الملائكة الأفضل لطبيعتنا البشرية
كتاب الملائكة الأفضل لطبيعتنا البشريّة: لماذا انخفض العنف (بالإنجليزية: The Better Angels of Our Nature: Why Violence Has Declined)، للكاتب ستيفن بينكر، تمّ نشر الكتاب في عام 2011م؛ يرى المؤلّف أنّ العنف في العالم قد انخفض على المدى الطويل والقصير للبشريّة، ويتناول عدة توضيحات للأسباب التي أدّت إلى ذلك. يحتوي الكتاب على معلومات قيّمة تتضمّن بيانات توثق ببساطة انخفاض العنف عبر الزّمن والجغرافيا. ويرسم صورة للانخفاضات الهائلة في العنف بجميع أشكاله، ابتداءً بالحروب وانتهاءً بتحسين معاملة الأطفال. كما يسلّط الضوء على دور السلطة في احتكار القوة والتجارة مما يجعل «قيمة البشر وهم أحياء أكبر من قيمتهم وهم أموات»، بالإضافة لزيادة قيمة الأدب والتواصل بين البشر (التشّجيع على التّعاطف)، وكذلك زيادة التوّجه العقلاني لحل المشكلات.[1] يناقش بينكر في الكتاب الأفكار السابقة على أنّها أسباب محتملة لانخفاض العنف؛ لكن المفارقة هي أن نتائج العنف التي عرفناها سابقاً لم تنخفض حتى مع انخفاض ممارسات العنف؛ ربما يكون ذلك بسبب طبيعة التواصل البشريّ. لا يضمن بينكر المزيد من انخفاض العنف، ويقول أن هذا الأمر مرتبط بالقوى التي تضمن هيمنة دوافعنا الأفضل كبشر مثل التعاطف والعقلانية على الدوافع التي تؤدي لظهور حالات العنف.[2] ترجم الكتاب إلى العربية المترجم والكاتب السعودي بندر الحربي عام 2024م بعنوان (قرناء الخير في طبيعتنا البشرية: لماذا تناقص العنف).[3] الفرضياتأُخذ عنوان الكتاب من نهاية خطبة تنصيب الرئيس الأمريكيّ أبراهام لينكولن الأول، ويستخدم بينكر هذه الجملة باعتبارها استعارة لأربعة دوافع إنسانية (التعاطف، وضبط النفس، والحس الأخلاقي، والمنطق)، ويقول بينكر بأن «هذه الدوافع بإمكانها توجيهنا بعيداً عن العنف نحو التعاون والإيثار»[4]:xxv. يعرض بينكر كميّة كبيرة من البيانات مع التحليل الإحصائي الخاص بكل بيان، ويجادل من أجل إثبات أن العنف قد انخفض خلال آلاف السنين وأنّ الوقت الحالي ربما يكون من أكثر الأوقات سلماً في تاريخ الجنس البشري. ويتابع في الكتاب موضحّاً أن تراجع العنف ضخم في الحجم على النطاق الزمني الطويل والقصير وفي كافة المجالات مثل المجال العسكري، والقتل، والإبادة الجماعية، والتعذيب، والعدالة الجنائية، ومعاملة الأطفال والمثليين جنسياً والحيوانات والأقليات العرقية، ويشدد بينكر على أن هذا الانخفاض لم يكن سهلاً ولا يمكن ضمان استمرار هذا الانخفاض.[5] يجادل بينكر بأن الانخفاض الجذري في السلوك العنيف لا ينتج عن تغييرات كثيرة في البيولوجيا البشرية أو الإدراك، ويرفض على وجه التحديد وجهة النظر القائلة بأنّ البشر عنيفين بالأصل، وبالتالي يجب أن يخضعوا لتغيير جذريّ لكي يصبحوا أكثر مسالمةً. ومع ذلك، يرفض بينكر أيضاً الفكرة التي تعني بأنّ التغيير الجذريّ يجب أن يأتي من مصادر خارجيّة. بدلاً من ذلك، يقول: «إن طريقة تفسير تراجع العنف هي تحديد التغييرات في محيطنا الثقافيّ والماديّ والتي أعطت دوافعنا المسالمة اليد العليا».[5] يحدد بينكر 5 قوى تاريخية فضلت دوافعنا المسالمة ودفعت العنف للانحدار،[4] وهي:
