مكتبة قطر الوطنية هي مؤسسة غير ربحية تحت مظلة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع.[1][2] أعلنت الشيخة موزا المسند رئيسة مؤسسة قطر عن خطط المكتبة الوطنية الجديدة في 19 نوفمبر 2012 خلال حفل أقيم بمناسبة الذكرى السنوية الخمسين لمكتبة دار الكتب في الدوحةبقطر وهي أول مكتبة عامة تأسست في منطقة الخليج العربي في 29 ديسمبر 1962 والتي كانت حتى ذلك الحين تعتبر المكتبة الوطنية القطرية.[3]
عينت مؤسسة قطر كلوديا لوكس وهي باحثة ألمانية ومكتبية محترفة لتكون مديرة لمشروع المكتبة في أبريل 2012 وأشرفت في البداية على إطلاق مكتبة قطر الوطنية كمكتبة رقمية[4][5] في حين بدأ البناء على مبنى جديد في المدينة التعليمية وهي منطقة في الدوحة تم تطويرها من قبل المؤسسة كمركز للتعليم العالي وتضم الآن فروع لست جامعات أمريكية فضلا عن غيرها من المؤسسات التعليمية والبحثية.[6]
المؤسسة الأم مؤسسة قطر - وهي منظمة خاصة مستأجرة وغير ربحية تأسست في عام 1995 من قبل حمد بن خليفة آل ثاني تطمح من خلال أنشطتها «ثقافة التميز» لتشجيع «مجتمع مبتكر ومفتوح في قطر»[7] ودعم الانتقال «من اقتصاد قائم على الكربون إلى اقتصاد قائم على المعرفة».[1][8] تصور أنها تلعب دورا أساسيا في هذا الانتقال من خلال توفير الموارد التعليمية اللازمة للطلاب والمربين والباحثين والمجتمع ككل ومهمتها هي «نشر المعرفة ورعاية الخيال وزراعة الإبداع والحفاظ على تراث الأمة للأجيال المقبلة» أو في صياغة أخرى للمساعدة في «سد المعرفة مع التراث في العالم العربي والإسلامي».
يهدف مركز قطر الوطني لخدمة وظيفة ثلاثة أضعاف كمكتبة وطنية ومكتبة جامعية على مستوى البحوث ومكتبة عامة حضرية مركزية مجهزة للعصر الرقمي. بوصفها مكتبة وطنية تقوم بجمع المعارف العالمية وتوفيرها بما في ذلك المحتوى والمواد التراثية ذات الصلة بقطر والمنطقة كجامعة ومكتبة بحثية تدعم التعليم والبحث على جميع المستويات وكمكتبة عامة مركزية حديثة توفر خدمات المكتبة والموارد اللازمة لتلبية مصالح القراءة وتعزيز محو الأمية المعلوماتية لدى عامة الناس ومع افتتاح المبنى الجديد ستكون أيضا بمثابة مكان اجتماع مجتمعي.
مجموعات المكتبة والخدمات
أي شخص يعيش في قطر وله بطاقة هوية قطرية أو تصريح إقامة ساري المفعول مؤهل للحصول على تسجيل مجاني للمكتبات. يوفر موقع مكتبة قطر الوطنية للمستخدمين المسجلين الدخول المجاني عبر الإنترنت إلى مجموعة متنوعة من الموارد عبر الإنترنت بما في ذلك قواعد البيانات العلمية الدولية والمجلات الأكاديمية العليا فضلا عن الأدب الشعبي والمجلات وموارد الأطفال والموسيقى.[2][9] يقدم الموقع أيضا أخبارا عن التقدم المحرز نحو افتتاح المبنى.
