مقابر بغداد

مقابر بغداد
المكان بغداد  تعديل قيمة خاصية (P131) في ويكي بيانات
البلد العراق  تعديل قيمة خاصية (P17) في ويكي بيانات
بعض الأرقام
منظر عام لمدينة بغداد، حيث نهر دجلة يمر من وسطها، وجانبها الشرقي يسمى الرصافة، والغربي يسمى الكرخ

مقابر بغداد ان مدينة بغداد تقسم إلى قسمين، حيث ان دجلة يمر من منتصفها ويشطرها إلى شطرين، يُسمّى كل شطر «صوباً» الأول يعرف بالصوب الغربي ويسمى الكرخ، وهو الذي بنى المنصور فيه مدينته المدورة، واسماها مدينة السلام سنة (145ه‍) وسكن الناس الجانب الغربي أولاً، والثاني يعرف بالصوب الشرقي ويسمى الرصافة حيث كان في بدايته معسكراً للجند، ثم سكنه الناس فيما بعد. واصبحت في كلا الصوبين محلات وكان الناس يوارون موتاهم في مقابر كانت تقع خارج أسوار المدينة، وبمرور الزمن أصبحت تلك المقابر من معالم بغداد الأثرية والتراثية، بل أصبحت جزءاً من تاريخ بغداد وخططها. وسنستعرض أهم تلك المقابر القديمة أو المشهورة في بغداد.

مقابر الجانب الغربي

  • مقابر قريش :
مرقد موسى بن جعفر في مقابر قريش او مقبرة الشونيزي الصغير

فيها قبر موسى الكاظم وحفيده محمد الجواد ولكن أول من دُفن فيها جعفر الأكبر ابن الخليفة أبو جعفر المنصور. وفيها قبر قاضي القضاة أبو يوسف الذي مشى الرشيد أمام جنازته وصلى عليه ودفنه في مقبرة أهله، في مقابر قريش بكرخ بغداد، ودُفن بقربه محمد الأمين و زبيدة.[1]

جامع براثا
  • مقبرة باب الكُنَّاس: ممايلي براثا، دُفن بها جماعة من كبراء الحديث.
  • مقبرة الشونيزي: وهي تنقسم إلى قسمين مقبرة الشونيزي الصغير ومقبرة الشونيزي الكبير.
مرقد السيدة زمرد خاتون أم الناصر لدين الله العباسي في الشونيزية
  • مقبرة الشونيزي الصغير: هي نفسها مقابر قريش.
  • مقبرة الشونيزي الكبير: وتقع وراء محلة التوثة، بالقرب من نهر عيسى بن علي الهاشمي، وفيها قبر سري السقطي وغيره من الزهاد.[2]ودفن فيها أيضاً الجنيد البغدادي وعرفت المقبرة باسمه.[3] وان الشاعر أبو نواس قد دفن في موضع يقال له تل اليهود في الشونيزية.[4] وفيها قبر يقال إنه للنبي يوشع، وبقربه قبر بهلول، وكذلك مقام زعيم طائفة السيخ المنتشرة في الهند بابانانك.[5]
  • مقبرة الشهداء: أو مقابر الشهداء: يذكر ياقوت الحموي انها تقع ببغداد إذا خرجت من قنطرة باب حرب فهي نحو القبلة، لا أدري لما سميت بذلك.[6] اما الخطيب البغدادي فيقول: بالقرب من القبر المنسوب إلى هشام، يقصد هشام بن عروة بن الزبير بن العوام، قبور جماعة تعرف بقبور الشهداء، لم أزل اسمع العامة تذكر انها قبور من أصحاب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، كانوا شهدوا معه قتال الخوارج في النهروان وارتثو في الوقعة، ثم لما رجعوا ادركهم الموت في ذلك الموضع فدفنهم علي هناك، وقيل ان فيهم من له صحبة (يقصد من الصحابة)، وقد كان حمزة بن محمد بن طاهر ينكر أيضاً ما أشتهر عند العامة من ذلك، وسمعته يزعم انه لا أصل له، والله أعلم.[7]
  • مقبرة أبو غريب :
مقبرة عائلة أحمد حسن البكر في مقبرة الكرخ.

