المملكة المورية الرومانية (باللاتينية: Regnum Maurorum et Romanorum) كانت مملكة بربرية مسيحية مستقلة تتمحور حول مدينة ألطافا وتسيطر على جزء كبير من إقليم موريطانيا القيصريةالروماني القديم الواقع في شمال المغرب حاليًا. تشكلت المملكة لأول مرة في القرن الخامس حيث ضعفت السيطرة الرومانية على المقاطعة وتم تركيز الموارد الإمبراطورية في أماكن أخرى لا سيما في الدفاع عن شبه الجزيرة الإيطالية نفسها من غزو القبائل الألمانية.
إنهارت العلاقات الدبلوماسية في نهاية المطاف بين الإمبراطورية الرومانية الشرقية والمملكة المورية الرومانية بعد غزو ملك المور والرومان غارمولولاية أفريقيا الإمبراطورية التابعة للإمبراطورية الرومانية الشرقية في محاولة للاستيلاء على أراضيها. أدت هزيمته في عام 578 م إلى النهاية المباشرة للمملكة المورية الرومانية والتي تجزأت وألحقت أجزاء منها بالإمبراطورية الرومانية.
خلفت المملكة المورية الرومانية بعض الدول البربرية الرومانية الأصغر حجماً مثل مملكة ألطافا، استمرت هذه الممالك الصغيرة في المنطقة المغاربية حتى فتح المنطقة من قبل الخلافة الأموية في القرنين السابع والثامن.
لم تكن مقاطعات شمال أفريقيا تحظى بحماية جيدة على حدودها فشهدت هجمات متكررة من قبل الجرمانوالفرثيين، لكن الأهمية الاقتصادية لها جعلت من المهم الاحتفاظ بها وتحقيقا لذلك تم بناء هياكل دفاعية على طول حدودها مثل الخندق الأفريقي وهو هيكل دفاعي خطي بطول 750 كيلو متر يتألف من خنادق وجدران حجرية وتحصينات أخرى، بقي هذا الهيكل قيد الاستخدام حتى الاحتلال الونداليلمقاطعة أفريكا.[2] لم يتم الدفاع عن الحدود الموريطانية والتي كانت معروفة باسم حدود موريطنية بشكل جيد مثل الحدود الإفريقية.[3]
بدأ مكسيميانوس هجومًا ضد القبائل الغازية في مارس 297 م وطاردها حتى خارج حدود الإمبراطورية ولم يكتفِ بذلك بل منعها حتى من العودة إلى أوطانها في جبال الأطلس والتي من خلالها يمكنها الاستمرار في شن الحرب. على الرغم من مهارة البربر في حرب العصابات وكون التضاريس غير مواتية، استمرت حملة مكسيميانوس في عمق الأراضي البربرية وهو ما دفع القبائل نحو الصحراء ودمر أراضي كانت آمنة من قبل وأدى لمقتل أكبر عدد ممكن من البربر عندما انتهت الحملة في عام 298 م.[6][7] في 10 مارس دخل إلى قرطاج منتصراً حيث رحب الناس به كمرمم النور الأبدي.[6][7]
التأسيس
شهد القرن الخامس انهيار وسقوط الإمبراطورية الرومانية الغربية، كانت الأراضي الداخلية لموريطنية تخضع فعلياً لسيطرة البربر منذ القرن الرابع، مع حكم روماني مباشر يقتصر على المدن الساحلية مثل سيبتام في موريطنية الطنجيةوالقيصرية في موريطانيا القيصرية.[8] حافظ الحكام البربر في الأراضي الداخلية على درجة من الثقافة الرومانية، بما في ذلك المدن والمستوطنات المحلية، كما اعترفوا في كثير من الأحيان اسميا بسلطة الأباطرة الرومان.[9]
