منذ البداية أرادت والدتها تزويجها من شخص له نفس المكانة أزواج شقيقاتها، اقترحت زوجة ابن عمها الدوفينة تزويجها من شقيقها الأصغر يوزف كليمنس من بافاريا، إلا أنها رفضت ذلك.[3]
فطالما احتقرت والدتها أبناء الملك الغير شرعيين، بحيث مثل هذا التحالف بعيد المنال، ومع ذلك في 1692 شعرت والدتها بهلع بعد سماع خطبة ابنها دوق شارتر من فرانسواز ماري دي بوربون ابنة الملك الغير شرعية ومدام مونتيسب.
في البداية أرادت والدتها أن تزوج ابنتها من الأرمل ويليام الثالث ملك إنجلترا بعد وفاة زوجته ماري الثانية ملكة إنجلترا، ولكن بسبب كون ويليام بروتستانتياً، لم يتحقق هذا الزواج، وأيضا كان من المرشحين الآخرين يوزف الأول ملك الرومان (وريث هابسبورغ)،[4] حظى هذا الاقتراح بتقدير كبير، ولو كان هذا الزواج قد حدث بالفعل، لكان هذا الاتحاد بمثابة التوفيق بين آل بوربون ومنافسهم التقليدي آل هابسبورغ، حتى أن ابن عم الأرمل المسيو دوفين الأكبر أرادها وكذلك ابنه دوق بورغندي وابن عمه الآخر لويس أوغست دي بوربون دوق ماين ابن الملك لويس الرابع عشر ومدام مونتيسب، هذا الأخير كان يريحها الأكثر، ومع ذلك لم يحدث قط فبدلاً من ذلك تزوج من قريبته مدموزيل شاروليه.
تزوجت إليزابيث شارلوت أخيراً في 13 أكتوبر 1698 في قصر فونتينبلو من ليوبولد دوق لورين هو من ناحية والدته يعتبر قريب آل هابسبورغ، كان هذا الزواج نتيجةً معاهدة رايسفايك أحد شروطها هو إنهاء احتلال الفرنسي لدوقية لورين التي احتلها لفترة من الزمن، وبذلك كانت إليزابيث شارلوت والتي استخدمها عمها الملك كأداة لتدعيم هذا الصلح.
كان هذا الزواج فرصة جيدة لحاشية الدوقية، ولكن البعض اعتبر غير جيد بالنسبة لابنة فرنسا الصغرى، على الرغم جلبت معها مهراً قدره 900,000 ليفر، بعد زواجها أصبحت ابنة شقيقها الثانية لويز أديلايدمدموزيل شارتر.
ومع ذلك كان هذا الزواج مفاجأة للجميع، تحول ما كان متوقعاً غير جيد إلى زواج من الحب والسعادة، مع ولادة أبنائها أظهرت إليزابيث شارلوت غريزة أمومة كبيرة لأبنائها وأيضا قامت برعايتهم، ومع ذلك لم تكن متسامحة دينياً بحيث دعمت اضطهاد غير الكاثوليك، لهذا اقنعت زواجها بإصدار العديد من القوانين القمعية ضد البروتستانت واليهود، خلال هذا الوقت تم حرق أكثر من 280 من المعارضين الدينيين في هذا الاضطهاد.
منذ 1708 بعد عشرة سنوات من الزواج تحول زوجها انتباهه إلى أُخرى آن مارغريت دي لينيفيل، على الرغم من أنها ظلت مجرحة، إلا أن وبناء على نصيحة والدتها ظلت صامتة، واستمرت في العيش في القصر مع زوجها وعشيقته، بحلول هذا الوقت أصبحت مريضة جداً، ومع ذلك بقيت لينيفيل هي المرشحة المفضلة لزوجها طوال حياته حتى وفاته في 1729،[5] إلا أن إليزابيث شارلوت استطعت انجاب له العديد من الأبناء الآخرين.
في يونيو 1701 توفي والدها فيليب بعد مشادة مع عمها الملك لويس الرابع عشر[6] حول تباهي شقيقها دوق شارتر بعشيقته أمام ابنته، بعد وفاته تُركت والدتها تحت رحمة لويس الرابع عشر الذي منعها من زيارة البلاد الأجنبية خارج فرنسا، ونتيجة لذلك لم تستطيع إليزابيث شارلوت رؤية والدتها إلا عندما تذهب هي إلى فرساي، ومع ذلك ظلت الأم وابنتها على تواصل من خلال الرسائل، إلا أن هذه الرسائل أُحرقت مع قصر لونفيل الدوقي في 1719.