وتسمى مقبرة الكرخ، وتقع في منطقة أبي غريب، تأسست هذه المقبرة عام 1970م، وقد دُفن فيها الرئيس العراقي الأسبق أحمد حسن البكر.، ورئيس الوزراء طاهر يحيى[8]

مقابر الجانب الشرقي

مرقد وجامع أبي حنيفة في عام 1919، حيث تحيطه مقبرة الخيزران وتسمى مقبرة البانوقة ايضا
صورة جانبية لمقبرة الخيزران من خلف جامع الإمام أبي حنيفة في عام 1919
جامع الخلاني
  • مقبرة الخيزران:وتقع في الأعظمية قرب سوق يحيى، وهي اقدم المقابر في الجانب الشرقي، ومنسوبة إلى الخيزران أم موسى وهارون إبني المهدي. وكانت مقابر للمجوس قبل بناء بغداد وأول من دفن فيها البانوقة بنت المهدي، ثم الخيزران، وفيها قبر محمد بن إسحاق بن يسار صاحب السيرة، وقبر أبو حنيفة النعمان بن ثابت الفقيه، إمام أصحاب الرأي، والحسن بن زيد وقيل هشام بن عروة بن الزبير بن العوام القرشي.
  • مقبرة عبد الله بن مالك: دُفن فيها خلق كثير من المحدثين والفقهاء، والزهاد والصالحين، وتعرف بالمالكية.
  • مقبرة باب البردان: وفيها أيضاً جماعة من أهل الفضل، ومنهم أبو عثمان سعيد بن يحيى بن سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص الأموي.[9]
  • مقبرة محمد السكران: ولبعض المعطيات الجغرافية ارجح ان المقبرة التي تعرف اليوم بمقبرة محمد سكران كانت امتداداً لاحقاً أو جزءاً من مقبرة البردان، وذلك للمعطيات التالية: قربها من (تل البردان) الذي يبعد (6) كيلومترات إلى الشرق من الداوودية الواقعة على الضفة الشرقية لدجلة. وبالقرب من (تل البدران) التقاء نهر الخالص بدجلة.[10] وقد تحرف إسمها من (بردان) إلى (بدران)، وتبعد أربعة فراسخ من بغداد،[11]، ولعل موضع البردان هو (إيشان بدران) الحالي الواقع على زهاء (18) كيلو متراً في الشمال من مدينة بغداد، على اعتبار ان كلمة (بردان) غيرت فصارت (بدران)،[12]، وكان البردان قديماً تقع على ضفة نهر دجلة تماماً، في حين يقع (إيشان بدران) الحالي على مسافة (6) كيلو مترات من ضفة النهر، وهذا نتيجة ان نهر دجلة كان يجري في هذه المنطقة ولكنه غير مجراه إلى ماهو عليه.[13] وقد دفن في مقبرة محمد السكران الشاعر الفلسطيني جبرا إبراهيم جبرا.[14]
  • قبر النذور:ويسمى مشهد النذور، ويتبرك الناس في زيارته. ويقال ان المدفون فيه أحد أبناء علي بن أبي طالب، ويقع عند المصلى المرسوم بصلاة الأعياد بالجانب الشرقي. ويقال ان دفينه عبيد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، والراجح هو قبر عبيد الله بن محمد بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، لأن الأول مدفون في ضيعة في ضواحي الكوفة يقال لها لُبَيَا أو ألبِّي.[15]
  • مقبرة باب البستان: وتقع في الجانب الشرقي ودُفن فيها شيخ القراء في عصره، أبي بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد المقريء المولود في الجانب الغربي سنة (245 ه‍) والمتوفى سنة (324 ه‍)[16]
  • مقبرة الفيل:: وتعرف بمقبرة الخلال حيث دفن فيها ابي بكر عبد العزيز بن جعفر بن أحمد بن يزداد البغوي المشهور بغلام الخلال،وتقع بالجانب الشرقي من بغداد مقابل جامع الخلاني.[17] ويذكر محب الدين ابن النجار: ان علي بن مقلد بن عبد الله بن كرامة بن عبيد الله بن المعار، أبو الحسن البواب المعروف بالأطهري، كان بواباً لباب المراتب، ولد سنة (400 ه‍) وتوفي سنة (473 ه‍) ودفن في مقبرة الفيل بباب الأزج.[18] ويذكر ابن النجار أيضاً، ان عمر بن أبي الأزهر بن عامر، أبو حفص العبار، توفي سنة (618 ه‍) ودفن بمقبرة الخلال بباب الأزج.[19]
  • مقبرة الأجمة: وهي مقبرة متصلة بمقبرة باب ابرز دفن فيها العالم الحافظ المعروف بابن الخاضبة، أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الباقي بن منصور بن إبراهيم الدقاق المتوفى سنة (489 ه‍).[20]
  • مقبرة باب أبرز: وهي قرب المقبرة الوردية وأبرز (بيبرز) محلة في الجانب الشرقي ببغداد ودفن في مقبرة باب أبرز أبو الفتح التعاويذي المولود سنة (519 ه‍) والمتوفى سنة (583 ه‍).[21]ودفن فيها أيضاً الحافظ والمؤرخ الأديب أبو عبد الله محمد بن فتوح بن عبد الله بن حميد الأزدي الحميدي، أصله من قرطبة وولد بميروقة، جزيرة بالأندلس، قبل سنة (420 ه‍) والمتوفي في بغداد سنة (488 ه‍).[22]
  • مقبرة الوردية:
مرقد الشيخ عمر السهروردي في المقبرة الوردية ببغداد عام 1912

