تأسست مملكة أشتوريش في غرب ووسط جبال قنطبرية الواقعة في جليقية، والتي شهدت أحداثها السياسية والعسكرية الأولى. وفقًا لوصف الجغرافيين الرومان أمثال إسطرابونوكاسيوس ديو وغيرهما، فقد كانت أراضي أشتوريش تسكنها عدد من الشعوب في بداية العهد المسيحي، كان أهمهم القنطبريون والفادينينس الذين سكنوا منطقة قمم أوروبا (بالإسبانية: Picos de Europa) ثم توسعوا جنوبًا خلال القرون الأولى من العصر الحديث، والأورجينوميسي الذين انتشروا في الساحل الشرقي لأشتوريش، والسيلينيين الذين سكنوا وادي نهر سيلا، واللوجونس الذين كانت عاصمتهم (باللاتينية: Lucus Asturum) وسكنوا الأراضي بين نهري سيلا ونالون، والأشتوريين الذين سكنوا المناطق الداخلية في أشتوريش بين بيلونياوكانغاس ديل نارثيا، والبايسيثيين الذين سكنوا الساحل الغربي لأشتوريش بين مصب نهر نافيا ومدينة خيخون الحالية.
يختلف الجغرافيون القدامى حول هذا التوزيع العرقي للشعوب. فيقول كلاوديوس بطليموس أن الأشتوريين سكنوا وسط أشتوريش بين نهري نافيا وسيلا، حيث كان نهر سيلا الفاصل عن حدود القنطبريين. بينما حدد الجغرافيون الآخرون الحدود بين الأشتوريين والقنطبريين نحو الشرق قليلًا، فقال يوليوس هونوريوس أن منابع نهر إبرة تأتي من أراضي الأشتوريين. وبأي حال، لم تكن الحدود بين العرقيات في جبال كانتبريا لها تلك الأهمية بعد ذاك الوقت، حيث اختفت تلك الانقسامات بين تلك الشعوب بعد أن خضعوا لحكم الرومان.
تغير الموقف خلال نهاية عهد الإمبراطورية الرومانية وبداية العصور الوسطى، عندما بدأت الهوية الأستورياسية في الظهور تدريجيًا، حيث ساعد قاتلهم للقوط الغربيين أو للنبلاء السويبيين في تكوين هوية مميزة لهم عن شعوب جبال كانتابريا. وقد اكتشفت حفريات أثرية وجود بقايا خط دفاعي كان هدفه حماية أودية وسط أستورياس من الغزاة الذين جاءوا من الممرات الجبلية التي بين ميسيتا وباجاريس. أظهرت بنية تلك التحصينات وجود درجة عالية من التنظيم والتعاون بين العديد من المجتمعات الأستورياسية، لحماية أنفسهم من غزاة الجنوب. وأظهرت الاختبارات باستخدام كربون-14 أن الجدار يعود تاريخه إلى الفترة بين عامي 675-725 م، وهي الفترة التي شهدت حملتين عسكريتين ضد الأستورياسيين إحداهما بقيادة وامبا ملك القوط الغربيين، والأخرى من قبل والي المسلمين موسى بن نصير أثناء الغزو الإسلامي لأيبيريا. أدت الهوية الأستورياسية الناشئة إلى تأسيس مملكة أستورياس بعد تتويج بلاي بعد انتصاره على حاميات المسلمين في معركة كوفادونجا، حيث أرخت "Chronica Albeldense" في سردها لأحداث كوفادونجا، أن «العناية الإلهية أتت بملك لأستورياس».
ثورتهم على الحكم الإسلامي
تأسست المملكة على يد النبيل بلاي، الذي كان غالبًا أستورياسيًا. لم تحدث أي هجرات كبيرة من وسط أيبيريا قبل معركة كوفادونجا، كما أن موسى بن نصير غزا أستورياس واستولى على معظم أراضيها عام 714 م، دون مقاومة تذكر.[4] هناك مزاعم تقول بأنه انسحب إلى جبال أستورياس بعد معركة وادي لكة، وتذكر الروايات القوطية أن النبلاء انتخبوا تيا زعيمًا للأستورياسيين. لم تكن مملكة بلاي في البداية أكثر من مركز تجمع لقوات المقاومة.[5][6]
ومع توسع الغزو الإسلامي في شبه الجزيرة الايبيرية، سقطت المدن الرئيسية والمراكز الإدارية في أيدي قوات المسلمين. ولم تشكل السيطرة على المناطق الوسطى والجنوبية، مثل الوادي الكبير ووادي نهر أبرة، مشاكل كبيرة للغزاة الجدد، الذين استخدموا تنظيمات القوط الغربيين الإدارية القائمة، الرومانية الأصل. ومع ذلك، في الجبال الشمالية، لم تكن هناك مراكز حضرية، لذا كان يتوجب عليهم غزو وادٍ واد. وكثيرًا ما لجأوا لأخذ الرهائن لضمان تهدئة الأوضاع في الأراضي المحتلة حديثًا. ومع بداية الغزو على يد طارق بن زياد، الذي وصل إلى طليطلة عام 711، عبر والي إفريقية موسى بن نصير، المضيق في العام التالي وقم بعملية غزو شامل، فاستولى على ماردة وطليطلة وسرقسطةولاردة، ومدن أخرى. خلال المرحلة الأخيرة من حملته العسكرية، وصل إلى الشمال الغربي من شبه الجزيرة، حيث تمكن من السيطرة على لوغووخيخون. وفي المدينة الأخيرة، ترك حامية صغيرة من البربر بقيادة منوسة، كانت مهمتها تعزيز سيطرة المسلمين على أستورياس. وكضمان لولاء المنطقة، أرسل بعض النبلاء من بينهم بلاي كرهائن من أستورياس إلى قرطبة. وهناك أقاويل بأن منوسة سعى للتحالف وطلب أخت بلاي للزواج. وبعد فترة، تمرد منوسة نفسه على قادته في قرطبة.
