وفقًا لدراسة قام بها مركز رازومكوف عام 2018، حوالي 87.4% من سكان أوكرانيامسيحيين. وتأتي الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية في مقدمة الطوائف المسيحية مع حوالي 67.3% من مجمل السكان (28.7% ينضون تحت الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية - بطريركية كييف، 23.4% فقط أرثوذكس، 12.8% يتبعون الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية - بطريركية موسكو، و0.3% يتبعون الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية المستقلة)؛ وحوالي 7.7% من الأوكرانيين هم مسيحيين بلا طائفة. ويشكل أتباع الكنيسة الأوكرانية الكاثوليكية حوالي 9.4%، يليهم كل من البروتستانت مع حوالي 2.2% والرومان الكاثوليك مع حوالي 0.8%.[7]
اعتبارًا من عام 2016، تعد المسيحيَّة قوية بشكل خاص في المناطق الأوكرانية الغربية، حيث يعيش معظم الكاثوليك الشرقيين إلى جانب السكان الأرثوذكس. وفي المناطق الوسطى والجنوبية والشرقية يُشّكل المسيحيون نسبة أقل بالمقارنة مع نسبتهم على مستوى أوكرانيا، ولا سيَّما في منطقة دونباس الواقعة في أقصى شرق البلاد.[8]
تاريخ
العصور المبكرة
دخلت المسيحية على الأرجح لأول مرة في الأراضي الأوكرانيَّة الحاليَّة من قبل القوط، وأنشأ القوط ثقافة تشيرنياخوف في القرن الثاني. وعلى الرغم من أنه لم يكن شعبًا مسيحيا بالكامل، فإن القوط الشرقيين القادمين كانوا على علاقة متينة مع المراكز المسيحية مثل روما، وقد جاءوا عبر المبشرين في الأراضي التي كانوا يسكنونها سابقًا؛ ولذلك يعتقد أنَّ السكان القوطيين من الأيوم كانوا من المسيحيين، كما أنشأ السكان العديد من الكنائس في الأراضي الأخرى التي احتلها القوط. ومع ذلك، فإن السيطرة القوطية على المنطقة أثبتت أنها قصيرة الأجل، حيث اجتاحت الإمبراطورية الهونية المنطقة في القرن الرابع، وقد اقترح المتروبوليت إيلاريون إيفان أوهينكو وغيرهم من العلماء أن الممارسات الدينية التريبيلية والسكيثية السابقة، والنظرية الالواحديَّة، أثرَّت على تطور المسيحية في وقت لاحق في أوكرانيا.[10]
حسب التقاليد المسيحية يعتقد أنَّ القديس أندراوس قد سافر إلى الشواطئ الغربية للبحر الأسود، إلى منطقة جنوب أوكرانيا الحالية، وقام بالوعظ في أراضي سيثيا. تقول الأسطورة أن أندراوس سافر إلى أبعد من ذلك، حتى نهر الدنيبر في موقع كييف الحالية في عام 55م، حيث أقام صليب وتنبأ بتأسيس مدينة مسيحية كبيرة. أصبح الاعتقاد في الزيارة التبشيرية للقديس أندراوس منتشرًا في العصور الوسطى، وبحلول عام 1621، كان المجمع الكنسي قد أعلن عنه «رسولًا».[10] بحسب التقاليد رافق مع القديس أندراوس تلميذه تيطس وهو شخصية مبجلَّة أيضا في الكنائس الأوكرانية.
وفقًا لتقاليد القرن التاسع، نُفي البابا كليمنت الأول إلى تاوريس خيرسون في شبه جزيرة القرم في عام 102، كما نفي أيضًا البابا ثيودور الأول في عام 655. وعلاوة على ذلك حضر ممثل من البحر الأسود «رئيس الأسقفية الأسكيثية» في مجمع نيقية في عام 325، وكذلك في مجمع القسطنطينية الأول في عام 381؛ وأقام القوط الغربيون، الذين بقوا في الأراضي الأوكرانية الحالية بعد غزو الهون، حاضرة تحت سلطة أسقف القسطنطينية في دوروس في شمال شبه جزيرة القرم في عام 400. بحسب تقليد الكنيسة اجتاز الأخوة كيرلس وميثوديوس أراضي أوكرانيا خلال طريقهم إلى وعظ الخزر، وأعتمدت الكنيسة الأوكرانيَّة السلافونية الكنسية القديمة وهي أول لغة سلافيةأدبية، وتطورت بحلول القرن التاسع عشر حين جاء المبشرون الإغريق البيزنطيون مثل كيرلس وميثوديوس اللذين يُنسب إليهما توحيد معايير اللغة واستخدامها لترجمة الكتاب المقدس وغيرها من النصوص الكنسية الإغريقية القديمة باعتبارها جزءًا من تنصير السلاف، كما قاموا بترجمة الكتب المسيحية وخدمة الليتورجيات من اليونانية إلى السلافية، وقد لعبت تلك اللغة دورًا هامًا على مدار تاريخ اللغات السلافية ومثلت أساسًا ونموذجًا لتقاليد السلافونية الكنسية.
العصور الوسطى
بحلول القرن التاسع قبل معظم السكان السلاف في غرب أوكرانيا المسيحية في ظل حكم مورافيا العظمى. ومع ذلك كان السلاف الشرقيين الذين جاءوا للسيطرة على معظم أراضي أوكرانيا الحالية، بدءًا من حكم شعب الروس من الوثنيين. بعد الهجوم في عام 860 على مدينة القسطنطينية من قبل قوات روس تحت قيادة أسكولد ودير، تم تعميد الأميرين في تلك المدينة. وبعد عودتهم إلى كييف، دافع الاثنان عن المسيحية لمدة عشرين عامًا، حتى قتلهما الأمير الوثني أوليغ النبوي خلال التنافس بين الأمراء لعرش كييف. وأستقَدم البطريرك فوتيوس أسقف وكهنة من القسطنطينية للمساعدة في تنصير السلاف.[11] بحلول عام 900 تم تأسيس كنيسة سانت إيليا في كييف، على غرار كنيسة تحمل نفس الاسم في القسطنطينية. هذا القبول التدريجي للمسيحية هو الأكثر وضوحًا في المعاهدة الروسية البيزنطية من عام 945، التي تم التوقيع عليها من قِبل كل من روس «المعمدين» و«غير المعمدين».
خلال القرنين العاشر والحادي عشر، أصبحت الدولة الأكبر والأقوى في أوروبا.[12] في القرون التالية، وضعت الأساس للهوية الوطنية للأوكرانيين والروس،[13] وأصبحت كييف عاصمة أوكرانيا الحديثة، المدينة الأكثر أهمية في البلاد. وفقًا للروايات الأولية، فإن نخبة الروس تألفت من الفارنجيين والإسكندنافيين. اعتنقت الأميرة أولغا المسيحية في عام 955، وتعمدَّت في القسطنطينية وحملت اسم «يلينا» المسيحي، حين كانت وصية على العرش سنة 957. وأدخل فلاديمير الأولالمسيحية إلى كييف روس والذي جعل إمارته أمة مسيحية جديدة تتبع الطائفة الأرثوذكسية.[14] وتعمد فلاديمير الأول في كييف العاصمة وقتها وكان باسيليوس الثاني الإمبراطور البيزنطي عرّابه. وبعدها أصبحت الأرثوذكسية هي الديانة الرسمية لروسيا منذ عام 989 أو 990. وفقاً لتوماس كندريك بما أن هدف فلاديمير من التحول كان سياسياً واقتصادياً أيضاً، لم يتم ترك خيار للسكان وتم أمرهم بالتحول للمسيحية كذلك،[15] وتطلب الأمر استخدام القوة في نوفجورود.[16] تعمد سكان كييف في معمودية جماعية بنهر الدنيبر على يد الكهنة اليونانيين الذين رافقوا الأميرة حنة أخت الإمبراطور والتي أصبحت زوجة فلاديمير فيما بعد. أمر فلاديمير بإلقاء الأصنام في نهر دنيبر بعد قمع المقاومة المحلية.[14]
بدأ العصر الذهبي لروس كييف مع عهد فلاديمير الكبير (980-1015)، الذي حول الروس تجاه المسيحية البيزنطية. شكلّ فلاديمير الأول بعد تحوله إلى المسيحية مجلساً كبيراً مكون من أبنائه وعين 12 من أبنائه حكاماً على إمارات رعاياه.[17] وفقًا للوقائع الأولية، أسس مدينة بيلغورود في عام 991. وفي عام 992، قام بحملة ضد الكروات، وعلى الأرجح الكروات البيض الذين عاشوا على الحدود مع أوكرانيا الحديثة. تم قطع هذه الحملة عن طريق هجمات شعب البجناك على كييف وحولها. خلال فترة حكمه المسيحي، عاش فلاديمير الأول تعاليم الإنجيل من خلال الأعمال الخيرية. حيث كان يُوزع الطعام والشراب على الأقل حظاً، وبذل جهداً للوصول إلى الأشخاص الذين لم يتمكنوا من الوصول إليه. واستند عمله إلى الدافع لمساعدة جيرانه من خلال تقاسم عبء حمل صليبهم.[18] أسس العديد من الكنائس، بما في ذلك كنيسة العشور في عام 989، وأنشأ المدارس، وقام بحماية الفقراء وأدخل المحاكم الكنسية. وكان يعيش في الغالب في سلام مع جيرانه، وتوغلات شعب البجناك وحدها كانت تقلق هدوئه.[17] في عهد ابنه، ياروسلاف الحكيم (1019-1054)، وصلت روس كييف ذروة تطورها الثقافي وقوتها العسكرية.[13] أعقب ذلك تفكك الدولة بسبب صعود القوى الإقليمية من جديد. نهضت البلاد من جديد في ظل حكم فلاديمير مونوماخ [19] (1113-1125) وابنه مستيسلاف (1125-1132)، لكنها تفككت في نهاية المطاف إلى إمارات مستقلة في أعقاب وفاة مستيسلاف.
