مثلت التجربة النووية الناجحة للقنبلة الذرية البريطانية في عملية الإعصار عام 1952 إنجازاً علميّاً وتقنيّاً استثنائيا. وقد أصبحت بذلك المملكة المتحدة ثالث قوة نووية في العالم بعد كلٍّ من الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، مما أكد مكانتها بكونها قوة عظمى. أملت حكومة المملكة المتحدة في ابهار الولايات المتحدة كفايةً لاستعادة العلاقات النووية بينهما بعدما تحطمت. في نوفمبر عام 1952، أجرت الولايات المتحدة أول اختبارٍ ناجحٍ لقنبلةٍ هيدروجينية عُرف باسم إيفي مايك. في الوقت ذاته، كانت المملكة المتحدة لا زالت متأخرةً عدَّة سنواتٍ في مجال تكنولوجيا الأسلحة النووية. في عام 1954، لاحظت لجنة سياسة الدفاع البريطانية -التي كان يرأسها وينستون تشرشل وبعضوية كبار الوزراء- الآثار السياسية والاستراتيجية لقضية القوى النووية، وخلصت إلى أنه يجب على المملكة المتحدة الحفاظ على مكانتها بكونها قوة عالمية وتعزيز ذلك حتى تتمكن حكومتها من امتلاك نفوذٍ عالميّ.[2] في يوليو من ذات العام، وافق مجلس الوزراء البريطاني على المضي قدماً في تطوير الأسلحة النووية الحرارية.
لم يتعرف علماء مؤسسة الأسلحة الذرية التي تتبع هيئة الطاقة الذرية البريطانية في الدرمستون كيفية صناعة قنبلة هيدروجينية. كان من بين أولئك العلماء كلٌّ من ويليام كوكوبريان تايلوروجون وارد وغيرهم. رغم ذلك، استطاعوا إنتاج ثلاث تصاميم هي؛ أورانج هيرالدوالسلاح الانشطاري المعزز الكبيروالشمس الصفراء، وهو تصميم نووي حراري مؤقت، والجرانيت الأخضر وهو تصميم نووي حقيقي. خلال عملية المرساة في سلسلتها الأولية، أُجريت أول عملية إسقاط جوي لقنبلةٍ نووية حرارية، ورغم ذلك النجاح، إلا أنّ الاختبار الأول لتصميم الجرانيت الأخضر كان فاشلاً. أيضاً، أثبت الاختبار الثاني أن أورانج هيرالد تصميم مناسب لسلاح ميغاطن وليس لقنبلةٍ نوويةٍ حرارية. أما السلاح الانشطاري المعزز فلم يعمل. أُجري اختبار ثالث على تصميم الجرانيت الأخضر لكنه فشِل.
في الاختبار إكس خلال عملية المرساة في نوفمبر 1957، نجح العلماء في إجراء اختبارٍ ناجحٍ لتصميم نووي حراري. في شهر أبريل من العام التالي، أُجري الاختبار يو خلال عملية المرساة، وكان معظم عائده من الاندماج النووي. ولقد أظهر الاختبار زد في وقتٍ لاحقٍ من العام، إتقاناً لتقانة الأسلحة النووية الحرارية. بدأ الوقف الدولي للتجارب النووية في 31 أكتوبر عام 1958؛ وقد توقفت المملكة المتحدة عن الاختبارات النووية الجوية للأبد. بعدئذٍ، أدت مجموعة عوامل مثل التطوير الناجح للقنبلة النووية الهيدروجينية البريطانية وأزمة سبوتنك إلى عودة العلاقات النووية الخاصة بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة من خلال اتفاقية الدفاع المتبادل بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة لعام 1958.
Arnold، Lorna؛ Smith، Mark (2006). Britain, Australia and the Bomb: The Nuclear Tests and Their Aftermath. Basingstoke, Hampshire: Palgrave Macmillan. ISBN:978-1-4039-2102-4. OCLC:70673342.
Baylis، John (Summer 1994). "The Development of Britain's Thermonuclear Capability 1954–61: Myth or Reality?". Contemporary Record. ج. 8 ع. 1: 159–174. DOI:10.1080/13619469408581287. ISSN:1361-9462.
Baylis، John؛ Stoddart، Kristan (2015). The British Nuclear Experience: The Roles of Beliefs, Culture and Identity. Oxford: Oxford University Press. ISBN:978-0-19-870202-3. OCLC:900506637.
Bernstein، Barton J. (يونيو 1976). "The Uneasy Alliance: Roosevelt, Churchill, and the Atomic Bomb, 1940–1945". The Western Political Quarterly. University of Utah. ج. 29 ع. 2: 202–230. DOI:10.2307/448105. JSTOR:448105.
Cathcart، Brian (1995). Test of Greatness: Britain's Struggle for the Atom Bomb. London: John Murray. ISBN:0-7195-5225-7. OCLC:31241690.
Clark، Ronald W. (1961). The Birth of the Bomb: Britain's Part in the Weapon that Changed the World. London: Phoenix House. OCLC:824335.
Dombey، N.؛ Grove، E. (1992). "Britain's Thermonuclear Bluff". London Review of Books. ج. 14 ع. 20: 8–9. مؤرشف من الأصل في 2022-12-14. اطلع عليه بتاريخ 2017-05-15.
Hill، C. N. (2013). An Atomic Empire: A Technical History of the Rise and Fall of the British Atomic Energy Programme. London: Imperial College Press. ISBN:978-1-908977-41-0.
Leonard، Zeb (22 مايو 2014). "Tampering with History: Varied Understanding of Operation Mosaic". Journal of Australian Studies. ج. 38 ع. 2: 205–219. DOI:10.1080/14443058.2014.895956.
Moore، Richard (2010). Nuclear Illusion, Nuclear Reality: Britain, the United States, and Nuclear Weapons, 1958–64. Nuclear Weapons and International Security since 1945. Basingstoke, Hampshire: Palgrave Macmillan. ISBN:978-0-230-21775-1. OCLC:705646392.
Oulton، Wilfrid E. (1987). Christmas Island Cracker: An Account of the Planning and Execution of the British Thermonuclear Bomb Tests, 1957. London: Thomas Harmsworth. ISBN:978-0-948807-04-6. OCLC:15593703.
Paul، Septimus H. (2000). Nuclear Rivals: Anglo-American Atomic Relations, 1941–1952. Columbus, Ohio: Ohio State University Press. ISBN:978-0-8142-0852-6. OCLC:43615254.
Simpson، John (1986). The Independent Nuclear State: The United States, Britain and the Military Atom. Basingstoke, Hampshire: MacMillan. ISBN:978-0-333-38661-3. OCLC:851286126.
Stoddart، Kristan (2012). Losing an Empire and Finding a Role: Britain, the USA, NATO and Nuclear Weapons, 1964–70. Basingstoke, Hampshire: Palgrave Macmillan. ISBN:978-1-349-33656-2. OCLC:951512907.
Szasz، Ferenc Morton (1992). British Scientists and the Manhattan Project: The Los Alamos Years. New York: St. Martin's Press. ISBN:978-0-312-06167-8. OCLC:23901666.
Wheeler، N. J. (Winter 1985–1986). "British Nuclear Weapons and Anglo-American Relations 1945–54". International Affairs. ج. 62 ع. 1: 71–86. DOI:10.2307/2618068. JSTOR:2618068.
Wynn، Humphrey (1994). RAF Strategic Nuclear Deterrent Forces, Their Origins, Roles and Deployment, 1946–1969. A Documentary History. London: The Stationery Office. ISBN:0-11-772833-0.