تذكر وقائع ألفونسو الثالث وكذلك المقري، فرار بلاي من قرطبة في عهد الحر بن عبد الرحمن الثقفي إلى أستورياس، ليقود التمرد على سلطة المسلمين في خيخون. فأرسل منوسة قوة لمطاردته، فأسرع بلاي وأصحابه بعبور نهر بيلونيا وتوجه نحو وادٍ ضيق، يسهل الدفاع عنه ولجأ إلى أحد كهوفه يدعى كوفادونجا. وبعد فترة من الحصار، انسحب الجنود بسبب حالة الطقس وموقعهم المكشوف في الوادي. ثم تمكن سكان المنطقة من نصب كمين أبادوا فيه القوة المسلمة. أضفى هذا الانتصار الصغير نسبيًا، هيبة كبيرة لبلاي، وكان حافزًا لتمرد واسع من قبل النبلاء الآخرين في جليقيةوأستورياس التي التفت حول بيلايو، وانتخبوه ملكًا.
وتحت قيادة بلاي، زادت الهجمات على حامية المسلمين، وشعر منوسة بأن محاصر في منطقة معادية، فقرر التخلي عن خيخون والتوجه إلى هضبة ميسيتا. ومع ذلك، اعتراضه الأستورياسيين وقتلوه. وما أن طرد بلاي المسلمين من الوديان الشرقية في منطقة أستورياس، حتى هاجم ليون المدينة الرئيسية في شمال غرب شبه الجزيرة الأيبيرية، وأمّن الممرات الجبلية ولحماية المنطقة من هجمات المسلمين. واصل بلاي هجماته على المسلمين الذين بقوا شمال الجبال الأستورياسية-الجليقية حتى انسحبوا. ثم زوج بلاي ابنته إرميسندا لألفونسو بن بيتر دوق كانتابريا، الدوقية القوطية الغربية التي لا زالت مستقلة في منطقة كانتابريا. كما تزوج ابنه فافيلا من فرويليوبا.
وجدت حفريات أثرية حديثة تحصينات ترجع إلى فترة نهاية القرن السابع وبداية القرن الثامن، شملت أبراج المراقبة وخنادق عرضها نحو المترين، تتطلب المئات لحفرها والدفاع عنها، كما تتطلب درجة عالية من التنظيم والقيادة الحازمة، ربما عن طريق بلاي نفسه.[7] لذا، يعتقد الخبراء أن هذا الخط الدفاعي كان يهدف إلى منع عودة المسلمين عبر الممرات الجبلية.[8] لم يكن حكم بلاي كسابقيه من ملوك القوط الغربيين، فقد اتخذ ملوك أستورياس الأوائل لقب "princeps" (أمير)، وثم أصبح "rex" (ملك) منذ عهد ألفونسو الثاني. في الواقع، كانت مملكة أستورياس تجمعًا للشعوب التي سكنت ساحل كانتابريا التي قاومت الرومان ثم القوط الغربيين، والتي لم ترغب في أن تخضع لحكم الأمويين. وقد أكسبت الهجرات الفارين من الأندلس في الجنوب، طابع قوطي لمملكة أستورياس. ومع ذلك، في بداية القرن التاسع، لعن ألفونسو الثاني القوط الغربيين، وحملهم مسؤولية سقوط هسبانيا.
خلال العقود الأولى، كانت السيادة الأستورياسية على مناطق مختلفة من المملكة لا تزال ضعيفة، ولذا عمل الملوك على تعزيزها باستمرار من خلال التحالفات الزواجية مع العائلات القوية الأخرى في شمال أيبيريا. فتزوجت إرميسندا ابنة بلاي من ألفونسو بن بيتر دوق كانتابريا. وتزوج ابن ألفونسو فرويلا من الأميرة البشكنسية مونيا، بينما تزوجت ابنته أدوزيندا من سيلو زعيم منطقة برافيا وفلافيونافيا. وبعد وفاة بلاي عام 737، توج ابنه فافيلا ملكًا. إلا أنه قتله دب فجأة وهو يصطاد، فخلفه في الحكم زوج شقيقته ألفونسو. أسس بذلك بلاي أسرة حاكمة في أستورياس حكمت لعقود، وتوسعت المملكة تدريجيًا حتى تضمنت كل شمال غرب أيبيريا بحلول عام 775 م. وشهد عهد ألفونسو الثاني (791-842) توسع أكبر للمملكة في الجنوب، تقريبًا على حدود أشبونة.
