مُسَلْسَلُ الْإِمَامِ أو مُسَلْسَلُ ابْنِ حَنْبَلٍ أو مُسَلْسَلُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ[3][4][5]، هو مسلسلٌ تِلفازيٌّ تاريخيٌّ ضخم[6]، من إنتاج مؤسسة قطر للإعلام، التي تولَّت تنفيذ العمل بالتعاون مع شركة البراق القطرية للإنتاج الإعلامي، الذي أُعِدَّ وأُنتِجَ للعرض الرمضاني 1438هـ/2017م[7] بمشاركة أكثر من سبعين ممثلًا وممثلة من سبع دول عربية. نُفِّذ المسلسل بالتوثيق والمعالجة الدِراميّة والإخراج السينمائي، واستغرق إنتاجه أكثر من سنتين بين عامي 2015 و2016م، واستغرق التصوير أزيد من سنة كاملة.[8][9][10]
يروي المسلسل سيرة رابع أئمة المسلمين من أهل السنة والجماعة، أحمد بن حنبل، وما زامنها من أحداث من بداية حياته الأسرية والاجتماعية حتى بَدأ حياته العلمية في طلب العلم الشرعي من الحديث النبوي والقرآن الكريم إلى وفاته. ويستعرض المسلسل مُدّة حكم الدولة العباسية بما شهدته من أحداث، وفتوحات إسلامية، وظهور المعتزلة، وبروز محنة خلق القرآن، وتصدي الإمام أحمد بن حنبل لها.[11][12][13][14]
حدَثَ تنفيذ المسلسل وتصويره في لبنان وتركيا. وتطلب إنتاج المسلسل بناء تصميمات كاملة للمدن التي جرت فيها أحداث المسلسل، مثل: مكة المكرمة، وعمُّوريَّة، وبَغداد، ومواقع المعارك التي خاضتها الدولة العباسية. وأطلقت الجهة المنتجة موقعًا إلكترونيًّا رسميا للتعريف بالمسلسل بأربع لغات مختلفة: العربية، والإنجليزية، والتركية، والفرنسية. بثَّته قناة قطر الحكومية حصريًّا على شاشتها في شهر رمضان 2017م.[15][16][17]
وجدير بالذكر أن المسلسل كان من المقرر أن يجهز للعرض خلال شهر رمضان 1436هـ/2016م، إلا أن ظروف الحصول على تأشيرات دخول للممثلين السوريين المشاركين بالعمل حالت دون ذلك، حيث قصدت الشركة المنتجة دولًا عدّة للتصوير كانت أولها المغرب، ثم الجزائر، والهند، وأوزبكستان، وإسبانيا، ليستقر الأمر أخيرًا على تركيا ولبنان، حيث صُوِّر المسلسل بينهما بعد فترات طويلة من التأجيل.[18][19]
المسلسل من إخراج عبد الباري أبو الخير، وتأليف وسيناريو وحوار محمد اليساري، ويشارك فيه مجموعة من الممثلين السوريين والعرب، منهم: الفنان السوري مِهْيار خضور [20][21][22] الذي جسّد شخصية الإمام أحمد بن حنبل، والفنان السوري سلوم حداد الذي جسد دور الخليفة هارون الرشيد، والفنانة جيانا عيد التي جسّدت شخصية أم الإمام أحمد، والفنانة قمر خلف، والفنان قاسم ملحو، والفنان مهند قطيش، والفنان محمد خير الجراح، والفنانة مرح جبر التي جسّدت دور زوجة الإمام أحمد، والفنانة روعة ياسين، وغيرهم من الفنانين.[23][24][25]
أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني الذهلي (164-241هـ / 780-855م) فقيه ومحدِّث مسلم، ورابع الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة، وصاحب المذهب الحنبلي في الفقه الإسلامي. اشتُهر بعلمه الغزير وحفظه القوي، وكان معروفاً بالأخلاق الحسنة كالصبر والتواضع والتسامح، وقد أثنى عليه كثير من العلماء منهم الإمام الشافعي، ويُعدُّ كتابه «المسند» من أشهر كتب الحديث وأوسعها.
وُلد أحمد بن حنبل سنة 164هـ في بغداد ونشأ فيها يتيماً، وقد كانت بغداد في ذلك العصر حاضرة العالم الإسلامي، تزخر بأنواع المعارف والفنون المختلفة، وكانت أسرة أحمد بن حنبل توجهه إلى طلب العلم، وفي سنة 179هـ بدأ ابن حنبل يتَّجه إلى الحديث النبوي، فبدأ يطلبه في بغداد عند شيخه هُشَيم بن بشير الواسطي حتى توفي سنة 183هـ، فظل في بغداد يطلب الحديث حتى سنة 186هـ، ثم بدأ برحلاته في طلب الحديث، فرحل إلى العراق والحجاز وتهامة واليمن، وأخذ عن كثير من العلماء والمحدثين، وعندما بلغ أربعين عاماً في سنة 204هـ جلس للتحديث والإفتاء في بغداد، وكان الناس يجتمعون على درسه حتى يبلغ عددهم قرابة خمسة آلاف.
