حدّدت دراسات النقد النصي[الإنجليزية] نهايتين بديلتين مختلفتين: «النهاية الطويلة» (الآيات 9-20) و«النهاية القصيرة»،[1] اللتين تتواجدان معًا في ست مخطوطات يونانية، وفي عشرات النسخ الجعزية. تتضمن الإصدارات الحديثة من العهد الجديد بشكل عام النهاية الأطول، ولكن تضعها بين قوسين أو تنسيقها بطريقة مختلفة لإظهار أنها لا تعتبر جزءًا من النص الأصلي.
«1وبعدما مضى السبت، اشترت مريم المجدلية ومريم أم يعقوب وسالومة، حنوطا ليأتين ويدهنه.2وباكرًا جدًا في أول الأسبوع أتين إلى القبر إذ طلعت الشمس.[2]»
يقول مرقس أنه بعد نهاية الشبات، وبعد الشروق، جاءت مريم المجدلية ومريم أم يعقوب،[3]وسالومة بالحنوط ليمسحن جسد يسوع. وقد ذُكر هؤلاء الثلاثة أيضًا اللاتي كُن «ينظرن من بعيد» كما في الآية 40 من الإصحاح 15 من إنجيل مرقس،[ب] وعلى الرغم من أن أولئك اللتين كانتا «تنظران أين وضع» في الآية 47 من الإصحاح 15 من إنجيل مرقس كانتا فقط مريم المجدلية ومريم أم يعقوب.[ج]
تقول الآية الأولى من الإصحاح 24 من إنجيل لوقا أن النساء أعددن الحنوط.[د] وأشارت الآية 40 من الإصحاح 19 من إنجيل يوحنا إلى أن نيقوديموس كان قد مسح بالفعل جسده.[ه] ومع ذلك، أشارت الآيتان الأولى في الإصحاح 20 من إنجيل يوحنا،[و] والأولى من الإصحاح 28 من إنجيل متى[ز] إلى أن مريم المجدلية ذهبت إلى القبر، ولكن لم تُشر إلى السبب.
الآيتان 3–4
«3وكن يقلن فيما بينهن: «من يدحرج لنا الحجر عن باب القبر؟» 4 فتطلعن ورأين أن الحجر قد دحرج! لأنه كان عظيمًا جدًا.»[2]
تسائلت النساء متعجّبات كيف سيُزلن الحجر عن باب القبر. وعند وصولهن، وجدوا الحجر قد أُزيح بالفعل، ودخلن القبر. وفقًا للكاتب اليسوعي جون ج. كيلجالن، يُظهر ذلك أنه في رواية مرقس توقّعن العثور على جسد يسوع.[9] بدلاً من ذلك، وجدوا شابًا يرتدي رداءً أبيض يجلس على اليمين، وأخبرهن أن يسوع «قام»، وبيّن لهن «المكان الذي وضعوه فيه» (الآيات 5-7).
الآيات 5–7
5ولما دخلن القبر رأين شابًا جالسًا عن اليمين لابسًا حلة بيضاء، فاندهشن. 6فقال لهن: «لا تندهشن! أنتن تطلبن يسوع الناصري المصلوب. قد قام! ليس هو ههنا. هوذا الموضع الذي وضعوه فيه. 7لكن إذهبن وقلن لتلاميذه ولبطرس: إنه يسبقكم إلى الجليل. هناك ترونه كما قال لكم».[2]
قد يكون الرداء الأبيض علامة على أن الشاب رسول من الله.[10] حيث وصفته الآية 5 من الإصحاح 28 من إنجيل متى بأنه ملاك.[ح] وفي رواية إنجيل لوقا كان في القبر رجلان.[ط] أما رواية إنجيل يوحنا، فقالت أنه كان هناك ملكان، حيث أن مريم بعد أن رأت القبر الفارغ، ذهبت لتخبر التلاميذ الآخرين. ثم عادت للقبر، وتحدثت إلى ملكين، ثم ظهر لها يسوع.[ي]
استخدم إنجيل مرقس كلمة neaniskos لوصف الرجل الشاب، وهي نفس الكلمة التي استخدمها لوصف الشاب الذي فرّ عاريًا عند القبض على يسوع.[11][يا] يُعتقد أن يسوع تنبأ يسوع بقيامته، وعودته إلى الجليل خلال العشاء الأخير بحسب رواية إنجيل مرقس.[يب] استخدم مرقس الفعل المبنيّ للمجهول ēgerthē الذي يُترجم إلى أنه «تمت إقامته»، للإشارة إلى الله أقامه من بين الأموات،[يج] بدلاً من استخدام الفعل «قام» الذي جاء في ترجمة النسخة الدولية الجديدة[الإنجليزية].[يد]