بداية التوسع
خلف ألفونسو الأولفافيلا نظرًا لكونه زوج إرميزندا شقيقة فافيلا. في البداية فقط، اتخذ ألفونسو من كانجاس قاعدة، ثم بدأ في التوسع الإقليمي لمملكته الصغيرة غربًا نحو جليقية وجنوبًا متوغلاً في وادي نهر دويرة، مستوليًا على المدن والبلدات وناقلاً سكانها إلى المناطق الشمالية الأكثر أمنًا. أدت عملية الإخلاء الاستراتيجية للهضبة، إلى تكون صحراء دويرة كوسيلة لتوفير الحماية ضد هجمات المسلمين المستقبلية.[9]
وصف سانتشث ألبورنوث عملية الإخلاء تلك بأنها محل شك، على الأقل بالنسبة لحجمها.[9] هناك حجتان رئيسيتان لدحض ذلك. الأولى، أن مناطق قليلة فقط احتفظت بأسمائها الجغرافية. الثانية، أن هناك اختلافات بيولوجية وثقافية بين سكان منطقة كانتابريا وأولئك الذين كانوا يسكنون الهضبة الوسطى. والصحيح أنه في النصف الأول من القرن الثامن، كانت هناك عملية نمو ريفي أدت إلى التخلي عن الحياة الحضرية، ونشأة مجتمعات صغيرة من الرعاة. هناك عدة تفسيرات لتلك العملية، منها الانهيار النهائي لنظام الإنتاج القائم على العبودية منذ الفترة الأخيرة من عصر الإمبراطورية الرومانية، والانتشار المستمر للأوبئة في المنطقة، وهجر أفواج من البربر للأندلس بعد ثورة 740-741. كل هذا جعل من الممكن ظهور منطقة قليلة السكان وسيئة التنظيم تعزل المملكة الأستورياسية عن هجمات المسلمين، فزادت قوتها تدريجيًا.
لم تختلف حملات ألفونسو الأول وفرويلا الأول على وادي دويرة، عن غارات الأستورياسيين على نفس المنطقة في عصر ما قبل الرومان. ظلت التوسعات الأستورياسية الأولي بشكل رئيسي في المناطق من جليقية وحتى بسكونية)، حتى عهد أردونيو الأولوألفونسو الثالث اللذان نجحا في ضم أراضٍ جنوب جبال كانتابريا.
التغيرات السياسية والاجتماعية
توجز المصادر المكتوبة في الحديث عن عهود أوريليووسيلووموريغاتووبرمودو الأول، الذين حكموا في الفترة بين عامي 768-791، التي تعتبر فترة غموض وتراجع لمملكة أستورياس. حتى أطلق عليهم المؤرخون «الملوك الكسالى» لعدم قيامهم بأنشطة عسكرية هامة ضد الأمويين. ومع ذلك، خلال تلك السنوات كانت هناك تحولات داخلية حاسمة في المملكة الأستورياسية، حيث عملوا جميعا على تعزيز وتوسيع أستورياس. وقع أول تمرد داخلي بقيادة موريغاتو (783-788) خلال تلك السنوات. أزاح التمرد ألفونسو الثاني عن العرش (على الرغم من عودته ملكًا مرة أخرى في وقت لاحق، 791-842)، فبدأت سلسلة من التمردات التي كان قادتها من النبلاء الأرستقراطيين وملاك الأراضي، الذين حاولوا الخروج عن سلطة أسرة بلاي الحاكمة. كان أخطرها الثورات التي حدثت في عهد راميرو الأول (842-850). أجهضت ثورات الشعوب المجاورة كالبشكنسوالجليقيين من قبل ملوك أستورياس. وفي المقابل، استغلت المناطق الوسطى والشرقية من منطقة أستورياس تلك الثورات، وتمردت على ألفونسو الثاني في أراضي ألبة. كما حدثت ثورة أخرى من قبل العبيد المحررين في عهد أوريليو.
نقل أوريليو (768-774) العاصمة إلى ما يعرف اليوم بسان مارتن ديل ري أوريليو. خلف سيلو (774-783) زوج أدوزيندا إحدى بنات ألفونسو الأول أوريليو بعد وفاته، ونقل إلى العاصمة إلى برافيا. انتخب ألفونسو الثاني ملكًا بعد وفاة سيلو، إلا أن موريغاتو قاد تمردًا خلعه عن العرش، ثم خلف برمودو الأول شقيق أوريليو موريغاتو بعد ذلك، لكنه تنازل عن العرش بعد هزيمته العسكرية في إحدى المعارك، وعاش بقية حياته في الدير.
بالرغم من أن الدلائل على الممارسات المسيحية في أستورياس تعود للقرن الخامس، إلا أن التبشير لم يسهم في انتشارها حتى منتصف القرن السادس، عندما سكن الرهبان أمثال توريبيوس الليباني والقديس فروكتوزو في جبال كانتابريا، وبدأوا التبشير بالمسيحية بين السكان المحليين. انتشرت المسيحية ببطء في أستورياس دون ترك الآلهة الوثنية القديمة. وكأي مكان في أوروبا، امتزج الدين الجديد مع المعتقدات القديمة. ففي القرن السادس، اشتكى الأسقف سان مارتن دي براغا في كتاباته من خلط الفلاحين الجليقييين بعقائد ما قبل المسيحية قائلاً: «"كثير من الشياطين الذين طردوا من السماء، واستقر في البحر، في الأنهار، في الينابيع والغابات، كانت تعبد كآلهة من قبل الجهلة. بالنسبة لهم يقدمون تضحياتهم: في البحر لنبتون، في الأنهار للامياس؛ في الينابيع للحوريات، وفي الغابات لديانا.[10]»
في وسط وادي سيلا (حيث تقع كانغاس دي أونيس) كان هناك منطقة دفن، ترجع إلى الميغاليث، بنيت على الأرجح في الفترة 4,000-2,000 ق.م في هذا المكان، ولا سيما في سانتا كروز دولمن. ظلت ممارسات الدفن تمارس في عصور الرومان والقوط حتى أن الملك فافيلا دفن فيها في القرن الثامن. ورغم أن الملوك الأستورياسيين عززوا وجود المسيحية في تلك المنطقة، بأن أمروا ببناء كنيسة في الموقع، إلا أنه حتى اليوم لا تزال هناك تقاليد وثنية تقام فيها، ويقال أن تشاناس (جنية أستورياسية) تظهر للزوار، وأن هناك خصائص سحرية لتربة المكان.