شكل اتحاد لوبلين عام 1569الكومنولث البولندي الليتواني، حيث انتقلت أجزاء كبيرة من الأراضي الأوكرانيَّة من حكم ليتوانيا إلى الإدارة البولندية، وبالتالي نُقلت إلى التاج البولندي. وتحت الضغط الثقافي والسياسي لتحويل الطبقة العليا إلى الثقافة البولندية، تحول العديدون من الطبقة العليا من روثينيا البولندية (اسم آخر لبلاد الروس) إلى الكاثوليكية بحيث لا يمكن تمييزهم عن النبلاء البولنديين.[20] وهكذا فإن عامة الناس المحرومون من حماة وطنهم من بين طبقة النبلاء الروس، تحولوا للقوزاق الذين حافظوا على مذهبهم الأرثوذكسي الشرقي بشدة في جميع الأوقات، وكانوا يميلون إلى اللجوء إلى العنف ضد أولئك الذين يعتبرونهم أعداء، ولا سيما الدولة البولندية وممثليها.[21] في منتصف القرن السابع عشر، أسس قوزاق دنيبر دولة شبه عسكرية، زابوريزهيان سيخ، بمشاركة من الفلاحين الروثينيين الفارين من العبودية البولندية.[22] لم تمتلك بولندا سيطرة تذكر على هذه الأرض، لكنها وجدت في القوزاق قوة قتالية مفيدة ضد الأتراك والتتار،[23] حيث تعاونوا معهم أحياناً في الحملات العسكرية.[24] ومع ذلك فإن استمرار استعباد الفلاحين من قبل النبلاء البولنديين معززًا باستغلال الكومنولث الشديد للقوة العاملة، والأهم من ذلك، قمع الكنيسة الأرثوذكسية، أسهم ذلك كله في دفع ولاء القوزاق بعيدا عن بولندا.[23]
كان طموح الفلاحين الأرثوذكس أن يكون لهم تمثيل في المجلس البولندي، والاعتراف بالتقاليد الأرثوذكسية، والتوسع التدريجي في تسجيل القوزاق. رفضت الطبقة الحاكمة البولندية بشدة كلاً من هذه المطالب، فتحول القوزاق في نهاية المطاف لحماية روسيا الأرثوذكسية، وهو قرار دفع بعد ذلك باتجاه سقوط الدولة البولندية الليتوانية [22] والحفاظ على الكنيسة الأرثوذكسية في أوكرانيا.[31] في عام 1648 قاد بوهدان خمل نيتس كيي أكبر انتفاضات القوزاق ضد الكومنولث البولندي الليتواني والملك البولندي يان الثاني كازيمير.[32] وقد تحولت انتفاضة شميلنكي إلى حرب تحرير تحت قيادة هاتمان بوهدان خمل نيتس كيي من الأقطاع الأستطاني البولندي ومن النبلاء البولنديين الكاثوليك ومن نقوذ الكنيسة الكاثوليكية والوكلاء اليهود الذي قاوموا بدور وكلاء ماليين محل حماية القوات العسكرية البولندية مما أدى إلى سخط وغضب جماهير الفلاحين الأرثوذكس من المحليين.[33] في نهاية المطاف، ألحقت الضفة اليسرى من أوكرانيا بروسيا الموسكوفية باسم هتمانات القوزاق، بعد معاهدة بيرياسلاف 1654 وأعقب ذلك الحرب الروسية البولندية. بعد تقسيم بولندا في نهاية القرن الثامن عشر من قبل بروسياونمسا هابسبورغوروسيا، خضعت غاليسيا الأوكرانية الغربية للنمسا، بينما ضم ما تبقى من أوكرانيا تدريجيًا إلى الإمبراطورية الروسية.
امتلك الليتوانيون والبولنديون عقارات واسعة في أوكرانيا، وفرضوا القانون بأنفسهم. أتبعت كل من بولندا وليتوانيا المذهب الروماني الكاثوليكي، وحاولوا مع نجاحات محدودة تحويل طبقة النبلاء الأرثوذكس للمذهب الكاثوليكي. في 1596، أقام هؤلاء النبلاء الكنيسة الأوكرانية الكاثوليكية وهي كنيسة شرقيةوكاثوليكية وشبه وطنية؛ تعتبر الكنيسة أيضًا من دوحة التراث البيزنطي تاريخيًا وطقسيًا وثقافيًا، أما إيمانيًا فهي جزء من الكنيسة الكاثوليكية التي تقرّ بسيادة البابا، ولا تزال هذه الكنيسة مهيمنة على غرب أوكرانيا حتى يومنا هذا. لم تحل النزاعات بين الكاثوليك الشرقيين والأرثوذكس أبدًا، وأدت التفرقة الدينية إلى ترك الفلاحين الأوكرانيين الأرثوذكس بلا قيادة، حيث ترددوا في اتباع النبلاء الأوكرانيين.[34]
اندلعت في عام 1768 انتفاضة أوكرانية قادها القوزاق دعيت كولييفششينا في المنطقة الحدودية الأوكرانية التابعة للكومنويلث البولندي الليتواني، حيث كانت العوامل العرقية سبباً رئيسيًا لأعمال العنف التي راح ضحيتها عشرات الآلاف من البولنديين واليهود. كما اندلعت الحرب الدينية بين المجموعات الأوكرانية. تصاعد النزاع بين الكاثوليك الشرقيين والأرثوذكس بالإضافة إلى تعزيز الحدود الروسية البولندية على نهر الدنيبر في عهد كاثرين الثانية، كل ذلك هيأ الساحة للانفجار. أصبحت ممارسات الكاثوليك الشرقيين أقرب إلى الكنيسة الرومانية الكاثوليكية بينما اقتربت الأرثوذكسية في هذه المنطقة إلى حد الاعتماد على الكنيسة الروسية الأرثوذكسية. كما انعكس التوتر الطائفي أيضًا على الولاءات السياسية البولندية والروسية.[35]
دير بوكاييف، كان المركز الروحي والأيديولوجي للطوائف الأرثوذكسية المختلفة في غرب أوكرانيا.
