مُقدِّمة هذه المقالة طويلة وتحتوي تفاصيل كثيرة يمكن اختصارها. فضلًا، اختزلالمقدمة ما أمكن لتؤمِّن معلومات مختصرة وشاملة حول أهم جوانب موضوع المقالة.
تحتوي هذه المقالة حبكة طويلة وشديدة التفصيل. فضلاً ساهم في تطويرهابإزالة التفاصيل غير الضرورية وإيجاز الأفكار بصورة لا تضر بالسياق العام.
قسم الوصلات الخارجية في هذه المقالة بحاجة لتهذيب إذ يضم اقتراحاتٍ كثيرةً بعضها غير مناسبٍ أو مكررٍ أو لا يتوافق مع دليل الأسلوب المُتّبع في ويكيبيديا. فضلاً، تأكد من وجود عدد معقول من الوصلاتالمنسقة بشكل جيد والتي تعرض وجهات النظر المتنوعة بحيادية وتوازن.
تاريخ ليبيا القديم موغل في القدم يبدأ منذ ما قبل العصور التاريخية المعروفة بألاف السنين ولقد كان لموقع ليبيا الجغرافي أبلغ الأثر في تاريخها، فهي تتوسط شمال قارة أفريقيا وتمتد من شواطئ البحر المتوسط حتى مسافة بعيدة في الداخل مما جعلها على اتصال مع جناحي هذه القارة وأوسطها، لذلك فهي على اتصال وثيق مع أعظم الحضارات القديمة وأعرقها، فالمخلفات الأثرية سواء من عصور ما قبل التاريخ أم من العصور التاريخية تدل على أن ليبيا القديمة لم تكن منعزلة عن البيئات المحيطة بها بل متصلة بهذه البيئات سياسياً واقتصادياً وحضارياً، ولم تكن هذه الصلات بطبيعة الحال على وتيرة واحدة في كل عصر أو مع كل بيئة. ولعل أقدم هذه الصلات وأوثقها ما كان قائماً منها مع المصريين منذ بداية التاريخ المصري القديم إن لم يكن منذ عصور ما قبل التاريخ وخاصة في عصر البرونز، وما لبثت أن قامت علاقات مع الفينيقيينوالإغريقوالرومان وطبيعي أن تكسب هذه الصلات بين ليبيا وبين أعرق مراكز الحضارة تاريخ ليبيا أهمية كبيرة. وعلى الرغم من إن اسم ليبيا أستخدم كمدلول جغرافي منذ أقدم العصور التاريخية على نطا ٌق واسع لكنه لم يأخذ معناه الحالي إلا في بداية القرن العشرين.[1]
نبذة مختصرة عن تاريخ ليبيا القديم
عرف قدماء المصريين الشعوب التي تقطن إلى الغرب من مصر بالليبيين.[2] كانت القبيلة الليبية التي تعيش في المنطقة المتاخمة لمصر هي قبيلة الليبو (LIBU)>، وقد ورد في النصوص المصرية القديمة أن المصريين كانوا يعرفون في من عرفوا من عناصر عنصر اسمه الليبو، وأصبح في الغالب مصدر اسم ليبيا بأسره.[3] وكان الليبو يقطنون منطقة الجبل الأخضر وقد اشتق من اسمهم اسم ليبيا.[4] عرفوا لاحقا بالبربر. ومع ذلك، لا يعتبر هذا مؤكدًا، ولهذا السبب يفضل العديد من المؤلفين المصطلح القديم «الليبيين»[5] فالبربر كانت منازلهم على أيادي الدهر فلسطين.[6] وقد خرجوا عن طاعة نبي الله داود حوالي سنة 990 ق.م.فحاربهم وهزمهم ثم طردهم من موطنهم الأول بأرض الشام. فعبروا طور سيناء ومصر،[7] ولكنهم مُنعوا من دخولها، فتوجهوا،[8] لبرقة ثم استوطنوا منطقة طرابلس الغرب. فتركت القبائل اللوبيه تلك المنطقة الغربية من اوطانهم. وسكنوا مع القبائل اللوبية الأخرى القاطنة ببلاد فزان.[7][9][10] وقد ورد ذكر هذه القبيلة (الليبو) لأول مرة في النصوص المصرية التي تنسب إلى الملك مرنبتاح (Merneptah) من الأسرة الفرعونية التاسعة عشرة (القرن الثالث عشر ق.م.). ومن اسمها اشتق اسم ليبيا وليبيين. وقد عرف الإغريق هذا الاسم عن طريق المصريين ولكنهم أطلقوه على كل شمال أفريقيا إلى الغرب من مصر، ولا شك في أن ذلك راجع إلى أن هذا الإقليم (برقة) قد بدا للإغريق على أنه هو ليبيا أي «أفريقيا برمتها» من حيث أنه هو الإقليم الوحيد الذي كان مألوفا لهؤلاء من القارة حقيقة.[11] وقد بلغ بعض القبائل درجة من القوة مكنها من دخول مصر وتكوين أسرة حاكمة هي الأسرة الثانية والعشرون، التي حكمت مصر قرنين (من القرن العاشر إلى القرن الثامن ق. م) وقد استطاع مؤسس تلك الأسرة الملك شيشنق توحيد مصر، واجتياح فلسطين. بدأ اتصال الفينيقيين بسواحل شمال أفريقيا منذ فترة مبكرة حيث سيطروا على البحر المتوسط واحتكروا تجارته وكانوا عبورهم البحر بين شواطئ الشاموإسبانيا ليجلبوا منها الفضةوالقصدير. وكانوا يبحرون بمحاذاة الساحل الغربي من خوفا من هباج البحر. فكانت سقنهم ترسو على الشواطئ الليبية للتزود بما تحتاج إليه أثناء رحلاتها البحرية الطويلة. وقد أسس الفينيقيون مراكز ومحطات تجارية كثيرة على طول الطريق من الشام بالشرق إلى إسبانيا في الغرب. وعلى الرغم من كثرة هذه المراكز والمحطات التجارية لكن المدن التي أنشأها وأقاموا بها كانت قليلة لأنهم كانوا تجارا لا مستعمرين. وكان من أسباب إقامة المدن التي استوطنها الفينيقيون في شمال أفريقيا تزايد السكان وضيق الرقعة الزراعية في الشام (فينيقيا) وطنهم. والصراع ببلادها لغارات الآشوريينوالفرس ثم الإغريق. امتد نفوذ الفينيقيين إلى حدود برقة (قورينائية). وأسسوا بعض المدن المهمة كطرابلسولبدة، وصبراته. وقد ازدهرت تجارة الفينيقيين على الساحل الغربي من ليبيا وذلك لسهولة الوصول إلى أواسط إفريقيا الغنية بمنتجاتها الثمينة كالذهبوالأحجار الكريمةوالعاج وخشب الأبنوس والرقيق، وكانت أهم طرق القوافل تخرج من مدينة جرمة التي كانت مركزا هاما لمنتجات أواسط إفريقيا التي كانت تنقلها القوافل عبر الصحراء إلى المراكز الساحلية حيث تباع للفينيقيين مقابل المواد التي كانوا يجلبونها معهم. واستمر الجرماتيون مسيطرين على سوق التجارة بليبيا أكثر من ألف سنة. كان الفينيقيون والإغريق في علاقات تجارية معهم. لمن الرومان حاولوا إخضاع الجرماتيين بالقوة للسيطرة على تجارة وسط إفريقيا. لكنهم فشلوا وهادنوا الجرماتيين. واستمر وجود الفينيقيين وازداد نفوذهم في شمال إفريقيا خاصة بعد تأسيس مدينة قرطاجة في عام 814 ق.م.). وأصبحت قرطاجة أكبر قوة سياسية وتجارية في حوض البحر المتوسط الغربي، وسادها الاستقرار السياسي والازدهار الاقتصادي فترة طويلة. دخلت بعدها في صراع مرير مع روما لما وصلت إليه تلك المدينة الفينيقية من قوة وثراء. فشن الرومان عليها الحروب المضنية. تكبد فيها الطرفان الكثير من الأرواح والأموال، وهي الحروب التي عرفت في التاريخ بالحروب البونية. بعدها استطاعت روما تحقيق أهدافها بتدمير قرطاجة تدميرا شاملا سنة (146 ق.م.) وأخضع الرومان كل ممتلكات قرطاجة بما فيها المدن الليبية الثلاث طرابلسولبدةوصبراتة. أما السواحل الشرقية من ليبيا (برقة - قورينائية)، فكانت من نصيب المستعمرين الايغريق.
