أبو السعود الإبياري (9 نوفمبر1910 – 17 مارس1969) هو كاتب سيناريو وشاعر وصحفي مصري.[1][2][3] كتب العديد من الأفلام الكوميدية والمسرحيات، واشتهر بثنائيته الناجحة مع النجم الكبير إسماعيل ياسين. لُقب بموليير الشرق والجبل الضاحك ومنجم الذهب وجوكر الأفلام والنهر المتدفق، ويعتبر أحد رواد السينما المصرية، والذي أثرى الفن بأكثر من 500 فيلم ومسرحية، كما يعد أيضًا صاحب أشهر «الإفيهات» بالأفلام الكوميدية، بالإضافة لموهبته في كتابة الأغاني والمونولوجات.
ولد أبو السعود أحمد خليل الإبياري في 9 نوفمبر1910 في حي باب الشعرية في القاهرة، وكان محبًا للقراءة وهو لا يزال صغيرًا، وبدأت موهبته في الكتابة مبكرًا فكان يكتب الزجل منذ طفولته، ونشرت له أول قصيدة زجل في مجلة (الأولاد)، لكن والده انزعج من أن يكون ابنه زجالا وقام بضربه، فقرر أبو السعود عدم نشر أشعاره بعدها، لكن هذا الوضع تغير قليلاً بعد حصوله على الشهادة الابتدائية، حيث سمح له والده بالذهاب للسينما وبمشاهدة الأفلام الدرامية ما ساهم في تشيكل وعيه الفني المتنوع بين الكوميدي والتراجيدي.
مشواره الفني
المونولوج والمسرح
أُعجب بالكاتب الكبير بديع خيري كزجال ومؤلف مسرحي وتتبع خطاه وشجعه بديع وكان أول مونولوج يكتبه أبو السعود الإبياري هو (بوريه من الستات) للمونولوجست سيد سليمان وحقق نجاحًا كبيرًا وكتب اسكتشات فكاهية لفرقة بديعة مصابني وأول رواية (إوعى تتكلم) عام 1933 وانطلق قويًا متدفقًا غزير الإنتاج يستمد قوة إبداعاته من المفردات اللغوية التي يرددها الناس في الشوارع والحارات والمقاهي حيث كان يجلس في كازينو بديعة يدخن الشيشة.[بحاجة لمصدر]
السينما
اضطرت المغنية السورية بديعة مصابني لإلغاء فقرة التمثيل في المسرح الخاص بها، ليجد الإبياري نفسه دون عمل بشكل مفاجئ، فالتقى صديقه وقتها الفنان بشارة واكيم ليشكي له سوء حظه وكيف يعاني من الفقر رغم أن مهنة التأليف تجلب الذهب، ولكنه على العكس يعاني البطالة، وفكر في أحواله لو كان غنيًا، وهنا قفزت إلى ذهنه فكرة أول أفلامه «لو كنت غني» والذي قام ببطولته بشارة واكيم وعرض عام 1942 بعد أن تحمست المنتجة آسيا داغر للقصة وحصل على أجر 50 جنيهًا.
التقى بعدها الفنانة عزيزة أمير التي روت له فكرتها «طاقية الإخفاء» ليكتب الفيلم الشهير الذي حمل الاسم نفسه وعُرض في بداية الأربعينيات أيضًا، وتعاون بعدها معها في «الفلوس». وأصبح اسم أبو السعود الإبياري وقتها هو الحصان الرابح في الكتابة السينمائية بتلك المرحلة، فتعاون مع أنور وجديوماري كوينيوفريد الأطرش وآسيا وعزيزة أمير.
وطبعاً غير سلسلة (إسماعيل يس في..) الذي أبدعها للفنان الذي قام باكتشافه وكون معه ثنائياً فنياً شهيراً حينها إسماعيل يس، فقد ألف الأغلبية العظمى من أفلامه، وأسس معه فرقة إسماعيل يس المسرحية والتي ألف من خلالها أكثر من 65 مسرحية. ومن جمل حواراته الشهيرة: (يا صفايح السمنة السايحة، يا براميل القشطة النايحة، يا حلو يا لوز من فيلم لو كنت غني لعبد الفتاح القصري وبشارة واكيم - هيا بنا هيا بنا لنستحم كلنا من فيلم ليالي الحب لعبد الحليم حافظ – دة أنا جنب منك أبقى مارلين مونرو من فيلم سكر هانم لعبد المنعم إبراهيم – عفركوش ابن برطكوش من الجن الأخضر من فيلم الفانوس السحري لإسماعيل يس).. وبرغم أن أبو السعود الإبياري مؤلف كوميدي إلا أنه ألف للفنانة فاتن حمامة عدة أفلام تعتبر من أروع أفلام السينما المصرية مثل: (اليتيمتين – ست البيت - ظلموني الناس - أخلاق للبيع) وكان هو من اكتشف الفنانة لبلبة وهو من أطلق عليها هذا الاسم الفني حيث كانت شقية وسريعة البديهة وهي صغيرة، وهو أيضاً من أعطى أول بطولة لعادل إماموميرفت أمين في حياتهم الفنية من خلال فيلم (البحث عن فضيحة).
عمل أبو السعود الإبياري بالصحافة في الخمسينيات فكان يكتب بمجلة «الكواكب» أسبوعياً ومجلة «أهل الفن» تحت عنوان «يوميات أبو السعود الإبياري».
الألقاب
لُقِّب بعدة ألقاب منها «موليير الشرق» و«أستاذ الكوميديا» و«النهر المتدفق» و«جوكر الأفلام» و«منجم الذهب» و«الجبل الضاحك»، وأصبح أبو السعود الإبياري أكبر مؤلف له عدد من أفلام السينما المصرية، حيث ألف أبو السعود الإبياري أكثر من 500 فيلم أي يعادل 17% من تاريخ السينما المصرية.
توفي الكاتب الكبير أبو السعود الإبياري في 17 مارس1969 في القاهرة، رحل وترك خلفه ميراثًا فنيًا كبيرًا بين السينما والمسرح والشعر.
أبو السعود الإبياري في الدراما التليفزيونية
تناولت شخصيته في بطولة المسلسل التليفزيوني المصري (إسماعيل يس.. أبو ضحكة جنان) والذي يسرد قصة حياة الفنان الكوميدي المصري إسماعيل يس، وقد قام بأداء شخصية الفنان المؤلف أبو السعود الإبياري الفنان صلاح عبد الله.