أصبحت الغزوات البربرية أكثر شيوعا حتى على المقاطعات الآمنة سابقا مثل إيطاليا فأصبح جيش الإمبراطورية الرومانية الغربية منشغلاً بشكل متزايد في الدفاع عن الأراضي في الأجزاء الشمالية من الإمبراطورية. تم تجريد حدود الراين الحيوية مع جرمانية من القوات من أجل تنظيم دفاع ضد جيش القوط الغربيين الذي غزا إيطاليا تحت قيادة ألاريك الأول، سمحت الحدود التي تنقصها الحماية للعديد من القبائل مثل الوندالوالألانوالسويبيين بعبور نهر الراين في عام 406 م وغزو الأراضي الرومانية.[10]
بدأت السلطة المركزية في الانهيار في العديد من المقاطعات البعيدة وذلك لحاجة الإمبراطورية للاهتمام بأماكن أخرى، ففي موريطنية كان القادة البربريون المحليون والقبائل قد اندمجوا في النظام الإمبراطوري منذ فترة طويلة كحلفاء وقادة فدراليين وقادة حدود، لكن مع ضعف السيطرة الرومانية أسسوا ممالكهم وحكوماتهم في المنطقة. كان زعماء البربر يتمتعون ببعض الخبرة في إدارة المجتمعات المختلطة التي تتألف من البربروالرومان وهو ما يدل عليه وجود جاليات مرومنة على طول المناطق الحدودية للمقاطعات.[11]
نمت المملكة المورية الرومانية لتصبح مملكة بربرية كاملة عند انهيار الإمبراطورية الرومانية الغربية لا تختلف تمامًا عن تلك التي نشأت في أجزاء أخرى من الإمبراطورية السابقة، فعلى الرغم من أن معظم الممالك البربرية الأخرى مثل ممالك القوط الغربيينوالوندال كانت بالكامل داخل حدود الإمبراطورية الرومانية السابقة امتدت المملكة المورية الرومانية إلى ما وراء حدود الإمبراطورية الرسمية التي تشمل أيضًا الأراضي البربرية التي لم يسيطر عليها الرومان.[11]
ملوك المور والرومان
سمى ماسونا نفسه بـ ملك شعوب المور والرومان (باللاتينية: Rex gentium Maurorum et Romanorum) ولا يعرف بهذا الاسم إلا من خلال نقش على تحصين في ألطافا (أولاد ميمون حالياً بمنطقة وهران) يعود لتاريخ 508 م، عرف ماسونا بامتلاكه لمدينة ألطافا التي يفترض أنها كانت العاصمة بفضل بروزها تحت الملوك اللاحقين ومدينتين أخريتين على الأقل هما كاسترا سيفيرياناوصفر كما ذكر المسؤولين الذين عينهم هناك. كانت السيطرة على كاسترا سيفيريانا مهمة بشكل خاص كونها مركزاً لأبرشية الكنيسة (أبرشية كاسترا سيفيريانا هي عبارة عن أسقفية قديمة ازدهرت خلال العصور القديمة المتأخرة)، جاء في نقش تحصين ألطافا:[12]
«بالعربية: المسؤولون الثلاثة المعينون هم مسجيفين (حاكم صفر) وليدار (وكيل كاسترا سيفيريانا) ومكسيميانوس (وكيل ألطافا) بتاريخ 469 وهو تاريخ تأسيس المقاطعة ويتوافق مع 508 م.(1)»
كانت المراكز الإدارية الأساسية للمملكة موجودة على الواجهة الإقليمية بنوعين متمايزين من السكان وهما إقليم روماني ساحلي مستقر للرومان وإقليم واقع حول الحدود الرومانية السابقة وخارجها للقبائل المورية (مور أو بربر).[11] كان مواطنو المدن الرومانية خاضعين لإدارة رسمية ومنظمة برئاسة مسؤولين معينين، مثل أولئك الذين عينهم الملك ماسونا.