ورد ذكر بطرس، الذي بكى بالدمع قبل يومين عندما أنكر معرفته ليسوع[الإنجليزية][يه] أشار غريغوري الأول إلى أنه: «لو لم يشر إليه الملاك بهذه الطريقة، لما تجرأ بطرس على الظهور مرة أخرى بين الرسل. ثم يُنادى بالاسم ليأتي، حتى لا ييأس بسبب إنكاره للمسيح.[14]» كان آخر ظهور لاسم بطرس في الآية 7 (وهو أيضًا آخر اسم يُذكر من بين أسماء التلاميذ)، مما يمكن ربطه بالظهور الأول لاسمه (سمعان) في الآية 16 في الإصحاح الأول من إنجيل مرقس[يو] لتوضيح أن بطرس شاهد عيان رئيس على الأحداث في إنجيل مرقس.[16]
الآية 8
8فخرجن سريعًا وهربن من القبر، لأن الرعدة والحيرة أخذتاهن. ولم يقلن لأحد شيئًا لأنهن كن خائفات.[2]
تنتهي الآية الثامنة بتوضيح شعور الخوف لدى النساء، ثم هربن وكتمن ما رأين. علّق الكاتب اليسوعي جون ج. كيلجالن أن الخوف هو ردة الفعل الإنسانية عند الظهور الإلهي في الكتاب المقدس.[10] تلك الآية آخر الآيات التي لا نزاع عليها في إنجيل مرقس. وهكذا أُعلن أن يسوع قد قام من بين الأموات، وأنه سبق التلاميذ إلى الجليل، حيث سيرونه.
النهايات المتعددة
لإنجيل مرقس نهايتان، النهاية الطويلة (آيات 9-20)، والنهاية القصيرة.
[6] فقال لهن: لا تندهشن: أنتن تطلبن يسوع الناصري المصلوب: قد قام؛ ليس هنا: هوذا المكان الذي وضعوه فيه. [7]ولكن إذهبن في طريقكن، وأخبرن تلاميذه وبطرس أنه سبقكم إلى الجليل: هناك ترونه كما قال لكم. [8]وخرج بسرعة وهربن من القبر؛ ولارتعادهن ودهشتهن: لم يقلن شيئًا لأي إنسان؛ لأنهن كن خائفات.
[9]الآن وبعد أن قام يسوع في أول الأسبوع، ظهر أولاً لمريم المجدلية، التي كان قد أخرج منها سبعة شياطين. [10]فذهبت وأخبرت الذين كانوا معه، وهم ينوحون ويبكون. [11]فلما سمعوا أنه حي، وأنها رأته، لم يصدقوا. [12]وبعد ذلك ظهر بهيئة أخرى لاثنين منهم، وهما يمشيان منطلقين إلى البرية. [13]فذهبا وأخبرا الباقين، فلم يصدقوهما. [14]أخيرًا ظهر للأحد عشر وهم متكئون، ووبخ عدم إيمانهم وقساوة قلوبهم، لأنهم لم يصدقوا الذين رأوه بعدما قام.
وأعذروا أنفسهم قائلين: إن عصر الفوضى وعدم الإيمان هذا بفعل الشيطان، الذي لا يسمح لحقيقة وقوة الله أن تسود فوق الأشياء النجسة التي تسيطر عليها الأرواح.[يز] لذلك، أظهر عدلك الآن. - هكذا تحدثوا إلى المسيح. واستجاب لهم المسيح، فقد اكتمل حدّ سنوات قوة الشيطان، ولكن هناك أشياء أخرى رهيبة تقترب. ولأولئك الذين أخطأوا أنا سُلّمت للموت، ليعودوا إلى الحق ولا يخطئوا مجددًا، ليرثوا العدل في المجد الروحاني السماوي الذي لا يفسد للبر.
[15]وقال لهم: «اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها. [16]من آمن واعتمد يخلًص، ومن لم يؤمن يُلعن. [17]وهذه الآيات ليتبعها المؤمنين: ليخرجوا الشياطين باسمي، وليتكلموا بألسنة جديدة. [18] فليحملوا حيات، وإن شربوا شيئًا مميتًا لن يضرهم، وليضعوا أيديهم على المرضى فيبرأون». [19]ثم إن الرب بعدما كلمهم، ارتفع إلى السماء، وجلس عن يمين الله. [20]وأما هم فخرجوا وكرزوا في كل مكان، والرب يعمل معهم ويثبت الكلام بالآيات التابعة. آمين.
