دير القديس هيلاريون هو موقع أثري يقع وسط قطاع غزة في مكان يسمى خربة أم عامر أو أم التوت على قطعة تبلغ مساحتها 25 دونما، وهو الدير الأثري الوحيد في فلسطين حيث يعود تاريخه إلى حوالي ما قبل 17 قرنا من الزمن، ويسجّل قصة راهب فلسطيني عاش المطاردة خارج فلسطين ودفن في هذا الدير.[2]
هيلاريون
هو قديس فلسطيني ولد في غزة في أم التوت عام 291 وهو أول راهب فلسطيني وأول من أسس جمعية للرهبان، أرسله والده للإسكندرية ليتعلّم اللغة اليونانية والدين المسيحي وهناك التقى بالقديس المصري أنطونيوس الكبير. استقرّ هيلاريون في كوخ صغير بقلب صحراء سيناء ليتعبد الله ولكنه عاد لغزة بعدما سمع بخبر وفاة والده، وحين عودته أسس مدرسة وكنيسة وأول جمعية للرهبان، والدير الموجود في أم التوت هو نفسه دير هيلاريون، الذي هرب إلى قبرص مع تلاميذه بعدما سيّطر الإمبراطور الروماني جوليان الذي ارتد عن المسيحية وبدأ باضهاد الرهبان وتلامذتهم. مات القديس في قبرص.[3]
اكتشاف الدير
اكتشف الإسرائيليون الموقع عام 1993 بالصدفة وحوّلوه إلى منطقة عسكرية. وفي عام 1994 مع قدوم السلطة الفلسطينية إلى غزة بدأ العمل مع خبراء فرنسيين في الموقع.
اكتشفت في الموقع بقايا تابوت القديس هيلاريون وحوض تعميد ولوحات فسيفسائية. وبحسب المؤرخ الفلسطيني الدكتور ناصر اليافاوي أن إسرائيل سرقت الكثير من آثار الدير ونقلتها إلى متحف «بروك لوفير» في مدينة تل أبيب.[3]
تفاصيل الدير
كل ما تبقى من الدير هي أعمدة اسطوانية من البازلت، وبقايا كنيسة ولوحات فنية مبنية من الفوسفات بقايا توابيت وبركة تعميد، وبركة أسماك مهجورة، وبقايا غرف فندقيّة كانت محط جنسيات مختلفة. ويقسم الدير لثلاثة أقسام قسم للعبادات وفندق وقسم الحمامات ويعود للقرن الرابع الميلادي[4]
معالم الدير
يحتوي الدير من الجهة الشمالية على مجموعة غرف كانت مخصصة لإيواء الطلاب والنزلاء الذين كانوا يقصدون هيلاريون لتعليمهم الدين المسيحي والدخول فيه، أما الجهة الجنوبية تحتوي على غرف بُنيت أرضيتها بشكل كامل من الفسيفساء، وكانت مخصصة لاستقبال ضيوف القديس من طبقة رجال الدين والرهبان. وتحتوي الجهة الغربية منه على ساحة تدريس الطلاب، وكانت تتسع ل400 طالب، وتحتوي أيضاً على مقعد كبير مبنيّ من الأحجار الجيرية ومخصص لجلوس المعلم. أما الجهة الشرقية منه فتحتوي على قاعة بُنيت تحت الأرض على شكل صليب.كما ويوجد في الدير ثلاث حجرات كانت تُستعمل كحمامات. وفي وسط الدير، كانت توجد غرفة مخصصة لصنع النبيذ، وبركة لتربية الأسماك.[5]
تدميره (2023)
دُمر الدير خلال ضربة نفذتها القوات الجوية الإسرائيلية خلال شهر نوفمبر 2023 على جنوب مدينة غزة خلال الحرب الفلسطينية الإسرائيلية.[6]وفي ديسمبر 2023 منحت منظمة اليونسكو "حماية معزّزة مؤقتة" لدير القديس هيلاريون في قطاع غزة، وهو أعلى مستوى من الحصانة ضد الهجمات التي حدّدتها اتفاقية لاهاي عام 1954. وذلك بعد تعرّض الموقع لأضرار خلال الحرب على غزة حيث تقدّم الوفد الدائم لدولة فلسطين لدى اليونسكو، بطلب حماية الموقع، الذي تشرف عليه وزارة السياحة والآثار الفلسطينية.[7]في 26 يوليو 2024 أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونيسكو" دير القديس هيلاريون في قطاع غزة على قائمة "يونيسكو" للتراث العالمي المعرض للخطر.[8][9][10][11]
انظر أيضًا
مراجع