهم وأن لا يأخذهم الحماس.
[146] كما قامت الحكومة السعودية بالتوقف عن تعذيب السجناء واعتمدت على قدر كبير من الشفافية في معاملة السجناء للرد على مزاعم تنظيم القاعدة حول تعذيب السجناء، ومن أجل اثبات توقف السعودية عن تعذيب السجناء قامت الحكومة السعودية باختيار 10 من رجال الدين الذين انتقدوا نظام السجون في السعودية ولكم يكونوا على صلة نسبيًا بالنظام السعودي، لزيارة السجون والتفاعل مع السجناء، وكذب رجال الدين بعد زيارة السجون مزاعم تنظيم القاعدة حول التعذيب والانتهاكات في السجون.
[147]
ونظمت وزارة التعليم محاضرات وبرامج في جميع مدارس السعودية عن التطرف والإرهاب، ونشرت كتب ومواد توزع على الطلبة وآباء الطلبة لتنويرهم. وتنظيم محاضرات ومسابقات في الكتابة والفن حول تآثير الإرهاب، وتسعى برامج وزارة التعليم تثقيف التلاميذ حول الإرهاب وتعزيز الروح الوطنية. وقامت وزارة التعليم بمنع مسؤولي الحلقات الدراسية المتطوعين من ذوي الخلفيات المشكوك فيها، من المشاركة في المعسكرات الصيفية للحيلولة دون نشر أفكار التطرف.[148]
كما أطلقت الحكومة السعودية برنامجًا لإعادة تثقيف السجناء عرف باسم مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة الذي يهدف لنبذ التطرف وإعادة دمج أعضاء تنظيم القاعدة في المجتمع.[149] وكان لهذه التدابير تأثير قوي لكبح محاولة التجنيد الجديدة ولتلافي جنوح السجناء إلى مزيد من التشدد والعود إلى التنظيم من جديد.
الحملات الدعائية
أطلقت الحكومة السعودية حملة دعائية واسعة لاستمالة الشعب عاملة والوسط الإسلامي خاصة. واستخدمت الحكومة السعودية وسائيل الإعلام، والقطاع الديني الرسمي، والنظام التعليمي، لنقل رسالة واحد وهي ان تنظيم القاعدة إرهابيون عازمون على قتل المسلمين وإشاعة الفوضى. واستغلت الحكومة السعودية تفجيرات مجمع المحيا، وتفجير الوشم، وتفجير وزارة الداخلية وقوات الطوارئ الخاصة، وإستهداف رجال الأمن، ضد القاعدة في محاولة لتكذيب مزاعم القاعدة. وعرضت صور للأطفال والنساء والرجال المسلمين الجرحى على الصفحات الأولى في الجرائد السعودية والتي ساهمت في قلب الرأي العام المحلّي على تنظيم القاعدة بشكل كبير، بل إمتد التأثير إلى خارج السعودية إذ انتقدت التنظيمات الإسلامية في الخارج منها حماسوالجماعة الإسلامية المصرية تنظيم القاعدة في السعودية.[150] وصف البعض الحملة الإعلامية بـ«السوداء» أي الملفقة لتشويه صورة القاعدة وإشاعة خطط ومؤامرات غير صحيحة حول القاعدة، مثل: إحباط مخطط للقاعدة للتفجير في مكة.[151] أو تفخيخ نسخًا من القرآن لتفجير في موسم الحج.[152]
ووضعت الحكومة السعودية لافتات ولوحات في أنحاء السعودية تركز على شرور الإرهاب. ولفتت اللوحات، التي علقت في الطرق الرئيسة، الأنظار إلى المذابح التي سببتها الهجمات وحملت شعارات مثل: «ديننا يرفض اإلرهاب»، و«كلنا يقول لا للإرهاب». وكانت صور الفظائع تجاور صور المؤمنين وهم يصلون داخل المسجد الحرام، بالإضافة إلى صور التقطت من مواقع بعض الهجمات وصور أخرى لحطام السيارات المفخخة كتب فوقها:«هل هذه هي أفعال أبناء أمتنا؟»، وكانت بعض اللوحات تهدف إلى تعزيز التعاون بين الشرطة وبين الجمهور.[147]