وأبلغن جميع التعليمات بإيجاز لأصحاب بطرس. بعد ذلك، أرسل يسوع نفسه، من خلالهم، من الشرق إلى الغرب بشارة الخلاص الأبدي المقدس. [آمين]. (النص اليوناني[يح])
أُقرّ بصحة الآيات 9-20 في الإصحاح 16 من إنجيل مرقس لأول مرة في القرن الثاني الميلادي. واعتبرتها الكنيسة الرومانية الكاثوليكية قانونية،[يط] وتم تضمينه في الكتاب المقدس نسخة دواي -رانس، والكتاب المقدس نسخة جنيف سنة 1599م، ونسخة الملك جيمس وغيرها من الترجمات الإنجليزية للكتاب المقدس[الإنجليزية]. تستند معظم الترجمات الحديثة أساسًا على المخطوطة الإسكندرانية التي تتضمن النهاية الطويلة، ولكن تُضمّنها داخل أقواس أو بملاحظات خاصة أو كليهما.
استنتاجات العلماء
استنتجت الغالبية العظمى للنقاد النصيين للعهد الجديد أن النهايتين القصيرة والطويلة لم تكونا في الأصل من إنجيل مرقس. أصبحت النهاية الطويلة مقبولة لدى البعض في القرن الثاني. حسب كتاب الأناجيل الكاملة:[27] «نهاية إنجيل مرقس مشكلة تقليدية في النقد النصي للعهد الجديد. إجماع العلماء أن مرقس انتهى بوقفة مفاجئة عند 16: 8. الأدلة المبكرة لآباء الكنيسة (إكليمندس الروميوأوريجانوسويوسابيوسوجيروم) لا تشير إلى أي نص بعد 16: 8.» [28]
حسب الطبعة الرابعة لجمعيات البيبل المتحدة للعهد الجديد اليوناني[29] فإن حذف الآيات 9-20 من مخطوط مرقس الأصلي «مؤكد». وقال بروس متزجر: «يبدو حسب أدلة خارجية جيدة واعتبارات داخلية قوية أن أقدم شكل مؤكد لإنجيل مرقس انتهى عند 16: 8. هناك ثلاث احتمالات مفتوحة: (أ) أراد الإنجيلي إنهاء الإنجيل في هذا المكان (ب) أو أن الإنجيل لم ينته (ج) وهذا ما يبدو الأكثر احتمإلا أن الإنجيل فقد ورقته الأخيرة بشكل غير مقصود قبل أن تتضاعف نسخه.» [30]
تلاحظ ترجمة النسخة العالمية الجديدة (NIV) أن «أوثق المخطوطات القديمة وشواهد أخرى قديمة لا تحوي مرقس 16: 9-20»
النهاية الطويلة لمرقس 16
9 وبعدما قام باكرا في أول الاسبوع ظهر اولا لمريم المجدلية التي كان قد اخرج منها سبعة شياطين
10 فذهبت هذه واخبرت الذين كانوا معه وهم ينوحون ويبكون
11 فلما سمع اولئك انه حي وقد نظرته لم يصدقوا
12 وبعد ذلك ظهر بهيئة أخرى لاثنين منهم وهما يمشيان منطلقين إلى البرية
13 وذهب هذان واخبرا الباقين فلم يصدقوا ولا هذين
14 أخيرا ظهر للاحد عشر وهم متكئون ووبخ عدم ايمانهم وقساوة قلوبهم لانهم لم يصدقوا الذين نظروه قد قام
15 وقال لهم اذهبوا إلى العالم اجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها
16 من امن واعتمد خلص ومن لم يؤمن يدن
17 وهذه الايات تتبع المؤمنين يخرجون الشياطين باسمي ويتكلمون بالسنة جديدة
18 يحملون حيات وان شربوا شيئا مميتا لا يضرهم ويضعون ايديهم على المرضى فيبراون
19 ثم ان الرب بعدما كلمهم ارتفع إلى السماء وجلس عن يمين الله
20 واما هم فخرجوا وكرزوا في كل مكان والرب يعمل معهم ويثبت الكلام بالايات التابعة امين
^40وكانت أيضا نساء ينظرن من بعيد، بينهن مريم المجدلية، ومريم أم يعقوب الصغير ويوسي، وسالومة[4]
^47وكانت مريم المجدلية ومريم أم يوسي تنظران أين وضع.[4]
^1ثم في أول الأسبوع، أول الفجر، أتين إلى القبر حاملات الحنوط الذي أعددنه، ومعهن أناس.[5]
^39وجاء أيضا نيقوديموس، الذي أتى أولا إلى يسوع ليلا، وهو حامل مزيج مر وعود نحو مئة منا. 40فأخذا جسد يسوع، ولفاه بأكفان مع الأطياب، كما لليهود عادة أن يكفنوا.[6]
