هو: محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة بن علي بن جماعة بن حازم بن صخر المالكي الكناني من بني مالك بن كنانة من قبيلة كنانة العدنانية.[3] وكنيته: أبو عبد الله، ولقبه: بدر الدين، وله ابن عالم وهو عز الدين بن جماعة.
ولادته ونشأته
ولد شهر ربيع الثاني سنة 639 هجري في حماة في سورية الشام.[4][5] ونشأ بدر الدين بن جماعة في أسرة عربية مشهورة بالعلم والصلاح حيث كان والده وأخواه من أهل الحديث والعلم والتقوى.[6]
طلبه العلم الشرعي
سعى بدر الدين ابن جماعة منذ صغره في طلب العلم في حماةودمشقوالقدسوالقاهرةوالإسكندريةوقوص فدرس الفقه والأصول والتفسير والنحو والمعاني والبيان وقد نال أول إجازة له وهو في سن السابعة من عمره.[7] كتب له ابن دانيال الكحال (طبيب العيون) رجزاً في ذكر من ولي القضاء بمصر (بدءاً من فتحها حتى المائة الثامنة) وهو الرجز الذي شرحه ابن حجر العسقلاني في كتابه «رفع الإصر عن قضاة مصر.»[8]
الشيخ الأجل الفقيه المفتي الخطيب قاضي قضاة الديار المصرية وشيخ شيوخ خوانقها ومحدثها وعالمها ... وما علم عليه في جميع ولايته إلا خيرا مع أنها نحو الخمسين عاما
شيخنا قاضي القُضَاة بدر الدِّين.. حاكِمُ الإقليمَيْن مِصْراً وشاماً، وناظِمُ عَقْدِ الفَخَار الذي لا يُسَامي، مُتَحَلٍّ بالعَفاف، مُتَخَلٍّ إلاَّ عن مِقدار الكفاف، مُحَدِّثٌ فقيه، ذو عَقلٍ لا يقوم أساطينُ الحُكماء بما جَمَع فيه
حسن المجموع، كان ينطوي على دِين، وتَعَبُّدٍ، وتَصَوّن، وتصوّف، وعقل، ووقارٍ، وجلالةٍ وتواضع، وحمدت سيرته، ورزق القبول مِن الخاص والعام، وتنزّه عن معلوم القضاء لفتاهُ مُدَّه… ومحاسنه كثيرة
قاضي القُضَاة العالم شيخ الإسلام بدر الدِّين أبو عبد الله.. وسمع الحديث واشتغل بالعِلْمِ، وحَصَّل علوماً متعَدِّدَة، وتَقَدَّم، وسادَ أقرانه… مع الرِّئاسة والدِّيانة والصِّيانَة والورع، وكفّ الأذى… وجمع له خطباً كان يخطب بها في طيب صوت فيها وفي قراءته في المحراب وغيره
وقال الذَّهبيُّ: كان قوي المشاركة في الحديث عارفاً بالفقه وأصوله، ذكيَّاً فطناً متفنِّناً،ورعاً صَيِّناً تام الشَّكل، وافر العقل، حسن الهدى، متين الدَّيانة، ذا تعبّدٍ وأورادٍ، وكان في ولايته الثانية قد كثرت أمواله فترك الأخذ على القضاء عِفَّة، ثُمَّ ثَقل سمعه، ثُمَّ أضَرَّ، فصرف نفسه، وكان صاحب معارف يضرب في كُلِّ فَنٍّ بِسَهْمٍ، وله وقع في النفوس، وجلالة في الصّدور، وكان مليح الهيئة، أبيض مُسْمتاً مستدير اللِّحية، نقي الشَّيبة، جميل البزّة، دقيق الصَّوت، ساكناً وقوراً، وحجّ مِراراً، وكان عارفاً بطرائق الصُّوفيَّة، وقُصِدَ بالفتوى، وكان مسعوداً فيها.
اشتغَلَ وحصَّل، وشارك في فنون مِنَ العِلْمِ فتبحَّرَ فيها، وتميَّز في التَّفسير والفقهِ، وعني بالرِّواية فجمع وصنَّف، واشتهر صيته، وليَ قضاء الإقليمين فَحُمِدت سيرته
مِن بيت عِلْمٍ وزهادة، وكانت فيه رئاسة وتودّد ولين جانب، وحسن أخلاق ومحاضرة حسنة، وقوة نفس في الحقِّ، قرأتُ بخطِّ البدر النَّابلسي: كان علاَّمة وقته، ولي القضاء والخطابة والتَّصادير الكبار، ورزق الحظ في ذاته وَبُعْدِ صيتِه، وطالت مُدّته وحَسُنت سيرته، وكان متقشِّفاً مُقتصِداً في مأكله وملبسه ومركبهِ ومسكنهِ، حسن التَّربية مِن غير عنف ولا تخجيل، ومِن وَرَعِه أنَّه لمَّا ولي تدريس الكامليَّة رأى في كتاب الوقف شرط المبيت، فجمع ما كان أخذه وهو طالب، وعاد للوقف، لأنَّهُ كان لا يبيت، ولمَّا عُزِلَ واستقرَّ جلال الدِّين القَزْويني مكانه رَكبَ مِن منزلهِ مِن مِصْرَ وجاءَ إلى الصَّالحيَّة حتَّى سَلَّمَ عليه، فعُدَّ ذلكَ مِن تواضعهِ
وفاته
توفي بدر الدين محمد ابن جماعة يوم 21 من شهر جمادى الآخرة سنة 733 هـ وله من العمر 94 سنة.[75]
^ابن حجر العسقلاني (1998). علي محمد عمر (المحرر). القاهرة: مطبعة الخانجي – عبر الطبعة الاولى. {{استشهاد بكتاب}}: |عمل= تُجوهل (مساعدة)، الوسيط |title= غير موجود أو فارغ (مساعدة)، وروابط خارجية في |عمل= (مساعدة)