ولد القديس هيرمان في قرية سربوخوف بالقرب من موسكو وأمضى شبابه هناك قبل أن ينتقل إلى فالام ويترهبن فيها. كان هيرمان متواضعا حتى أنه رفض لمرتين مقترحا للمطران غبريال من سانت بطرسبرغ بأن يرسم كاهنا ويلتحق بالبعثة التبشرية نحو الصين، وفضل بالأحرى الحياة النسكية منفردا في صومعته في فالام.[4] وكانت هذه الأخيرة مركزا روحيا في حياة القديس ومسيرته إذ أنه احتفظ بذكراها حتى بعد إرساله إلى ألاسكا؛[5] ففي رسالة بعث بها إلى الأب نزاريوس، يقول هيرمان:
«حبيبتي فالام مازالت ساكنة في روحي، أتخيلها، وألمحها دوما عبر المحيط العظيم.[6]»
أدار هيرمان مدرسة البعثة، حيث لقن الأطفال الترنيم وعلمهم القراءة والكتابة. كما علم المزارعين البسطاء مختلف طرق خدمة الأرض، لاحقا، لما انتقل إلى سبروس.[13] انتقل إليها لأنه مازال يتوق إلى حياة النسك والعزلة..
نسكه في سبروس
بعد تقاعده، (1811 إلى 1817 تقريبا)[14] انتقل هيرمان إلى سبروس.[15] وأطلق الأخير على الصومعة التي قضى فيها نسكيته اسم "فالام الجديدة" لارتباطه الروحي بالمدينة، حبيبته، كما ذكر في الرسالة. كان يرتدي ملابس بسيطة وينام على مقعد مغطى بجلد الأيل. ولما سُئل كيف يمكنه احتمال الوحدة والعزلة في الغابة، أجاب:
«أنا لست وحدي. الله معي، لأن الله في كل مكان.[16]»
قضى هيرمان بقية حياته في صومعته، حيث رقد في الرب يوم 15 نوفمبر1837.[17]