اشتُهر ابن حنبل بصبره على المحنة التي وقعت به والتي عُرفت باسم «فتنة خلق القرآن»، وهي فتنة وقعت في العصر العباسي في عهد الخليفة المأمون، ثم المعتصم والواثق من بعده، إذ اعتقد هؤلاء الخلفاء أن القرآن مخلوق محدَث، وهو رأي المعتزلة، ولكن ابن حنبل وغيره من العلماء خالفوا ذلك، فحُبس ابن حنبل وعُذب، ثم أُخرج من السجن وعاد إلى التحديث والتدريس، وفي عهد الواثق مُنع من الاجتماع بالناس، فلما تولى المتوكل الحكمَ أنهى تلك الفتنة إنهاءً كاملاً. وفي شهر ربيع الأول سنة 241هـ، مرض أحمد بن حنبل ثم مات، وكان عمره سبعاً وسبعين سنة.
تدور أحداث المسلسل في إطار درامي تاريخي حيث يناقش المسلسل السيرة الذاتية لحياة الإمام أحمد بن حنبل رابع الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة حيث يستعرض المسلسل العديد من الأحداث التي وقعت خلال الدولة العباسية أيام حكم الخليفة هارون الرشيد [26] حيث يسلط المسلسل الضوء على بغداد، ليرصد طابع الحياة الاجتماعية فيها، كما ركز على الطبقة الفقيرة حيث ترعرع أحمد بن حنبل، وكذلك الطبقة الوسطى، إضافة إلى التركيز على بعض الفتوحات الإسلامية زمن هارون الرشيد، وظهور المعتزلة، وصراع الأمين والمأمون على السلطة، ويأخذ المسلسل ثلاثة جوانب في طريقة سرد الأحداث والوقائع. فسلط الضوء أولاَ: على الحياة الشخصية للإمام والبيئة الاجتماعية في بغداد، وثانياَ: نظام الحكم السياسي الذي كان سائدا آنذاك، وثالثاَ: بعض القصص والروايات والوقائع التاريخية التي حدثت في حياة الإمام.[27][28][29]
الرواية التاريخية للمسلسل تبدأ من مرحلة شبابة ودراستة وعلمه ويستحضر أيضاَ البيئية التي عاش فيها الإمام أحمد سنة (179 هـ) في بغداد ومنها، معاناته الشديدة في كسب الرزق والعيش والفقرالذي كان فيه، كذلك يسلط الضوء على اهتماماته بالشعر الأدبي وطلب العلم وقوته في اللغة العربية وحرصه على تحصيل العلم الشرعي وعلى اهتمام والدته بتربيته وحثه على طلب علم الحديث، ومنعه من العمل للتفرغ للعلم، ثم رحلاته في طلب العلم إلى الكوفة والبصرة والحجاز والتقاؤه بشيوخ عصره، كذلك يستعرض قصة بروزه بعد وفاة الإمام الشافعي.[30][31][32]
ويتضمن المسلسل تفاصيل درامية عن صفاته وسلوكه وحياته وزواجه وما واجهه من صعوبات وابتلاءات وما صادفه من أحداث وأشخاص أثر بهم أو تأثروا به، وكذا آراؤه وعلمه وفقهه، وقصة دخوله وخروجه من السجن وصراعاته الفكرية المتكررة ونقاشاته مع المخالفين، كذلك يسلط الضوء على انتشار الفرق الدينية والجدلية الفكرية الفقهية، ويظهر المسلسل انتهاج الإمام الدقة والاتباع ورفض القياس إلا في الضرورة وتجنبه الرأي وكانت له بعض المبررات أبرزها سيطرة المعتزلة وكثرة الفرق والفتن دفعته للعودة إلى أصول الحديث والتثبت فيها والتزام نهج القرآن.[33][34][35]
كذلك يسلط الضوء على خوض الإمام أحمد مع المأمون والمعتزلة في مسألة القول بخلق القرآن والتي جرّت على الإمام أحمد السجن والتعذيب في سجون النظام العباسي وإخضاعه للإقامة الجبرية وسخط بني عباس عليه من المأمون ومن بعده الخليفة المعتصم بالله ومن بعده الواثق بالله، إذ اعتقد هؤلاء الخلفاء أن القرآن مخلوق محدَث، وهو رأي المعتزلة، ولكن الإمام وغيره من العلماء خالفوا ذلك، فحبس أحمد بن حنبل وعُذب، ثم أُخرج من السجن وبعدها عاد إلى الحديث والتدريس، وفي عهد الواثق مُنع من الاجتماع بالناس، فلما تولى المتوكل على الله الحكمَ أنهى تلك الفتنة إنهاءً كاملاً، كذلك يروي المسلسل الرحلات والسفريات التي قام بها الإمام إلى العراق والحجاز وتهامة واليمن، وأخذ عن كثير من العلماء والمحدثين العلم، كذلك يستعرض مرحلة بلوغه الأربعين عاماً سنة 204هـ حيث جلس للحديث والإفتاء في بغداد، ومن ثم استمراره في نشر العلم حتى وفاته عام 241 هـ.[36][37][38]