شرق ليبيا الإغريقي
حيث أنشأ المهاجرون الإغريق علي ساحل برقة مستعمراتهم حيث لا تبعد كثيرا عن بلادهم. وبدأ الاستعمار الإغريقي لإقليم قوريني (برقة) في القرن السابع ق. م عندما أسسوا مدينة قوريني (شحات) سنة (631 ق. م) وكان باتوس الأول هو أول ملك إغريقي للمدينة، وتوارثت أسرته الحكم في قوريني لفترة قرنين. ولم يكن عدد المهاجرين الأوائل الإغريق كبيرا ويقدرون بحوالي مائتي رجل.و في عهد ثالث ملوك الإغريق بقوريني باتوس الثاني نزحت أعداد كبيرة من المهاجرين الإغريق واستقرت في الإقلي. مما جعل الليبيين، يدخلون في حرب مع الإغريق من أجل الدفاع عن وجودهم وأراضيهم التي طردهم المستعمرون منها ومنحوها للمهاجرين الجدد. وعلى الرغم من طول فترة حكم أسرة باتوس الأول إلا أنها لم تشهد الاستقرار بسبب الهجمات التي كانت قبائل البربر الليبية تشنها على المستعمرات الإغريقية في المنطقة الساحلية. في عهد أركيسيلاوس الثاني (رابع ملوك قوريني) ترك بعض الإغريق مدينة قوريني ليؤسسوا مع الليبيين مدينة برقة (المرج). ولما ازداد عدد المهاجرين الذين أتوا إلى مدينة قوريني.أرسلت تلك المدينة بعضا منهم لإنشاء بعض المحلات (المساكن) القريبة من الشاطئ التي كانت من بينها المحلة التي أنشئت مكانها طوخيرة (توكرة). وأسست مستعمرة أخرى هي مدينة يوهسيبريديس (بنغازي). وكما كان لقوريني ميناء أبولونيا (سوسة)، فإن مدينة برقة هي الأخرى أنشأت ميناء لها في موقع بطولميس (طلميثة).وعندما احتل الفرس مصر، بعث ملك قوريني سفارة إلى الملك الفارسي معلنا خضوع إقليم قورينائية. واستمرت تبعية الإقليم لمصر وواليها الفارسي وان كانت في الغالب تبعية اسمية. وفي 440 ق.م. قتل أركيسيلاوس الرابع، آخر ملوك أسرة باتوس، في يوهسيبريديس، وأصبحت قورينائية تضم مدنا مستقلة عن بعضها البعض وعانى الإقليم من الاضطرابات السياسية، وازدياد خطر هجمات القبائل الليبية وكانت تلك المدن تتصارع فيما بينها إلى أن غزا الإسكندر المقدوني مصر (332 ق.م.) واستولى البطالمة الذين خلفوه في حكم مصر على إقليم قورينائية (332 ق.م.). وساد به الهدوء النسبي وأصبحت مدن الإقليم تعرف جميعا باسم بنتابوليس، أي أرض المدن الخمس حبث تكون اتحاد إقليمي يضمها ويتمتع بالاستقلال الداخلي. وبقيت قورينائية تحت الحكم البطلمي حتى تنازل عنها لروما سنة (96 ق.م.)
ليبيا الرومانية
صار الإقليم تحت رعاية مجلس الشيوخ (السينت) بروما وكان مع كريت ولاية رومانية واحدة إلى أن فصلهما الإمبراطور دقلديانوس في نهاية القرن الثالث الميلادي. عند اعتراف الإمبراطور قسطنطين الأول بالمسيحية في النصف الأول من القرن الرابع الميلادي انتشرت المسبحبة في ليبيا لكنها لم تقض على الوثنية. بمدة قرن ونصف حتى بعد أن جعل الإمبراطور ثيودوسيوس الأول المسيحية الدين الرسمي والأوحد في الإمبراطورية في مرسوم أصدره سنة (392 م.) وهذا أمر لا تختلف فيه ليبيا عن بقية أقاليم الدولة الرومانية. وكان أول أسقف لإقليم برقة سجله التاريخ شخصا يدعى آموناس سنة (260 م.) وحضر أساقفة من مدن البنتابوليس أول مؤتمر مسيحي عالمي. وهو المؤتمر الذي دعا إلى عقده الإمبراطور قسطنطين في مدينة نيقيا سنة (325 م) كان الأسقف سينسيوس القوريني أهم شخصيات الفترة المسيحية في برقة. تولى أسقفية طلميثة وذهب إلى البلاط الإمبراطوري في القسطنطينية على عهد الإمبراطور أركاديوس ليعرض المشاكل التي كانت تواجه الإقليم والتي كان من أهمها الضرائب الفاحشة المفروضة على مدنه والمشكلة الرئيسية التي كانت واجهت الإقليم على أيامه هي الدفاع ضد غزوات القبائل الليبية التي اشتدت حدتها بعد عام (332 ف) حيث قام سكان المدن والمناطق الريفية القريبة بتنظيم حرس محلي للدفاع عن أراضيهم. فالصورة التي أعطاها الأسقف سينسيوس عن الأوضاع في الإقليم دفعت كثيرا من الدارسين إلى القول بأن الحياة في البنتابوليس قد خبت نهائيا في القرن الخامس الميلادي.ولم يكن الأمر يختلف بالنسبة لمدن الساحل الغربي. فبعد زوال الأسرة السيفيرية في النصف الأول من القرن الثالث الميلادي سادت الإمبراطورية حالة من الفوضى والحروب الأهلية لمدة نصف قرن. وبينما استطاعت الأقاليم الأخرى استعادة شيء من الأمن والنظام استمرت الاضطرابات تعصف بالشمال الإفريقي الأمر الذي سهل وقوعه في أيدي الوندال حيث عبرت جموع الوندال إلى شمال أفريقيا حوالي سنة (430 ق.م.) واستولت على مدن إقليم طرابلس الذي عاني الخراب والدمار علي أيديهم خراب ودمار في كل مكان يحلون فيه رغم مقاومة الليبيون لهم لكنهم تكبدوا العديد من الخسائر في الأرواح والأراضي والممتلكات مما دفعهم لإتخاذ الجبال دروعا لهم وكونوا هناك جيوشا للمقاومه. وعلى الرغم من أن الإمبراطورية الرومانية قد استعادت الإقليم في القرن السادس الميلادي على عهد الإمبراطور جستينيان عندما نجح القائد الليبي كاباون طرد الوندال. لكن ليبيا سواء في إقليم برقة أو في إقليم طرابلس ظلت تعاني من جحافل الوندال وفي هذه الأثناء لاحت في الأفق طلائع الفاتحين المسلمين الذين جاءوا مع الفتح الإسلامــي الذي تم في القرن السابع الميلادي. واستطاعوا بعد فترة قصيرة من قدومهم أن يوطدوا أركان حكمهم وأن ينشروا الأمن في ربوع البلاد.
