وُلد عبد الرحمن أسعد عارف ظاهر في دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1982 لعائلة فلسطينية تعود أصولها إلى مدينة نابلس في شمال الضفة الغربية، شغل عدة مناصب من أهمها مدير دائرة الإنتاج الفني والإعلامي في مؤسسة وطن الإعلامية، ومدير الإنتاج الدولي في مركز الإعلام في جامعة النجاح الوطنية، وكبير المنتجين في شركة سمالينك للإنتاج الإعلامي في بيروت، وأنتج العديد من المسلسلات والبرامج التلفزيونية في قناة رؤيا الفضائية الأردنية والتلفزيون العربي وغيرها، كما قام بتنفيذ العديد من الأعمال الدرامية والمسرحية والأفلام الوثائقية والتحقيقات الصحفية.[2][3]
قام بكتابة وإخراج وإنتاج العديد من المسلسلات الساخرة والناقدة التي مثّل في معظمها، مثل مسلسل فنجان البلد ومسلسل سوكاج ومسلسل في حضرة العدالة، إضافة إلى إنتاج العديد من البرامج التلفزيونية التي حملت طابعا ثقافيا وفكرياً معاصراً. تعرض للكثير من الملاحقات والاعتقالات على خلفية أعماله السياسية الناقدة والجريئة.
دراسته وبدايته
أنهى عبد الرحمن دراسته الابتدائية والثانوية في مدينة نابلس، ثم أكمل دراسته الجامعية في جامعة النجاح الوطنية وحصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة المعمارية، بعد ذلك اتجه لدراسة الإخراج والإنتاج الفني والإعلام الذي يعمل به الآن.
كان ظاهر أثناء دراسته الجامعية مهتماً بالكتابة والتمثيل المسرحي، فأسس فرقة مسرح الجامعة أثناء دراسته مع مجموعة من زملائه في كلية الهندسة، وعرض العديد من المسرحيات في أكثر من دولة، وفي عام 2009، لعب دور البطولة في مسرحية «هناك على الشاطئ الآخر» التي عرضت في مهرجان الإسكندرية للشباب العربي وحصلت على الجائزة الأولى. وفي عام 2013 أنتج وأخرج ظاهر أول عمل تلفزيوني له من تأليفه وشارك في لعب دور البطولة فيه، وحقق أول موسم من مسلسل فنجان البلد حينها نجاحًا وانتشارًا واسعا، شكل نقطة مفصلية مهمة في مسيرة ظاهر الفنية، حيث أنتج بعدها العشرات من المسلسلات والأعمال التلفزيونية في عدة دول.[4]
اعتقاله
في سجون السلطة الوطنية الفلسطينية
اعتقل عبد الرحمن ظاهر على المعابر الفلسطينية فور وصوله بسبب وجود أمر بالاعتقال الفوري له على خلفية برامجه الساخرة والناقدة التي أنتجها خارج فلسطين. وفي أغسطس 2018 تم إخلاء سبيله من قبل النيابة العامة الفلسطينية لعدم وجود لائحة اتهام واضحة، ثم تم استدعاؤه من قبل المخابرات الفلسطينية للتحقيق معه حول أعماله التي انتجها خارج فلسطين. وفي نوفمبر 2018 سافر ظاهر إلى لبنان لاستكمال عمله ودراسته في أكاديمية لبنان للأفلام. وفي بداية عام 2019، عمل ظاهر في جامعة النجاح الوطنية كمدير للإنتاج الخارجي في مركز الإعلام. وفي أغسطس عام 2020 قام جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني باعتقاله ليلا من أمام مقر عمله أثناء مغادرته وتم وضعه في عزل انفرادي تحت التحقيق المكثف لمدة شهر ونصف بتهمة ذم السلطة الفلسطينية والإساءة إلى رموزها في أعماله التلفزيونية.[5][6]
ضجة إعلامية ومطالبات بالإفراج
أثار اعتقال ظاهر احتجاجات متصاعدة من عدد من الناشطين الفلسطينيين والمدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين في شهري آب وأيلول عام 2020، وقاموا بوقفات احتجاجية أمام مبنى المحكمة في نابلس وأمام مكتب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية في رام الله، وطالبوا بالإفراج الفوري عنه بعد تدهور حالته الصحية داخل السجن و نقله إلى المستشفى الوطني في نابلس[5][6]، وقام مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الانسان ومؤسسات حقوقية محلية ودولية أخرى بزيارة ظاهر داخل السجن، وتوجيه كتب للسلطة الفلسطينية اتهمتها فيها بانتهاك حرية التعبير وتلفيق التهم ضد النشطاء السياسيين والصحفيين،[7][8] وأدت هذه الضغوطات إلى الإفراج المشروط عن ظاهر في 21 سبتمبر 2020، لكن محاكمته استمرت بموجب قانون الجرائم الإلكترونية.[9]
في سجون إسرائيل
بعد مرور شهر على الإفراج عن ظاهر من سجن الجنيد التابع للسلطة الفلسطينية، قامت قوة من الجيش الإسرائيلي باعتقاله من منزله بنابلس في أكتوبر 2020 والتحقيق معه على خلفية عمله خارج فلسطين، وبعد شهر قررت المحكمة الإسرائيلية إخلاء سبيله ومنعه من السفر خارج فلسطين.[10]
حكم بالبراءة
بعد أكثر من عام من المحاكمة، حكمت محكمة صلح نابلس على ظاهر في يناير 2022 بالسجن لمدة ثلاثة أشهر بتهمة ذم السلطة الفلسطينية.[11] أثار الحكم ردود فعل احتجاجية من الصحفيين والناشطين، وبعض المنظمات الحقوقية المحلية والدولية، ودعوا السلطة الفلسطينية إلى وضع حد للانتهاكات ضد المعارضة السياسية ومراجعة الحكم، ونتيجة لذلك تم تعليق تنفيذ الحكم، بينما استأنف الفريق القانوني للدفاع عن ظاهر القرار، وعُقدت عدة جلسات لدى محكمة الاستئناف في نابلس بحضور ممثلي مؤسسات دولية، وانتهت بإصدار محكمة الاستئناف حكمها ببراءة ظاهر من جميع التهم التي وجهت له بعد محاكمة استمرت عامين.[12]
ممثل البطولة في مسرحية (هناك على الشاطئ الآخر) للمخرج فتحي عبدالرحمن ، وفازت المسرحية في جائزة مهرجان الإسكندرية الحادي عشر للشباب العربي عام 2008[22][23]