تقدم المكتبة مجموعة واسعة من الكتب الورقية والكتب الإلكترونية باللغتين الإنجليزيةوالعربية بما في ذلك الخيال الأكثر مبيعا والكلاسيكية فضلا عن المجلات وأقراص الفيديو الرقمية والأقراص المدمجة والكاسيت.[10] في عام 2011 كانت مجموعة المكتبة تتألف من 281,389 كتاب عربي و38،059 كتابا غير عربي وهو ما يمثل 50٪ و65٪ من جميع مخزونات الكتب في مكتبات قطر على التوالي.[11] تماشيا مع مهمة قطر الوطنية للمساعدة في إعداد سكان قطر للمشاركة في اقتصاد المعرفة العالمي تم التخطيط لمجموعة واسعة من البرامج والخدمات التعليمية التي تركز على محو الأمية المعلوماتية ومحو الأمية في مرحلة مبكرة ومهارات البحث واستخدام الموارد الرقمية.[12] تشمل البرامج التعليمية للمكتبة نوادي الكتب وفصول تعلم اللغة والفعاليات الموسيقية وورش العمل الحرفية فضلا عن أحداث للأطفال وأسرهم مثل القص والحرف والمعارض العلمية.[13]
جمع التراث
بالإضافة إلى المقتنيات العامة (المجموعة الرئيسية) والموارد الأكاديمية على الإنترنت فإن المبنى الجديد سوف يضم مركزا لمجموعة التراث الوطني للكتب النادرة والمخطوطات وغيرها من المواد المتعلقة بالحضارة العربية الإسلامية.[14] كانت هذه المجموعة التي كانت تعرف سابقا باسم مكتبة التراث العربي والإسلامي قد بدأها حسن بن محمد بن علي آل ثاني في عام 1979[15] وتم دمجها في شبكة قطر الوطنية في عام 2011.
تقدم مجموعة التراث مجموعة لا مثيل لها من المصادر التاريخية حول قطر والمنطقة بما في ذلك كتابات المسافرين والمستكشفين الذين زاروا منطقة الخليج العربي على مر القرون والمخطوطات العربية والخرائط التاريخية والكرة الأرضية فضلا عن الأدوات العلمية وأمثلة في وقت مبكر التصوير. كما تحتوي على حوالي 2,400 مخطوطة ثمينة من بينها «المصحف» والأدب العربي مع التركيز الأساسي على العلوم مثل الجغرافيا والفلك والرياضيات. تكمل هذه الآثار الثمينة عناصر مطبوعة تمثل الاستقبال الأوروبي المبكر وهي الترجمات اللاتينية التي يرجع تاريخها إلى القرنين الخامس عشر إلى السابع عشر بما في ذلك القانون في الطبلابن سينا.
تم رقمنة المخطوطات من مجموعة التراث ويمكن الوصول إليها للمستخدمين المسجلين من خلال كتالوج المكتبة على الإنترنت.[5] أتاحت أيضا أجزاء من مجموعة ذات أهمية دولية خاصة للمستخدمين في جميع أنحاء العالم مجانا من خلال المكتبة الرقمية العالمية وهو مشروع تابع لمكتبة الكونغرسبالولايات المتحدة تدعمه يونسكو.[16] تساهم شبكة قطر الوطنية للدعم المالي للمكتبة الرقمية العالمية.[5][17]
حتى افتتاح المبنى الجديد فإن مجموعة التراث مفتوحة للجمهور للقيام بجولات في مبنى مجموعة التراث في حي اللقطة في الدوحة.
تعد مكتبة قطر الرقمية تتويجا لإقامة شراكة بين مؤسسة قطر ومكتبة قطر الوطنية والمكتبة البريطانية في عام 2012.[19] سعت الشراكة إلى رقمنة مجموعة غنية من المواد التراثية التي توثق التاريخ العربي والإسلامي وجعلها متاحة للجمهور بحرية من خلال المكتبة الرقمية القطرية التي أطلقت على الإنترنت في أكتوبر 2014.[20][21] تشمل المكتبة الرقمية التي تحتوي على واجهة ثنائية اللغة الإنجليزية والعربية ما مجموعه 500,000 صفحة من البنود التي تحتفظ بها المكتبة البريطانية المتعلقة بتاريخ منطقة الخليج العربي. هناك حوالي 475 ألف صفحة تعود إلى منتصف القرن الثامن عشر إلى عام 1951 من سجلات مكتب الهند وأوراقه الخاصة (بما في ذلك محفوظات شركة الهند الشرقية ومؤسساتها التي خلفتها) و 25,000 صفحة من المخطوطات العلمية العربية في القرون الوسطى.[22][23]
المبنى الجديد
المبنى الجديد لمكتبة قطر الوطنية الذي صممه المهندس المعماري الهولندي الشهير ريم كولهاس في المدينة التعليمية في الدوحة.[24] تشمل مرافق المكتبة المتطورة مجموعة متنوعة من مساحات التعلم التعاوني والفردي وقسم للأطفال ومحطات عمل عامة للحواسيب ومرافق إنتاج الوسائط الرقمية ومساحات للأداء ومقهى ومركز تكنولوجيات مساعدة ومركز كتابة.[25]