اسم «جورا (Jura)» مشتق من الجذر الكلتية (*jor) من خلال اللغة الغالية (*iuris) التي تعني «جبل مشجر»، التي، نقلت إلى اللاتينية كاسم مكان، وتطورت إلى (Juria) وأخيرًا (Jura).[13][14][15]
في عام 1795 خلال جولة بالحدود الفرنسية السويسرية،[note 2] تعرف ألكسندر فون هومبولت على الأحجار الجيري الرئيسية التي تغطي السلسلة الجبلية لجبال جورا كتشكيل منفصل لم يتم إدخاله في النظام الطبقي القائم الذي حدده أبراهام جوتلوب فيرنر، وسماها «جورا كالكستين (Jura-Kalkstein)» أي («جورا الحجر الجيري») عام 1799.[note 3][13][14][18]
بعد ثلاثين عامًا، وبالتحديد في عام 1829، نشر عالم الطبيعة الفرنسي ألكسندر برونغنيارت دراسة استقصائية عن التضاريس المختلفة التي تشكل قشرة الأرض. وقد أشار برونغنيارت في كتابه إلى تضاريس جبال جورا باسم (terrains jurassiques) أي «التضاريس الجوراسية»، وبالتالي صاغ ونشر المصطلح لأول مرة.[19]
الأقسام الفرعية
ينقسم الجوراسي إلى ثلاث فترات: المبكر، والأوسط، والمتأخر. وبالمثل في الطبقات للتكوينات الصخرية، ينقسم الجوراسي إلى الأنساق: السفلي، والأوسط، والأعلى، وفي أوروبا يُعرف أيضا باسم: ليسا (Lias)، ودوغر (Dogger)، ومالم (Malm). وقد فصل العالم «ليبولد فون باخ» مصطلح الجوراسي إلى ثلاثة أقسام. والمراحل الحيوانية من الأصغر إلى الأكبر هي:
يعتبر السجل الجيولوجي الجوراسي جيد في غرب أوروبا، حيث يشير التسلسل البحري الواسع حتى الوقت الذي غرق فيه جزء كبير من الكتلة الأرضية تحت البحار الاستوائية الضحلة؛ وتشمل الأماكن الشهيرة موقع التراث العالمي للساحل الجوراسي في جنوب إنجلترا والمرسب الأحفوري (اللاغرشتات) للجوراسي المتأخر في مدينتي هولزمادين وسولنهوفن في ألمانيا.[22] وفي المقابل، يعتبر سجل الجوراسي لأمريكا الشمالية هو الأفقر في حقبة الحياة الوسطى، مع بعض النتوءات الصخرية على السطح.[23] على الرغم من أن بحر صندانس الداخلي أبقى الرواسب البحرية في أجزاء من السهول الشمالية من الولايات المتحدة وكندا خلال الجوراسي المتأخر، ومعظم الرواسب المعرضة من هذه الفترة تعتبر قارية، مثل رواسب الطميلتكوين موريسون.
كان الجوراسي زمن للكيمياء الجيولوجية لبحر الكالسيت المنخفض المغنيسيوم هو الراسب البحري غير العضوي الأساسي لكربونات الكالسيوم. وبالتالي فقد كانت الأراضي الصلبة للكربونات شائعة جدًا، بجانب السرئيات الكالسيتية، والأسمنت الكالسيتي،
والحيوانات اللافقارية ذات الهياكل العظمية الكالسيتية.[24]
أن أول باثوليتات ضخمة مغروزة في كورديليرا الأمريكية الشمالية كانت مع بداية الجوراسي الأوسط، مسببة تجبل نيفادا.[25] ومن انكشافات الجوراسي المهم التي حدثت أيضا في روسيا، والهند، وأمريكا الجنوبية، و
اليابان، وأستراليا والمملكة المتحدة.
في أفريقيا، توزعت طبقات الجوراسي المبكر بنفس أسلوب الطبقات في الثلاثي المتأخر، مع وجود نتوءات أكثر شيوعا في الجنوب وأقل شيوعًا للطبقات الأحفورية تسودها آثار أحفورية في الشمال.[26] مع تقدم الجوراسي، أنتشر في أفريقيا مجموعات أكبر وأكثر من الديناصورات كالصربودياتوالأورنيثوبودات.[26] لم تدرس طبقات الجوراسي الأوسط بشكل جيد في أفريقيا.[26] كما أن طبقات الجوراسي المتأخر لم تدرس إلا بشكل ضعيف ما عدا حيوانات تنداغورو المذهلة في تنزانيا.[26] تشبه حياة الجوراسي المتأخر في تنداغورو إلى حد كبير تلك الموجودة في تكوين موريسون غرب أمريكا الشمالية.[26]
خلال الجوراسي كانت أكثر أشكال الحياة البحرية تطوراً هي الفقاريات الأولية مثل الأسماك والزواحف البحرية. وتشمل الزواحف البحرية الإكتيوصورات، التي كانت في ذروة تنوعها، والبليزوصورات، وبليوصوريات، والتمساحيات البحرية الأولية التي تملك زعانف بدلاً من الأرجل مثل فصائل التيليوصوريات ومعتدلات الخطم.[27] وتوجد الكثير من السلاحف في البحيرات والأنهار.[28][29]
وفي عالم اللافقاريات، ظهرت مجموعات جديدة، مثل الرودست (مجموعة متنوعة من أشكال الشعاب ذات المصراعين) والسهميات. وظهرت السابيلية الجيرية (الكبيبات) في الجوراسي المبكر.[30][31] وفي الجوراسي أيضا العديد من مجتمعات المغطاة ومجوفة، وشهدت زيادة كبيرة في الحت الحيوي لأصداف الكربونات والصلبة. وشاعت بشكل خاص أجناس الآثار (أثر أحفوري) الغاستروشانولايت (Gastrochaenolites).[32]
خلال الجوراسي يوجد حوالي أربعة أو خمسة من أصل اثني عشر فرع حيوي من العوالق الموجودة في السجل الأحفوري التي إما اجتازت إشعاع تطوري هائل أو أنها ظهرت لأول مرة.[33]
ديبلودوكس، وصل طولها إلى أكثر من 30 م، كان من الصوروبودات الشائعة خلال الجوراسي المتأخر.