استمدت المملكة المورية الرومانية قوتها البشرية العسكرية من القبائل البربرية التي تم التحكم فيها من خلال السيطرة على الأشخاص النافذين مثل زعماء القبائل وذلك بإصدار الأوسمة لهم وتمليكهم العقارات.[11] استمرت المملكة المورية الرومانية بكونها جزءاً من العالم الغربي اللاتيني وذلك نتيجة تبنيها للتنظيم العسكري والديني والاجتماعي للإمبراطورية الرومانية، فالهيكل الإداري المستخدم من قبل حكام المملكة يشير إلى هوية سياسية رومانية في المنطقة.[13] هذه الهوية السياسية الرومانية كانت تحتفظ بها ممالك بربرية أخرى أصغر في المنطقة أيضًا كما هو الحال في مملكة الأوراس حيث ادعى الملك ماستييس لقب إمبراطور خلال حكمه في حوالي عام 516 م كونه لم يكسر الثقة مع رعاياه البربر أو الرومان.[14]
الإمبراطورية الرومانية الشرقية والوندال
تبين السجلات الرومانية الشرقية التي تشير إلى المملكة الوندالية والتي كانت تحتل جزءًا كبيرًا من الإقليم الروماني القديم في إفريقيا والأجزاء الساحلية من موريتانيا في كثير من الأحيان إلى ما يتعلق بثالوث من الشعوب (الوندال والألان والمور) وعلى الرغم من أن بعض البربر قد ساعدوا الوندال في غزواتهم لأفريقيا إلا أن التوسع البربري في أغلب الأحيان كان أكثر تركيزاً ضد الوندال وليس معهم، الأمر الذي أدى إلى بعض التوسع في المملكة المورية الرومانية وغيرها من ممالك البربر في المنطقة مثل مملكة الأوراس.[15]
حدد مؤرخ الإمبراطورية الرومانية الشرقية بروكوبيوس ملك البربر الذي تحالف مع قوات الإمبراطورية الرومانية الشرقية في عام 535 م ضد المملكة الوندالية خلال الحرب الوندالية باسم «ماسوناس» (والذي يعتبر غالباً نفسه ماسونا)[16]
عندما وصلت قوات بيليساريوس وهو أحد أعظم جنرالات الإمبراطور جستنيان الأول والقوات الرومانية الشرقية إلى شمال أفريقيا لغزو واستعادة الحكم الروماني على المنطقة، قبل حكام البربر المحليين عن طيب خاطر الحكم الإمبراطوري مطالبين فقط برموز مكاتبهم؛ تاج من الفضة وصولجان من الفضة المذهبة وسترة مبطنة وأحذية مذهبة. العديد من الحكام البربر سوف يثبتون لأنهم بشكل أساسي ملوك عملاء، في حين أولئك الحكام الذين لم يكونوا متاخمين مباشرة للأراضي الإمبراطورية كانوا مستقلين إلى حد ما على الرغم من أنهم نظرياً لا يزالون يشكلون جزءاً من الإمبراطورية، فكانوا يعاملون بقسط أكبر من المجاملة مقارنة بأولئك الذين تحد ممالكهم مباشرة الإمبراطورية وذلك للحفاظ عليهم في الطابور.[17]
بعد إعادة فتح الروم الشرقيين لمملكة الوندال، بدأ المحافظون يواجهون مشاكل مع القبائل البربرية المحلية. تم غزو مقاطعة بيزاسينا (دولة تونس اليوم) والحامية المحلية بما في ذلك هزم القادة غيناس وروفينوس. شن الحاكم المعين حديثًا في ولاية أفريقيا الإمبراطوريةصولومون العديد من الحروب ضد هذه القبائل البربرية بقيادة جيش من حوالي 18000 رجل في بيزاسينا. كان صولومون يهزمهم ويعود إلى قرطاج لكن البربر يقومون مرة أخرى ويجتاحون بيزاسينا ولكن صولومون هزمهم مرة أخرى، هذه المرة بشكل حاسم وبعثر قواتهم. جنود البربر الباقون على قيد الحياة تراجعوا إلى نوميديا حيث انضموا إلى قوات يبداس، ملك الأوراس.[18][19]