كذلك عرضت الحكومة السعودية المسلحين التائبين والمنشقين من القاعدة على التلفزيون للإعتراف باخطائهم، وكيفية وقوعهم في التنظيم، كذلك انتقاد القاعدة. فظهر الشيخ علي بن خضير الخضير، والشيخ ناصر الفهد، والشيخ أحمد الخالدي في برنامج عرف باسم «من داخل الخلية».[153]
وبسبب الحملة الدعائية للحكومة السعودية تناقصت أعداد المتعاطفين مع تنظيم القاعدة بينما زاد عدد المستعدين للتعاون مع قوات الأمن العام ضد القاعدة، وبسببها أعيقت حركة أعضاء تنظيم القاعدة، وقلة فرص حصولهم على المال والمخابئ، وأصبح تنظيم القاعدة غير قادر على تجنيد الأعضاء مما أدى بتنظيم القاعدة إلى إطلاق حملة في مجلة صوت الجهاد تناشد بالاستجابة إلى نداء الجهاد والإنضمام للقاعدة،[150] ومن أبرز المنشادات قيام زعيم تنظيم القاعدة عبد العزيز المقرن بالطلب من المجاهدين القدامى في أفغانستان بالإنضمام للقاعدة،[154] وناشد عيسى العوشن أصدقائه في المراكز الصيفية للإنضمام إلى القاعدة،[155] وناشد زعيم تنظيم القاعدة فهد الجوير سكان محافظة الزلفي بالانضمام للقاعدة،[156] وناشد أيضا عبد الله البهلال سكان محافظة الزلفي للجهاد ضد الحكومة السعودية، [157] وناشد محمد السالم سكان دولة الكويت بالانضمام إلى القاعدة في السعودية،[158] وبعد فشل القاعدة بتجنديد الرجال، ناشد تنظيم القاعدة النساء بالانضمام لتنظيم القاعدة.[159]
فقدان الشرعية الدينية
بعد اعتقال الحكومة السعودية للشيوخ المتطرفين والذين كانوا متميزين فكريًا ومؤثرين في الوسط الإسلامي أثناء حملتها للقضاء على تنظيم القاعدة، حُرم تنظيم القاعدة من مصدر تشريعي حيوي. وجميع شيوخ أو منظرين تنظيم القاعدة حينها، مثل: فارس الزهراني، وعبد الله الرشود كانوا مغمورين وغير متميزين فكريًا، ولم يكن لهم تأثير قوي في الوسط الإسلامي. لذلك أدرك قادة تنظيم القاعدة أنهم بحاجة إلى مساندة أكبر من الشيوخ المؤثرين، مثل: سفر الحوالي، وناصر العمر وغيرهم، فكتبوا العديد من الرسائل إلى العديد من الشيوخ إلا أنها فشلت لأن جميع الشيوخ رفضوا مساندتهم أو مؤازرتهم. بالإضافة إلى ان شيوخ الصحوة رفضوا مؤازرة القاعدة بسبب رفضهم لأساليب العنف، كذلك إقترابهم للنظام السعودي بعد خروجهم من السجن في آواخر التسعينات.[160][161][162]
جذب العراق في عام 2003، الجهاديين من أنحاء العالم بسبب احتلال دولة غير مسلمة لأرض إسلامية. وأعتبر على نطاق واسع في صفوف الإسلاميين بأنه عمل عدواني غير مبرر. وقام الشيوخ حول العالم وخاصة الشيوخ المؤثرين في الوسط الإسلامي في السعودية بدعم الجهاد في العراق. ورأى الشيوخ أنه لاجهاد مُقدَّم على الجهاد في العراق. وبدأو الشيوخ بتعبئة الشباب المسلمين للقتال في العراق. وتوجيه الموارد المالية وغيرها للمجاهدين في العراق. وطُلِب من تنظيم القاعدة في السعودية التوجه للقتال في العراق. إلا انه قوبل بالرفض من قبل تنظيم القاعدة في السعودية حيث أنهم فضلوا البقاء والقتال في السعودية وبرروا ذلك بان السعودية إحدى جبهات الجهاد ضد الغير مسلمين، بالإضافة إلى ان الجهاد في السعودية لا يتعارض مع الجهاد في العراق، كذلك ان المجاهدين السعوديين يجب ان يقاتلوا الغير مسلمين الاقرب لهم وهم الموجودين في السعودية كذلك توجيه موارد السعوديين للتنظيم الاقرب لهم وهم تنظيم القاعدة في السعودية. فحدث إصطدام وخلاف بين القاعدة في السعودية وبين تنظيم القاعدة الأم والتنظيمات الجهادية الأخرى.
