عصر صدر الإسلام هو مصطلح يستخدم للدلالة على السنوات الأولى للإسلام وتشمل تلك الفترة الممتدة بين بعثة رسول الله محمد إلى آخر أيام الخلفاء الراشدين، والتي انتهت في حدود نهاية العقد الرابع الهجري بعدما تنازل الحسن بن علي -الخليفة الخامس- لمعاوية بن أبي سفيان وقيام الدولة الأموية بعدها.
كان العرب قبيل الإسلام أمة متفرقة لا يحكمهم ملك واحد بل ملوك و شيوخ قبائل متفرقون، أدى ذلك إلى غياب قانون يرجعون إليه أو قوة تحفظ حقوقهم وتمنع الحروب والاعتداءات الجاهلية التي أنهكت الموارد الاقتصادية والبشرية عند العرب، أدى ذلك إلى غياب أشكال الرعاية التي تقوم الدول عادة بعملها لمواطنيها من رعاية سياسية بحمايتهم من العدو الخارجي وأمنية بحفظ حقوقهم وحمايتهم من النزاعات الداخلية.
جمع القرآن: قتل الكثير من حفاظ القرآن في حروب الردة فأشار عمر بن الخطاب علي ابي بكر الصديق بجمع القرأن في مصحف واحد وقام بتجميع القرآن الكريم بعدما كتب على أشياء متفرقة.
بويع بالخلافة بعد مقتل واستشهاد ابيه علي بن أبي طالب ويرى بعض أهل العلم ان خلافته هي امتداد لخلافة ابيه، واستمرت خلافة ستة أشهر،
وقد آثر الحسن إنهاء الخلاف بين المسلمين وجمع الأمة وحقن الدماء فتنازل عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان أمير الشام آنذاك الخصم السياسي لأبيه،
رغم التفوق العددي والعسكري لجيش الحسن على جيش معاوية المهزوم سابقا في معركة صفين.
وسمي ذلك العام بعام الجماعة لاجتماع كلمة المسلمين،
لُقب الحسن بسيد المسلمين، وأحد علماء الصحابة وحلمائهم وذوى آرائهم. والدليل على أنه أحد الخلفاء الراشدين الحديث الذي أوردناه في دلائل النبوة من طرق عن سفينة مولى رسول الله، أن رسول الله قال: «الخلافة بعدي ثلاثون سنة، ثم تكون ملكا». وإنما كملت الثلاثون بخلافة الحسن بن علي، رضي الله عنه، فإنه نزل عن الخلافة لمعاوية في ربيع الأول من سنة إحدى وأربعين، وذلك كمال ثلاثين سنة من موت رسول الله، فإنه توفي في ربيع الأول سنة إحدى عشرة من الهجرة، وهذا من أكبر دلائل النبوة، وقد مدحه رسول الله على صنيعه هذا، وهو تركه الدنيا الفانية، ورغبته في الآخرة الباقية، وحقنه دماء هذه الأمة، فنزل عن الخلافة وجعل الملك بيد معاوية، حتى تجتمع الكلمة على أمير واحد، وهذا المدح قد ذكرناه فيما تقدم وسنورده في حديث أبي بكرة الثقفي، أن رسول الله صعد المنبر يوما، وجلس الحسن بن علي إلى جانبه، فجعل ينظر إلى الناس مرة وإليه أخرى، ثم قال: «أيها الناس، إن ابني هذا سيد، وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين» رواه البخاري
كان العرب قبل الإسلام في مؤخرة الركب بين الأمم وذلك بسبب الحروبوالنازعاتوالعصبيات القبلية التي كانت سائدة بينهم، كما أن نشاطهم في الجنوب قد خَمُد، وتضعضع أمرهم في الشمال، ثم جاء الإسلام وجاء محمد بما يسميه المسلمون بالنور من عند الله، وبعثه الله لهم برسالة الإسلام، ووحدهم تحت لواء واحد، فإذا الأعداء المتناحرون بالإمس يتحولون إلى جيوش موحدة يخفق عليها علم الإسلام، وقد اتجهت تلك الجيوش إلى ميادين الفتوحات فأسقطت الدول التي تسلطت على الناس لفترات طويلة، وهما فارسوالروم.
وقد حاول الإسلام بناء المجتمع على الإخاء والتضحية حيث ذكر القرآن: (إنما المؤمنون اخوة). كما وحسن الإسلام أوضاع وحقوق المرأة عما كانت عليه سابقاً فقد أعطاها دورها في بناء المجتمع الإسلامي حين أنقذها من عبوديتها، ومنع وأدها، وكفل لها حق التعلمواختيار الزوجوالميراث إلى حد ما، وكلفها ما كلف به الرجال من أمور الدين مع بعض الاستثناءات.
الآثار الثقافية والعقلية
محى الإسلام كل من الوثنية والكهانة والعرافة والطيرة والتشاؤموالتنجيم باعتبارها معتقدات باطلة، وأحل مكانها ما سماه بالتوحيد الخالص. وعندما سيطر المسلمون على العديد من الدول وانتشروا في الآفاق درســوا أحوال الأمم المغلوبة وعلومها واقتبسوا من حضارتها، فامتزجـت العقلية العربية بتلك العقليات امتزاجا عميقا تولدت منه العلوم الشرعية، الفنون الأدبية، والحضارة الإسلامية التي مهدت لرقي الإنسان الحديث.
اللغةوالأدب مظهران من مظاهر الحياة المختلفة، ومن ثم فلا بد أن يكون للإسلام تأثير فيهما. أما اللغة فقد خلد الإسلاماللغة العربية حين نزل القرآن بلسان عربي مبين ويعتقد المسلمون أن الله ضمن لها ذلك الخلود حيث قال القرآن:(انا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) ويصر المسلمون على أن حفظ القرآن يستلزم حفظ لغته التي نزل بها. ومن أثر الإسلام في لغة العرب أنه جعلها لغة عالمية غير مقصورة على إقليم معين حيث يحرص كل مسلم على وجه الأرض على تعلمها، ليقرأ بها القرآن في صلاته.
أما الأدب فكان بليغاً منذ قبل الإسلام مثال ذلك المعلقات وما شابه، ولكن أيضاً أثر الإسلام في الأدب من خلال القرآن والحديث حيث اقتفى الأدباء أثرهما، واقتبسوا من أسلوبهما. ومن أثر الإسلام في الأدب أنه أمده بكثير من الألفاظ التي لم يكن له عهد بها كالجنة والنار، والميزانالصراط، والبعث والنشور، والصلاة والزكاة، وأسماء الله الحسنى.
ولكن فرض الإسلام تحريم الشعر الذي يصف الخمر، وغيرها مما يتنافى مع مبادئ الإسلام وتعاليمه.