شجع ماسونا وملك بربري آخر هو أورتايا (الذي حكم مملكة في مقاطعة موريطنيا سيتيفينسيس السابقة) المتحالفين مع الإمبراطورية الرومانية الشرقية[20] صولومون على ملاحقة أعدائه البربر في نوميديا وهو ما فعله. لم يشرك صولومون يبداس في المعركة وذلك لعدم ثقته في ولائهم وبدلا من ذلك بنى سلسلة من المواقع المحصنة على طول الطرق التي تربط بيزاسينا بنوميديا.[21][19]
توفي ماسونا في عام 535 م ونجح ماستيغاس (المعروف أيضا باسم ماستناس) في خلافته كملك للمور والرومان. ويذكر المؤرخ بروكوبيوس أن ماستيغاس كان حاكمًا مستقلاً تمامًا وكان يحكم ما يقرب من كامل إقليم موريطانيا القيصرية السابق باستثناء عاصمة المقاطعة السابقة قيصرية التي كانت تحت سيطرة الوندال وكان يخضع لسيطرة الإمبراطورية الرومانية الشرقية خلال فترة وجوده.[22] ظل حكام المملكة الموريتانية الرومانية، وغيرها من الممالك البربرية، ينظرون إلى أنفسهم كمواطنين للإمبراطور الروماني الشرقي في القسطنطينية، حتى عندما كانوا في حالة حرب معه أو شاركوا في غارات على الأراضي الإمبراطورية، ومعظم الحكام البربر يستخدمون عناوين مثل الدوكس أو ريكس (وتعني ملك).[20]
الانهيار
آخر ملك مسجل للمملكة المورية الرومانية كان غارمول (المعروف أيضًا باسم غارموليس) وهو من سيقاوم حكم الإمبراطورية الرومانية الشرقية في أفريقيا.[23] في أواخر ستينيات القرن الخامس شن غارمول غارات على الأراضي الرومانية لكنه فشل في السيطرة على أي مدينة كبيرة، سجل المؤرخ القوطيجون بيكلارو مقتل ثلاثة جنرالات متتابعين من قبل قوات غارمول، المحافظ البريتوري ثيودور (في عام 570 م) وقائدي جنود إمبراطوريين (عام 570 م) وأمابيليس (عام 571 م).[24] وقد مثلت نشاطاته هذه - خاصة عندما تزامنت مع هجمات القوط الغربيين في سبانيا - تهديدًا واضحًا لسلطات المحافظة. لم يكن غارمول قائدًا لقبيلة شبه بدوية فقط، بل لمملكة بربرية مكتملة التكوين وبجيش نظامي. وهكذا أعاد الإمبراطور الروماني الشرقي الجديد تيبيريوس الثاني قسطنطين تعيين توماس كمحافظ في أفريقيا، وتم تعيين الجنرال القدير جيناديوسقائداً للجنود بهدف واضح وهو تقليص مملكة غارمول. كانت التحضيرات طويلة ودقيقة، لكن الحملة نفسها التي بدأت في 577 أو 578 كانت قصيرة وفعالة باستخدام جيناديوس تكتيكات الإرهاب ضد أتباع غارمول الذي هزم وقتل في 578 م.[25]
مع هزيمة غارمول انهارت المملكة المورية الرومانية، أعادت الإمبراطورية الرومانية الشرقية بعض أراضي المملكة لا سيما الممر الساحلي لمقاطعات موريطنية الطنجيةوموريطانيا القيصرية القديمتين.[25]
ظلت الطافا عاصمة مملكة بربرية مرومنة تحمل إسمها رغم كون هذه المملكة أصبحت أصغر حجماً بكثير من مملكة ماسوناوغارمول.[26] في أواخر القرن الخامس وأوائل السادس نمت المسيحية لتكون الديانة المهيمنة بالكامل في مملكة الطافا البربرية مع تأثيرات توفيقية للمعتقد البربري التقليدي حيث بنيت كنيسة جديدة في العاصمة الطافا في هذه الفترة.[27] الطافا والممالك اللاحقة الأخرى للمملكة المورية الرومانية كمملكة الورسنيسومملكة الحضنة شهدت صعودًا اقتصاديًا وبناء العديد من الكنائس والتحصينات الجديدة. شهدت ولاية أفريقيا الإمبراطورية الرومانية الشرقية وفي وقت لاحق إكسرخسية قرطاج المزيد من ثورات البربر التي تم إخمادها وقبول العديد من القبائل البربرية باعتبارها فيوديراتي لأنها كانت كذلك مرات عديدة في الماضي.[11]