^1وفي أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية إلى القبر باكرا، والظلام باق. فنظرت الحجر مرفوعا عن القبر.[7]
^1وبعد السبت، عند فجر أول الأسبوع، جاءت مريم المجدلية ومريم الأخرى لتنظرا القبر.[8]
^4وفيما هن محتارات في ذلك، إذا رجلان وقفا بهن بثياب براقة. 5 وإذ كن خائفات ومنكسات وجوههن إلى الأرض، قالا لهن: «لماذا تطلبن الحي بين الأموات؟[5]
^1وفي أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية إلى القبر باكرًا، والظلام باق. فنظرت الحجر مرفوعًا عن القبر. 2فركضت وجاءت إلى سمعان بطرس، وإلى التلميذ الآخر الذي كان يسوع يحبه، وقالت لهما: «أخذوا السيد من القبر، ولسنا نعلم أين وضعوه!». ... 11أما مريم فكانت واقفة عند القبر خارجًا تبكي. وفيما هي تبكي انحنت إلى القبر، 12فنظرت ملاكين بثياب بيض جالسين واحدًا عند الرأس والآخر عند الرجلين، حيث كان جسد يسوع موضوعًا.[7]
^51وتبعه شاب لابسا إزارا على عريه، فأمسكه الشبان، 52فترك الإزار وهرب منهم عريانا.[12]
^66وبينما كان بطرس في الدار أسفل جاءت إحدى جواري رئيس الكهنة. 67فلما رأت بطرس يستدفئ، نظرت إليه وقالت: «وأنت كنت مع يسوع الناصري!» 68فأنكر قائلا: «لست أدري ولا أفهم ما تقولين!» وخرج خارجا إلى الدهليز، فصاح الديك. 69فرأته الجارية أيضا وابتدأت تقول للحاضرين: «إن هذا منهم!» 70فأنكر أيضا. وبعد قليل أيضا قال الحاضرون لبطرس: «حقا أنت منهم، لأنك جليلي أيضا ولغتك تشبه لغتهم!». 71فابتدأ يلعن ويحلف: «إني لا أعرف هذا الرجل الذي تقولون عنه!» 72وصاح الديك ثانية، فتذكر بطرس القول الذي قاله له يسوع: «إنك قبل أن يصيح الديك مرتين، تنكرني ثلاث مرات». فلما تفكر به بكى.[12]
^16وفيما هو يمشي عند بحر الجليل أبصر سمعان وأندراوس أخاه يلقيان شبكة في البحر، فإنهما كانا صيادين.[15]
^أو "لا يسمح للأشياء النجسة التي تسيطر عليها الأرواح بأن تعي حقيقة وقوة الله"
^UBS Greek New Testament p147 Παντα δε τα παρηγγελμενα τοις περι τον Πετρον συντομως εξηγγειλαν. μετα δε ταυτα και αυτος ο Ι{ησου}ς εφανη αυτοις, και απο ανατολης και αχρι δυσεως εξαπεστειλεν δι αυτων το ιερον και αφθαρτον κηρυγμα της αιωνιου σωτηριας. αμην.
^The United Bible Societies' 4th edition of the Greek New Testament (1993)
^بروس متزجر's Textual Commentary on the Greek New Testament page 126
المصادر
Beavis, M. A., Mark's Audience, Sheffield, Sheffield Academic Press, 1989. ISBN 1-85075-215-X.
Brown, Raymond E. An Introduction to the New Testament. Doubleday, 1997. ISBN 0-385-24767-2
Brown, Raymond E. et al. The New Jerome Biblical Commentary. Prentice Hall, 1990 ISBN 0-13-614934-0
Elliott, J. K., The Language and Style of the Gospel of Mark. An Edition of C. H. Turner's "Notes on Markan Usage" together with Other Comparable Studies, Leiden, Brill, 1993. ISBN 90-04-09767-8.
Gundry, R. H., Mark: A Commentary on His Apology for the Cross, Chapters 9–16, Grand Rapids, Wm. B. Eerdmans Publishing Co., 1992. ISBN 0-8028-2911-2.
Kilgallen, John J. A Brief Commentary on the Gospel of Mark. Paulist Press, 1989. ISBN 0-8091-3059-9