وقصد أمير بعد زيارته بوغني أهل معاتقة حيث قام بزيارة «سوق الخميس» و«زاوية سيدي علي موسى» أين وجد في هذا اليوم جماهير غفيرة بشكل غير معهود كانت على عجل لرؤية الأمير.
فطلب الأمير بعد أن حيى الحاضرين التحدث مع زعيمهم فردوا بأن لا زعيم لهم بل لهم أمناء يمثلون قراهم.
ولما تقدم هؤلاء ذكر الأمير بالخطر الذي يمثله الاحتلال الفرنسي والذي لن يتأخر بالوصول إليهم إذا لم يساعدوه في الحرب التي يخوضها منذ سنوات.
غير أن الأمناء، الذين كانوا غيورين على حريتهم وواثقين من حصن جبالهم، رفضوا أي مساهمة في المجهود الحربي الذي طلب منهم.
وأمام عدم التفهم هذا لم يلح الأمير على مخاطبيه وواصل طريقه في اتجاه أهل عمراوة.
و حل الأمير بتيزي وزو حيث اتقبل بحفاوة في البرج التركي القديم الذي أصبح مقر إقامة «بلقاسم أوقاسي» آغا عمراوة.
وكان العمراويون من المؤيدين لقضية الأمير وقد عبروا فيها منذ الزيارة الأولى التي جاء فيها إلى البويرة.
إلا أن أعوان الاحتلال الفرنسي جمعوا حشودهم من الجنود العملاء منذ الوهلة الأولى من التمرد وتحصنوا في «برج تيزي وزو» وأرسلوا إلى مدينة الجزائر من يخبر الحاكم العام بالوضعية الحرجة التي هم عليها.[6]
فبادر «الجنرال دي بار» (بالفرنسية: De Bar) بإرسال حوالي 200 فارس، يشرف عليهم «قائد منطقة يسر»، إلى تيزي وزو من أجل دعم «القياد المعينين» لصد هجوم المقاومين الزواوة.[7]
وتبع هذا الدعم قدوم كوكبة أخرى من الفرسان الذين أرسلهم «قائد منطقة الخشنة» المدعو «القايد العربي» لدعم حامية تيزي وزو.[8]
وتم التحام الجيشين، المقاومون الزواوة من جهة وأعوان فرنسا من جهة أخرى، في منطقة «أولاد بوخليفة» (بوخالفة) في بداية شهر جوان1845م أين انهزم «بلقاسم أوقاسي» وأحمد بن سالم مع المقاومين الزواوة الذين كانوا معهما.
وكانت خسائر المقاومين الزواوة متمثلة في بعض القتلى، ودفعهم ذلك إلى التخلي عن «بلقاسم أوقاسي» وخليفته خاصة بعدما علموا ولمحوا مخيم الجنرال «جان فرانسوا جنتيل» الذي أقبل لدعم أعوان الاحتلال في تيزي وزو.
فتدعمت قيادة حلفاء فرنسا في المنطقة بعد قدوم الجنرال «جان فرانسوا جنتيل»، وكان استسلام «فليسة أومليل» وتحالف قائدها الآغا «بن زعموم» مع الفرنسيين إيذانا ببسط النفوذ الفرنسي في كامل فضاء القبائل المنخفضة.
وقد رفض أحمد بن سالم منصب الآغا الذي عرض عليه، في حين قبله مساعده «بلقاسم أوقاسي» على الفور إثر استسلامه بتاريخ 10 أفريل1847م في «وادي القصب» أين كان مقر «زمالة الأمير عبد القادر».[9]
وقد استمر أحمد سالم يراسل «بلقاسم أوقاسي» طالبا منه الالتحاق به إلى الشام.
وبالفعل فقد طلب «بلقاسم أوقاسي» من الإدارة الفرنسية سنة 1849م السماح له بالسفر إلى مكة، لكن طلبه لم يحظ بالقبول وأقنعه الفرنسيون بالعدول عن قراره وهو ما تم بالفعل.[10]
زمالة وادي القصب
بعد تعيين «بلقاسم أوقاسي» في منصب «باشاغاسيباو»، تم إنشاء «زمالة من الحرس» في منطقة «وادي القصب» تحت قيادته في موقع «المجاز».