يُعرف أيضا باسم سطوتياس. متمرّد روماني سابق كان يزعم أنه ملك مورو روماني بعد زواجه من ابنة ملك سابق. هزم وقتل من قبل القوات الرومانية الشرقية في 545 م.[30][31]
يُعرف أيضًا باسم غارموليس. غزى المقاطعات الرومانية الشرقية في شمال أفريقيا في 570 م. يمثل موته وهزيمته في عام 578 نهاية المملكة المورية الرومانية التي كانت مجزأة ومعزولة جزئيا في الإمبراطورية الرومانية.[25]
هوامش
(1). النص الأصلي للنقش هو (باللاتينية: Pro sal(ute) et incol(umitate) reg(is) Masunae gent(ium) Maur(orum) et Romanor(um) castrum edific(atum) a Masgivini pref(ecto) de Safar. Iidir proc(uratore) castra Severian(a) quem Masuna Altava posuit, et Maxim(us)) pr(ocurator) Alt(ava) prefec(it). P(ositum) p(rovinciae) CCCLXVIIII" [32][33]
Barnes، Timothy David (1982). The New Empire of Diocletian and Constantine. Harvard University Press. ISBN:0-7837-2221-4.
Bury، John Bagnell (1958). History of the Later Roman Empire: From the Death of Theodosius I to the Death of Justinian, Volume 2. Dover Publications. ISBN:0-486-20399-9.
Camps، Gabriel (1995). "Djedar". في Gabriel Camps (المحرر). Encyclopedie Berbere. Editions Edisud. ج. 16. ص. 2409–2422. مؤرشف من الأصل في 2019-04-13.
Conant، Jonathan (2004). Literacy and Private Documentation in Vandal North Africa: The Case of the Albertini Tablets within Merrills, Andrew (2004) Vandals, Romans and Berbers: New Perspectives on Late Antique North Africa. Ashgate Publishing. ISBN:0-7546-4145-7.
Conant، Jonathan (2012). Staying Roman: Conquest and Identity in Africa and the Mediterranean, 439–700. Cambridge University Press. ISBN:978-1107530720.
Grierson، Philip (1959). Matasuntha or Mastinas: a reattribution. The Numismatic Chronicle and Journal of the Royal Numismatic Society. JSTOR:42662366.
Heather، Peter (2005). The Fall of the Roman Empire: A New History. Macmillan. ISBN:0-333-98914-7.
Merrills، Andrew (2018). "The Moorish Kingdoms and the Written Record: Three 'Textual Communities' in Fifth- and Sixth-Century Mauretania". في Elina Screen, Charles West (المحرر). Writing the Early Medieval West. Cambridge University. ص. 185–202. ISBN:9781107198395.
Talbi، Mohammed (1971). Un nouveau fragment de l'histoire de l'Occident musulman (62–196/682–812): l'épopée d'al Kahina. Cahiers de Tunisie vol. 19. ص. 19–52.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: مكان (link) صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link)
Theo de Meester Perdana Menteri BelandaMasa jabatan17 Agustus 1905 – 12 Februari 1908Penguasa monarkiRatu Wilhelmina PendahuluAbraham KuyperPenggantiTheodorus Heemskerk Informasi pribadiLahirTheodoor Herman de Meester(1851-12-16)16 Desember 1851Harderwijk, BelandaMeninggal27 Desember 1919(1919-12-27) (umur 68)Den Haag, BelandaPartai politikLUPekerjaanPolitikusSunting kotak info • L • B Theodoor Herman Theo de Meester (16 Desember 1851 – 27 Desembe...