أما الشق الثاني من أحداث المسلسل فيلقي الضوء على الجانب السياسي ببغداد في فترة حكم هارون الرشيد وصراعه مع البرامكة وموقف الأمة من رفض امبراطور الروم نقفور الأول دفع الجزية ورسالة هارون الرشيد له، وكذا التركيز على بعض الفتوحات الإسلامية في عصره، ومنها معركة عمورية التي انتصرت فيها الجيوش الإسلامية وأيضاً صراع الأمين والمأمون على السلطة بعد وفاة هارون الرشيد ثم وفاة المأمون وتولي المعتصم بالله الحكم.[39][40]
أما الشق الثالث فهو من بعض القصص والروايات والوقائع التاريخية التي حدثت في عهد الإمام أحمد والتي تم توظيفها في المسلسل بصورة درامية ومنها، قصة ضياع الفتاتين فوز وشاهيناز عن أبيها التاجر الذي فقدهما بأسواق بغداد مستعرضاً بعد ذلك فترة زواجهما والتقائهما ببعضهما، وكذلك قصة فرج ووالدته الذَيْن عانا من الفقر الشديد، وكان فرج يمتهن السرقة لكسب العيش مستعرضاً بعد ذلك عمله في مهنة صناعة السروج، وبعدها عمله مع وزير هارون الرشيد الفضل بن الربيع لنقل أخبار مدينة بغداد للخليفة قبل انضمامه للمعتزلة، وكذلك يستعرض قصة عامر وأمه وزوجته كأسرة مضطربة دائمة الخلاف فيما بينها.[41]
بدأ العمل على إنتاج المسلسل بشكل فعلي من بداية سنة 2015 حسب ما ذكرته مؤسسة قطر للإعلام فقد كان المسلسل معدا للعرض الرمضاني 2016 ولكن تم تأجيله بقرار من تلفزيون قطر الجهة الرسمية المنتجة للمسلسل [42]، بسبب تعرض المسلسل وفريق العمل لعدة صعوبات وعقبات حالة بين إكمال تصوير المسلسل الذي كان من المقرر تصويره في سبع دول مختلفة، وبإنتاج ضخم تطلب بناء ديكورات كاملة للمدن التي جرت فيها أحداث المسلسل، مثل مكة المكرمة وعمورية وبغداد ومواقع المعارك التي خاضتها الدولة العباسية، والأحداث والمواقع الأبرز التي سجلتها سيرة الإمام أحمد بن حنبل.[43][44][45]
مسلسل الإمام من تأليف محمد اليساري الذي أعاد كتابة السيناريو والحوار أربع مرات [46] على مدار عامين كاملين قبل البدء فيه [47][48]، وقد أشرف على تدقيق ومراجعة الأحداث والوقائع التاريخية 3 مشايخ شرعيين ومتخصصين لتكون الروايات والأحداث صحيحة [49]، وقام على إخراج المسلسل المخرج السوري عبد الباري أبو الخير، وقام على إخراج المعارك حسام محمد الحمد [50]، وقام على تنفيذ المعارك[؟] المخرج محمد مكيه، بالتعاون مع فريق المعارك من شركة RGB GROUP، كما عمل على إنتاج المسلسل مجموعة من الشركات فكان الإنتاج والتمويل لمؤسسة قطر للإعلام، وتنفيذ الإنتاج لشركة البراق للإنتاج والإعلام، وقام على الخدمات الإعلامية ومعدات التصوير شركة D&B MEDIA التركية [51]، وتنفيذ الخدمات الفنية لشركة المها للإنتاج الفنى، وأشرف على الإنتاج استديوهات شركة (PRIME FOCUS WORLD) الهندية[؟] المتخصصة في صناعة الأفلام وإنتاجها، وتم تنفيذ المونتاج وتصحيح الألوان لشركة (DFS)، وتم إطلاق عرض المسلسل رسمياً في 27 مايو من عام 2017 باللغة العربية ومن المقرر دبلجة المسلسل لخمس لغات من بينها التركية ولغات آخرى، وقد تم إنتاج المسلسل في ثلاث دول مختلفة: قطر والكويت وسوريا.[52][53][54]