وهي مقبرة ببغداد بعد باب ابرز من الجانب الشرقي، قريبة من باب الظفرية.[23]

وهي مقبرة تقع في الجانب الشرقي من بغداد، قريبة من المقبرة الوردية فيها قبر يعرف بقبر الغزالي.[24]

مبنى المقبرة الملكية في بغداد 2016

وتقع في منطقة الأعظمية، وتضم رفاة ملوك العراق فيصل الأول، غازي، فيصل الثاني، وكذلك رفاة الأمير عبد الإله، إضافة إلى عدد من أفراد العائلة المالكة. وبعض الشخصيات المقربة. كان تصميم وتنفيذ المقبرة من قبل المعماري البريطاني كوبر بين عامي 1934-1936م.[25]

  • مقبرة البرزنلي: والبرزنلي عائلة بغدادية كردية قادمة من قرية برزان، وموضع المقبرة في منطقة المربعة وباتصال حمام رؤوف الحمامي، دفن فيها الحاج محمد صالح البرزنلي المتوفي عام 1910م، كان له مجلس في رأس القرية. [26]
  • مقبرة كانت قرب تل سعيّد، كان أهل الصليخ يدفنون فيها موتاهم في منطقة سبع أبكار في موضع ثانوية الانتصار.[27]

مقابر أخرى

كنيسة الأرمن وفيها مقبرة الأرمن في الباب الشرقي قرب ساحة الطيران
قبر الصحابي سلمان الفارسي

هناك مقابر أخرى في اماكن مفتوحة كانت تقع خارج حدود بغداد مثل مدافن الأرمن في منطقة الكيلاني القريبة من ساحة الطيران اليوم، ومدافن النصارى في بغداد الجديدة، وأكبر مدافن اليهود في الحبيبية،[28] و هناك بعض المدافن للاتراك منها مقبرة الشهداء الأتراك في باب المعظم، ومقبرة ثانية في منطقة بغداد الجديدة، ومدافن للإنجليز في الباب المعظم،[29] وهناك مقبرة المدائن وتقع في الجانب الشرقي والتي تبعد (30) كم جنوبي مركز بغداد وفيها مرقد الصحابي سلمان الفارسي ونقل إلى جنبه عام (1932م) رفاتي حذيفة بن اليمان و عبد الله بن جابر الأنصاري، وتعرف بمقبرة سلمان باك.[30] فضلاً عن بعض المدافن الصغيرة التي لا تطولها رقابة الجهات المعنية ورغم منع الدفن في هذه المقابر منذ ستينيات القرن الماضي الا ان ذلك لم يمنع البعض في دفن موتاهم في هذه المقابر، خاصة بعد ان اعلنت الحكومة العراقية نيتها بإنشاء عدد من المدافن في محيط العاصمة بغداد وبعيداً جدا عن المناطق السكنية وهي الخطة التي وضعت في ضوء تنفيذ التصميم الاساسي للمدينة بأنشاء اربع مقابر حديثة تقوم الواحدة منها على مساحة (400) دونم وهي مقبرة الكرخ الحديثة على طريق بغداد – أبو غريب ( اشرنا اليها اعلاه بمقبرة أبو غريب أو مقبرة الكرخ الإسلامية) والثانية على طريق بغداد – سامراء والثالثة على طريق بغداد – بعقوبة القديم وهي مقبرة الرصافة، اما الرابعة فتقع على طريق بغداد – الراشدية وهي مقبرة محمد السكران،[31] وبناء على ذلك فقد تقرر منع الدفن في المقابر القديمة اعتباراً من 1975/1/1.[32]