المصادر الإغريقية والرومانية والبيزنطية
تمتد هذه المجموعة من المصادر منذ مجيء الإغريق إلى إقليم قورينائية وحتى الفتح الإسلامي للمنطقة في القرن السابع الميلادي لقد تناول تاريخ ليبيا في هذه الفترة الكثير من الكتاب والمؤرخين والجغرافيين والفلاسفة. وسوف نعطى بعض المعلومات عن كتابات هؤلاء من خلال اتجاهاتهم العلمية المختلفة. ولذلك اختلفت أهمية هذه المعلومات التي طرحوها حول تاريخ هذا البلد باختلاف تخصصاتهم ومن أشهر هؤلاء:
يعرف الكتاب الرابع من هذا المصنف باسم الكتاب الليبي وقد تحدث في هذا الكتاب عن القبائل الليبية المتواجدة على المنطقة الممتدة من غرب منطقة وادي النيل وحتى سواحل المحيط الأطلسي بالإضافة إلى حديثه عن قورينا وشقيقاتها وبعض حوادث تاريخها.
بلينى الأكبر (23 -79 م.) وكتابه التاريخ الطبيعي:
لقد تحدث بليني عن ليبيا في الكثير من فقرات كتابه خاصة في الكتاب الخامس والثالث عشر والتاسع عشر والثاني والعشرين وقد تحدث حديث مفصل عن نبات السيلفيوم الشهير الذي يشار إليه باسم الذهب الأخضر.
ديودوروس الصقلي(40 م.)وكتابه المكتبة التاريخية:
لقد تحدث (ديودوروس الصقلي)في الفقرة 49 من كتابه الثالث عن ليبيا والقبائل الليبية، وعن الكثير من الظواهر الطبيعية، خاصة الغريبة منها.وقد كان (ديودوروس الصقلي) يميل إلى التحدث عن الشعوب التي جعلها موضوع تاريخه عن الجوانب الطريفة والغريبة المغلفة بالأساطير الغامضة ولذلك تختلط عنده الحقائق بالخيال اختلاطا شديدا ولكن رغم ذلك يعتبر (ديودوروس الصقلي) كاتبا ومؤرخا عظيما.
بروكوبيوس القيصري وكتابيه العمائر والحروب:
ولد (بروكوبيوس)في قيصرية بفلسطين في نهاية القرن الخامس الميلادي وتوفى في عام 562 م وقد تحدث في كتابه العمائر عن أهم المنشآت المعمارية التي شيدت في عهد الإمبراطور (جستنيان)(527-565 م.) وقد أشار في هذا الكتاب إلى بعض المنشآت التي شيدت في المدن الثلاث (لبدة أويا (طرابلس) صبراتة). وقد تحدث في كتابه الحروب عن الحملات الحربية التي شنت في عهد الإمبراطور (جستنيان)في فارس وأوروبا وشمال إفريقيا (545-554م.)وقد أشار أيضاً في هذا الكتاب إلى بعض الثورات التي شنها سكان المناطق الغربية من ليبيا ضد الوندال.
فلافيوس كريسكونيوس كوريبوس(القرن السادس الميلادي):
وهو مؤرخ أكثر منه كاتب ملاحم ينسب إلى (كوريبوس) ملحمتين شعريتين: الأولى حول الحرب الليبية الرومانية والتي دارت أحداثها في الفترة ما بين 546 -548 م. والثانية في مدح الإمبراطور (جوستين الثاني) خلال عامي 566 و567 م. ينتسب الشاعر (كوريبوس) إلى منطقة المغرب القديم من حيث الأصل والمولد ويفهم ذلك من خلال لقبه الإفريقي ويعتبر عمله الأول الحرب الليبية الرومانية أهم مصدر تاريخي عن منطقة المغرب القديم خلال القرن السادس الميلادي وذلك لسرده وقائع تاريخية ثابتة حول الحملة البيزنطية ضد الوندال حين قرر الإمبراطور (جستنيان)(527-565 م.) إعادة استعمار منطقة المغرب القديم من جديد، ورغم أن هذه الملحمة ليست كلهـا حقائق تاريخية بل تحتوى على الكثير من الخرافات والمبالغات إلا أنها تعتبر أهم مصدر بعد (هيرودوت) و (بروكوبيوس) حول القبائل الليبية الأمازيغية حيت أشار (كوريبوس) من خلالها إلى خصائص هذه القبائل وعاداتها وأماكن تواجدها ووسائل حروبها وتقاليدها المعيشية والاجتماعية.
إن هذه المصادر الكتابية التي دونت من قبل كتاب إغريقورومانوبيزنطيين، كـانت هي الأخرى من جانب واحد إلا أن هذه المصادر دعمت أراء هؤلاء المؤرخين عن طريق المكتشفات الأثرية التي عثر عليها حديثاً، كالنقوش الكتابية، وبعض بقايا الإنسان خاصة البقايا الفنية كالعمارة والنحت والفخار.