عقب تقسيم بولندا مُنحت معظم الأراضي الأوكرانية والأراضي البيلاروسية إلى الإمبراطورية الروسية، وقد واصلت الكنيسة الأوكرانية الكاثوليكية المتحدة العمل في الأراضي الأوكرانية الواقعة تحت سيطرة الإمبراطورية الروسية حتى عام 1875، عندما تم إلغاء أبرشية شيلم. وقد عزي طول بقاء الكنيسة المتحدة لفترة طويلة في شيلم إلى حقيقة أنها خضعت للسيطرة الروسية في وقت لاحق بالمقارنة مع المناطق الأوكرانيَّة الأخرى وذلك في عام 1809، وتحول كاثوليك تشيلم إلى الأرثوذكسية مع مقاومة قوية من قبل الكهنة من العرقية الأوكرانية، وتم إنجاز ذلك إلى حد كبير من خلال جهود الشرطة الروسية والقوزاق، وقام الكهنة الروسوفيليين من غاليسيا الشرقية. وكان الغزو المغولي لروسيا في عام 1230 قد أدَّى إلى تغييرات في المشهد الديني في جزيرة القرم، حيث أصبح الإسلام دين القبيلة الذهبية في أوائل القرن الرابع عشر. وكان أغلبية سكان خانية القرم من تتار القرم إلى جانب مجتمعات مسيحية مثل الأرمنالمونوثيليتينوالإغريقالأرثوذكسوالطليان الكاثوليك إلى جانب أقلية يهودية من القريميين. ضمت شركيسيا منذ العصور الوسطى على مجتمع صغير من المُسلمين، ولكن الأسلمة على نطاق واسع حدثت بعد 1717، عندما أمر السلطان مراد الرابع خان القرم بنشر الإسلام بين الشركس، وقد نجح العثمانيين وخانات القرم في تحويل بعض أعضاء الطبقة الأرستقراطية الشركسية إلى الإسلام.[36] ومع ذلك، على الرغم من جهود العثمانيين وعملائهم من القرم والشركس، بقيت جماهير الشعب الشركسي مسيحية ووثنية، حتى أجبر الغزو الروسي الغالبية منهم على التحول من أجل توطيد التحالفات الدفاعية مع الدولة العثمانيةوخانية القرم لحماية استقلالهم.[36][37] وتمسكت قبيلة ناتخواج الشركسية بالديانة المسيحية بثبات، وكانت آخر القبائل الشركسية التي دخلت الدين الإسلامي. مع ضم الإمبراطورية الروسيةستاري قرم عام 1783 إلى نفوذها، عادت المسيحية في شبه الجزيرة وأضحت دين الغالبية من السكان مرة أخرى. وقد شجعت السلطات الروسيَّة حركات استيطان المسيحيين الأرثوذكس للجزيرة، ولا سيمَّا الأوكرانيين والروسوالصرب. وقد تم إنشاء رعايا أرثوذكسية جديدة، وتم بناء الكاتدرائيات التي تظهر بعض من أبرز الأمثلة على العمارة الروسية في أواخر القرن التاسع عشر في المدن الكبيرة مثل أوديساوسيفاستوبول.
اعتمد اكليروس أوكرانيا الغربية على ملامح ثقافية وحضارية نمساوية، كما وادخلوا النهضة والثقافة والتعليم إلى الريف الأوكراني. ظهرت في معظم أنحاء أوكرانيا حركات اجتماعية وسياسية تأثرت بشدة من قبل رجال الدين أنفسهم أو عن طريق أبنائهم. وشارك عدد كبير من الكهنة في نشر معرفة القراءة والكتابة في أوكرانيا الغربية، وقد نشرت قواعد اللغة الأوكرانية الغربية أولًا من من قبل الكاهن غوته وشيلر الذي ترجم الإنجيل.[41] ولعبت أيضًا زوجات وبنات الكهنة أدورًا هامة في رفع المستوى التعليمي لدى المرأة في مجتمعات أوكرانيا الغربية.[42] وكان هذا التأثير كبيرًا لدرجة أن أتُهموا في الرغبة في إنشاء حكومة ثيوقراطية في أوكرانيا الغربية من قبل منافسيهم البولنديين.[43] ضعف الدور المركزي الذي إضطلع به رجال الدين وأبناؤهم في المجتمع الأوكراني الغربي إلى حد ما في نهاية القرن التاسع عشر ولكنه استمر حتى سيطرة الاتحاد السوفياتي في القرن العشرين. وكان دور رجال الدين لها تأثير عميق على الحركة الوطنية الأوكرانية. وعلى النقيض من المثقفين البولنديين، التي تستمد إلى حد كبير من انخفاض النبلاء فالمثقفين والنخبة الفكريّة في أوكرانيا الغربية كانت مُشّكَلة إلى حد كبير من رجال الدين. اتصل اكليروس أوكرانيا الغربية واحتك بالحضارة الغربية إذ درس عدد كبير منهم في جامعاتفيينا، وعقب رجوعهم لأوكرانيا أسسوا المدارس ونشروا المعرفة.[44]
خلال القرن التاسع عشر كان هناك صراع داخل الكنيسة الأوكرانية الكاثوليكية بين الروسوفيليين الذين رغبوا في الاتحاد مع روسيا والأوكرانيفيليين الذين رأوا بالروثينيين الجاليسيين كأوكرانيين، وليس روس في العرقية. وكانت المجموعة الأولى ممثلة في الغالب من قبل كبار السن وعناصر الكهنوت الأكثر تحفظًا، في حين أن الأيديولوجية الأخيرة كانت أكثر شعبية بين الكهنة الأصغر سنًا. كانت الروسوفيليا قوية بين الروثينيين الجاليسيين خلال منتصف القرن التاسع عشر، على الرغم من أنه بحلول نهاية هذا القرن انخفض تأثير أيدولوجية الروسوفيليا بالنسبة للأوكرانيين.[45] بدأت السلطات النمساوية خلال هذه الفترة تشارك أكثر فأكثر في الصراع على السلطة مع الإمبراطورية الروسية من أجل حكم البلقان، مع تراجع سلطة الدولة العثمانية، وكانت معظم سكان البلقان من أتباع الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية. في هذه الحالة، وجد الروثينيون الجاليسيون أنفسهم في موقف الخندق.
دخلت أوكرانيا الحرب العالمية الأولى إلى جانب كل من الدول المركزية في الشطر الخاضع للنمسا، والوفاق الثلاثي في الشطر الخاضع لروسيا، وعلى عكس مناطق أخرى من أوكرانيا، أصبحت الكنيسة الأوكرانية الكاثوليكية مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالشعب الأوكراني والحركة الوطنية الأوكرانية. لهذا السبب، كان السكان بشكل عام مخلصين تمامًا لملكية هابسبورغ،[45][46] وقاوم السكان المحليين لم الشمل في الكنيسة الأرثوذكسية. إلا أن أقلية منهم رحبت بالروس وعادت إلى الأرثوذكسية. بعد استعادة المناطق مع الهجوم المضاد في أواخر عام 1914، ردت السلطات النمساوية بالقمع حيث لقي عدة آلاف من الأرثوذكس والروسوفيليين حتفهم في معسكر اعتقال تالرهوف حيث اعتبروا غير مخلصين للنمسا.
في أعقاب تفكك الإمبراطورية الروسية سعت بعض المجموعات العرقيَّة إلى الحكم الذاتي الديني عن موسكو. وفي عام 1917 أعلن عن الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية خلال حقبة جمهورية أوكرانيا الشعبية والتي نجت في الجمهورية الأوكرانية السوفيتية الاشتراكية حتى أوائل عقد 1930. وفي عام 1921 تم استدعاء السينودس الأوكراني في كييف، عاصمة أوكرانيا المستقلة حديثًا، وأعلن عن الكنيسة الأوكرانية المستقلة الأرثوذكسية ككنيسة المستقلة عن بطريركية موسكو. واختار مندوبو السينودس المتروبوليتان فاسيل ليبكيفسكي كرئيس للكنيسة. وأصبح السينودس في عام 1921 يعُرف باسم «القيامة الأولى» كمقر للكنيسة الأوكرانية المستقلة.
على امتداد تاريخ الجمهورية الأوكرانية السوفيتية الاشتراكية أي بين الأعوام (1922-1991 م)، قمعت السلطات السوفياتية واضطهدت مختلف أشكال المسيحية بدرجات مختلفة ة تبعاً لحقبة محددة. إن السياسة السوفياتية المعتمدة على الأيديولوجية الماركسية اللينينة، جعلت الإلحاد المذهب الرسمي للإتحاد السوفيتي، وقد دعت الماركسية اللينينية باستمرار السيطرة والقمع، والقضاء على المعتقدات الدينية.[47]
وكانت الدولة ملتزمة بهدم الدين،[48][49] ودمرت الكنائسوالمساجدوالمعابد، سَخِرت من القيادات الدينينة وعرضتهم للمضايقات ونفذت بهم أحكام الإعدام، وأغرقت المدارس ووسائل الإعلام بتعاليم الإلحاد، وبشكل عام روجت للإلحاد على أنه الحقيقة التي يجب على المجتمع تقبلها.[50][51] العدد الإجمالي لضحايا سياسات دولة السوفييت الإلحادية من المسيحيين تم تقديره بما يتراوح بين 12-20 مليون.[52][53][54] استمرت المعتقدات والممارسات الدينية بين الغالبية العظمى من السكان،[50] في الميادين المحلية والخاصة ولكن أيضًا في الأماكن العامة المنتشرة المسموح بها من قبل الدولة التي اعترفت بفشلها في استئصال الدين والأخطار السياسية من اندلاع حرب ثقافية لا هوادة فيها.[48][55]
بعد معاهدة ريغا هي معاهدة عقدت في 18 مارس1921 في مدينة ريغا بين السوفييتوبولنداوأوكرانيا أنهت رسميًا الحرب البولندية السوفيتية، تعرض الكاثوليك والأرثوذكس في منطقة غاليسيا للإضطهاد وتم مصادرة عشرات الكنائس. استعادت الكنيسة الروسية الأرثوذكسية احتكارها للمشهد الديني العام في الجمهورية الأوكرانية السوفيتية الاشتراكية بعد الحرب العالمية الثانية وذلك بعد تحول الموقف السوفياتي الرسمي تجاه الكنائس المسيحية. ونتيجة لذلك، بدأ العديد من السكان المحليين اتهام الكنيسة بأنها دمية من قبل الحزب الشيوعي في الاتحاد السوفياتي. بعد الموت المشبوه للبطريرك تيخون، سعت الكنيسة الأوكرانية المستقلة تجنب الانتقال تحت بطريركية موسكو؛ وهو ما تحملته موسكو حتى بعد الحرب العالمية الثانية، على سبيل المثال حضر رئيس الحزب الشيوعي الأوكراني نيكيتا خروشوف جنازة رئيس الكنيسة الأكرانية الكاثوليكية المتحدة في عام 1946. ومع ذلك، عانت الكنيسة الأوكرانية الكاثوليكية المتحدة من الاضطهاد والاعتقالات حيث كان الموقف السوفياتي العام تجاهها سلبيَا.