فتعرض تنظيم القاعدة إلى العديد من الانتقادات من قبل المجاهدين والشيوخ المحضرمين، مثل: أبو عمر السيف، الذي رأى أن تنظيم القاعدة في السعودية صرف الانتباء والموارد بعيدًا عن الجهاد الحقيقي الموجود في العراق. وقام تنظيم القاعدة في السعودية بالرد على هذه الانتقادات بنشر مقالات في مجلة صوت الجهاد في محاوله منه لتبرير مشروعية الجهاد في السعودية.[163][164][165][166] ورجحت كفة أنصار الجهاد في العراق على كفة تنظيم القاعدة في السعودية.
كانت نتيجة الخلاف انصمام العديد من أعضاء القاعدة في السعودية إلى المجاهدين في العراق. وانقطاع التجنيد والدعم المالي عن تنظيم القاعدة في السعودية
^ ابمقابلة أجراها مؤلف كتاب الجهاد في السعودية توماس هيغهامر مع نواف عبيد، مقابلة أجراها مؤلف كتاب الجهاد في السعودية توماس هيغهامر مع سجين سعودي سابق علم بشأن المداهمة التي حدثت في 20 يوليو من فارس الزهراني منظر تنظيم القاعدة في السعودية مباشرة.
Swiss concept car builder Rinspeed Logo Rinspeed Inc. is a Swiss concept car builder and mobility visionary. Since 1991, they have also designed exotic concepts and special vehicles for the CES in Las Vegas, the Geneva Motor Show and other car shows each year, but do not enter into production. Rinspeed Inc. was founded in 1979 by Frank M. Rinderknecht (born 1955) and works with many Tier 1 and Tier 2 suppliers as Harman, Osram, ZF, SAP, Borbet, Dekra, Harting and many more. Their latest conce...
جورج واشنطن أكاديمي George Washington Academy مجمع أكاديمية جورج واشنطن من الأعلى معلومات التأسيس 1998 النوع ابتدائية، إعدادية، ثانوية لغات التدريس إنجليزية، عربية، فرنسية الموقع الجغرافي إحداثيات 33°33′11″N 7°43′31″W / 33.5531262°N 7.725395°W / 33.5531262; -7.725395 الشارع طريق الزمور المدينة...
This article relies excessively on references to primary sources. Please improve this article by adding secondary or tertiary sources. Find sources: 1950 Albanian Cup – news · newspapers · books · scholar · JSTOR (February 2012) (Learn how and when to remove this template message) Football tournament season 1950 Albanian CupKupa e ShqipërisëTournament detailsCountry AlbaniaFinal positionsChampionsDinamo TiranaRunner-upPartizani← 19491...
Artikel ini sebatang kara, artinya tidak ada artikel lain yang memiliki pranala balik ke halaman ini.Bantulah menambah pranala ke artikel ini dari artikel yang berhubungan atau coba peralatan pencari pranala.Tag ini diberikan pada Oktober 2022. ErikaPenulis lirikHerms Niel, 1930-anKomponisHerms Niel, 1930-anSampel audioErika (piano)berkasbantuan Erika adalah musik mars yang digunakan oleh militer Jerman. Lagu ini disusun oleh Herms Niel pada tahun 1930-an, dan mulai digunakan oleh Wehrmacht, ...