أسماء أهم القبائل الليبية
أمدتنا المصادر الإغريقية والرومانية والبيزنطية بالكثير من المعلومات حول الليبيون القدماء الذين عاشوا في المنطقة المعروفة قديما باسم ليبيا بمعناها الواسع وقــد استقينا معلوماتنا هــذه مــن خلال ما تركه هؤلاء الكتاب مــن أخبار معظمها كانت خليطاً بين الحقائق والأساطير وكان على رأس هؤلاء الكتاب (هيرودوت) القرن الخامس قبل الميلاد و (سكيلاكس) القرن الرابع قبل الميلاد و (سالوست) القرن الأول قبل الميلاد و (سترابون) و (ديودورس الصقلي) و (بليني الأكبر) القرن الأول الميلادي و (بطلميوس الجغرافي)القرن الثاني الميلادي و (بروكوبيوس القيصري) و (كوريبوس) القرن السادس الميلادي
وسوف نتتبع أسماء أهم قبائل البربر الليبية عند هؤلاء الكُتّاب منذ أيام (هيرودوت) إلى ما قبل الفتح الإسلامي بقليل وهي:
1- الادروماخيداي
أول إشارة وصلتنا عن هذه القبيلة كانت عن طريق (هيرودوت) حيث ذكر بأنها تقيم قريبا جدا من مصر وسكان هذه القبيلة أثروا في المصريين وتأثروا بهم حيت نجد أغلب عادات الطرفين موجوده عندهما باستثناء ملابسهم التي كانت لا تختلف عن بقية الليبيين ولم يأت (سكيلاكس) الذي جــاء بعد (هيرودوت)بجديد عن سكان هذه القبيلة حيث أكــد ذلك. وفي القرن الأول الميلادي والثاني الميلادي أشار إلى هذه القبيلة كل من (استرايون)و (بليني الأكبر) و (بطلميوس) ولكن هؤلاء جميعاً أشاروا إلى هذه القبيلة باختصار شديد ولا تزال القبائل الليبية التي يقترب عددها من 30 مليون موجودة في مصر.
2- الجليجاماي
يقول هيرودوت بأن أراضي هذه القبيلة تلي قبيلة الإدروماخيداى مباشرة وتمتد نحو الشرق حتى جزيرة إفروديسياس (جزيرة كرسة) إلى الغرب من مدينة درنة الحالية. ويشير (هيرودوت) بأن أرض السيلفيوم تبدأ من أرض هذه القبيلة وحتى مدخل خليج سرت. لقد اختفى اسم هذه القبيلة عند كل الكّتاب اللاحقين ويبدوا أنها لم تكن من القبائل الكبرى ولذلك غفل عن ذكرها هؤلاء الكّتاب.
3- الأسبوستاي
لقد أشار (هيرودوت) إلى هذه القبيلة حيث ذكر بأن أراضيهم تقع إلى الغرب من قبيلة الجليجاماى إلى الداخل من مدينة قورينا لأن المناطق الساحلية يسيطر عليها القورنائيين. وقد أشار بأن الاسبوستاى يشتهرون بالعربات التي تجر بواسطة أربعة من الخيل لقد ورد اسم هذه القبيلة أيضاً لدى (استرابون) وبطليموس في حين لم ترد لدى بقية الكُتّاب وذلك لإنقسامات تلك القبائل واتخاذها لأسماء أخرى.
4- المارماريداي
أول إشارة عن هذه القبيلة كانت عند (سكيلاكس) الذي أشار بان أراضي الماماريداى تقع إلى الغرب من قبيلة الادروماخيداى وهي تضم كل الأراضي الداخلية لمدينة برقة(المرج) وتمتد نحو الغرب حتى تقترب من خليج سرت. ويبدو أن أراضي هذه القبيلة ازدادت اتساعاً في العصر الروماني حيث امتدت نحو الشرق حتى وصلت مرسى مطروح ونجد إشارة صريحة لهذا التوسع من خلال ما ذكره (بليني الأكبر) من أن المجموعات السكانية التي تقيم في المنطقة الممتدة من بارايتوم (مرسى مطروح)وحتى سرت الكبير هم المارماريداى. ورغم أن اسم المارماريداى ظهر لأول مرة عند (سكيلاكس) إلا أنه ظل حيا حتى قبيل الفتح الإسلامي للمنطقة فقد ذكرت هذه القبيلة لدى معظم الكتاب الكلاسيكيين مثـل: (استرابون)و (ديودوروس الصقلي) و (بليني الأكبر) و (بطليموس) وربما بسبب شهرة هذه القبيلة سميت المنطقة فيما بعد باسم مارماريكا.
5- الاوسخيساي
يشير هيرودوت بان أراضي قبيلة الاوسخيساى تقع عند المناطق الداخلية من مدينة برقة(المرج) وتمتد نحو الغرب حتى تتصل بالشاطئ عند مدينة يوسبيريدس (بنغازي). ويشير هيرودوت بأن عند منتصف أراضي هذه القبيلة تقع أراضي قبيلة البكاليس الصغيرة التي تتصل أراضيها بالبحر عند مدينة توخيرا (توكرة). ويبدو أن قبيلة الاوسخيساى لم تكن ذات أهمية كبيرة بالمقارنة مع القبائل السابقة ولذلك لم يرد ذكرها لدى معظم الكتاب الكلاسيكيين ما عدا (ديودوروس الصقلي)الذي أشار إليها إشارة عابرة.
6- النسامونيس
لقد أشار (هيرودوت) بأن موطن النسامونيس يقع إلى الغرب من موطن الاوسخيساى دون أن يحدد إلى أي مدى يمتد موطنهم نحو الغرب. ونجد في المقابل يوضح (سكيلاكس) بأن موطن هذه القبيلة يمتد نحو الغرب حتى يصل مذبح الأخوين (فيلاينى) ويذكر (هيرودوت)بأن النسامونيس متعودون ترك قطعانهم في الصيف بجوار البحر ويصعدون نحو موقع يقــال له أوجيله ليجنوا التمر مــن النخيل الذي ينمو هناك بكثرة ويتكلمون اللغة البربرية. لقد كانت قبيلة النسامونيس موجودة بموطنها حول خليج سرت طوال العصور القديمة حيث ورد ذكرها لدى (هيرودوت)و (سكيلاكس)و (استرابون) و (ديودوروس الصقلي) و (بليني الأكبر) و (بطليموس) وغيرهم غير أنها عرفت لاحقا بأسماء أخرى كصنهاجه ولواته. وكان الرومان يحسبون ألف حساب لقبيلة النسامونيس القوية التي تتمركز حول خليج سرت وقد كان النسامونيس يضايقون الرومان بالتعرض لطرق التجارة بالدواخل ومهاجمة السفن وإغراقها عند السواحل. وبالتالي أصبحت المنطقة تمثل أكبر خوف للمصالح التجارية الرومانية وهذا الأمر أدى بالرومان إلى توجيه حملة خلال حكم الإمبراطور (دومتيان) استهدفت القضاء على سيطرة النسامونيس من جهة ومن جهة أخرى استهدفت إلزام النسامونيس بعدم ترك مواطنهم الدائمة وذلك تسهيلا لمهمة جباة الضرائب من الرومان بالإضافة إلى تسهيل مراقبتهم في مكان ثابت ومعروف.