منذ انهيار الشيوعية تعرف الكنيسة الأرثوذكسية نهضة قوية في أوكرانيا حيث عادت لتشكل رباطاً للهوية الوطنية شاغلة الفراغ الذي خلّفه سقوط الايديولوجية السوفياتية، في عام 1991 عشية سقوط الاتحاد السوفيتي كان 39% من سكان أوكرانيا أرثوذكس شرقيين. بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، ارتفعت نسبة الانتماء إلى الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية بشكل كبير، ويبرز ذلك في عام 2015، حيث أعلن حوالي 78% من سكان أوكرانيا عن كونهم أرثوذكس شرقيين.[56] وفقاً لمركز بيو تربى نحو 81% من سكان أوكرانيا على المسيحية، بينما يعتبر 93% من السكان أنفسهم مسيحيين في عام 2017، أي بزيادة بنسبة 12% يعرفون عن أنفسهم كمسيحيين اليوم.[57]
في نوفمبر من عام 1991 طلب متروبوليتان فيلاريت من الكنيسة الروسية الأرثوذكسية منح الكنيسة الأوكرانية الأرثوذكسية استقلالها الذاتي. رفضت غالبية الأساقفة الموالية لروسيا دعمه، وأجبرته على الاستقالة من منصبه فيلاريت، لكن بدعم من علاقات الصداقة القديمة مع الرئيس الأوكراني المنتخب آنذاك ليونيد كرافتشوك، اقنعه بأن الحكومة المستقلة الجديدة يجب أن يكون لها كنيسة مستقلة خاصة بها. وفي عام 1992 أعلن عن تأسيس الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية - بطريركية كييف، في حين بقيت الكنيسة الأوكرانية الأرثوذكسية - بطريركية موسكو كنيسة شبه مستقلة تتبع البطريركية الأرثوذكسية الروسيَّة، وفي عام 1990 أصبحت الكنيسة الأوكرانية الأرثوذكسية مستقلة بإدارة شؤونها الداخلية مع التبعية الرسمية للكنيسة الروسية الأرثوذكسية. يذكر أنه في العقود الأخيرة ازدادت أعداد التابعين لصالح الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية - بطريركية كييف.
شهدت المنطقة بعد التوترات المذهبية والطائفية عقب الثورة الأوكرانية 2014وأزمة القرم 2014 حيث أيد أتباع الكنيسة الروسية الأرثوذكسيةوالكنيسة الأوكرانية الأرثوذكسية الأطراف المؤيدة لروسيا، في حين أيّدت الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية - بطريركية كييف والكنيسة الأوكرانية الكاثوليكية الأطراف المؤيدة لأوكرانيا.[58] تاريخيًا عُرفت الكنيسة الأوكرانية الكاثوليكية بتأييد القومية الأوكرانية والانفصال عن روسيا. كما يذكر أن الكنيسة الأرثوذكسية التابعة لبطريركية كييف تأسست في العام 1992 بعد استقلال أوكرانيا في مواجهة بطريركية موسكو. ولم تعترف بها الكنائس الأرثوذكسية الأخرى في العالم. وفي مايو من عام 2017 قرر البرلمان الأوكراني الخميس تأجيل التصويت على مشروع قانون يتعلق بالكنائس تسبب بإغضاب روسيا لانه ينص على فرض قيود شديدة على الكنيسة الروسية الأرثوذكسية، حيث كانت تخشى روسيا بشكل خاص احتمال مصادرة كنائسها في أوكرانيا. وأدى ذلك إلى تنظيم الآلاف من أتباع الكنيسة الروسية احتجاجًا سلميًا أمام مبنى البرلمان في وسط كييف قبل التصويت.[59] في أكتوبر من عام 2018 أعلنت الكنيسة الروسية الأرثوذكسية قطع صلتها مع بطريركية القسطنطينية المسكونية، وذلك بعدما اعترفت بطريركية القسطنطينية المسكونية، بإستقلال الكنيسة الأوكرانية عن موسكو.[60] واعتراف القسطنطينية بكنيسة مستقلة في أوكرانيا ينهي 332 عاما من الوصاية الدينية الروسية في أوكرانيا، حيث في عام 1686 صدر قانون كنسي منح بطريرك موسكو حق تعيين المتروبوليت في كييف. يمكن أن يؤدي إلى ظهور «عالمين أرثوذكسيين متخاصمين»، أحدهما موال لموسكو التي لديها العدد الأكبر من المسيحيين الأرثوذكس، وآخر موال للقسطنطينية التي تتمتع بالشرعية كونها أول بطريركية في التاريخ المسيحي الشرقي.[61][62] وأبدى الكرملين قلقاً من اعتراف بطريركية القسطنطينية بكنيسة أرثوذكسية مستقلة في أوكرانيا، محذراً من أن القرار ينذر بانقسام في العالم الأرثوذكسي. في المقابل، رحّبت الحكومة الأوكرانية في كييف بالقرار، ورأى مراقبون أن الاعتراف بكنيسة مستقلة في أوكرانيا يُعد نتيجة طبيعية لتطور الأحداث، بعد ضمّ موسكو شبه جزيرة القرم وتدخلها في شرق البلاد، وينهي «العالم الروسي».[63]
في 5 يناير من عام 2019 وقع بطريرك القسطنطينيةبرثلماوس الأول القرار الرسمي بإنشاء كنيسة أوكرانية مستقلة عن الكنيسة الروسية في قداس احتفالي في إسطنبول في حضور الرئيس الأوكراني بترو بوروشنك واضعاً نهاية لحوالي 332 سنةً من وصاية الكنيسة الروسية الأرثوذكسية على أوكرانيا. وتضمّ الكنيسة الجديدة بطريركية كييف التي أعلنت من طرف واحد في 1992 ويتبع لها أكبر عدد من المؤمنين، وفق استطلاعات للرأي، إضافة إلى كنيسة صغيرة أخرى.[64]
وفقًا لدراسة قام بها مركز رازومكوف عام 2016 يشكل المسيحيين الأرثوذكس كبرى الجماعات المسيحية في البلاد بحوالي 65.4%. ويتبع حوالي 38.1% من مجمل أرثوذكس أوكرانيا الكنيسة الأوكرانية الأرثوذكسية - بطريركية كييف، ويتبع حوالي 23.0% من مجمل الأرثوذكس الأوكرانيين الكنيسة الأوكرانية الأرثوذكسية - بطريركية موسكو، ويتبع حوالي 2.7% الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية المستقلة. حوالي 32.3% من مجمل الأرثوذكس في أوكرانيا يعتبرون أنفسهم فقط أرثوذكس، وحوالي 3.1% لا يدرون أي كنيسة أرثوذكسية يتبعون.