Bus station in Los Angeles Union Station Union StationPatsaouras Transit Plaza The transit plaza and Union Station east portalGeneral informationLocation801 North Vignes StreetLos Angeles, CaliforniaUnited StatesCoordinates34°03′19″N 118°13′59″W / 34.05528°N 118.23306°W / 34.05528; -118.23306Owned byLos Angeles County Metropolitan Transportation AuthorityPlatforms2 multi-bay island platformsBus stands15ConnectionsUnion StationConst...
« Sarkozy » redirige ici. Pour les autres significations, voir Sarkozy (homonymie), Nagy et Bocșa. Nicolas Sarkozy Nicolas Sarkozy en 2010. Fonctions Membre de droit du Conseil constitutionnel En fonction depuis le 15 mai 2012[b](11 ans, 11 mois et 15 jours) Président Jean-Louis DebréLaurent Fabius Président des Républicains 30 mai 2015 – 23 août 2016(1 an, 2 mois et 24 jours) Vice-président Nathalie Kosciusko-MorizetLaurent WauquiezIsabelle...
AnohniAnohni pada 2009Informasi latar belakangNama lain(awalnya dikenal sebagai) Antony, Antony HegartyLahirOktober 1971 (umur 52)[1]Chichester, Sussex, Inggris, Britania RayaAsalNew York City, Amerika SerikatGenre Chamber pop art pop[2][3] elektronik[4] PekerjaanMusisi, penulis lagu, penyanyiInstrumenVokal, piano, keyboardArtis terkaitAntony and the Johnsons, Hercules and Love Affair, Björk, Lou Reed, CocoRosie, Current 93, Oneohtrix Point Never, Hu...
ArmoniaArmonia, raffigurata insieme al marito Cadmo tramutato in serpente. Nome orig.Ἁρμονία Caratteristiche immaginarieSessofemmina ProfessioneDea dell'amore romantico, della concordia e dell'armoniaRegina di Tebe Armonìa (in greco antico: Ἁρμονία?, Harmonìā) è un personaggio della mitologia greca, secondo quanto riportato da Esiodo nella sua Teogonia, figlia di Ares e Afrodite[1]. È nota anche come la dea dell'amore romantico, dell'armonia e della concordi...
Costanza di CastigliaDuchessa di LancasterStemma In carica21 settembre 1371 –24 marzo 1394 PredecessoreBianca di Lancaster SuccessoreKatherine Swynford Altri titoliContessa di Richmond, Leicester, Lincoln e Derby NascitaCastrojeriz, 1354 MorteLeicester Castle, Leicester, 24 marzo 1394 Luogo di sepolturaChiesa dell'Annunciazione di nostra Signora di Newarke, Leicester DinastiaAnscarici PadrePietro I di Castiglia MadreMaria di Padilla Consorte diGiovanni Plantageneto, I duca di Lan...
KNVB beker 1970-1971 Competizione KNVB beker Sport Calcio Edizione 53ª Organizzatore KNVB Luogo Paesi Bassi Cronologia della competizione 1969-70 1971-72 Manuale La KNVB beker 1970-71 fu la 53ª edizione della coppa nazionale di calcio dei Paesi Bassi. Indice 1 Primo turno 2 Secondo turno 3 Ottavi di finale 4 Quarti di finale 5 Semifinali 6 Finale 6.1 Ripetizione 7 Collegamenti esterni Primo turno 15 e 16 agosto 1970. I detentori dell'Ajax E passarono direttamente al turno successivo....
Place in Mount Lebanon, LebanonBakaata بقعاتاBoqaâta, Baq'ataBakaataLocation in LebanonCoordinates: 33°40′13″N 35°35′59″E / 33.67028°N 35.59972°E / 33.67028; 35.59972Country LebanonGovernorateMount LebanonDistrictChoufTime zoneUTC+2 (EET) • Summer (DST)+3 Bakaata (Arabic: بقعاتا; also spelled Boqaâta or Baq'ata) is a town located in the Chouf District of the Mount Lebanon Governorate, about 45 kilometres (28 mi) southeast...
