"إدارة حركة مرور الفضاء" (Space Traffic Management أو STM)، مع التوسع السريع في استكشاف واستخدام الفضاء، أصبح المفهوم ضرورة ملحة لضمان الاستخدام الآمن والمستدام للفضاء الخارجي. يشمل هذا المصطلح جميع الأنشطة واللوائح التي تنظم حركة الأقمار الصناعية والمركبات الفضائية لمنع التصادمات وتقليل الحطام الفضائي.[1]
التعريف
إدارة حركة مرور الفضاء ليست فقط تحدياً تقنياً بل أيضاً قضية سياسية وبيئية عالمية. مع استمرار تطور تقنيات الفضاء وزيادة الأنشطة الفضائية، يصبح التعاون الدولي والابتكار التكنولوجي مفتاحاً لضمان سلامة واستدامة الفضاء الخارجي للأجيال القادمة.
الأهمية
تأتي الحاجة إلى STM نتيجة التطور الكبير في قطاع الفضاء:[2]
الزيادة في عدد الأقمار الصناعية: إطلاق أقمار صناعية تجارية وعلمية من شركات مثل "سبيس إكس" و"أمازون" يؤدي إلى ازدحام الفضاء القريب من الأرض.
التحدي البيئي: يهدد الحطام الفضائي سلامة المركبات الفضائية الحالية والمستقبلية.
تعزيز التعاون الدولي: إدارة حركة الفضاء تعزز التنسيق بين الدول لضمان سلامة العمليات الفضائية.
الأهداف
تقليل التصادمات: مراقبة وتنسيق مدارات الأقمار الصناعية لمنع وقوع تصادمات.
إدارة الحطام الفضائي: وضع سياسات لإزالة الحطام الفضائي الموجود ومنع حدوث المزيد.
توفير البيانات: إنشاء قواعد بيانات دقيقة ومحدثة عن المواقع والحركات المدارية للأجسام الفضائية.
ضمان الاستخدام السلمي للفضاء: منع الاستغلال العسكري أو العدواني للمدارات الفضائية.
التحديات الحالية
ازدحام المدارات
المدارات المنخفضة (LEO) تعاني ازدحاماً متزايداً بسبب كثافة عمليات الإطلاق.
شركات الاتصالات مثل "ستارلينك" تخطط لإطلاق آلاف الأقمار الصناعية، مما يزيد من تعقيد الإدارة.
الحطام الفضائي
توجد ملايين القطع من الحطام الفضائي التي تهدد الأقمار الصناعية والمركبات الفضائية.
يتزايد الحطام نتيجة حوادث مثل تفجير الأقمار الصناعية واختبارات الأسلحة المضادة للأقمار الصناعية.
غياب لوائح دولية موحدة
لا تزال إدارة حركة المرور الفضائية تعتمد على الجهود الوطنية والمبادرات غير الرسمية.
غياب إطار قانوني دولي واضح يزيد من خطر سوء التنسيق.
التكنولوجيا المتطورة
دخول تقنيات جديدة مثل الطائرات الفضائية والطائرات بدون طيار إلى الفضاء يتطلب تحديثًا مستمرًا للأنظمة والقوانين.
الجهود
مبادرات وطنية
الولايات المتحدة: وكالة ناسا ومكتب العمليات الفضائية (Office of Space Commerce) تعملان على تطوير أنظمة مراقبة مدارية.
الاتحاد الأوروبي: برنامج "SSA" لمراقبة الأوضاع الفضائية وتحليل المخاطر المدارية.[3]
الجهود الدولية
لجنة الأمم المتحدة لاستخدام الفضاء الخارجي في الأغراض السلمية (COPUOS): تضع مبادئ توجيهية لتعزيز التعاون الدولي.
معاهدات واتفاقيات ومذكرات تفاهم ومواثيق أو إعلانات متنوعة تؤسس وتحكم المنظمات الحكومية الدولية أو الهيئات المشتركة بين الوكالات التي تتعامل مع الشؤون الفضائية