أشارت دراسة قام بها مركز بيو للأبحاث إلى أنه خلال الحقبة الشيوعية، كان القمع الحكومي للدين واسع الانتشار، وبسبب التشريع السوفيتي المناهض للدين الذي «شمل تنفيذ أحكام إعدام ضد الكهنة ومصادرة ممتلكات الكنيسة وحظر الأدب والتبشير الديني». في عام 1991 كان 39% من سكان أوكرانيا أرثوذكس شرقيين. بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، ارتفعت نسبة الانتماء إلى الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية بشكل كبير، ويبرز ذلك في عام 2015، حيث أعلن حوالي 78% من سكان أوكرانيا عن كونهم أرثوذكس شرقيين.[56]
بحسب التقليد الكنسي فإن المسيحية وصلت لأوكرانيا منذ القرون الأولى للكنيسة الرسولية، وكان انتشارها في البلاد محدودا حتى عام 988 عندما اعتنقها فلاديمير الأول أمير كييف والذي جعل منها الدين الرسمية للدولة، شهدت تلك الفترة دخول الروس في المسيحية بشكل جماعي. كانت الكنيسة الأوكرانية الأرثوذكسية تابعة لبطريركية القسطنطينية المسكونية منذ تنصير روسيا ونُقل مقرّ مطران كييف إلى مدينة فولوديمير نا كلازمي سنة 1299 وإلى موسكو عام 1352. وانفصلت أبرشية موسكو عن كييف عام 1448، واعترفت بها بطريركية القسطنطينية المسكونية عام 1589. ولم تستطع الكنيسة الأوكرانية الانفصال عن الكنيسة الروسية في تلك الفترة الزمنية بسبب سير الأحداث التاريخية الوضع في أوكرانيا آنذاك.[69] ولكن بطريركية القسطنطينية المسكونية سنة 1924 قررت عدم شرعية نقل بطركية كييف إلى موسكو. ومنح المجمع الأسقفي سنة 1990 الكنيسة الأوكرانية الأرثوذكسية الاستقلال وحقوق حكم ذاتي موسع، وبتاريخ 27 أكتوبر 1990 أصبحت الكنيسة الأوكرانية الأرثوذكسية مستقلة بإدارة شؤونها الداخلية مع التبعية الرسمية للكنيسة الروسية الأرثوذكسية. وهي تعتبر نفسها الوريث الحقيقي للكنيسة التي أسسها فلاديمير الأول في البلاد منذ القرن العاشر. أسقفها الحالي هو المتربوليت فلاديمير سابودان، في عام 2007 كان يتبع الكنيسة 1,0875 رعية تضم أكثر من 35 مليون فرد، تؤلف 68% من مجموع أرثوذكس البلاد.[70]
في 5 يناير من عام 2019 وقع بطريرك القسطنطينيةبرثلماوس الأول القرار الرسمي بإنشاء كنيسة أوكرانية مستقلة عن الكنيسة الروسية في قداس احتفالي في إسطنبول في حضور الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو واضعاً نهاية لحوالي 332 سنةً من وصاية الكنيسة الروسية الأرثوذكسية على أوكرانيا. وتضمّ الكنيسة الجديدة بطريركية كييف التي أعلنت من طرف واحد في 1992 ويتبع لها أكبر عدد من المؤمنين، وفق استطلاعات للرأي، إضافة إلى كنيسة صغيرة أخرى.[57] أدت هذه الخطوة إلى قطع الشركة بين بطركيتي موسكو والقسطنطينية عام 2018، وأحدثت هذه الخطوة انشقاق في العالم المسيحي الأرثوذكسي وبين البطريركيات الرومية والسلافية، ويُشكل الانقسام هذا جزءًا من نزاع سياسي أوسع ضمّت فيه روسيا القرم عام 2014، وتدخّلت في أوكرانيا عسكريًّا، وظهرت فيه رغبة أوكرانيا في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو. يذكر هذا الانقسام بانقسام موسكو - القسطنطينية الذي حدث عام 1996 على السيادة القانونية على إستونيا، لكنه انحل بعد ثلاثة شهور.[78][79][80]
يحل في المركز الثاني الكنيسة الأوكرانية اليونانية الكاثوليكية وذلك بفارق كبير في عدد الأتباع، وهي كنيسة تتبع الطقوس الشرقية وتمارس تقاليد مماثلة دينيةوروحانية للأرثوذكسية الشرقية، لكنها على تواصل مع الكرسي الرسوليللكنيسة الكاثوليكية الرومانية وتعترف بسيادة البابا كرئيس للكنيسة.[81] وللكنيسة حضور مميز في أوكرانيا الغربية خاصًة في مدينة لفيف فضلًا عن مدينة كييف حيث مركز الكنيسة الروحي. شكّل إكليروس الكنيسة الأوكرانية الكاثوليكية وأسرهم طبقة وراثية متماسكة واعتبروا على رأس الطبقات الاجتماعية التي سادت المجتمع الأوكراني الغربي من خلال إقامة «سلالات كهنوتية»، وذلك من القرن الثامن عشر حتى منتصف القرن العشرين، في أعقاب الإصلاحات التي قام بها جوزيف الثاني، إمبراطور النمسا.[82] وغالبًا ما أصبح أبناء الكهنة كهنة وتزوجوا ضمن مجموعتهم الاجتماعية، وتمتعت هذه الطبقة الكهونية باحتكار فعلي للتعليم والثروة في أوكرانيا الغربية، وقاموا بجلب للثقافة والتعليم إلى الريف الأوكراني.[82] ولا يزال الكهنة الكاثوليك الشرقيين يلعبون دوراً هاماً في الحياة الكنسية، حيث أنَّ حوالي 90% منهم متزوجين.[83]
بالإضافة إلى الكاثوليك الشرقيين، هناك 863 من الجماعات الرومانيَّة الكاثوليكيَّة الدينيَّة، و474 من رجال الدين والذين يخدمون نحو مليون روماني كاثوليكي في أوكرانيا.[5] يشكل الرومان الكاثوليك من أتباع الطقس اللاتيني حوالي 2.19% من مجمل السكان، وتتكون هذه الجماعة بشكل رئيسي من العرقيّّة البولندية والمجرية، اللتان تعيشان في المناطق الغربية من البلاد.[5]
البروتستانتية وطوائف أخرى
يشكل المسيحيون البروتستانت أيضًا حوالي 2.19 في المئة من السكان. تزايدت أعداد البروتستانت بشكل كبير منذ استقلال أوكرانيا. اتحاد المعمدانية الإنجيلية في أوكرانيا هي أكبر مجموعة، ويبلغ عدد أفرادها 150,000 وعدد الرجال الدين حوالي 3,000. ثاني أكبر الكنائس البروتستانتية هي كنيسة الإيمان الإنجيلية (خمسينية) الأوكرانية مع 110,000 عضو وأكثر من 1,500 من الكنائس المحلية وأكثر من 2,000 من رجال الدين، لكن توجد أيضا مجموعات أخرى من الخمسينيين حيث يبلغ مجموع أتباعها بالمجمل أكثر من 300,000، مع أكثر من 3000 من الكنائس المحلية.
هناك أيضًا العديد من مدارس الخمسينية للتعليم العالي مثل معهد لفيف اللاهوتي ومعهد كييف للكتاب المقدس. من بين المجموعات الأخرى الكالفينيين، وشهود يهوهواللوثريونوالميثوديونوالسبتيين. كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة (كنيسة المورمون) موجودة أيضًا.