عند وفاة الملك لويس الرابع عشر، أصبح شقيقها الوصي على الملك الصغير لويس الخامس عشر البالغ 5 سنوات، في 1718 خلال زيارتها القصيرة إلى البلاط الملكي، قامت ابنة شقيقها دوقة بيري الأرملة حفلاً ضخماً على شرفها في قصر لوكسمبورغ، وعند مغادرتها لفرنسا، أعطي لزوجها لقب السمو الملكي الذي عادةً ما يتم تخصيصه لأفراد والسلالات الأجنبية التي يرأسها الملك، وأيضا كانت حاضرة أثناء تتويج الملك لويس الخامس عشر في كاتدرائية ريمس في 25 أكتوبر 1722، والدتها توفيت بعدها ببضعة أسابيع، في حين شقيقها سيتوفى في ديسمبر العام التالي.
مع 1729 توفي زوجها، ابنها الأمير الوراثي لم يكن موجوداً في الدوقية، وبذلك أصبحت إليزابيث شارلوت حاكمة الوصية حتى عودته، ترك ابنها فرانتس ستيفن تعليمه في فيينا وعاد على الفور إلى الدوقية في 1730، ومع ذلك استغل فرصة والدته في إتمام زمام السلطة، مما أدى إلى رجعه إلى النمسا مرة أُخرى، والدته ستحكم الدوقية حتى 1737.
حاولت إليزابيث شارلوت تزويج أحد بناتها آن شارلوت للملك لويس الخامس عشر، ومع ذلك هذا الاقتراح لم يؤخذ بجدية تامة من قبل لويس هنري دوق بوربون (رئيس الوزراء في ذاك الوقت)، ثم حاولت تزويجها من ابن شقيقها لويس دوق أورليان الذي ترمل مؤخراً، ولكن بسبب تدينه اختار عدم الزواج مرة أُخرى.
في 1737 أصبحت ابنتها الكبرى الباقية على قيد الحياة إليزابيث تيريز متزوجة من كارلو إمانويلي الثالث ملك سردينيا، ومع ذلك توفيت في 1741 بسبب مضاعفات الولادة، وأيضا مع أوائل 1744 تزوج ابنها الثاني على قيد الحياة كارل ألكسندر من حبيبته الأرشيدوقة ماريا آنا من النمسا التي توفيت هي الأخرى أثناء الولادة في 16 ديسمبر 1744، ومع ذلك بحلول أسبوع من ذلك توفيت إليزابيث شارلوت بعد إصابتها بسكتة عن عمر يناهز الثامنة والستون عاماً، كانت أخر أبناء فيليب وفاةً، بعد تسعة شهور فقط أصبح ابنها أخيراً الإمبراطور الروماني المقدس.
تم دفنها في مقبرة آل لورين في كنيسة سان فرانسوا دي كورديليير في نانسي.
الذرية
انجبت إليزابيث شارلوت خمسة عشر ابناً:-
ليوبولد (26 أغسطس 1699 - 2 أبريل 1700)؛ اعتبر الأمير الوراثي، توفي في صغره.
إليزابيث شارلوت (21 أكتوبر 1700 - 4 مايو 1711)؛ توفيت بسبب الجدري.
لويز كريستين (13 نوفمبر - 18 نوفمبر 1701)؛ توفيت وهي رضيعة.
ماري غابرييل شارلوت (30 ديسمبر 1702 - 11 مايو 1711)؛ توفيت بسبب الجدري.
لويس (28 يناير 1704 - 10 مايو 1711)؛ كان الأمير الوراثي، توفي بسبب الجدري.
جوزفين غابرييل (16 فبراير 1705 - 25 مارس 1708)؛ توفيت وهي صغيرة.
غابرييل لويز (4 مارس 1706 - 13 يونيو 1710)؛ توفيت صغيرة.
ليوبولد كليمنت (25 أبريل 1707 - 4 يونيو 1723)؛ اعتبر الأمير الوراثي بعد وفاة شقيقه.