محمد بيرم خان (بالفارسية: محمد بيرام خان)[1] (18 يناير 1501م – 31 يناير 1561م) المعروف باسم بيرم خان أو بيرام خان كان قائدًا عسكريًا هامًا، ثم لاحقًا القائد الأعلى لجيش الهند المغولية[ب] ورجل دولة قويًا ووصي عرش الإمبراطوريّة في بلاط همايونوجلال الدين أكبر، وكان أيضًا الوصي والمرشد الرئيسي والمستشار والمعلم والحليف الأكثر ثقة لأكبر.[ج][2] وقد كُرِّم بلقب «خان خانان» ومعناه «ملك الملوك».[1] كان بيرم خان أميرًا شيعيًا وعالمًا عظيمًا وشاعرًا قديرًا في القرن السادس عشر.
حكمت سُلالة قره قويونلو التركمانيَّة بلاد فارس الغربيَّة لعقود من الزمن قبل أن يُطيح بها مُنافسوهم من آق قويونلو نهائيًا عام 1468م. كان والد بيرم خان، سيفالي بك باهارلو، وجده، جانالي بك باهارلو في خدمة سُلطان مغول الهند نصير الدين همايون.[4] أجداده الكبار هم بيرالي بك باهارلو وزوجته ابنة قره اسكندر سُلطان قره قويونلو؛ كانت ابنة أخت بيرولي من خلال أخته باشا بيجوم إحدى زوجات ظهير الدين بابر.[5]
ولد بيرم خان في 18 يناير1501م[6] في منطقة بدخشان في آسيا الوسطى، المُقسَّمة اليوم بين طاجيكستانوأفغانستانوالصين. وكان ينتمي إلى عشيرة بهارلو التركمانيَّة التابعة لكونفدراليَّة قره قويونلو التي تمكنت من إقامة دولة كبيرة لها في الشرق الأوسط دامت لأربع وتسعين سنةً، والده هو سيفالي بك باهارلو وجده جانالي بك باهارلو وجدّه الكبير هو بيرالي بك باهارلو ويتصل نسبه بسلطان قره قوينلو قره إسكندر عن طريق جدَّته الكُبرى.
بداياته
الصُعود المُبكر (1517–1540)
دخل بيرم في خدمة السُلطان ظهير الدين بابُر وهو في السادسة عشرة من عُمره، ساهم بَيرَم خان بشكل كبير في تأسيس إمبراطوريَّة مغول الهند في عهد هُمايون عندما تم تكليفه بِمنصب مهردار - حارس الأختام - وشارك في الحملات العسكريَّة في بيناريسوبلاد البنغالوالگجرات.[7] في عام 1540م وخلال معركة كانوج تم القبض على بيرَم خان من قِبل رجال شير شاه إمبراطور صور، لكنه تمكَّن لاحقًا من الهُروب مُغامرًا، وانضم مرة أخرى إلى هُمايون في السِند في يوليو 1543م.[1] خلال حرب الأفغان، تمكن الصوريون بقيادة شير شاه صوري من عبور نهر الگنج في خمسين ألفًا من الجُند لاقى بهم مائة ألف من جُند هُمايون، عند قنوج في سنة947هـ المُوافقة لِسنة 1540م.[8] وأدى تراخي عساكر هُمايون في القتال حين رأوا انسحاب كثرةٍ من الأُمراء وجُندهم من الميدان مع بدء الأمطار، إلى انتصار الأفغان انتصارًا ضخمًا كان من أثره أن تم إخراج نصير الدين همايون من الهند كلها. وكاد همايون يلقى المنيَّة في المعركة غرقًا لولا أن أدركه القائد شمس الدين محمد الغزنوي،[9] فأنقذه وساعده على الخُرُوج من الهند، تاركًا الحُكم فيها لِلأفغان، وبِذلك ذهبت كُل الجُهُود التي بذلها والده ظهير الدين بابُر في فُتُوحه أدراج الرياح.[10]
ولم يجد مأوى يستقر فيه إلا الأمبراطوريَّة الصفويَّة في إيران.[11][12][13] وقد كان الصفويون إخوة مستشاره بيرم خان في التشيّع. فأرسل همايون إلى الشاه طهماسب الأول يُبلغه نيَّته زيارته والاحتماء في بلاده.[14] فسار همايون إلى الممالك الصفوية يصحبه 40 رجُلًا من بينهم مُستشاره المُخلص بيرم خان، فقابله الشاه طهماسب ورتب له استقبالًا لائقًا وأجلسه في إحدى القصور الشاهنشاهيَّة.[15] وأثناء إقامته في إيران عرض الشاه طهماسب على همايون اعتناق المذهب الشيعي الإثنى عشري، فاعتنق السلطان همايون التشيُع بعدما أشار له بذلك مستشاره القوي بيرم خان الذي كان شيعيًا. ظل بيرم خان مرافقًا للسلطان همايون في منفاه الذي دام طيلة 15 عامًا من سنة 947 إلى سنة 962هـ الموافقة فيه 1540م إلى 1555م حيث استعاد المغول سلطانهم في الهند ولعب بيرم خان دورًا قياديًا هامًا في إعادة فتح هندستان.[16]
^Mikaberidze, Alexander, ed. (2011). Conflict and Conquest in the Islamic World a Historical Encyclopedia. Santa Barbara: ABC-CLIO. p. 707.اقتباس
[4]
^"بيرم خان". الموسوعة العربية الميسرة. موسوعة شبكة المعرفة الريفية. 1965. مؤرشف من الأصل في 25 ديسمبر 2012. اطلع عليه بتاريخ تشرين 2012. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
^Thackston, Wheeler M. (2002) The Baburnama: Memoirs of Babur, Prince and Emperor The Modern Library, New York, p.xix, ISBN 0-375-76137-3
^Indian History Congress - Proceedings of the Sixteenth Session. Indian History Congress. p. 249.
^Vol. 25–26. Calcutta Oriental Press. 1949. p. 318. Retrieved 13 August 2017
^Ray, Sukumar & Beg, M.H.A. (1992) Bairam Khan, Mirza Beg, 1992, page 11, ISBN 969-8120-01-7