7- المكاي
تقع أرض المكاي إلى الغرب من قبيلة النسامونيس وتنتهي عند نهر (كينيبس)(وادي كعام). ويشير (هيرودوت) بأن نهر (كينيبس) يجرى عبر أراضيهم نحو البحر في الشمال وأن هذا النهر يأتي من تل يدعى تل الحسان، وهو عبارة عن غابة كثيفة وهي على عكس بقية ليبيا التي تحدث عنها والخالية من الأشجار وتبعد هذه المنطقة عن ساحل البحر بمائتي فرسخ. والجدير بالذكر أن هذه المنطقة كانت قد أغرت أحد المغامرين الإغريق في تأسيس مستوطنة عليها وقد كان ذلك على يد (دوريوس) بن ملك إسبارطة، عندما نزل في حملة بحرية في عام 520 قبل الميلاد عند مصب نهر كينيبس (وادي كعام) لتأسيس تلك المستعمرة التي عرفت باسم النهر السالف الذكر. وقد ذكر (هيرودوت)في كتابه الخامس أن القرطاجيين بعد ثلاث سنوات من تأسيس هذه المستعمرة استطاعوا بمساعدة قبيلة المكاي من طرد المغامر الإغريقي، حيث رحل عائداً إلى شبه جزيرة البيلوبونيز ببلاد اليونان.
8- آكلة اللوتس
تقع أراضي آكلة اللوتس إلى الغرب من قبيلة الجيندانيس، التي تلي قبيلة المكاي وتبرز أراضي آكلة اللوتس في البحر على شكل رأس يمتد في عرض البحر ولقد حصلنا على أول ذكر لهذه القبيلة لدى (هوميروس) ثم وردت فيم بعد لدى (هيرودوت) و (سكيلاكس) و (بليني الأكبر) و (بطليموس). يقول (هيرودوت) يصف ثمار اللوتس الذيذة بان مذاقها يذكر بمذاق الرطب، وأن آكلي اللوتس يصنعون أيضاً من ثمار اللوتس الخمر وربما لهذه اللذة التي تمتاز بها ثمار اللوتس يشير (هوميروس) في ملحمته الأوديسة بأن من يأكل اللوتس يصرفه عن الاهتمام برؤية وطنه وزوجته وأولاده.
لقـد وضح لنا هيرودوت بأن مــوطن الجرامنت يقع على مسيرة عشرة أيام إلى الغرب من أوجلة وعلى مسيرة ثلاثين يوما إلى الجنوب من موطن آكلة اللوتس. يعتبر المؤرخ الإغريقي (هيرودوت) أول من أشار إلى الجرامنت ولذلك يعتبر مصدرنا الأساسي حول هذا الموضوع. وقد أشار إلى أن الجرامنت كثيروا العدد يملكون العربات التي تجر بواسطــة أربعــة من الخيل والتي كانوا يطاردون بها سكان الكهــوف الإثيوبيين وكانوا يضعون التراب على الملح ثم يزرعونه وكانت لهم ثيران وهي ترعى القهقرى، وسبب ذلك انحناء قرونها إلى الأمام. لم تقتصر معرفتنا للجرامنت عن طريق (هيرودوت) فقط بل إن (استرابون) و (بليني الأكبر) تحدثا عن الجرامنت أيضاً. وفي هذا السياق يشير (بليني الأكبر) في كتابه التاريخ الطبيعي بأن أراضي الجرامنت تقع على بعد اثني عشرة يوما من أوجلة، ويشير في نفس الكتاب السابق إلى الصراع الذي كان يدور بين الرومان والجرامنت وكيف استطاع الرومان بقيادة (كورنيليوس بالبوس) إخضاع عاصمة الجرامنت جرمة بالإضافة إلى إخضاعهم العديد من المدن الأخرى، التي كانت على الأرجح ضمن ممتلكات الجرامنت.
10- الجيتول
الجيتول إحدى المجموعات الليبية القديمة التي ذكرها المؤرخون الكلاسيكيون. وهي مجموعة من القبائل كانت منتشرة جنوب الممتلكات القرطاجية، ومملكة نوميديا وهي تمتد جنوبا حتى تحاذى أطراف الصحراء من الشمال. وإذا تتبعنا اسم هذه المجموعة السكانية فإننا نجد أول ذكر لها كان عن طريق المؤرخ اللاتيني (سالوست) (القرن الأول قبل الميلاد). وقد توالى ذكر هذه المجموعة السكانية فيما بعد لدى معظم الكتاب الكلاسيكيون مثل (استرابون) و (بليني الأكبر)و (بروكوبيوس القيصري). ويبدو أن اسم الجيتول دخل عليه بعض التحريف، عندما بدأ العرب المحدثون نقل هذا الاسم من اللغتين اليونانية واللاتينية إلى اللغة العربية حيث كتب مرة بصورة جيتــول وكتــب مرة أخرى بصورة عربية صــرفة وهي جدالة وأولد جدلة من الأمازيغ الذين يعيشون في مدينة قفصة التونسية ويبدو أن هؤلاء الأخيرين كانوا محقين لأن الاسم جدالة قريبا جداً من الاسم القديم جيتول.
تقع أراضي المور ما بين المحيط الأطلسي في الغرب، ووادي مولوكا (ملوية) في الشرق ويبدو أن اسم مــوريتانيا أو مــوروسيا اشتــق مــن اسـم هذه القبيلة الواسعة الانتشار. لقد توالى ذكر المور في الكثير من المناسبات منذ نهاية القرن الخامس قبل الميلاد وحتى نهاية العصور القديمة حيث تم الإشارة إليهم في الحملة المبكرة التي قام بها القرطاجيون ضد الإغريق في صقلية عام 406 قبل الميلاد وكذلك تم الإشارة إليهم أثناء محاولة الغزو الروماني لشمال إفريقيا عام 256 قبل الميلاد وأيضاً أثناء الحرب البونية الثانية حيث ذكروا ضمن جيش هانيبال في معركة زاما. وقد أشار إليهم المؤرخ اللاتيني (سالوست) عند حديثه عن السكان الأوائل لإفريقيا. ولقد ظل اسم المور حيا حتى العهد البيزنطي حيث تمت الإشارة إليهم عن طريق المؤرخ البيزنطي (بروكوبيوس) في كتابه العمائر عند حديثه عن تغلب المور على الوندال واستيلائهم على مدينة لبدة الكبرى. والجدير بالــذكر هنا أن (بروكوبيوس) كــان يسمى هذه المجموعة السكانية أحياناً باسم المور وأحياناً أخرى باسم لواتة. وقد عاد (بروكوبيوس) إلى الإشارة إلى المور من جديد في نفس الكتاب السابق حيث ذكر بأن الإمبراطور (جستنيان) احتل طرابلس وبقية ليبيا داحراً الوندال والمور.وقد أشار (بروكوبيوس) إلى المور أيضا في كتابه الحروب الوندالية عندما تحدث عن القائد الليبي البربري كابا وان الذي انتصر على الوندال. وقد وصفه (بروكوبيوس) بأنه كان يحكم مور طرابلس التي كانت تعنى في ذلك الوقت إقليم المدن الثلاث (لبدةوأوياوصبراتة).
