قال القحطاني: «ورزقه لعباده نوعان: عام، وخاص. 1 - فالعام إيصاله لجميع الخليقة جميع ما تحتاجه في معاشها وقيامها، فسهَّل لها الأرزاق، ودبّرها في أجسامها، وساقَ إلى كل عضوٍ صغير وكبير ما يحتاجه من القوت، وهذا عام للبرِّ والفاجر والمسلم والكافر، بل للآدميين والجن والملائكة والحيوانات كلها. وعام أيضاً من وجه آخر في حق المكلّفين؛ فإنه قد يكون من الحلال الذي لا تبعة على العبد فيه، وقد يكون من الحرام ويسمى رزقاً ونعمة بهذا الاعتبار، ويقال: «رزقه اللَّه» سواء ارتزق من حلال أو حرام، وهو مطلق الرزق. 2 - وأما الرزق المطلق فهو النوع الثاني، وهو الرزق الخاص، وهو الرزق النافع المستمر نفعه في الدنيا والآخرة، وهو الذي على يد الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وهو نوعان: النوع الأول: رزق القلوب بالعلم والإيمان وحقائق ذلك، فإن القلوب مفتقرة غاية الافتقار إلى أن تكون عالمة بالحق مريدة له متألّهة للَّه متعبّدة وبذلك يحصل غناها ويزول فقرها. النوع الثاني: رزق البدن بالرزق الحلال الذي لا تبعة فيه؛ فإنَّ الرزق الذي خصَّ به المؤمنين والذي يسألونه منه شامل للأمرين، فينبغي للعبد إذا دعا ربه في حصول الرزق أن يستحضر بقلبه هذين الأمرين، فمعنى «اللَّهم ارزقني» أي ما يصلح به قلبي من العلم والهدى والمعرفة ومن الإيمان الشامل لكل عمل صالح وخلق حسن، وما به يصلح بدني من الرزق الحلال الهنيّ الذي لا صعوبة فيه ولا تبعة تعتريه».[11]
قال ابن رسلان: «(الرازق) القائم لكل نفس بما يقوتها، فرزق الأجسام الغذاء، وغذاء الأفلاك الحركة، ورزق النفوس العلوم، ورزق العقول الشهود، ويقال: من دعاء داود عليه السلام (يا رازق (3) النعاب في عشه) والنعاب بالنون والعين المهملة آخره باء موحدة هو: فرخ الغراب»[12]
بعض من أثبت هذا الاسم لله
من العلماء الذين صرحوا بإثبات هذا الاسم لله عز وجل:
^أبو عبد الله القرطبي (1384 هـ). الجامع لأحكام القرآن (ط. الثانية). دار الكتب المصرية - القاهرة. ج. 17. ص. 56. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
^ ابأحمد بن حنبل (1421هـ). مسند الإمام أحمد بن حنبل (ط. الأولى). مؤسسة الرسالة. ج. 20. ص. 46.
^أبو داود السجستاني. سنن أبي داود. تحقيق: محمد محي الدين عبد الحميد. المكتبة العصرية. ج. 3. ص. 272.
^ابن ماجه. سنن ابن ماجه. دار إحياء الكتب العربية - القاهرة. ج. 2. ص. 741.
^ابن حبان (1433هـ). التقاسيم والأنواع - صحيح ابن حبان (ط. الأولى). دار ابن حزم - بيروت. ج. 7. ص. 141.
^ضياء الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي (1420هـ). الأحاديث المختارة أو المستخرج من الأحاديث المختارة مما لم يخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما (ط. الثالثة). دار خضر للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان. ج. 5. ص. 27.
^مقبل بن هادي الوادعي (1428 هـ). الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين (ط. الرابعة). دار الآثار - صنعاء. ج. 1. ص. 93. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
^ ابإسماعيل الأصبهاني (1419هـ). الحجة في بيان المحجة وشرح عقيدة أهل السنة (ط. الثانية). دار الراية - الرياض. ج. 1. ص. 148.
^ ابجد. سعيد بن علي بن وهف القحطاني. شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسُّنَّة. مطبعة سفير الرياض. ص. 156.
^ ابشهاب الدين أبو العباس أحمد بن حسين بن علي بن رسلان المقدسي الرملي الشافعي (1437هـ). شرح سنن أبي داود (ط. الأولى). دار الفلاح للبحث العلمي وتحقيق التراث، الفيوم - جمهورية مصر العربية. ج. 14. ص. 351.
^ابن منده (1405هـ). التوحيد ومعرفة أسماء الله عز وجل وصفاته على الاتفاق والتفرد (ط. الأولى). الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة. ج. 2. ص. 125.
^ابن قيم الجوزية (1441هـ). مدارج السالكين في منازل السائرين (ط. الثانية). دار عطاءات العلم - الرياض. ج. 2. ص. 33.
^محمد بن إبراهيم بن الوزير (1987). إيثار الحق على الخلق في رد الخلافات إلى المذهب الحق من أصول التوحيد (ط. الثانية). دار الكتب العلمية - بيروت. ص. 159.
^علوي بن عبد القادر السقاف (1426هـ). صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة (ط. الثالثة). الدرر السنية. ص. 176.
^ ابجدمحمد بن خليفة بن علي التميمي (1419هـ). معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى (ط. الأولى). أضواء السلف - الرياض. ص. 167.