وقد عثر على نقش في كنيسة سانتا كروز يرجع لعام 738، يشير إلى تأثر الكنيسة حينئذ بطقوس كهنوتية سلتية. كما تأثروا ببعض الممارسات السلتية مثل حلاقة الشعر التي ندد بها الأساقفة القوط الغربيين الذين شاركوا في مجمع طليطلة الرابع.[11] ولا يزال هناك إلى اليوم أساطير جليقية عن رهبان سافروا عبر البحر إلى جزر الجنة. تتشابه تلك القصص كثيرًا مع قصة بريندان المستكشف، وسانت ماكلوفيوس الويلزي وقصص إمراما الأيرلندية. وقد عزز الملوك الأستورياسيين انتشار المسيحية لا عن طريق القوة، وإنما عن طريق نشر نصوص الكتب المقدسة المسيحية خاصة رؤيا يوحناوسفر حزقيالوسفر دانيالوآباء الكنيسة.
التبني
وضعت أسس الثقافة الأستورياسية وإسبانيا المسيحية في العصور الوسطى خلال عهدي سيلو وموريغاتو، عندما خضع ملوك أستورياس لسلطة أمراء الدولة الأموية في الأندلس. كان أبرز عالم مسيحي في مملكة أستورياس في تلك الفترة هو بيتوس الليباني، الذي ترك أثرًا لا يمحى في الثقافة المسيحية في فترة حروب الاسترداد. شارك بيتوس في الجدل الدائر حول التبني، حيث جادل بأن يسوع ولدت كإنسان، وتبناه الله. ولم يكتسب بُعدًا إلهيًا إلا بعد أن عُذّب وبعث. فند بيتوس هذا الزعم اللاهوتي، الذي دافع عنه شخصيات مثل إلفاندوس أسقف طليطلة.
كان للاهوتية التبني جذورها في الآريوسية القوطية، التي نفت ألوهية يسوع، وفي الوثنية اليونانية-الرومانية، كما في الأبطال أمثال هيراكليس الذين تألهوا بعد وفاتهم. ونظرًا لكون إلفاندوس أسقف طليطلة التي كانت خاضعة لسلطان المسلمين، والمعتقدات الإسلامية التي تعترف بالمسيح كنبي، ولكن ليس كابن لله، أثر ذلك في تكون نظرية التبني. وفي الوقت نفسه، عزز بيتوس العلاقات بين أستورياس والكرسي الرسوليوالإمبراطورية الكارولنجية، وساندته البابوية الكاثوليكية في جداله حول مسألة التبني.
الايمان بالعصر الألفي
كانت أكثر الأعمال الكبيرة لبيتوس «تعليقات حول نهاية العالم»، التي تم نسخها في قرون لاحقة في مخطوطات تسمى بيتي، التي قال عنها الكاتب الإيطالي أومبرتو إكو: «أعطت صور رائعة للمواضيع التي تناولتها بصورة باهرة في تاريخ البشرية.[12]» قدم بيتوس فيها تفسير شخصي لرؤيا يوحنا، مصحوبًا بمقتطفات من العهد القديم، وآباء الكنيسة ورسوم توضيحية رائعة. في هذه التعليقات، قدم تفسير جديد لنهاية العالم، فلم تعد بابل تمثل بمدينة روما، ولكن قرطبة، مقر الأمراء الأمويين للأندلس؛ أما الوحش الذي كان يرمز للإمبراطورية الرومانية، أصبح الآن الغزاة المسلمين الذين هددوا في ذاك الوقت بتدمير المسيحية الغربية، والذين شنوا الغارات على أراضي مملكة أستورياس.
في مقدمة الكتاب الثاني من تعليقاته، وضع خريطة بيتوس أحد أفضل الأمثلة على تصور خريطة العالم في ثقافة القرون الوسطى. لم يكن الغرض من رسم الخريطة توضيح العالم، وإنما لتوضيح هجرات الرسل في العقود الأولى للمسيحية. نقل بيتوس بياناته عن أعمال سانت إيزيدور الإشبيليوكلاوديوس بطليموسوالكتاب المقدس. رسم بيتوس العالم على شكل قرص تحيط بها المحيطات وينقسم إلى ثلاثة أجزاء: آسيا (القوس العلوي)، وأوروبا (الربع السفلي الأيسر) وأفريقيا (الربع السفلي الأيمن). وجعل البحر المتوسط بين أوروبا وأفريقيا، ونهر النيل في أفريقيا وآسيا وبحر إيجة ومضيق البوسفور بين أوروبا وآسيا، والتي تمثل الحدود بين الكتل القارية المختلفة.
كان بيتوس مقتنعًا بأن أبوكاليبس الموضحة في رؤيا يوحنا أصبحت وشيكة، والتي سيعقبها 1,290 سنة من هيمنة عدو المسيح. اتبع بيتوس آراء أوغسطينوس الذي كتب كتاب مدينة الله، الذي أثّر على تعليقاته التي افترضت أن تاريخ العالم ينقسم إلى ست عصور: امتدت الخمسة الأولى بين خلق آدم، وآلام المسيح، في حين أن السادس، بعد المسيح وهو المعاصر لنا، يجب أن ينتهي وفق نبوءات رؤيا يوحنا. كانت الحركات التي تؤمن بالعصر الألفي شائع جدًا في أوروبا في ذلك الوقت بين عامي 760-780، حيث سببت سلسلة من الظواهر الكونية حالة من الذعر بين السكان في بلاد الغال، وتوقع راهب يدعى جون مجيء يوم القيامة خلال عهد شارلمان. في ذاك الوقت، خلال حكم الإمبراطورة البيزنطيةأيرين أثينا ظهرت رؤيا دانيال وهي نص منقح مكتوب بالسريانية الذي تنبأ بالحروب بين المسلمين والبيزنطيين وشعوب الشمال، وأن هذه الحروب ستنتهي بمجيء عدو المسيح.