الخطوط العريضة للكتابيسعى القسم الأوّل من الكتاب، من الفصل الثاني إلى الفصل السابع، إلى إظهار وتحليل الاتجاهات التاريخيّة المعلّقة بانحدار العنف على عدّ مستويات. يناقش الفصل الثامن (خمسة شياطين داخلية)، الأنظمة النفسيّة التي يمكن أن تؤدّي إلى العنف. أما الفصل التاسع فيبحث في الملائكة الأربعة الأفضل لطبيعتنا البشريّة، وهي الدوافع التي يمكن أن تبعد النّاس عن العنف. في الفصل الأخير يدرس بينكر القوى التاريخيّة الخمسة المذكورة سابقاً والتي أدّت إلى انخفاض العنف. ستة توجهات لانخفاض العنف (الفصول من 2 إلى 7)
خمسة شياطين داخليةيرفض بينكر ما يسمّيه «النظريّة الهيدروليكيّة للعنف» وهي فكرة «أنّ البشر لديهم دافع داخلي للعنف (غريزة التعطّش للدماء)، والتي تتراكم داخلنا ويجب أن يتم تفريغها بشكل دوري. لاشيء يمكن أن يكون أفضل من الفهم العلمي المعاصر لسايكولوجية العنف». ويجادل بينكر ويقول بأنّ العلماء يقترحون أنّ «العدوان ليس دافعاً واحداً، ناهيك عن أنّه محفز متصاعد، إنه ناتج عن العديد من الأنظمة النفسيّة التي تختلف عن دوافعها البيئيّة، ومنطقها الداخلي، وأساسها العصبي، وتوزيعها الاجتماعي». يدرس بينكر في كتابه خمسة من هذه الأنظمة:
الملائكة الأربعة الأفضل لطبيعتنا البشريّةيدرس بينكر 4 دوافع «يمكنها توجيه البشر بعيداً عن العنف نحو التعاون والإيثار». وهي:
في هذا الفصل، يناقش بينكر رافضاً بشكل جزئي فكرة أنّ البشر قد تطوّروا بالمعنى البيولوجي ليصبحوا أقل عنفاً. التأثيرنظراً للطبيعة متعددة الاختصاصات للكتاب، يستخدم بينكر مجموعة من المصادر من اختصاصات مختلفة، ويتم إيلاء اهتمام خاص للفيلسوف توماس هوبز الذي يقول بينكر أنّه لم يحصل على حقّه في التّقدير. يسبق استخدام بينكر للمفكّرين «غير الأرثوذكس»، ملاحظات بينكر حول البيانات التي تقول أن العنف يتناقض مع توقّعاتنا الحاليّة. في عمل سابق، وصف بينكر سوء الفهم العام بشان هوبز: «يُفسَّر هوبز بشكل عام على أنّه يقترح أنّ الإنسان في حالته الطبيعية كان مثقلاً بدفعة غير منطقية من الكراهية والدّمار. في الواقع، تحليله أكثر دهاء، وربّما أكثر مأساوية لأنه أظهر كيف أنّ ديناميكية العنف تقع خارج التفاعلات بين العوامل العقلانيّة وذات المصلحة الذاتيّة:[4] 318.»
يشير بينكر أيضاً إلى أفكار الأكاديميين المعاصرين الذين يتم تجاهلهم أحياناً، على سبيل المثال أعمال العالم السّياسي جون مولر وعالم الاجتماع نوربرت الياس، بالإضافة إلى العديد من الأكاديميين الآخرين. يمكن تحديد مدى تأثير الياس على بينكر من عنوان الفصل الثالث، المأخوذ من عنوان الياس «عمليّة الحضارة».[4] ويعتمد بينكر أيضاً على عمل عالم العلاقات الدولية جوشوا غولدشتاين. وقد شاركا في كتابة مقالة افتتاحية لصحيفة نيويورك تايمز (New York Times) بعنوان الحرب أصبحت حقاً موضة قديمة (War Really Is Going Out of Style)، تلخّص العديد من وجهات نظرهم المشتركة[6]، وظهرا معاً في معهد هارفارد للسياسة للإجابة على أسئلة الأكاديميين والطّلاب بخصوص أطروحة مماثلة.[7] روابط خارجية
المراجع
Information related to الملائكة الأفضل لطبيعتنا البشرية |