يعود تاريخ التشيع في شبه القارة الهندية إلى البعثات الإسلاميَّة الأولى، إذ يتملك الشيعة تاريخًا طويلًا وجذورًا عميقة في شبه القارة الهنديَّة، إلا أن التأثير الرئيسي الأقدم هو تأثير الممالك الشيعيَّة في هضبة الدكن حيث تبلورت الثقافة الشيعيَّة الأصيلة والمُتميزة.[1]
في العصر الحديث ساهم الشيعة في الحقبة الثوريَّة على الاحتلال الأجنبي لِشبه القارَّة الهنديَّة إذ اندلعت على يديهم الثورات التحرريَّة الأولى من الاحتلال البريطانيّ وقد تصدى فيها وريث مملكة أوده وأسرته المشهد القيادي فيما يُعرَف بِثورة الهند سنة 1857.[10] كما كان لهُم دورٌ في رسم سياسة المنطقة إذ تأسَّست دولة باكستان الحديثة على يدي مُحمَّد علي جناح شيعي المذهب، وبُنِيَت على يد الرؤساء الأوائل الذين كانوا من الطائفة الشيعيَّة أيضًا.[11]
في القرن الثامن عشر، انطلقت الحركات الفكريَّة السنيَّة المتشددة على يد مُحمَّد بن عبد الوهابوشاه ولي الله وأبنائه، حيث كان شاه عبد العزيز هو حامل لواء التَّحريض ضد الشيعة في دلهي. وتزامنت هذه الأفكار مع بدء الغزو البريطانيّ للهند وسُقوط السُلالات الحاكمة الشيعيَّة في البنغال وأوده. وأدَّت كُلُّ تِلك العوامل إلى الاضطهاد المُستمِر للشيعة، ووضعَت أسس العُنف المنظَّم ضِدهم الذي أصبح جزءًا من حياة الشيعة في شبه القارة الهنديَّة، وخاصةً باكستان.[12][13]
^J. Gerson da Cunha: "An Historical and Archeological Sketch of the Island of Angediva" in Journal of the Asiatic Society of Bombay, Volume 11, Asiatic Society of Bombay, 1876, pp. 302-306.
^Abbas Zaidi (2016). "The Shias of Pakistan: Mapping an Altruistic Genocide". In Jawad Syed; Edwina Pio; Tahir Kamran; Abbas Zaidi (eds.). Faith-Based violence and Deobandi militancy in Pakistan. Palgrave Macmillan.