Artikel ini sebatang kara, artinya tidak ada artikel lain yang memiliki pranala balik ke halaman ini.Bantulah menambah pranala ke artikel ini dari artikel yang berhubungan atau coba peralatan pencari pranala.Tag ini diberikan pada Agustus 2020. Adam GuzińskiLahir22 Desember 1970 (umur 53)Konin, PolandiaPekerjaanSutradara, penulis naskahTahun aktif1997-kini Adam Guziński (lahir 22 Desember 1970) adalah seorang sutradara dan penulis naskah asal Polandia. Filmnya Chłopiec na galopuj...
10th-century Abbasid senior official Muhammad ibn Ra'iqamir al-umara of the Abbasid CaliphateIn office21 September 941[1] – 13 February 942[1]Monarchal-MuttaqiPreceded byKurankijSucceeded byAbu Abdallah al-Baridi (as vizier)amir al-umara of the Abbasid CaliphateIn office10 November 936[1] – 9 September 938[1]Monarchal-RadiPreceded byIbn Muqla (as vizier)Succeeded byBajkam Personal detailsDied13 February 942 (0942-02-14) Abu Bakr Muham...
Angelo Peruzzi Informasi pribadiTanggal lahir 16 Februari 1970 (umur 54)Tempat lahir Viterbo, ItaliaTinggi 1,81 m (5 ft 11+1⁄2 in)Posisi bermain KiperKarier senior*Tahun Tim Tampil (Gol)1987–1991 Roma 16 (0)1989–1990 → Hellas Verona (loan) 29 (0)1991–1999 Juventus 208 (0)1999–2000 Inter Milan 33 (0)2000–2007 Lazio 192 (0)Total 478 (0)Tim nasional1989–1992 Italy U21 10 (0)1995–2006 Italy 31 (0) * Penampilan dan gol di klub senior hanya dihitung dari l...
Peta menunjukkan lokasi provinsi Leyte Selatan Leyte Selatan merupakan sebuah provinsi di Filipina. Ibu kotanya ialah Maasin City. Provinsi ini terletak di region Visayas Timur. Provinsi ini memiliki luas wilayah 1.734 km² dengan memiliki jumlah penduduk 404.245 jiwa (2010). Provinsi ini memiliki angka kepadatan penduduk 233 jiwa/km². Pembagian wilayah Secara administratif provinsi Leyte Selatan terbagi menjadi 18 munisipalitas dan 1 kota komponen, yaitu: Kota/Munisipalitas JumlahBaran...
1810 siege during the Peninsular War This article is about the French victory in 1810. For the Spanish victory in 1812, see Siege of Astorga (1812). Siege of AstorgaPart of the Peninsular WarAstorga is stormed on 21 April 1810 at 7 in the eveningby Siméon Fort, 1841-1842Date21 March – 22 April 1810LocationAstorga, Castile and León, Spain42°27′30″N 6°3′30″W / 42.45833°N 6.05833°W / 42.45833; -6.05833Result French victory[1]Belligerents Fran...
Pleuritis adalah radang pada pleura, yaitu lapisan tipis yang membungkus paru-paru.[1] Radang dapat disebabkan oleh infeksi bakteri, tuberkulosis, kanker, atau kondisi lainnya.[2][3] Pleuritis ditandai dengan rasa sakit di bagian dada, terutama saat menarik napas panjang atau batuk.[4] Penyebab Contoh hasil X-ray paru-paru yang mengalami pleural effusion Pleuritis dapat disebabkan oleh beberapa macam kondisi, diantaranya adalah infeksi pada paru-paru, tuberkulo...
