السيد حامد حسين بن محمد القلي الموسوي الكنتوري اللكنوي الهندي (1246 هـ ـ 1306 هـ). هو رجل دين وفقيه ومتكلِّم شيعيهندي وابن المرجع الشيعي محمد قلي الموسوي، وقد كان من القيادات الدينية العليا للشيعة الإثني عشريَّة بلكنو الهنديَّة.
يُعرف حامد حسين عادة باسم صاحب العبقات نسبة إلى أشهر كتبه وهو عبقات الأنوار في إمامة الأئمة الأطهار، بل صار يُضاف لأبنائه وأحفاده لقب العقباتي نسبة إلى جدهم. ولقب الموسوي هو لقب يطلق على سلالة موسى الكاظم، وأما اللكنوي فهو نسبة إلى مدينة لكنو، وكذلك الكنتوري فهي نسبة إلى بلدة كنتور[الإنجليزية] الواقعة - حسب الجغرافيا الحديثة - بولاية أتر برديش التي استوطنها أجدادها من زمن بعيد.
هو: حامد حسين بن محمد القلي بن محمد حسين بن حامد حسين بن زين العابدين بن محمد بن محمد بن حسين بن مظفر بن جعفر بن علي بن كبير الدين بن شمس الدين بن جمال الدين بن شهاب الدين حسين بن علاء الدين بن محمد بن عز الدين بن شرف الدين بن أحمد المهدي المحروق بن حمزة بن علي بن جعفر بن مهدي بن أبي طالب المشهدي بن علي بن القاسم الأعرابي بن حمزة بن الإمام موسى الكاظم بن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام علي زين العابدين بن الإمام الحسين السبط بن الإمام علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي
كانت ولادة اللكهنوي في بلدة ميرته في الخامس من شهر محرم1246 هـ، وكان في بداية مطالعته الدينيَّة يقرأ ويطالع كتاب حمله حيدرىلمحمد رفيع المشهدي، وشرع رسمياً بالتعلم وهو ابن سبع سنين، ودرس عند والده بعض الكتب المتداولة. ثم ارتحل مع والده إلى مدينة لكنو، وقد توفي والده وهو في الخامسة عشر من عمره. وواصل فيها الدراسة عند بركة علي اللاهوري،[1] كما درس كتاب نهج البلاغة عند محمد عباس التستري، وعند مرتضى بن محمد بن دلدار علي الهندي، وعمه حسين بن دلدار علي الهندي.[2]
المكتبة الناصرية
أسس اللكهنوي مكتبة ضخمة كانت نواها كتب والده محمد قلي الموسوي، ثم ضمَّ لها هو ما حصل عليه من الكتب، ثم سعى ابنه ناصر حسين في تطويرها وتوسعتها فاشتهرت بإسمه وعُرفت باسم المكتبة الناصرية، وتعد من أكبر المكتبات في لكهنو؛ بل في الهند ككل.
مؤلفاته
لحامد حسين عدد من المؤلَّفات باللغتين العربيَّةوالفارسيَّة، حتى قال التبريزي في ترجمته له «وقد صرّح بعض الأكابر ببلوغ مؤلّفاته المائتين مجلّداً»، ومما ذكر من كتبه في الفهارس:
عبقات الأنوار في إمامة الأئمّة الأطهار. كتاب بالفارسيَّة، وهو في الرد على باب الإمامة من كتاب التحفة الإثني عشريةلعبد العزيز الدهلوي،[3] وقد ساهم بعض المترجمين الشيعة، وبعض اللجان التحقيقيَّة بتعريبه، ولعلَّ أشمل تعريب هو تعريب علي الحسيني الميلاني الذي عرَّب وهذَّب كل مجلَّدات الكتاب بعنوان نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار.
استقصاء الإفحام واستيفاء الانتقام في رد منتهى الكلام.
1 - كتب محمد حسن الشيرازي تقريضاً على كتاب العبقات قائلاً فيه: ”فلمّا وقفت بتأييد الله تعالى وحسن توفيقه على تصانيف ذي الفضل الغزير، والقدر الخطير، والفاضل النحرير، والفائق التحرير، والرائق التعبير، العديم النظير، المولوي حامد حسين“.
2 - ذكره حسن الصدر في كتابه تكملة أمل الآمل قائلاً عنه: ”كان من أكابر المتكلّمين، وأعلام علماء الدين، وأساطين المناظرين المجاهدين، بذل عمره في نصرة الدين، وحماية شريعة سيّد المرسلين، والأئمّة الهادين، بتحقيقات أنيقة، وتدقيقات رشيقة، واحتججات برهانية، وإلزامات نبوية، واستدلالات علوية، ونقوض رضوية“.
3 - أثنى حسين النوري على اللكهنوي ثناءً كثيراً في تقريض له على كتاب العبقات فقال ضمن ما قال: ”السّد السديد، والركن الشديد، سبّاح عيالم التحقيق، سيّاح عوالم التدقيق، خادم حديث أهل البيت، ومن لا يشقّ غباره الأعوجي الكميت، ولا يحكم عليه لو ولا كيت، سائق الفضل وقائده وأميرالحديث ورائده، ناشر ألوية الكلام، وعامر أندية الإسلام، منار الشيعة، مدار الشريعة، يافعة المتكلّمين، وخاتمة المحدّثين، وجه العصابة وثبتها، وسيّد الطائفة وثقتها، المعروف بطنطنة الفضل بين ولايتي المشرقين، سيّدنا الأجل حامد حسين“.
4 - ذكر عباس القمي في الفوائد الرضوية في ترجمته للكهنوي قوله: ”السيّد الأجل العلامة، والفاضل الورع الفهّامة، الفقيه المتكلّم المحقّق، والمفسّر المحدّث المدقّق، حجّة الإسلام والمسلمين، آية الله في العالمين، وناشر مذهب آبائه الطاهرين، السيف القاطع، والركن الدافع، والبحر الزاخر، والسحاب الماطر، الذي شهد بكثرة فضله العاكف والبادي، وارتوى من بحار علمه الظمآن والصادي“.
5 - ذكر أبو الفضل الطهراني في كتابه شفاء الصدور اللكهنوي بالثناء فقال عنه: ”السيّد الجليل، المحدّث العالم العامل، نادرة الفلك وحسنة الهند، ومفخرة لكهنو وغرّة العصر، خاتم المتكلّمين، المولوي الأمير حامد حسين المعاصر الهندي اللّكهنوي قدّس سرّه وضوعف برّه“.
6 - وصف محسن الأمين في ترجمته للكهنوي في موسوعة أعيان الشيعة بقوله: ”كان من أكابر المتكلّمين الباحثين عن أسرار الديانة، والذابّين عن بيضة الشريعة، وحوزة الدين الحنيف، علامة نحريراً ماهراً بصناعة الكلام والجدل، محيطاً بالأخبار والآثار، واسع الاطلاع، كثير التتبع، دائم المطالعة، لم يُرَ مثله في صناعة الكلام والإحاطة بالأخبار والآثار في عصره، بل وقبل عصره بزمان طويل، وبعد عصره حتّى اليوم“.