كانت الأحداث التي تجري في هسبانيا سواء الحكم الإسلامي أو هرطقة التبني أو الاستيعاب التدريجي للمستعربية عند الناس، بالنسبة لبيتوس إشارات مروعة لنهاية الزمان. كما ذكر إليباندوس في كتابه «رسالة من أساقفة إسبانيا إلى إخوانهم في بلاد الغال»، أن رئيس دير سانت توريبيو ذهب أبعد من ذلك فأعلن لمواطنيه أن نهاية الزمان ستكون في عيد الفصح من العام 800 م. في فجر ذلك اليوم، اجتمع مئات من الفلاحين حول دير سانت توريبيو، ينتظرون بخوف شديد تحقق تلك النبوءة.
أثرت تنبؤات بيتوس في تطوير مملكة أستورياس، ففي تأريخ "Chronica Prophetica" الذي كتب نحو عام 880 م، توقع التأريخ السقوط النهائي لإمارة قرطبة، واستعادة كامل شبه جزيرة أيبيريا على يد ألفونسو الثالث. كما انعكست رؤية المؤمنين بالعصر الألفي في جميع أنحاء المملكة متمثلة في صليب النصر - الشعار الرئيسي لمملكة أستورياس - الذي ترجع جذوره إلى رؤيا يوحنا حيث يربط يوحنا البطمسي الرؤية التالية عن المجيء الثاني للمسيح حيث قال أنه يرى يسوع المسيح يجلس في جلالته، تحيط بها الغيوم وهو يقول: «أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ» يَقُولُ الرَّبُّ الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي، الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ.[13]» وصحيح أن استعمال اللبرومة لم يقتصر على أستورياس، فتعود جذورها إلى عهد قسطنطين الأول (الذي استعملها أثناء معركة جسر ميلفان). ولكنها استخدمت في أستورياس حيثما كان صليب النصر.[14][15]
طريق سانتياغو
إحدى الموروثات الروحية الكبرى الأخرى لمملكة أستورياس، هو إنشاء أحد أهم طرق نقل الثقافة في التاريخ الأوروبي، وهو طريق سانت جيمس. أول النصوص التي ذكرت سانت جيمس، هي وثيقة من القرن السادس تقول بأنه دفن في مكان يسمى "Aca Marmarica". أكد إيزيدور الإشبيلي هذه النظرية في كتابه "De ortu et obitu patrium". وبعد مائة وخمسين عامًا، في عهد موريغاتو، تضمن نشيد "O Dei Verbum" وصف سانت جيمس بأنه «الرأس الذهبي لأسبانيا، وحاميها وراعيها الوطني» إشارة إلى الوعظ الذي وعظه في شبه الجزيرة الإيبيرية خلال العقود الأولى للمسيحية. نسب بعض المحللين هذا النشيد لبيتوس، إلا أن ذلك محل نقاش بين المؤرخين.
نمت أسطورة سانت جيمس في عهد ألفونسو الثاني ملك أستورياس، عندما إدعى الراهب الجليقي بيلايو أنه شاهد وميض غامض خلال عدة ليال فوق غابة ليبريدون، عند أسقفية إيريا فلافيا، صحبتها أغاني ملائكية. مما أعجب بيلايو فذهب لأسقف إيريا فلافيا تيوديميروس، الذي - بعد أن استمع إلى الراهب - زار الموقع مع مرافقيه. في أعماق الغابة، عثر على عظام قالوا أنها تخص سانت جيمس وتلميذيه ثيودوروس وأثناسيوس. وفقًا للأسطورة، كان الملك ألفونسو أول حاج جاء لرؤية الرسول، وأثناء السفر استرشد في ليلة بدرب التبانة، الذي اكتسب بالإسبانية اسم كامينو دي سانتياغو. كان تأسيس قبر سانت جيمس نجاحًا سياسيًا كبيرًا لمملكة أستورياس، فقد أصبحت استورياس الآن تدعي شرف وجود جثة أحد رسل المسيح، وتتقاسم هذا الامتياز فقط مع أفسس حيث دفن يوحنا بن زبدي، وروما حيث دفن بطرسوبولس الطرسوسي. منذئذ، أصبحت سانتياغو دي كومبوستيلا واحدة من الثلاث مدن المقدسة في المسيحية، جنبًا إلى جنب مع روما والقدس. في القرون اللاحقة، انتقلت العديد من التأثيرات الثقافية من وسط أوروبا إلى أيبيريا من خلال طريق سانت جيمس، من الأساليب القوطية والرومانية إلى الشعر الغنائي الأقطاني.
ومع ذلك، فإن قصة «اكتشاف» عظام الرسول بها بعض الغموض، حيث أنه عثر عليها في مكان استخدم كمقبرة منذ أواخر عصر الإمبراطورية الرومانية، لذلك فمن الممكن أن العظام تنتمي إلى شخص بارز من المنطقة. يقول المؤرخ روجر كولينز بأنه تم التعرف على عظام سانت جيمس من ترجمة كتابات وجدت تحت مذبح كنيسة في القرن السادس في ماردة، حيث تم سرد أسماء قديسين مختلفين، من بينهم سانت جيمس. ومع اكتشاف قبر سانت جيمس، بدأ التنصير التدريجي لأولئك الذين على طرق الحج.