أعلنت مؤسسة قطر للإعلام في 2 يونيو 2016 عن توقيف تصوير المسلسل مؤقتًا وتأجيله إلى العرض الرمضاني المقبل (1438 هـ 2017 م) [55] حرِصاً على أن يظهر بالمستوى المطلوب الذي تم التجهيز له، وصرح المدير التنفيذي لشركة البراق محمد العنزي والمنتج المنفذ للعمل إن التأجيل جاء من إدارة تلفزيون قطر نظراَ لعدم توفر التجهيزات المطلوبة حالياَ للصعود والبدأ بهذا العمل الكبير وحرصاَ على الجودة المطلوبة للمسلسل لكي يظهر بالمستوى المطلوب الذي خطط له، على أن يتم إطلاق المسلسل في رمضان 2017.[56][57]
ومن الجدير بالذكر أن المسلسل تعرض لمجموعة من الصعوبات كان أولها اعتذر بعض الممثلين السوريين عن المشاركة في المسلسل ومنهم قصي خولي [58] وغسان مسعود [59][60] ورشيد عساف [61][62][63][64] وسامر المصري الذي كان من المقرر أن يؤدي شخصية هارون الرشيد لكن اعتذر عن الدور بسبب انشغالة بأعمال أخرى [65][66][67]، وأيضاَ واجه صعوبات في أماكن التصوير والبلدان التي يجرى فيها التصوير حيث لاقى المسلسل في بداية الأمر رفض كبير من أكثر من دولة فكان من المقرر تصوير المسلسل في في 7 دول مختلفة ولكن تعذر هذا الأمر على فريق العمل في أغلب الدول المقرر التصوير فيها، وبحسب ماذكر موقع هافينغتون بوست القطري [68]، أن الشركة المنتجة كانت تنوى تصوير المسلسل في المغرب ولكن تعذر دخول فريق العمل إلى مدينة مراكش وهذا ما دفعها لاختيار أوزباكستان والجزائر كمكانٍ بديل وبعدها إسبانيا والهند كوجهةٍ أخيرة [69]، ولكن كل تلك الخيارات لم تنجح مما جعل فريق العمل يعمل على استكمال التصوير في تركيا ولبنان بعد فترات طويلة من التأجيل ويعود سبب رفض الدول للتصوير فيها بسبب صعوبة الحصول على تأشيرات دخول للفنانين السوريين المشاركين بالعمل مما أدى إطارا لتأجيل عرض المسلسل سنة كاملة على أن يبدأ فريق العمل الشروع في تصوير المسلسل في مطلع سنة 2016 والانتهاء منه في سنة 2017.[70][71][72]
اختارت الجهة المنتجة تصوير المسلسل في الجمهورية اللبنانية والجمهورية التركية [73] لإطلاق مشروع تصوير المسلسل ووقع الاختيار أولاً على المدينتين التركيتين إسطنبول الواقعة على ضفاف البوسفور والتي بها القصور التاريخية حيث تم تصوير المعارك[؟] التي نفذت في المسلسل هناك وهما معركتان: الأولى بين هارون الرشيد ونقفور الأول ملك الروم[؟]، والثانية معركة عمورية والحادثة الشهيرة إثر صرخة المرأة المسلمة وا معتصماه حيث استنجدت بالخليفة المعتصم بالله من الروم[؟]، فحرك على إثرها المعتصم بالله آنذاك جيشا لنجدتها [74]، والمدينة الثانية ماردين التي تتربع على سفوح الجبال جنوب شرقي تركيا [75]، وتتمتع بطابعها التاريخي القديم وأبنتيها العتيقة وطرقاتها المعبدة في القرون الوسطى. وتتميز بوجود الصحراء، والبحار، والجبال، والأنهار، وتتلاءم مع طبيعة بغداد التي عاش فيها الإمام أحمد بن حنبل من حيث ضواحيها والسهول والنخيل والطراز المعماري الذي يمتاز بالآثار القريبة من البناء العباسي والأموي بشكل عام.[76][77][78]
{{استشهاد ويب}}
|تاريخ=
Lokasi Pengunjung: 3.147.7.113