12- الإستوريون
لقد وصلتنا أخبار هذه القبيلة أثناء عهد الإمبراطورية الرومانية المتأخرة وذلك عند الإشارة إلى الهجمات التي كانت تقوم بها هذه القبيلة ضد المدن التي يسيطر عليها الرومان سواء على المدن الثلاث (لبدة وأويا وصبراتة)، أو على المدن الخمس (قوريناوبرقة وبطوليمايس وتوخيرا ويوسبيريدس) أو من خلال التحالفات التي كانت تقيمها هذه القبيلة مع القبائل الليبية الأخرى ضد القوات البيزنطية المتمركزة في قرطاجة والمدن التي تقع إلى الشرق والغرب من هذه المدينة. وليست لدينا الكثير من المعلومات عن أصل هذه القبيلة ومصادرنا محدودة تحصلنا بعضها عن طريق (اميانوس ماركيلينوس) (عاش في حدود الفترة ما بين 330 - 400 ميلادية) وتحصلنا على البعض الآخر عن طريق (فلافيوس كريسكونيو كوريبوس) (القرن السادس الميلادي) من خلال ملحمته الشعرية الحرب الليبية الرومانية. ويرى البعض بأن هذه القبيلة قدمت من الواحات الشرقية والجبال جنوب طرابلس، ثم استقرت وعرفت بقبائل نفوسه وصنهاجه لاحقا، خلال العهد الروماني المتأخر بمنطقة خليج سرت وتذكر المصادر الرومانية المتأخرة أن قبيلة الاوستريانى هاجمت مدينة لبدة ثلاث مرات متتالية، وهو الأمر الذي أدى إلى تدمير معظم منشآت المدينة ولاشك أن الذي اكسب غارات الاوستريانى هذا العنف وهذه القوة استعمال هذه القبيلة للجمل في غاراتها، والجدير بالذكر أن الرومان رفضوا مد العون إلى مدينة لبدة الكبرى وحتى عندما وافقوا على نجدة المدينة كان من أهم شروطهم تزويدهم بكميات ضخمة من المؤن وأربعة آلاف جمل. ويحدثنا (فلافيوس كوريبوس) عن قبيلة الاستوريين، بأنها كانت كثيرة العدد والعدة وتتخذ من الجبال موطنا لها وهي معروفة بشجاعتها وتخطيطها للحروب المتقنة للنيل من الأعداء. وفي هذا السياق يشير (كوريبوس)، بأن الاستوريين يقومون بتجميع للإبل في صفوف متماسكة على شكل حواجز ويحفرون الخنادق، ثم يضعون مختلف قطعان الماشية وسط حلقة وذلك لكي يوقعوا بالأعداء في شراك هذه الحواجز وبالتالي يمكن سحقهم في غمرة من الاضطراب والفوضى التي تنتاب الصفوف في مثل هذه الأحوال.
لقد وصلتنا أول إشارة عن قبيلة لواتة عن طريق المؤرخ البيزنطي (بروكوبيبوس القيصري)، من خلال كتابيه العمائر والحروب الوندالية ونلاحظ أن (بروكوبيوس) كان يرى بأن المورولواتة اسمين لمجموعة سكانية واحدة كانت منتشرة في كل المنطقة الممتدة من طرابلس وحتى تبسة بالجزائر. وقد ذكرت المور على أنها لواتة في العديد من كتابات (بروكوبيوس) فنجده يشير إلى المور الذين دعــاهم في نفس الــوقت لــواتة عند حديثه عــن تغلب هؤلاء على الونـدال واحـتلالهم لمدينة لبدة ونجده يشير إليهم عند حديثه عن المذبحة التي نفذها البيزنطيون في مدينة لبدة ضد ثمانون شيخا من أعيان لواتة، ونجده يشير إلى المور على أنهم لواتة عند حديثه عن الحروب التي شنها الليبيون ضد حاكم إفريقيا البيزنطي سليمان فنجده يتحدث عن المور ولواتة في طرابلس، والمور ولواتة في بيزاكيوم (سوسة بتونس) والمور ولواتة في تيبستا (تبسة) بالجزائر مما قد يدل على أن المور كانت تسمية القبائل في شمال إفريقيا الذين سموا على مر العصور بعدة تسميات كالليبيون والمشواش والمور والنوميديون والبربر والأمازيغ.
والجدير بالذكر أن قبائل لواتة لم تنته مع نهاية الحكم البيزنطي للمنطقة بل ظلت تتردد في الكثير من المصادر العربية الإسلامية حيث تم الإشارة إليها عــن طريق ابن عبد الحكم في كتابه فتوح مصر وإفريقيا، واليعقوبي في تاريخه وابن خرداذبة في كتابه المسالك والممالك، والهمذانى في كتابه الإكليل، ونشوان بن سعيد الحميري في قصيدته ملوك حمير وأقيال اليمن وأبى الحسن على بن سعيد في كتابه المغرب في حلى المغرب. وابن خلدون في كتابه العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوى السلطان الأكبر.
نفوذ قرطاجة
بدأت العلاقات السياسية القرطاجية مع مدن إقليم طرابلس عقب حادثه إنشاء مستعمرة أفريقية بالقرب من مدينة لبدة القديمة يقص علينا هيرودت قصة هذه الحادثة فيذكر أن دوريوس الابن الثاني لملك اسبارطة والذي كان يعتقد باحقيته في العرش قد غضب عندما انتقل العرش إلى أخيه كليومينس المختل عقليا فجمع دوريوس فريقا من الشباب الاسبارطى ورحل بهم نحو سواحل ليبيا الغربية ونزل في مكان بالقرب من مدينة لبدة مستعينا بإرشاد بعض مستعمرى شيرا وكان ذلك حوالي 514 قبل الميلاد واستقر في أرض تخص الليبيين على نهر الكتبس وادى كعام حاليا وهي اخصب بقاع ليبيا وكان الإدلاء الإغريق يعرفونها ولكن المستعمرة الاسبارطية لم تدم أكثر من ثلاث سنوات قامت بعد ذلك قبيلة المكاي الليبية بمساعدة القرطاجيين بطردهم منها
أن قرطاجة كان لها نوع من النفوذ جعلها قادرة على الإيعاز لقبيلة المكاى بطرد الاسبارطيين
أن قرطاجة في بادى الأمر لم تعر للأمر أي اهتمام ولكن احست بعد ذلك أن ذلك سيؤثر على الحدود السياسية بعد ذلك في برقة لذلك اسندت الأمر لهذه القبيلة لطردهم وهذا ماكده مريغى في كتاباته لذلك قررت قرطاجة طردهم وان هؤلاء الإغريق انشؤا مدينة كبس ولعل الإغريق في بادى الأمر تلقوا معاملة حسنه ولكن بعد ذلك طردتهم القبيلة الليبية وكانت مدينة لبدة يسميها الإغريق تثابوليس
بدا الصراع بين قرطاجة وأغريق برقة في الحقيقة اثر الغزو الاشورى لبلاد فينيقيا انقطعت الصلات التي ربطت قرطاجة بوطنها الأصلي وبالتالي انقطع النشاط التجاري لبلاد فينيقيا في البحر المتوسط وأصبحت قرطاجة وهي أكبر مدن الفينيقية في شمال أفريقيا المسيطرة على تجارة عالم البحر الأبيض المتوسط ولكن ظهور الإغريق كمنافسين لقرطاجة في عالم التجارة البحرية أدى إلى وقوع التصادم بين الطرفين خاصة عندما بدأت قرطاجة تتطلع للسيطرة التامة على تجارة حوض البحر الأبيض المتوسط ولاثرضى باى منافسة