الأساطير
نظرًا لكون التأريخات الخاصة بمملكة أستورياس كتبت بعد معركة كوفادونجا بنحو قرن ونصف القرن، لذا فهناك جوانب كثيرة عن ملوك أستورياس الأوائل لا تزال تدور في فلط الأسطورة. وعلى الرغم من أن بلاي شخصية تاريخية لا شك في ذلك، إلا أن الروايات التاريخية التي تصفه تتضمن العديد من الحكايات الشعبية والأساطير. أحدها أكدت أنه قبل الغزو الإسلامي، ذهب حاجًا إلى أورشليم المدينة المسيحية المقدسة. رغم عدم وجود أي دليل على ذلك.
كذلك قيل بأن صليب النصر وجد منحوتًا على شجرة بلوط عن طريق ضربة برق.[16] جوهر هذه القصة تحتوي على عنصرين لهما أهمية كبرى في الفولكلور الأستورياسي. فمن ناحية، البرق كان يرمز قديمًا للإلهة تارانيس، وفي الأساطير الأستورياسية يعتقد أنه من فعل نوبيرو إله الغيوم والأمطار والرياح. من ناحية أخرى، شجرة البلوط هو رمز الملكية الأستورياسية. منطقة كوفادونجا أيضًا غنية بقصص شيقة، كالقصة التي تروى عن بحيرة إرسينا، والتي تقول بأن مريم العذراء تنكرت في زي حاج، وزارت قرية وطلبت طعام ومأوى من كل بيت في تلك القرية. ورفض الجميع بوقاحة طلبها، باستثناء الراعي الذي قدم لها ملجأ وكل شيء لديه بطيب نفس. وفي اليوم التالي، عقابا لهم، دمر طوفان إلهي القرية، غطي تمامًا كل شيء ما عدا كوخ الراعي الصالح. وأمامه، بدأ الضيف الغامض في البكاء، وأصبحت دموعه زهورًا ما أن وصلت إلى الأرض. فأدرك الراعي أن الحاج ما هو إلا مريم العذراء. هذه الأسطورة سلتية في الأساس، فهي موجودة أيضًا في بلدان أخرى في البلدان الواقعة على المحيط الأطلسي. وفي جليقية، ويقال أنه في قاع بحيرة أنتيلا، هناك بقايا سكان أنتيوخيا القدماء، الذين استئصلوا من على وجه الأرض عن طريق طوفان ليلي، عقابًا على خطاياهم.
على الجانب الآخر من ساحل خليج بسكاي في بريتاني، وهناك تقاليد ذات الصلة بمدينة كير ليس، والواقعة على خليج دوارنينيز، في أراضي مقتطعة من البحر ومحمية بسد. أعطت ابنة الملك داود، مفاتيح المدينة لشيطان، الذي تنكر كأمير وسيم، مما أدى إلى إغراق المدينة بمياه المحيط. هناك أيضًا أساطير حول ملوك أستورياس، تضرب بجذورها في التقاليد اليهودية والمسيحية بل والوثنية. فمثلاً، تأريخ "Chronica ad Sebastianum" يروي حدثًا غير عادي حدث عند وفاة الملك ألفونسو الأول، حيث سمع النبلاء أناشيد في السماء تغنى بها الملائكة، وهم يرددون النص التالي من سفر إشعيا:
تلا حزقيا ملك يهوذا هذا النشيد الديني، بعد شفائه من مرض خطير. في هذه الآيات، عبر الملك عن أسفه لرحيله إلى شيول العالم السفلي اليهودي، وهو مكان مظلم لن يرى فيه الله أو أي رجل بعد ذلك. لدي أستورياس أيضًا قصص كأسطورة البطل النائم. فحتى اليوم يتناقل الناس أنه لا يزال من الممكن رؤية الملك فرويلا يتجول في حديقة الملوك المحاربين (التي هي جزء من كاتدرائية أوفييدو)،[18] ويقال أن له حفيده الفارس الشهير برناردو ديل كاربيو ينام في كهف في الجبال الأستورياسية. وتحكي القصة أنه في يوم من الأيام ذهب فلاح في كهف معين لاسترداد بقرته الضائعة، وسمع صوتًا قويًا اكتشف أنه لبرناردو ديل كاربيو المنتصر على الفرنجة في معركة ممر رونسفال، الذي أخبره بأنه عاش وحده لعدة قرون في ذلك الكهف، ثم قال للفلاح: «أعطني يدك، لأرى قوة رجال اليوم». فارتعد الرجل، وقدم له قرن البقرة، الذي ما أن مسكه الرجل العملاق، انكسر على الفور. ركض القروي الفقير مذعورًا، وهو يسمع برناردو يقول: «رجال اليوم ليسوا كهؤلاء الذين ساعدوني على قتل الفرنجة في رونسفال.[19][20]» هناك تشابه واضح بين هذه القصص وتلك التي تحيط بأشخاص آخرين في القرون الوسطى أمثال فريدريك الأول بربروسا أو الملك آرثر. فيقال أن بارباروسا لم يمت، وإنما تقاعد إلى كهف جبل كيفهاوسر، وأنه في اليوم الذي ستتوقف الغربان عن الطيران حول الجبل، سيستيقظ وتستعيد ألمانيا عظمتها القديمة. أما الملك آرثر، فوفقًا لما يقال أنه يتنقل بين عدة تلال وكهوف جزيرة بريطانيا العظمى، أشهرها إيلدون هيل في إسكتلندا، حيث لجأ بعد معركة كاملان.