وفقًا لدراسة المؤمنون في المسيح من خلفية مسلمة: إحصاء عالمي وهي دراسة أجريت من قبل جامعة سانت ماري الأمريكيّة في تكساس سنة 2015 وجدت أن عدد المسلمين في أوكرانيا المتحولين للديانة المسيحية يبلغ حوالي 1,000 شخص. الغالبية العظمى تحولت للمذهب البروتستانتي الإنجيلي.[85]
المعتقدات
المعطيات تستعرض معتقدات المسيحيين في أوكرانيا وهي مأخوذة من دراسة قام بها مركز رازومكوف عام 2016:
سواء كنت تتردد على حضور الكنيسة أم لا، ماذا تعتقد أنك؟ (% من المشاركين)
مجمل سكان أوكرانيا
الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية (بطريركية موسكو)[86]
الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية (بطريركية كييف)
أرثوذكس آخرون
كاثوليك شرقيون
مسيحيون بلا طائفة
مؤمنون
70.4%
88.1%
88.5%
74.1%
96.9%
55.2%
أولئك الذين يترددون بين الإيمان وعدم الإيمان (لا أدرية)
المعطيات في هذه القائمة مأخوذة من دراسة قام بها مركز رازومكوف، ومركز الدراسات الاجتماعية والسياسية، ومجموعة «راتينغ»، ومعهد كييف الدولي لعلم الاجتماع في فبراير من عام 2015:[95]
وجدت دراسة قامت بها مركز بيو للأبحاث عام 2015 أنَّ حوالي 84% الأوكرانيين يؤمنون في الله، وحوالي 67% منهم يعتبرون للدين أهميَّة في حياتهم،[56] وقد وجدت الدراسة التي قامت بها مركز بيو للأبحاث عام 2015 أنَّ حوالي 43% من الأوكرانيين الكاثوليك الشرقيين يُداومون على حضور القداس على الأقل مرة في الأسبوع بالمقارنة مع 12% الأوكرانيين الأرثوذكس، في حين أنَّ 56% من الأوكرانيين الكاثوليك الشرقيين يُداومون على الصلاة يوميًا بالمقارنة مع 28% من الأوكرانيين الأرثوذكس.[56]
عمومًا يعتبر الكاثوليك أكثر تديًنا من الأرثوذكس في أوكرانيا؛ وقد وجدت الدراسة أيضًا أنَّ حوالي 76% من الأوكرانيين الكاثوليك يُداوم على طقس المناولة بالمقارنة مع 38% من الأوكرانيين الأرثوذكس، وحوالي 54% من الكاثوليك يصوم خلال فترات الصوم بالمقارنة مع 29% من الأرثوذكس.[56] ويقدم حوالي 20% من الكاثوليك الصدقة أو العُشور بالمقارنة مع 7% من الأرثوذكس،[56] ويقرأ حوالي 40% من الكاثوليك الكتاب المقدس على الأقل مرة في الشهر بالمقارنة مع 23% من الأرثوذكس، في حين يشارك 32% من الكاثوليك معتقداتهم مع الآخرين بالمقارنة مع 17% من الأرثوذكس. ويملك حوالي 94% من الكاثوليك أيقونات مقدسة في منازلهم بالمقارنة مع 91% من الأرثوذكس، ويضيء حوالي 81% من الكاثوليك الشموع في الكنيسة بالمقارنة مع 88% من الأرثوذكس، ويرتدي 74% من الكاثوليك الرموز المسيحيَّة بالمقارنة مع 66% من الأرثوذكس.[56] عمومًا حوالي 97% و98% من مجمل الأوكرانيين الأرثوذكس والكاثوليك على التوالي حصلوا على سر المعمودية، ويقوم 82% من الأهالي الأوكرانيين الكاثوليك بالتردد مع أطفالهم للكنائس بالمقارنة مع 70% من الأرثوذكس، ويقوم 40% من الكاثوليك بإلحاق أولادهم في مؤسسات ومعاهد للتعليم الديني بالمقارنة مع 11% من الأرثوذكس، و67% من الكاثوليك بالمداومة على قراءة الكتاب المقدس والصلاة مع أولادهم بالمقارنة مع 35% من الأرثوذكس.[56]
الهوية
قال حوالي 51% من الأوكرانيين أن كون المرء مسيحيًا هو جزءًا «هامًا ومركزي» أو إلى «حد ما» من الهوية الوطنية.[57] وينقسم الأوكرانيين الكاثوليك والأرثوذكس بين أولئك الذين يقولون أن جوهر هويتهم المسيحيَّة هي في المقام الأول مسألة دينيَّة (36%)،[56] وأولئك الذين يقولون أن هويتهم المسيحيَّة مرتبطة أساسًا بالتقاليد العائلية أو الهوية الوطنية 40% و46% على التوالي،[56] وأولئك الذين يقولون أنَّ هويتهم المسيحيَّة هي مزيج من الدين والتقاليد العائلية أو الهوية الوطنية 16% و12% على التوالي.[56]
بحسب الدراسة قال حوالي 86% من الأوكرانيين الكاثوليك و82% من الأرثوذكس بأنَّ هويتهم المسيحيَّة هي مصدر فخر واعتزاز،[56] في حين قال 59% من الأوكرانيين الكاثوليك أنَّ لديهم شعور قوي بالانتماء للمجتمع الكاثوليكي في العالم بالمقارنة مع 47% من الأوكرانيين الأرثوذكس ممن يقولون أنَّ لديهم شعور قوي بالانتماء للمجتمع الأرثوذكسي في العالم، وقال 100% من الأوكرانيين الكاثوليك و98% من الأوكرانيين الأرثوذكس أنَّه سيربي أبناه على الديانة المسيحيَّة.[56]
القضايا الاجتماعية والسياسية
يؤيد 38% من الأوكرانيين الأرثوذكس تصريح أنَّ «روسيا ملتزمة في حماية المسيحيين الأرثوذكس خارج حدودها»، ويرى حوالي 17% من الأوكرانيين الأرثوذكس أنَّ بطريركية موسكو هي أعلى سلطة دينية في العالم الأرثوذكسي، بالمقارنة مع 7% يرى أنَّ بطريركية القسطنطينية المسكونية هي أعلى سلطة دينية، ويرى 46% أن الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية - بطريركية كييف هي أعلى سلطة دينيَّة.[56] يرى حوالي 51% من الأوكرانيين أن الأرثوذكسية هي عامل أساسي في الهوية الوطنية.[56] ويتفق 41% من الأوكرانيين الأرثوذكس مع تصريح «شعبي ليس كاملًا، لكن ثقافتنا متوفقة على الآخرين».[56]
يقول 61% من الأوكرانيين أنَّ بين الكنيسة الكاثوليكية والأرثوذكسية هناك العديد من نقاط التشابع، ويؤيد 74% من الأوكرانيين الكاثوليك الوحدة بين الكنيسة الكاثوليكية والأرثوذكسية، بالمقارنة مع 34% من الأوكرانيين الأرثوذكس. ويقول 92% من الأوكرانيين الكاثوليك أنهم مستعدين لتقبل الأرثوذكس داخل عائلتهم، بالمقابل يقول 56% من الأوكرانيين الأرثوذكس بأنه مستعد لتقبل الكاثوليك داخل عائلتهم.[56]
أمّا في العلاقة مع الأديان الأخرى يقول 65% من الأوكرانيين الكاثوليك أنهم غير مستعدين لتقبل المسلمين كأفراد داخل عائلتهم، بالمقابل يقول 48% من الأوكرانيين الأرثوذكس بأنه مستعد لتقبل المسلمين كأفراد داخل عائلتهم، ويقول 22% من الأوكرانيين الكاثوليك أنهم غير مستعدين لتقبل المسلمين كمواطنين، بالمقابل يقول 18% من الأوكرانيين الأرثوذكس بأنه مستعد لتقبل المسلمين كمواطنين، ويقول 48% من الأوكرانيين الكاثوليك أنهم غير مستعدين لتقبل اليهود داخل عائلتهم، بالمقابل يقول 29% من الأوكرانيين الأرثوذكس بأنه مستعد لتقبل اليهود داخل عائلتهم، ويقول 5% من الأوكرانيين الكاثوليك أنهم غير مستعدين لتقبل اليهود كمواطنين، بالمقابل يقول 4% من الأوكرانيين الأرثوذكس بأنه مستعد لتقبل اليهود كمواطنين.[56]
^Velychenko، Stephen (1 يناير 1992). National History as Cultural Process: A Survey of the Interpretations of Ukraine's Past in Polish, Russian, and Ukrainian Historical Writing from the Earliest Times to 1914. Canadian Institute of Ukrainian Studies Press. ص. 199. ISBN:9780920862759. For this reason the Ukrainian Orthodox Church was the true democratic national church of the Ukrainian nation.
^Особливості Релігійного І Церковно-Релігійного Самовизначення Українських Громадян: Тенденції 2010-2018 [Features of Religious and Church - Religious Self-Determination of Ukrainian Citizens: Trends 2010-2018] (pdf) (بالأوكرانية), Kiev: مركز رازومكوف in collaboration with the All-Ukrainian Council of Churches, 22 Apr 2018, pp. 12, 13, 16, 31, Archived(PDF) from the original on 2018-04-26 Sample of 2,018 respondents aged 18 years and over, interviewed 23–28 March 2018 in all regions of Ukraine except Crimea and the occupied territories of the Donetsk and Lugansk regions.
^Релігія, Церква, суспільство і держава: два роки після Майдану [Religion, Church, Society and State: Two Years after Maidan] (PDF) (بالأوكرانية), Kiev: مركز رازومكوف in collaboration with the All-Ukrainian Council of Churches, 26 May 2016, pp. 22, 27, 29, 31, Archived from the original(pdf) on 2017-10-14, Retrieved 2017-05-10 Sample of 2,018 respondents aged 18 years and over, interviewed 25-30 March 2016 in all regions of Ukraine except Crimea and the occupied territories of the Donetsk and Lugansk regions.
^Barbara Skinner, "Borderlands of Faith: Reconsidering the Origins of a Ukrainian Tragedy." Slavic Review 2005 64(1): 88-116. Fulltext: in Jstorنسخة محفوظة 25 مايو 2020 على موقع واي باك مشين.