وعندما اندفعت قرطاجة للتوسع في صقلية وقع الصدام بين الطرفين 480 قبل الميلاد كان في مصلحة القرطاجيين حيث تم بموجبه الاستيلاء قرطاجه على صقلية الغربية واستمرت الحرب سجالا بين الطرفين تتخللها فترات من السلام ثم تعود الحرب لتشتعل مرة أخرى ولم تتوقف ألا خلال فترة ظهور الاسكندر المقدونى على مسرح الأحداث ولكن الأسكندر توفى فتنفست قرطاجة السعادة خاصة وان الاسكندر يريد التوسع في شمال أفريقيا
ثم بدأت فترة سلام امتدت 70 سنه قامت قرطاجة بمحاولة التوسع في أفريقيا لأنها لم تتوسع خارج مدينتها بسبب العداء مع السكان الاصليين وخاصة انتصار الإغريق على الفرس والاتروسكين وكانت هناك مصالح مشتركة بين الاتروسكين وبين قرطاجة ولقد امتد النفوذ القرطاجى في إقليم طرابلس في نهاية القرن الخامس قبل الميلاد وبداية القرن الرابع قبل الميلاد بدا الصراع بين قرطاجة وأغريق برقة بسبب منطقة خليج سرت الكبرى والصغرى ويقول سالوست أن هذه المنطقة هي إقليم سهلى رملي عديم الحياة ولايصلح للاقتصاد ولكنه ذا أهمية تجارية حيث يربط بين مدن إقليم طرابلس الفينيقية وبين دواخل القارة الأفريقية الجرامنت وبين مصر العليا وإثيوبيا
ويقول الرومان أن كافة المدن الأغريقية في إقليم قورينايئة دخلت الحرب وعندما بدات الحرب بين القرطاجيين والقوريين لجؤا إلى نوع من التحكيم الظريف حيث اتفقوا أن يخرج كل طرف فريق من العدائين ويكون اللقاء بينهما هو الحدود فخرج من قرطاجة الاخوين فيلينى اللذان وصلا إلى سرت مع الفريق الآخر من قورينا ولكن القوريين اتهموا قرطاجة بالغش فاختار الأخوين أن يدفنا حيين وقد أقيم قبرين لهما في سرت والحقيقة أن القصة فيها الشى الايجابى والسلبى والدينى فالايجابى هو أن القدماء لما تقع الحروب بينهما يلجاؤن إلى الأفراد لحقن الدماء وهذا الأمر متبع عند القدماء والشى السلبى هو أن القصة من تاليف الإغريق لان الكلمة تعنى المحبة وهي فيلى وان سالوست ذكر هذا الأمر الذي كان شائعا ولعله لم يكن له اسم آخر ويقول جود اتشاليد في كتابه قورينا وابوللونيا دليل تاريخي أن القصة من تأليف الإغريق ليظهروا التوسع القرطاجى في سرت وساعدهم على هذا أن الملاحين لجاؤا إلى الساحل يهتدون بمرتفعين يقومان الجبل العالي إلى الشرق من قوس الاخوان فيلينى ويعتقد مريغى أن المكان الذي حدثت فيه الواقعة في أقصى سرت الكبرى هو منطقة مقاطع الكبريت الحالية معتمدا على كتابات بريبلوا وبطليموس ويذهب مرغى أن الحادثة وقعت في منتصف القرن الرابع قبل الميلاد معتمدا على كتابات بريبلوا الذي ذكر نصب الفيلينى في كتاباته
المصادر
^رجب عبد الحميد الأثرم، محاضرات في تاريخ ليبيا القديم، ص11
2006 greatest hits album by Gloria EstefanOye Mi Canto: Los Éxitos / Oye Mi Canto: Los Grandes ÉxitosGreatest hits album by Gloria EstefanReleasedSeptember 2006 (2006-09)Recorded1977-2006GenreLatin popLength73:25LabelSony BMG Norte (U.S. & Latin America)Epic / Legacy (Europe) Sony BMG Music Entertainment (Spain)ProducerEmilio Estefan Jr.Gloria Estefan chronology Amor y Suerte: Éxitos Romanticos / The Spanish Love Songs(2004) Oye Mi Canto: Los Éxitos / Oye Mi Canto: L...
Fakultas Ilmu Budaya Universitas Jenderal SoedirmanFIB UnsoedLambang Universitas Jenderal SoedirmanNama sebelumnyaJurusan Ilmu Budaya Fakultas Ilmu Sosial dan Ilmu PolitikDidirikan2014Lembaga indukUniversitas Jenderal Soedirman DekanDr. Ely Triasih Rahayu, S.S., M.Hum.AlamatFakultas Ilmu BudayaJl. Dr. Soeparno No. 60, Kampus Karangwangkal Unsoed, Purwokerto, Jawa Tengah, Indonesia KampusUrbanWarna PutihSitus webhttp://www.fib.unsoed.ac.id Fakultas Ilmu Budaya Universitas Jenderal Soedir...
Pour les articles homonymes, voir CSJ. Communauté Saint-Jean Ecce Mater tua Repères historiques Fondation 1975 Fondateur(s) Marie-Dominique Philippe Lieu de fondation Fribourg (Suisse) Siège Rimont (Fley), Saône-et-Loire Fiche d'identité Église Catholique Type Institut religieux de droit diocésain Dirigeant François-Xavier Cazali (frères), Paul-Marie (sœurs contemplatives), Claire-de-Jésus (sœurs apostoliques) Membres 422 frères, 190 sœurs apostoliques, 90 sœurs contemplatives...
BBC Worldwide Ltd.JenisPublik subsidiaryIndustriTelevisi TerestrialPendahuluBBC EnterprisesDidirikan26 Juli 1995; 28 tahun lalu (1995-07-26)KantorpusatBroadcasting House, London, Britania RayaWilayah operasiInternasionalTokohkunciTony Hall (Chairman) Tim Davie (CEO)IndukBBCSitus webwww.bbcworldwide.com BBC Worldwide ltd. adalah anak perusahaan komersial sepenuhnya yang dimiliki oleh BBC, terbentuk dari restrukturisasi pendahulunya BBC Enterprises pada tahun 1995. Perusahaan monotises mer...
Village in South Kingstown, Rhode Island 41°22′42″N 71°32′45″W / 41.37833°N 71.54583°W / 41.37833; -71.54583 Matunuck is a village in South Kingstown, Rhode Island, near Charlestown, Rhode Island. It is located on a point along the southern Atlantic coast of Rhode Island off U.S. Route 1. The village takes its name from an Indian word[clarification needed] meaning lookout.[citation needed] The Narragansett tribe made a summer encampment at t...