التراث
قبل نشأة مملكة أستورياس، قاوم السكان الأصليين سواء الأستوريين أو الكانتابريين الغزو الأجنبي. قاتل هؤلاء الناس الرومان في حروب كانتابريا، كذلك قاوموا الرومنة. وعلى الرغم من احتفاظهم بالعديد من خصائصهم الثقافية التي ترجع لعصر ما قبل الرومان، إلا أنهم فقدوا لغاتهم السلتية أمام اللاتينية. كانت هذه المملكة منشأ نموذج معماري أثر في أوروبا، وهو النموذج الأستورياسي ما قبل الروماني، الذي نشأ في عهد راميرو الأول. كانت هذه المملكة الصغيرة مؤثرة في كبح فكرة تبني المسيح، التي تزعم دحضها بيتوس الليباني. وفي زمن ألفونسو الثاني ملك أستورياس، عثر على ضريح سانتياغو دي كومبوستيلا مما أوجد الدعم المادي للمملكة عن طريق الأموال التي حملها الحجيج إلى طريق سانت جيمس.
مراجع
^بدر, أحمد محمود. "أشتوريش (مملكة-)". الموسوعة العربية (بالإنجليزية). Retrieved 2024-11-24.
^In Latin: "Et in mare quidem Neptunum appellant, in fluminibus Lamias, in fontibus Nymphas, in silvis Dianas, quae omnia maligni daemones et spiritus nequam sunt, qui homines infideles, qui signaculo crucis nesciunt se munire, nocent et vexant".
^Marcelino Menéndez y Pelayo, "Historia de los heterodoxos españoles I", Madrid, 1978, chapter II, note 48
^Umberto Eco wrote an essay about them, Beato di Liebana (1976)
^Relatos legendarios sobre los orígenes políticos de Asturias y Vizcaya en la Edad Media, Arsenio F. Dacosta, Actas del VII Congreso Internacional de la Asociación Española de Semiótica (Volumen II).
العلاقات الكوبية المالطية كوبا مالطا كوبا مالطا تعديل مصدري - تعديل العلاقات الكوبية المالطية هي العلاقات الثنائية التي تجمع بين كوبا ومالطا.[1][2][3][4][5] مقارنة بين البلدين هذه مقارنة عامة ومرجعية للدولتين: وجه المقارنة كوبا مالطا المس�...
The Inverell Times is an English language newspaper published in Inverell, New South Wales, Australia. It absorbed the Inverell Argus in 1925.[1] It is published bi-weekly on Tuesday and Friday, and as an online publication.[2] View of the town of Inverell History The Inverell Times was established on 12 June 1875 by Thomas Harland, a former school teacher, and Colin Ross.[3] Kate Bond was proprietor of the paper for eight years after the death of her husband, William...
2001 studio album by David ByrneLook into the EyeballStudio album by David ByrneReleasedMay 8, 2001 (2001-05-08)RecordedThe Cutting Room Studio and Sound on Sound Studio, New York CityGenreArt rock, alternative rock, folk rock, worldbeatLength38:46LabelVirginProducerMichael ManginiDavid Byrne chronology In Spite of Wishing and Wanting(1999) Look into the Eyeball(2001) Lead Us Not into Temptation(2003) Professional ratingsAggregate scoresSourceRatingMetacritic68/100[...
Gerhard Domagk Gerhard Johannes Paul Domagk (30 Oktober 1895 - 24 April 1964) adalah seorang dokter Jerman, yang pada 1932 menciptakan preparat sulfonamida yang pertama, yang efektif untuk melawan infeksi bakteri seperti Pneumococcus, yang menyebabkan pneumonia. Domagk dianugerahi Penghargaan Nobel dalam Fisiologi atau Kedokteran pada 1939, tetapi Adolf Hitler melarangnya menerima penghargaan itu, sehingga ia baru bisa menerimanya pada 1947. lbsPenerima Penghargaan Nobel Fisiologi atau Kedokt...
American baseball player This article is about the baseball player. For the soap opera character, see List of General Hospital characters. For other people with the same name, see Stanley Johnson (disambiguation). Baseball player Stan JohnsonOutfielderBorn: (1937-02-12)February 12, 1937Dallas, Texas, U.S.Died: April 17, 2012(2012-04-17) (aged 75)San Francisco, California, U.S.Batted: LeftThrew: LeftMLB debutSeptember 18, 1960, for the Chicago White SoxLast MLB appearanceJu...
2023 Nigerian presidential election in Sokoto State ← 2019 25 February 2023 2027 → Registered2,172,056 Nominee Bola Tinubu Peter Obi Party APC LP Home state Lagos Anambra Running mate Kashim Shettima Yusuf Datti Baba-Ahmed Nominee Rabiu Kwankwaso Atiku Abubakar Party New Nigeria Peoples Party PDP Home state Kano Adamawa Running mate Isaac Idahosa Ifeanyi Okowa President before election Muhammadu Buhari APC Elected President TBD The 2023...
«Bad»Sencillo de Michael Jacksondel álbum BadLado B «I Can't Help It»Publicación 7 de septiembre de 1987Formato Sencillo en CD, Descarga digital, 7, 12, CaseteGrabación Octubre - diciembre de 1986[1]Género(s) Dance-pop Synth pop Funk pop rock[2]Duración 4:07 (album version)8:22 (Extended Dance Mix)Discográfica Epic RecordsAutor(es) Michael JacksonProductor(es) Quincy Jones, Michael Jackson (coproductor)Certificación 1 000 000 400 000Posicionamiento en listas #1 (Estad...