المصادر

  1. ^ محمد زاهد الكوثري، حسن التقاضي في سيرة الإمام أبي يوسف القاضي، دار الأنوار للطباعة والنشر بمصر، 1948م، ص75-76.
  2. ^ الخطيب البغدادي، تاريخ مدينة السلام، تحقيق: بشار عواد معروف، دار الغرب الإسلامي، بيروت، ط1، 2001م، ج1، ص442-ص444
  3. ^ الشبكة العراقية_مقبرة الشونيزية..لها تسميات عدة أشهرها الجنيد البغدادي نسخة محفوظة 24 ديسمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
  4. ^ الخطيب البغدادي، مصدر سابق، ج7، ص448.
  5. ^ مجلة سومر_الكشوفات:٩-مقبرة الشيخ جنيد ومافيها من مراقد تخص، أبي نؤاس وبهلول والنبي يوشع وبابانانك نسخة محفوظة 17 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  6. ^ ياقوت الحموي، معجم البلدان، تحقيق:فريد عبد العزيز الجندي، دار الكتب العلمية، ج5، ص190.
  7. ^ الخطيب البغدادي، المصدر السابق، ج1، ص450.
  8. ^ موقع النقابة الوطنية للصحفيين العراقية_منتجع مقبرة الكرخ نسخة محفوظة 17 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  9. ^ ابن الجوزي، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، تحقيق: محمد ومصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت، ج12، ص31.
  10. ^ فؤاد سفر وطه باقر، المرشد إلى مواطن الآثار والحضارة، وزارة الإرشاد العراقية، مديرية الفنون والثقافة الشعبية، بغداد، ج3، ص.
  11. ^ كي لي سترانج، بلدان الخلافة الشرقية، ترجمة: بشير فرنسيس وكوركيس عواد، مؤسسة الرسالة، بيروت، ص71.
  12. ^ مصطفى جواد و أحمد سوسة، دليل خارطة بغداد المفصل، المجمع العلمي العراقي، بغداد، ص110.
  13. ^ أحمد سوسة، ري سامراء، ص189-190.
  14. ^ عبد الرحمن مجيد الربيعي، أية حياة هي؟سيرة البدايات، دار نقوش عربية للنشر، تونس، 2010م، ص153.
  15. ^ الخطيب البغدادي، المصدر السابق، ج1، ص445-449.
  16. ^ ياقوت الحموي، معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)، تحقيق: الدكتور إحسان عباس، دار الغرب الإسلامي، بيروت، ط1، 1993م، ج2، ص520.
  17. ^ الذهبي، المختصر المحتاج إليه من تاريخ الحافظ ابن الدبيثي، تحقيق:مصطفى جواد، مطبعة الزمان، بغداد ، 1963م، ج2، ص145.
  18. ^ محب الدين المعروف بإبن النجار، ذيل تاريخ بغداد( الجزء التاسع عشر من تاريخ بغداد)، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت، ج19، ص122-123.
  19. ^ إبن النجار، المصدر نفسه، ج19، ص29-30.
  20. ^ ياقوت الحموي، معجم الأدباء، المصدر الساابق، ج5، ص2356.
  21. ^ ياقوت الحموي، معجم الأدباء، المصدر نفسه، ج6، ص2567.
  22. ^ ياقوت الحموي، معجم الأدباء، المصدر نفسه، ج6، ص2598-2599.
  23. ^ ياقوت الحموي، معجم البلدان، المصدر نفسه، ج5، ص427.
  24. ^ إبراهيم عبد الغني الدروبي، البغداديون أخبارهم ومجالسهم، بغداد، 1858م، ص359.
  25. ^ جريدة الشرق الأوسط_المقبرة الملكية في بغداد..طراز عمراني يزاوج بين الحضارة والبيئة..والرهبنة أيضاً نسخة محفوظة 10 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.
  26. ^ إبراهيم عبد الغني الدروبي، المصدر السابق، ص103-104.
  27. ^ وليد الأعظمي، تاريخ الأعظمية، ص 92
  28. ^ موقع إذاعة العراق الحر_المقبرة اليهودية في بغداد نسخة محفوظة 31 أغسطس 2019 على موقع واي باك مشين.
  29. ^ الشبكة العراقية_مدافن الإنكليز تروي قصة حرب طويت نسخة محفوظة 3 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  30. ^ جريدة الزمان_الملك غازي وقبر سلمان الفارسي نسخة محفوظة 3 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
  31. ^ صحيفة التآخي_مرقد الشيخ محمد السكران ومقبرته نسخة محفوظة 17 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  32. ^ صحيفة التآخي_المقابر القديمة داخل العاصمة بين حرمة الرفاة..ووجه المدينة الحديث نسخة محفوظة 17 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.