^ ابNatho, Kadir I. Circassian History. Pages 123–124
^Shenfield, Stephen D. "The Circassians : A forgotten genocide". In Levene and Roberts, The Massacre in History. Page 150.
^Orest Subtelny. (1988). Ukraine: A History. Toronto: University of Toronto Press, pp.214-219.
^Pelikan، Jaroslav (1990). Confessor Between East and West. Grand Rapids: William B. Eerdmans Publishing Company. ISBN:0-8028-3672-0.
^Hans-Joachim Torke, John-Paul Himka. (1994). German-Ukrainian relations in historical perspective . Edmonton: Canadian Institute of Ukrainian Studies Press, pp.31-34
^Martha Bohachevsky-Chomiak. (1988). Feminists despite themselves: women in Ukrainian community life, 1884-1939 . Edmonton, Alberta: Canadian Institute of Ukrainian Studies press, University of Alberta. pp. 47-49
^Himka, John Paul. (1999). Religion and Nationality in Western Ukraine. McGill-Queen's University Press: Montreal and Kingston. Pg. 10
^Paul Robert Magosci. (2002). The roots of Ukrainian nationalism: Galicia as Ukraine's Piedmont . Toronto: University of Toronto Press. pg. 15
^ ابSubtelny, O. (1988). Ukraine: A History. Toronto: University of Toronto Press.
^Magoscy, R. (1996). A History of Ukraine. Toronto: University of Toronto Press.
^ اب
Daniel، Wallace L. (Winter 2009). "Father Aleksandr Men and the struggle to recover Russia's heritage". Demokratizatsiya: The Journal of Post-Soviet Democratization. Institute for European, Russian and Eurasian Studies (George Washington University). ج. 17 ع. 1. ISSN:1940-4603. مؤرشف من الأصل في 2016-03-22. اطلع عليه بتاريخ 2014-03-29. Continuing to hold to one's beliefs and one's view of the world required the courage to stand outside a system committed to destroying religious values and perspectives.
^
Froese, Paul. "'I am an atheist and a Muslim': Islam, communism, and ideological competition." Journal of Church and State 47.3 (2005)
^ ابPaul Froese. Forced Secularization in Soviet Russia: Why an Atheistic Monopoly Failed. Journal for the Scientific Study of Religion, Vol. 43, No. 1 (Mar., 2004), pp. 35-50
^Haskins, Ekaterina V. "Russia's postcommunist past: the Cathedral of Christ the Savior and the reimagining of national identity." History and Memory: Studies in Representation of the Past 21.1 (2009)
^John Shelton Curtis, The Russian Church and the Soviet State (Boston: Little Brown, 1953); Jane Ellis, The Russian Orthodox Church: A Contemporary History (Bloomington: Indiana University Press, 1986); Dimitry V. Pospielovsky, The Russian Church Under the Soviet Regime 1917-1982 (St. Vladimir’s Seminary Press, 1984); idem., A History of Marxist-Leninist Atheism and Soviet Anti-Religious Policies (New York; St. Martin’s Press, 1987); Glennys Young, Power and the Sacred in Revolutionary Russia: Religious Activists in the Village (University Park: Pennsylvania State University Press, 1997); Daniel Peris, Storming the Heavens: The Soviet League of the Militant Godless (Ithaca: Cornell University Press, 1998); William B. Husband, “Godless Communists”: Atheism and Society in Soviet Russia DeKalb: Northern Illinois University Press, 2000; Edward Roslof, Red Priests: Renovationism, Russian Orthodoxy, and Revolution, 1905-1946 (Bloomington, Indiana, 2002)
^ ابجد[Features of Religious and Church - Religious Self-Determination of Ukrainian Citizens: Trends 2010-2018] (بالأوكرانية), Kiev: مركز رازومكوف in collaboration with the All-Ukrainian Council of Churches, 22 Apr 2018, pp. 12, 13, 16, 31 https://razumkov.org.ua/uploads/article/2018_Religiya.pdf, Archived(PDF) from the original on 2018-04-26 {{استشهاد}}: |trans-title= بحاجة لـ |title= أو |script-title= (help), |مسار= بحاجة لعنوان (help), and الوسيط |عنوان أجنبي= and |عنوان مترجم= تكرر أكثر من مرة (help)
^Seddon، Max؛ Olearchyk، Roman (14 أكتوبر 2018). "Putin Fuffers Crimea Blowback with Orthodox Church Schism". Financial Times. London. مؤرشف من الأصل في 2020-07-26. اطلع عليه بتاريخ 2018-10-20. But both sides acknowledge the canonical dispute is a proxy for a wider battle over Kiev's independence from Moscow. ... Speaking in front of Kiev's oldest church on Sunday, Mr Poroshenko cast "autocephaly", or autonomy for the Ukrainian church, as part of Kiev's broader push for integration with the west through EU and Nato membership while withdrawing from agreements with Russia
^Seddon، Max؛ Olearchyk، Roman (14 أكتوبر 2018). "Putin Fuffers Crimea Blowback with Orthodox Church Schism". Financial Times. London. مؤرشف من الأصل في 2021-01-27. اطلع عليه بتاريخ 2018-10-20. But both sides acknowledge the canonical dispute is a proxy for a wider battle over Kyiv's independence from Moscow. ... Speaking in front of Kyiv's oldest church on Sunday, Mr Poroshenko cast "autocephaly", or autonomy for the Ukrainian church, as part of Kyiv's broader push for integration with the west through EU and Nato membership while withdrawing from agreements with Russia
^Релігія і Церква в українському суспільстві: конфесійний розподіл, Результати соціологічного дослідження [Religion and Church in Ukrainian society, denominational division. The results of sociological research] (PDF)، Razumkov Center، 2016، ص. 9، مؤرشف من الأصل(PDF) في 2020-01-09 Survey conducted from 25 to 30 March 2016 in all regions of Ukraine except Crimea and the occupied territories of Donetsk and Lugansk regions. Polled 2,018 respondents aged 18 years and over. The error margin does not exceed 2.3%.
1 كُلياً داخل آسيا، ولكن تاريخياً مصنفة كدولة أوروبية. 2 جزئياً أو كلياً داخل آسيا، حسب الحدود. 3 معظم أراضيها في آسيا.
4 جغرافياً هي جزء من إفريقيا، ولكن تاريخياً مصنفة كدولة أوروبية.
Book by Josh Viola This article has multiple issues. Please help improve it or discuss these issues on the talk page. (Learn how and when to remove these template messages) This article's use of external links may not follow Wikipedia's policies or guidelines. Please improve this article by removing excessive or inappropriate external links, and converting useful links where appropriate into footnote references. (April 2023) (Learn how and when to remove this template message) The neutrality ...
Budapest metro station Semmelweis KlinikákBudapest Metro stationGeneral informationLocationBudapestHungaryCoordinates47°28′57″N 19°04′44″E / 47.4825°N 19.0789°E / 47.4825; 19.0789Platforms1 island platformConstructionStructure typebored undergroundDepth20.07 mHistoryOpened31 December 1976[1]Closed11 July 2020 temporarilyRebuilt2022Services Preceding station Budapest Metro Following station Nagyvárad tértowards Kőbánya-Kispest Line 3 Corvin-negy...
Mike Patton discographyPatton performing with Faith No More in 2010Studio albums32Live albums2Compilation albums7Video albums15Music videos19EPs1Singles15Soundtrack albums4Tribute albums0Other appearances60+Official demos4 Mike Patton is an American singer, best known for providing lead vocals for Faith No More along with Mr. Bungle, Fantômas, Peeping Tom, Tomahawk, Lovage and more. In addition to recording and working with these bands, he has also been involved in many side projects and co...
إلياس، دوق بارما معلومات شخصية الميلاد 23 يوليو 1880 بياريتز الوفاة 27 يونيو 1959 (78 سنة) مواطنة النمسا الأب روبرت الأول دوق بارما الأم الأميرة ماريا بيا دي بوربون-الصقليتين إخوة وأخوات زيتا من بوربون بارما، وماريا أنطونيا فون بوربون-بارما [لغات ...
Disambiguazione – CEE rimanda qui. Se stai cercando altri significati, vedi Cee. Questa voce o sezione sull'argomento Europa non cita le fonti necessarie o quelle presenti sono insufficienti. Puoi migliorare questa voce aggiungendo citazioni da fonti attendibili secondo le linee guida sull'uso delle fonti. Segui i suggerimenti del progetto di riferimento. Comunità Economica EuropeaAbbreviazioneCEE, CE Fondazione1º gennaio 1958 Scioglimento1º dicembre 2009 Scoposociale, cult...
