تغيرت الفلسفة الطبيعية خلال الثورة العلمية في أوروبا في القرنين السادس عشر والسابع عشر، حيث ابتعدت الأفكار والاكتشافات الجديدة عن المفاهيم والتقاليد اليونانية السابقة. كان العلم الجديد الذي ظهر أكثر آلية في نظرته للعالم، وأكثر تكاملاً مع الرياضيات، وأكثر موثوقية وانفتاحًا لأن معرفته كانت تستند إلى طريقة علمية محددة حديثًا. وسرعان ما تبع ذلك المزيد من "الثورات" في القرون اللاحقة. الثورة الكيميائية في القرن الثامن عشر، على سبيل المثال، أدخلت طرقًا وقياسات كمية جديدة للكيمياء. في القرن التاسع عشر، أجري التركيز على وجهات نظر جديدة تتعلق بالحفاظ على الطاقة، وعمر الأرض، والتطور. وفي القرن العشرين، وضعت الاكتشافات الجديدة في علم الوراثةوالفيزياء الأسس لتخصصات فرعية جديدة مثل علم الأحياء الجزيئيوفيزياء الجسيمات. علاوة على ذلك، أدت المخاوف الصناعية والعسكرية بالإضافة إلى التعقيد المتزايد للمساعي البحثية الجديدة إلى عصر "العلم الكبير"، خاصة بعد الحرب العالمية الثانية.
كان الفلاسفة اليونانيين القدماء، لا سيما أرسطو، أول من اقترح أن المبادئ المجردة تحكم الطبيعة. جادل أرسطو في كتاب عن السماوات، بأن الأجسام الأرضية ترتفع أو تنخفض إلى «مكانها الطبيعي»، وذكر قانون التقريب الصحيح الذي ينص على أن سرعة سقوط جسم ما تتناسب مع وزنه وتتناسب عكسيًا مع كثافة السائل الذي يتدفق خلاله. آمن أرسطو بالمنطق والملاحظة، لكن الأمر استغرق أكثر من 1800 عام قبل أن يطوّر فرانسيس بيكون الطريقة العلمية للتجربة، التي أسماها انتهاك الطبيعة.
لاحظ أرسطو فرقًا بين «الحركة الطبيعية» و«الحركة القسرية»، واعتقد أنه «في الفراغ» أي الخلاء، سيبقى الجسم الساكن ساكنًا وسيحافظ الجسم المتحرك على حركته نفسها. بهذه الطريقة، كان أرسطو أول من أقترب من شيء مشابه لقانون القصور الذاتي (العطالة).
هل تعلم أن مفهوم علم الأحياء كمجال واحد متماسك ظهر في القرن التاسع عشر.
هل تعلم أن الحسن بن الهيثم كان من أوائل الفيزيائيين التجريبيين الذين تعاملوا مع نتائج الرصد والتجارب فقط في محاولة تفسيرها رياضيًا دون اللجوء لتجارب أخرى.
«بدأت الذرية كفكرة فلسفية فشلت في اجتياز كل اختبار معاصر لما ينبغي اعتباره "علميًا"؛ ولكنها في النهاية أصبحت حجر الزاوية في العلوم الفيزيائية.» – جون د. بارو، نظريات كل شيء: البحث عن التفسير النهائي (1991) ص 3.