Federasi Sepak Bola Puerto RikoCONCACAFDidirikan1940Kantor pusatSan Juan, Puerto RikoBergabung dengan FIFA1960Bergabung dengan CONCACAF1960PresidenJoe SerraltaWebsitewww.fedefutbolpr.com Federasi Sepak Bola Puerto Riko (bahasa Spanyol: Federación Puertorriqueña de Fútbol; bahasa Inggris: Puerto Rican Football Federation) adalah badan pengendali sepak bola di Puerto Riko. Kompetisi Badan ini menyelenggarakan beberapa kompetisi di Puerto Riko, yakni: Liga Sepak Bola Puerto Riko Liga ...
← лютий → Пн Вт Ср Чт Пт Сб Нд 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 2024 рік 8 лютого — 39-й день року в григоріанському календарі. До кінця року залишається 326 днів (327 днів — у високосні роки). Цей день в історії: 7 лютого—8 лютого—9 лютого...
Chinese essayist and philosopher (1885-1968) In this Chinese name, the family name is Xiong. Xiong Shili熊十力Born1885Huanggang, Hubei, Qing EmpireDied23 May 1968(1968-05-23) (aged 82–83)Shanghai, People's Republic of ChinaEra20th-century philosophyRegionChinese philosophySchoolNew ConfucianismInstitutionsTianjin Nankai High SchoolPeking UniversityNanjing University Xiong Shili (Chinese: 熊十力; pinyin: Xióng Shílì; Wade–Giles: Hsiung Shih-li, 1885 – May 23...
معدات وقاية شخصية. معدات الوقاية الشخصية هي المعدات أو الوسائل المستخدمة لالسلامة المهنية وتشمل الملابس والخوذ والنظارات الواقية أو أي معدات أخرى مصممة لحماية جسد مرتديها من الإصابات أو العدوى أو الجروح وغيرها. من فوائد معدات الوقاية الشخصية الشخصية من التقليل من مخاطر ع...
Norwegian footballer (born 1982) Daniel Braaten Braaten in 2012Personal informationFull name Daniel Omoya Braaten[1]Date of birth (1982-05-25) 25 May 1982 (age 42)[2]Place of birth Oslo, NorwayHeight 1.84 m (6 ft 0 in)[2]Position(s) WingerYouth career1988–2000 SkeidSenior career*Years Team Apps (Gls)2000–2004 Skeid 102 (22)2004–2007 Rosenborg 58 (10)2007–2008 Bolton Wanderers 6 (1)2008–2013 Toulouse 157 (13)2013–2014 Copenhagen 23 (1)201...
William Jackson PalmerLahir(1836-09-18)18 September 1836Leipsic, DelawareMeninggal13 Maret 1909(1909-03-13) (umur 72)Colorado Springs, ColoradoTempat pemakamanEvergreen Cemetery, Colorado Springs, ColoradoPengabdianAmerika SerikatUnionDinas/cabangAngkatan Darat Amerika SerikatUnion ArmyLama dinas1861–1865Pangkat Kolonel Brevet Brigadir JenderalKomandan15th Pennsylvania CavalryPerang/pertempuranPerang Saudara AmerikaPenghargaanMedal of HonorPasanganMary Lincoln MellenPekerjaan ...
Spanish motorcycle racer In this Spanish name, the first or paternal surname is Crivillé and the second or maternal family name is Tapias. Àlex CrivilléCrivillé in 2016NationalitySpanishBornÀlex Crivillé Tapias (1970-03-04) 4 March 1970 (age 54)Barcelona, Spain Motorcycle racing career statistics Grand Prix motorcycle racingActive years1987–2001 First race1987 80cc Spanish Grand PrixLast race2001 500cc Brazilian Grand PrixFirst win1989 125cc Australian Grand PrixLast win2...
Mountain range in Thailand and Laos Phi Pan Nam redirects here. For other meanings, see Phi Pan Nam (disambiguation). Phi Pan Nam Rangeทิวเขาผีปันน้ำThe Phi Pan Nam Range and the Yom River in Long District, Phrae ProvinceHighest pointPeakDoi LuangElevation1,694 m (5,558 ft)Coordinates19°8′04″N 99°45′29″E / 19.13444°N 99.75806°E / 19.13444; 99.75806DimensionsLength400 km (250 mi) NE/SWWidth135 km ...
Violette de Cazorla Viola cazorlensis Violette de CazorlaClassification Règne Plantae Classe Magnoliopsida Ordre Violales Famille Violaceae Genre Viola (genre végétal) Section Delphiniopsis EspèceViola cazorlensisGand., 1902 Classification phylogénétique Classification phylogénétique Ordre Malpighiales Famille Violaceae La Violette de Cazorla (Viola cazorlensis) est une espèce de plantes à fleurs de la famille des Violaceae. Cette Violette est endémique des montagnes d'Andalousie, ...
جزء من سلسلة مقالات حولالمطبخ العربي حسب البلد الجزيرة العربية البحرين الإمارات الكويت سلطنة عمان قطر السعودية اليمن المغرب الكبير الجزائر ليبيا موريتانيا المغرب تونس الشام العراق الأردن لبنان فلسطين سوريا نهر النيل مصر السودان القرن الأفريقي جيبوتي الصومال المحيط اله�...
هذه المقالة بحاجة لصندوق معلومات. فضلًا ساعد في تحسين هذه المقالة بإضافة صندوق معلومات مخصص إليها. هذه المقالة يتيمة إذ تصل إليها مقالات أخرى قليلة جدًا. فضلًا، ساعد بإضافة وصلة إليها في مقالات متعلقة بها. (أبريل 2016) القواعد والفوائد الأصولية هو كتاب في أصول الفقه , ألفه الح�...