Horizontal framing structure A single floor or simple set of joists. If the joists land directly above the studs they are stacked. A joist is a horizontal structural member used in framing to span an open space, often between beams that subsequently transfer loads to vertical members. When incorporated into a floor framing system, joists serve to provide stiffness to the subfloor sheathing, allowing it to function as a horizontal diaphragm. Joists are often doubled or tripled, placed side by ...
Category in comparative religion From top to bottom: the star and crescent (Islam), the cross (Christianity), and the Star of David (Judaism) are the symbols commonly used to represent the three largest Abrahamic religions. The term Abrahamic religion groups three of the major religions (Judaism, Christianity and Islam) together due to their historical coexistence and competition;[1][2] it refers to Abraham, a figure mentioned in the Hebrew Bible, the Christian Bible, and the ...
Видикон диаметром 2/3 дюйма фирмы «Matsushita» Видико́н (англ. Vidicon, от лат. video — вижу и др.-греч. εἰκών — изображение) — передающая телевизионная трубка с накоплением заряда, действие которой основано на внутреннем фотоэффекте. Наиболее распространённый тип пере...
Carlo Bernari Carlo Bernari, pseudonimo di Carlo Bernard (Napoli, 13 ottobre 1909 – Roma, 22 ottobre 1992), è stato uno scrittore, antifascista e partigiano italiano. Indice 1 Biografia 2 Opere 2.1 Narrativa 2.2 Poesia 2.3 Saggistica 3 Note 4 Voci correlate 5 Altri progetti 6 Collegamenti esterni Biografia Bernari nacque a Napoli nel 1909 da una famiglia di piccoli imprenditori d'origine francese. Ragazzo dal carattere difficile, non amante delle regole fu espulso da tutte le scuole e pros...
Northrop YF-17A CobraYF-17A in voloDescrizioneTipoaereo da caccia Equipaggio1 Costruttore Northrop Data primo volo9 giugno 1974 Esemplari2 Sviluppato dalNorthrop F-5 Dimensioni e pesiLunghezza17,07 m Apertura alare10,67 m Altezza4,42 m Superficie alare32,52 m² Peso a vuoto9 525 kg Peso carico10 430 kg Peso max al decollo13 895 kg Capacità4 500 kg (carico utile) PropulsioneMotore2 turbofan General Electric YJ101-GE-100 Spinta64,06 kN PrestazioniVelocità max1,95 Mach (2.0...
Armed forces of Norway This article needs additional citations for verification. Please help improve this article by adding citations to reliable sources. Unsourced material may be challenged and removed.Find sources: Norwegian Armed Forces – news · newspapers · books · scholar · JSTOR (February 2023) (Learn how and when to remove this message) Norwegian Armed ForcesForsvaretCoat of armsMottoFor alt vi har. Og alt vi er(For everything we have.And every...
2021 Tasmanian state election ← 2018 1 May 2021 2024 → All 25 seats in the House of Assembly13 seats needed for a majorityOpinion pollsRegistered394,432 First party Second party Third party Leader Peter Gutwein Rebecca White Cassy O'Connor Party Liberal Labor Greens Leader since 20 January 2020 17 March 2017 12 June 2015 Leader's seat Bass Lyons Clark Last election 13 seats; 50.26% 10 seats; 32.63% 2 seats; 10.3% Seats before 12 ...
Belfast-born film director Brian Desmond HurstBrian Desmond Hurst in 1976 (portrait by Allan Warren)Born12 February 1895Belfast, IrelandDied26 September 1986(1986-09-26) (aged 91)London, UKNationalityBritishOccupationFilm directorNotable workDangerous Moonlight (1941) Scrooge (1951) Malta Story (1953) Brian Desmond Hurst (12 February 1895 – 26 September 1986) was an Irish film director. With over thirty films in his filmography, Hurst was hailed as Northern Ireland's best film dire...
American politician (1898–1971) For other people named Thomas Burke, see Thomas Burke (disambiguation). Thomas BurkeBurke in 1954United States Senatorfrom OhioIn officeNovember 10, 1953 – December 2, 1954Appointed byFrank LauschePreceded byRobert A. TaftSucceeded byGeorge H. Bender48th Mayor of ClevelandIn officeJanuary 4, 1945 – December 31, 1953Preceded byFrank LauscheSucceeded byAnthony J. Celebrezze11th President of the United States Conference of MayorsIn office19...
Historic district in Arkansas, United States United States historic placeNorth Elm Street Historic DistrictU.S. National Register of Historic PlacesU.S. Historic district A house on Elm StreetLocationRoughly bounded by the Union Pacific RR tracks, Hervey St., G Ave. and Hazel St., Hope, ArkansasArea85 acres (34 ha)Built1890 (1890)Architectural stylePrairie School, Colonial Revival, Queen AnneNRHP reference No.95000904[1]Added to NRHPJuly 28, 1995 The North Elm...
295 هـمعلومات عامةجزء من تقويم هجري تاريخ البدء 11 أكتوبر 907[1] تاريخ الانتهاء 29 سبتمبر 908[1] المواليد قائمة مواليد 295 هـ الوفيات قائمة وفيات 295 هـ لديه جزء أو أجزاء القائمة ... محرم 295 هـصفر 295 هـربيع الأول 295 هـربيع الآخر 295 هـجمادى الأولى 295 هـجمادى الآخرة 295 هـرجب 295 هـش...
Американо-буркинийские отношения США Буркина-Фасо Медиафайлы на Викискладе Американо-буркинийские отношения — двусторонние дипломатические отношения между США и Буркина-Фасо. Государства являются членами Организации Объединённых Наций. Отношения между страна...
1909 entworfener Hummer an der Mayonnaise als Markenzeichen der „Delikatessen-Großhandlung und Nahrungsmittel-Fabrik“ Heinrich Wilhelm Appel (H.W.A.); Zweifarb-Druck in: Illustrirte Zeitung, Nr. 3538 vom 20. April 1911. Werbegrafik für die „Cremosa Chocolade“ von Sprengel als beinahe DIN A3-großer Vierfarbdruck auf dem ersten Innentitel in: Illustrirte Zeitung, Nr. 3538 vom 20. April 1911. Änne Koken (* 28. Mai 1885 in Hannover; † 19. April 1919 ebenda) war eine deutsche Malerin...
Island in Hauts-de-Seine, France Île de la JatteView of La Grande Jatte Island from Neuilly Bridge (with the Temple de l'Amour (Neuilly-sur-Seine) [fr]Île de la JatteGeographyLocationSeineCoordinates48°53′44″N 2°16′7″E / 48.89556°N 2.26861°E / 48.89556; 2.26861AdministrationFrance The Île de la Jatte or Île de la Grande Jatte is an island in the river Seine, located in the department of Hauts-de-Seine, and shared between the two communes of...