Coppa di Lussemburgo 2022-2023 Competizione Coppa di Lussemburgo Sport Pallavolo Edizione 57ª Organizzatore FLVB Date dal 5 novembre 2022al 27 marzo 2023 Luogo Lussemburgo Partecipanti 15 Risultati Vincitore Mamer(13º titolo) Secondo Bartréng Statistiche Incontri disputati 14 Cronologia della competizione 2021-2022 2023-2024 Manuale La Coppa di Lussemburgo 2022-2023, 57ª edizione della coppa nazionale di pallavolo femminile, si è svolta dal 5 novembre 2022...
حقل ظهرمعلومات عامةالنوع حقل غاز طبيعي البلد مصر بري/بحري بحريالمستغل إنيتاريخ الحقلالاكتشاف 2015بدء الإنتاج ديسمبر 2017خصائص الحقلالإنتاج الحالي للغاز 10 9 {\displaystyle 10^{9}} × 1 {\displaystyle 1} قدم مكعب/السنة (منتظر)احتياطي الغاز القابل للاستغلال 30 تريليون قدم مكعبتعديل - تعديل مصدري...
1928 film This article is about the 1928 film. For the short film, see Leave 'Em Laughing (2020 film). Leave 'Em LaughingTheatrical release posterDirected byClyde BruckmanWritten byReed HeustisHal RoachProduced byHal RoachStarring Stan Laurel Oliver Hardy Charlie Hall Edgar Kennedy Dorothy Coburn Viola Richard Edgar Dearing Al Hallett Sam Lufkin Tiny Sandford Otto Fries Jack Lloyd Jack Hill CinematographyGeorge StevensEdited byRichard C. CurrierMusic byEvie GreeneDistributed byMetro-Goldwyn-M...
Improving a broken, damaged or outdated structure For other uses, see Renovation (disambiguation). Remodeling redirects here. For other uses, see Remodeling (disambiguation). Renovators redirects here. For the Australian TV game show, see The Renovators. This article may be unbalanced toward certain viewpoints. Please improve the article by adding information on neglected viewpoints, or discuss the issue on the talk page. (August 2023) Renovation (also called remodeling) is the process of imp...
Parliamentary constituency in the United Kingdom, 1801–1918 For the county constituency called Montgomery until the 1990s, see Montgomeryshire (UK Parliament constituency). MontgomeryFormer constituencyfor the House of Commons1542–1918SeatsoneReplaced byMontgomeryshire Montgomery was a constituency in the House of Commons of England, House of Commons of Great Britain and later in the House of Commons of the Parliament of the United Kingdom. It elected one MP, but was abolished in 1918. Af...
You can help expand this article with text translated from the corresponding article in French. (December 2008) Click [show] for important translation instructions. View a machine-translated version of the French article. Machine translation, like DeepL or Google Translate, is a useful starting point for translations, but translators must revise errors as necessary and confirm that the translation is accurate, rather than simply copy-pasting machine-translated text into the English Wiki...
Artikel ini sebatang kara, artinya tidak ada artikel lain yang memiliki pranala balik ke halaman ini.Bantulah menambah pranala ke artikel ini dari artikel yang berhubungan atau coba peralatan pencari pranala.Tag ini diberikan pada Oktober 2022. Artikel atau sebagian dari artikel ini mungkin diterjemahkan dari Degassing di en.wikipedia.org. Isinya masih belum akurat, karena bagian yang diterjemahkan masih perlu diperhalus dan disempurnakan. Jika Anda menguasai bahasa aslinya, harap pertimbangk...
Town and municipality in the state of Minas Gerais, Brazil Location of Doresópolis on a map of the state of Minas Gerais Doresópolis is a Brazilian municipality located in the west of the state of Minas Gerais. Its population as of 2020[update] was 1,533 people living in a total area of 153 km2.[1] The city belongs to the meso-region of Oeste de Minas and to the micro-region of Piumhi. It became a municipality in 1962.[2] Location The city center of Doresópolis...