تقع «البحيرة السوداء» في قلب «غابة أكفادو» قرب الطريق الوطني رقم 34، ويُطلق عليها محليا بالأمازيغية «أقولميم أفركان» دعوة حقيقية للراحة باعتبارها ملاذا للهدوء وسط غابة جميلة تتميز بانتشار أشجار البلوط فيها.[1]
تعد «أقولميم أفركان» جوهرة من جواهر جرجرة، وهي موقع ساحر يوجد على ارتفاع 1 200 متر ويجلب السياح المحليين المحبين للطبيعة أكثر فأكثر بحثا عن الراحة بعيدا عن فوضى المدينة وقلق الحياة اليومية.[2]
وتنكشف هذه البحيرة التي تبلغ مساحتها 3 هكتارات وحوالي متر من العمق في كامل جمالها مما يعكس ألوانها المتباينة الأزرق السماوي والأبيض من السحب والأخضر الغامق من أشجار البلوط الذي يحيط بها من كل الجهات وكأنه يحميها.[3]
ويوجد في البحيرة حاجز اصطناعي أنجز على إحدى الجهات للحفاظ على مستوى معين للمياه. وتسبح بعض الأشجار في مياه البحيرة مما يزيد المكان سحرا وجمالا.[4]
و تركن سيارات خفيفة وحافلات صغيرة قرب البحيرة عقب نقلها لسياح من ولايات مجاورة يأتون للقيام بنزهة على حوافها. عائلات، مجموعات من الأصدقاء وراجلون يستقرون تحت ظلال الأشجار بحثا عن الهدوء والسكينة.
المكان مثالي للنزهات عقب تناول الغذاء ثم القيام بقيلولة تحت أصوات نقيق الضفادع وتغريد الطيور وخوار الأبقار.[5]
ويرسم قفز الضفادع في الماء لوحات مائية جميلة لكنها سرعان ما تزول. كما يحمل جذع شجرة ملقى في الماء سحلية عملاقة يطلق عليها مرتادو المكان «الديناصور» وهو ما يعتبر أحد أسرار اقولميم أبركان.
كما يظهر الموقع الأثري لقرية «مهاقة» الذي يعود للحقبة الرومانية أو لحقبة أقدم منها والتي يطلق عليها محليا «آخام اوجهلي» والتي تعد فضولا اثريا وتاريخيا والتي لازالت أسرارها تنتظر الكشف عنها من طرف العلماء.[6]
يتواجد الأيل البربري أو «أيل الأطلس» في منطقة أكفادو حول «البحيرة السوداء»، ويتميز بجسمه الصغير ولونه الذاهب إلى البني الداكن مع بعض البقع البيضاء على الظهر.[8]
وهو النوع الوحيد من مجموعة الأيليات التي توجد في الجزائر، وهو يتواجد ويزدهر في المناطق الرطبة الكثيفة والغابات المماثلة لمرتفعات أكفادو.[9]
وكان من الحيوانات مهددة بالانقراض، بعد صيده بكثرة لحمه وجلده ومن أجل بيع قرونه للأجانب حتى كاد ينقرض خلال العام 2004م.[10]
ثم انطلقت حملة إعادته إلى الجزائر عن طريق محافظة الغابات بالجزائر كعملية توطين زوج من الأيل البربري مع صغريهما بواسطة محافظة الغابات بالتعاون مع مركز تطوير المصيدات بزرالدة وذلك بمنطقة طراس بأعالي جبال بلدية زيتونة التي تتربع علي مساحة خمسين هكتارا.[11]
ويتغدى الأيل البربري على الفاكهة والخضر حيث يعيش في غواب السنديان والفلين، ويبقى حمله حوالي ثمانية أشهر، والولادة تتم بين أفريل وجوان.
وفي السنوات الأخيرة بدأت الجزائر في توفير شروط إعادة هذا النوع من الأيائل وذلك بتوكيل مركز المصيدات بزرالدة بمراقبة وتحسين ظروف تعايشها لضمان عدم انقراضها وذلك باستحداث محمية لدراسة معلومات عن الأيل البربري ثم جمعت أربعة أيائل من مختلف حدائق الحيوانات وأربعة آخرين من محميات ماسكارة والقلعة. ومنذ ذلك الحين أنتجت حوالي 21 فرد أستخدم بعضها في إطلاق أيائل في غابة أكفادو التي تعتبر بيئتها الطبيعية ووفقا للنتائج فهي تبشر خيرا بعد ولادة ثلاث عجول برية 100/100 %.
المكاك البربري
يوجد المكاك البربري قرب «البحيرة السوداء»، ويخرج أحيانا إلى الطرقات والمناطق المأهولة بالسكان لطلب الطعام.
وقد اتخذت الحكومة الجزائرية عدة إجراءات لحماية هذا الحيوان الذي أصبح مهددا، كوضع إشارات في أماكن تواجده بكثرة لمنع إطعام الماغو ومنع امتلاكه لغرض التربية، فبعض الأطعمة التي يقدمها الأشخاص للقردة تؤدي به إلى الوفاة بعض الأحيان.
وهذا الموقع الرائع داخل غابة أكفادو يجعل منه موقعا استراتيجيا ضمن الحديقة الوطنية جرجرة.[12]
تقع البحيرة على بُعد مستقيم قدره 43 كلم إلى الغرب من مدينة بجاية، وعلى بُعد مستقيم قدره 50 كلم إلى الشرق من مدينة تيزي وزو، ويطل عليها جبل أكفادو الذي يبعد عنها بمسافة 7 كلم إلى الجنوب.[13]
^"OpenStreetMap". OpenStreetMap. مؤرشف من الأصل في 2023-03-31. اطلع عليه بتاريخ 27 ابريل 2016. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)
^"Flash Earth". flashearth.com. مؤرشف من الأصل في 2023-04-02. اطلع عليه بتاريخ 27 ابريل 2016. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)
^"Google Maps". google.dz. مؤرشف من الأصل في 2023-04-02. اطلع عليه بتاريخ 2016-05-23.