لمعانٍ أخرى، طالع باي باك (توضيح). باي باكPayback (بالإنجليزية) معلومات عامةالصنف الفني أكشنالمواضيع جريمة منظمة — انتقام تاريخ الصدور 2 فبراير 1999مدة العرض 100 دقيقةاللغة الأصلية الإنجليزيةمأخوذ عن كتاب ذا هانتر للمؤلف دونالد ويستلايكالبلد الولايات المتحدةموقع الويب pay...
يفتقر محتوى هذه المقالة إلى الاستشهاد بمصادر. فضلاً، ساهم في تطوير هذه المقالة من خلال إضافة مصادر موثوق بها. أي معلومات غير موثقة يمكن التشكيك بها وإزالتها. (يوليو 2019) الحدثكأس الكؤوس الأوروبية 1992–93 نادي بارما رويال أنتويرب 3 1 التاريخ12 مايو 1993 الملعبملعب ويمبلي الح�...
1948 book by Richard M. Weaver This article is written like a personal reflection, personal essay, or argumentative essay that states a Wikipedia editor's personal feelings or presents an original argument about a topic. Please help improve it by rewriting it in an encyclopedic style. (December 2020) (Learn how and when to remove this message) Ideas Have Consequences First editionAuthorRichard M. WeaverCountryUnited StatesLanguageEnglishSubjectPhilosophyPublisherUniversity of Chicago PressPub...
The topic of this article may not meet Wikipedia's notability guideline for biographies. Please help to demonstrate the notability of the topic by citing reliable secondary sources that are independent of the topic and provide significant coverage of it beyond a mere trivial mention. If notability cannot be shown, the article is likely to be merged, redirected, or deleted.Find sources: August Friedrich Caemmerer – news · newspapers · books · scholar · ...
Town in Ontario, Canada This article's lead section may be too short to adequately summarize the key points. Please consider expanding the lead to provide an accessible overview of all important aspects of the article. (December 2022) Town in Ontario, CanadaOakvilleTown (lower-tier)Town of OakvilleAerial view of Oakville in 2023 Coat of armsLogoMotto: Avancez (Go forward)[1]OakvilleShow map of Southern OntarioOakvilleShow map of Regional Municipality of HaltonCoordinates: 43°27�...
King KongSutradaraMerian C. CooperErnest B. SchoedsackProduserMerian C. CooperErnest B. SchoedsackDavid O. Selznick (executive producer)Ditulis olehMerian C. Cooper (cerita)Edgar Wallace (cerita)James Ashmore Creelman (pemain latar)Ruth Rose (pemain latar)PemeranFay WrayRobert ArmstrongBruce CabotPenata musikMax SteinerSinematograferEddie LindenJ.O. TaylorVernon WalkerDistributorRKO Radio Pictures, Inc.Tanggal rilis2 Maret 1933 (Amerika Serikat)Durasi104 menitNegara Amerika Serikat...
مبارك مصطفى معلومات شخصية الميلاد 30 مارس 1973 (العمر 51 سنة)الدوحة الطول 1.75 م (5 قدم 9 بوصة) مركز اللعب مهاجم الجنسية قطر الرقم 20 مسيرة الشباب سنوات فريق 1985–1990 النادي العربي المسيرة الاحترافية1 سنوات فريق م. (هـ.) 1990–2003 النادي العربي 2003–2006 الخور 2006–2007 الغرافة المنتخ�...
العلاقات البنمية الكمبودية بنما كمبوديا بنما كمبوديا تعديل مصدري - تعديل العلاقات البنمية الكمبودية هي العلاقات الثنائية التي تجمع بين بنما وكمبوديا.[1][2][3][4][5] مقارنة بين البلدين هذه مقارنة عامة ومرجعية للدولتين: وجه المقارنة بنما كم...