Dewan Perwakilan Rakyat Daerah Kabupaten PacitanDewan Perwakilan RakyatKabupaten Pacitan2019-2024JenisJenisUnikameral Jangka waktu5 tahunSejarahSesi baru dimulai23 Agustus 2019PimpinanKetuaRonny Wahyono (Demokrat) sejak 14 Desember 2020 Wakil Ketua IPrabowo, S.E. (Golkar) sejak 14 Desember 2020 Wakil Ketua IIDrs. Eko Setyoranu (PDI-P) sejak 3 Oktober 2019 Wakil Ketua IIIFibi Irawan, S.E., M.M. (PKB) sejak 3 Oktober 2019 KomposisiAnggota45Partai & kursi PDI-P (6)...
M'Bala Nzola Informasi pribadiTanggal lahir 18 Agustus 1996 (umur 27)Tempat lahir Buco-Zau, Angola[1]Tinggi 1,85 m (6 ft 1 in)Posisi bermain PenyerangInformasi klubKlub saat ini Spezia CalcioNomor 18Karier junior2010–2014 Troyes AC2014–2015 Associação Académica de Coimbra – O.A.F.Karier senior*Tahun Tim Tampil (Gol)2015 Associação Académica de Coimbra – O.A.F. 0 (0)2015–2016 Sertanense F.C. 25 (7)2016–2017 Virtus Francavilla Calcio 33 (11)2017–...
American former television actress Jena EngstromJena Engstrom as Betty in April 19, 1961 episode of The Adventures of Ozzie and Harriet titled Selling Rick's DrumsBornLiana Jeanne MoonLos Angeles, California, U.S.OccupationActressYears active1960 - 1964ParentJean Engstrom Jena Engstrom (born Liana Jeanne Moon; June 30, 1942, Los Angeles, California) is an American former television actress. She appeared in more than three dozen episodes of various television series between 1960 and 1964....
Final Piala Liga Inggris 1967TurnamenPiala Liga Inggris 1966–1967 Queens Park Rangers West Bromwich Albion 3 2 Tanggal4 Maret 1967StadionStadion Wembley, LondonWasitWalter Crossley (Lancaster)Penonton97,952← 1966 1968 → Final Piala Liga Inggris 1967 adalah pertandingan final ke-7 dari turnamen sepak bola Piala Liga Inggris untuk menentukan juara musim 1966–1967. Pertandingan ini diselenggarakan pada 4 Maret 1967 di Stadion Wembley. Queens Park Rangers memenangkan pertandingan ...
Michele Arcari Arcari con la maglia del Brescia nel 2011 Nazionalità Italia Altezza 185 cm Peso 78 kg Calcio Ruolo Preparatore dei portieri (ex portiere) Squadra Mantova (Portieri) Termine carriera 2017 - giocatore Carriera Giovanili 1990-1997 Cremonese Squadre di club1 1997-1998→ Fidenza30 (-31)1998-2001 Cremonese37 (-43)2001-2002 Lecco43 (-46)2002-2005 Pizzighettone95 (-84)[1]2005-2006 Pro Patria17 (-18)2006 Brescia12 (-16)2006-200...
Sir Moses Montefiore, BtSir Moses Montefiore dilukis pada 1881Lahir24 Oktober 1784Leghorn, Toscana, ItaliaMeninggal28 Juli 1885(1885-07-28) (umur 100)PekerjaanBankerSuami/istriJudith CohenOrang tuaJoseph Elias MontefioreRachel MocattaKerabatAbraham Mocatta (kakek pihak ibu)Levy Barent Cohen (mertua) Sir Moses Haim Montefiore, 1st Baronet, FRS (24 Oktober 1784 – 28 Juli 1885) adalah seorang pakar keuangan, dermawan, aktivis, filantropis dan Sheriff London asal Inggris. La...
Commercial airport serving St. Louis, Missouri, United States Lambert Field redirects here. For the former baseball stadium at Purdue University, see Lambert Field (Purdue University). St. Louis Lambert International AirportIATA: STLICAO: KSTLFAA LID: STLWMO: 72434SummaryAirport typePublicOwner/OperatorCity of St. Louis GovernmentServesGreater St. Louis and Southern IllinoisLocationUnincorporated St. Louis County 10 miles (16 km) NW of St. Louis, Missouri, United StatesOpened1923;...
Tanda pengingat terjadinya penganiayaan sebelum Maklumat Milan dikeluarkan Maklumat Milan atau Maklumat Milano adalah suatu keputusan yang dikeluarkan oleh Kaisar Konstantinus Agung pada tahun 313 M.[1] Dalam keputusan ini, Kaisar memberikan kebebasan pada rakyatnya dalam beragama dan beribadah.[1] Umat Kristen yang pada awalnya selalu dianiaya dan terdiskriminasi memperoleh haknya untuk berkembang dan diakui, bahkan nantinya pada tahun 380 menjadi agama resmi (Kristen (sekara...
هذه المقالة بحاجة لصندوق معلومات. فضلًا ساعد في تحسين هذه المقالة بإضافة صندوق معلومات مخصص إليها. يفتقر محتوى هذه المقالة إلى الاستشهاد بمصادر. فضلاً، ساهم في تطوير هذه المقالة من خلال إضافة مصادر موثوق بها. أي معلومات غير موثقة يمكن التشكيك بها وإزالتها. (ديسمبر 2018) قرن: ق�...
Ira HayesFoto rekrutan Korps Marinir dari Hayes pada 1942Nama lahirIra Hamilton HayesJulukanChief Falling Cloud,[1][2] Chief[3]Lahir(1923-01-12)12 Januari 1923Sacaton, Arizona, Amerika SerikatMeninggal24 Januari 1955(1955-01-24) (umur 32)Bapchule, Arizona, Amerika SerikatDikebumikanSection 34, Arlington National CemeteryPengabdianAmerika SerikatDinas/cabangKorps Marinir Amerika SerikatLama dinas1942–1945PangkatKorporalPerang/pertempuranPerang Dunia II Vella...
Highway in Washington State Route 531SR 531 highlighted in redRoute informationAuxiliary route of I-5Maintained by WSDOTLength9.88 mi[1] (15.90 km)Existed1991[2]–presentMajor junctionsWest end Wenberg County Park in Lake GoodwinMajor intersections I-5 in MarysvilleEast end SR 9 in Arlington LocationCountryUnited StatesStateWashingtonCountySnohomish Highway system State highways in Washington Interstate US State Scenic Pre-1964 1964 renumber...
A major contributor to this article appears to have a close connection with its subject. It may require cleanup to comply with Wikipedia's content policies, particularly neutral point of view. Please discuss further on the talk page. (November 2018) (Learn how and when to remove this message) 2009 American filmSin by SilenceDirected byOlivia KlausProduced byOlivia KlausStarringBrenda Clubine, Glenda Crosley, Joanne Marchetti, LaVelma Byrd, Glenda Virgil, Rosemary DyerCinematographyClark Seve...
Mughal emperor from 1556 to 1605 This article is about the third Mughal emperor. For other uses, see Akbar (disambiguation). AkbarPadishahGhazi[1] Sehenshah-E-Hind (King of kings of India)[2]Akbar with a lion and a calf, by Govardhan, c. 16303rd Mughal EmperorReign11 February 1556 – 27 October 1605[3][4]Coronation14 February 1556[3]PredecessorHumayunSuccessorJahangirRegentBairam Khan (1556–1560)[5]BornJalal-ud-din Muhammad Akbar15...
Arturo Parisi Ministro della difesaDurata mandato17 maggio 2006 –8 maggio 2008 Capo del governoRomano Prodi PredecessoreAntonio Martino SuccessoreIgnazio La Russa Presidente de I DemocraticiDurata mandato22 settembre 1999 –24 marzo 2002 PredecessoreRomano Prodi Successoredissoluzione partito Sottosegretario di Stato alla Presidenza del Consiglio dei ministricon delega all'Informazione e all'EditoriaDurata mandato18 maggio 1996 –21 ottobre 1998 C...
2 Kings, chapter 9 2 Kings 9← chapter 8chapter 10 →The pages containing the Books of Kings (1 & 2 Kings) Leningrad Codex (1008 CE).BookSecond Book of KingsHebrew Bible partNevi'imOrder in the Hebrew part4CategoryFormer ProphetsChristian Bible partOld TestamentOrder in the Christian part12 2 Kings 9 is the ninth chapter of the second part of the Books of Kings in the Hebrew Bible or the Second Book of Kings in the Old Testament of the Christian Bible.[1][2] Th...