تصوير للبيئة الجوراسية المبكرة محفوظة في سانت جورج (يوتا) موقع اكتشاف الديناصورات في مزرعة جونسون، فيها دايلوفوصور ويثرلي يشبه الطائر وهو في وضعية الاستراحة.
كان الألوصور أحد أكبر الحيوانات المفترسة الأرضية خلال الجوراسي.
الستيغوصور أحد أكثر الأجناس التي يمكن التعرف عليها من الديناصورات، عاشت منتصف حتى أواخر العصر الجوراسي.
خلال الجوراسي المتأخر، تطورتالطيور البدائية، مثل الأركيوبتركس، من الديناصورات الصغيرة جوفاء الذيل. وفي الهواء، شاعت التيروصورات الضخمة؛ وحكمت السماء، ولم تكن هذه الفصيلة من الزواحف من الديناصورات، وكانت تتغذى على الأسماك في البحار الواسعة بمناقيرها الطويلة التي لها أسنان مدببة. وخرجت منها مجموعة جديدة، كالتروداكتيليات، من بينها التيروداكتيلوس البارزة، التي كانت الموجودة في شرق أفريقيا، وإنجلتراوفرنسا. ومن صفاتها أن ذيلها قصير جدا، ورأسها كبير ورقبتها أطول من التيروصورات الترياسية. وشغلت تلك الكائنات العديد من الأدوار البيئية التي اتخذتها طيور الزمن الحالي،[36] وربما نتج منها بعض أكبر الحيوانات الطائرة في جميع العصور.[37][38]
طائر فجري، عاش في أواخر الجوراسي، قد يكون ديناصور طيريات الأجنحةالبدائي المعروف حتى الآن، وهو واحد من اقدم الطيور الموجودة حتى الآن.
النباتات
خفّت الظروف القارية القاحل التي تميز بها العصر الثلاثي بشكل مطرد خلال الجوراسي، وخاصة عند خطوط العرض العلوية؛ وسمح المناخ الرطب الدافئ بجعل الغابات الخصبة تغطي أجزاء كبيرة من المناطق.[39] تنوعت عاريات البذور بشكل نسبي خلال الجوراسي.[33] وسيطرت المخروطيات على النباتات، كما حدث في العصر الثلاثي. وكانت أكثر المجموعات تنوعا لتشكل غالبية الأشجار الكبيرة.
شملت فصائل المخروطيات المزدهرة خلال الجوراسي كل من الأروكارية، والسيفالوتكساسيات، والصنوبرية، والمعلاقية، والطقسوسية، والطقسودية.[40] هيمنت فصيلة التشيروليبيديا المخروطية المنقرضة في حقبة الحياة الوسطى على النباتات الموجودة في مجال خطوط العرض السفلية، كما فعلت شجيرات البينيتيات.[41] وشاعت أيضا نباتات السيكاد الشبيهة بالنخيل، كذلك نباتات الجنكة وسرخس الدكسونية في الغابات.[33] وقد تكون السراخس الصغيرة هي المهيمنة على الغطاء الحي. وتعتبر سرخس بذور الكيتونية مجموعة أخرى من النباتات المهمة خلال هذا الوقت ويعتقد أنها كانت شجيرة بحجم شجرة صغيرة.[42] كانت الجنكة شائعة من خطوط العرض الوسطى حتى العليا الشمالية.[33] في نصف الكرة الجنوبي، كانت نباتات المعلاقية متفوقة بشكل خاص، بينما الجنكة والتشيكانوفسكية كانت نادرة.[39][41]
في المحيطات، ظهرت الطحلبيات المرجانية الحديثة لأول مرة.[33] ومع ذلك، فقد كانت جزءا من الانقراض الكبير الآخر الذي حدث خلال الفترة الزمنية الرئيسية التالية.
^تم اقتراح العمر 140 مليون سنة للجوراسي-الطباشيري بدلاً من 145 مليون سنة في عام 2014 بناءً على دراسة طبقية لتكوين فاك مورتا في حوض نيوكوين،الأرجنتين.[10] يرى فيكتور ألبرتو راموس أحد مؤلفي الدراسة الذين اقترحوا العمر بحدود 140 مليون سنة أن الدراسة "خطوة أولى" نحو تغيير العمر رسميا في الاتحاد الدولي للعلوم الجيولوجية.[11]
^"Ich hatte mich auf einer geognostischen Reise, die ich 1795 durch das südliche Franken, die westliche Schweiz und Ober-Italien machte, davon überzeugt, daß der Jura-Kalkstein, welchen Werner zu seinem Muschelkalk rechnete, eine eigne Formation bildete. In meiner Schrift über die unterirdischen Gasarten, welche mein Bruder Wilhelm von Humboldt 1799 während meines Aufenthalts in Südamerika herausgab, wird der Formation, die ich vorläufig mit dem Namen Jura-Kalkstein bezeichnete, zuerst gedacht." ('في جولة جيولوجية قمت بها عام 1795 خلال جنوب فرنسا، غرب سويسرا وأعلى إيطاليا، أقنعت نفسي بأن حجر جورا الجيري الذي أدرجها فيرنر في قشرة الحجر الجيري، كونت تشكيل منفصل. في أوراقي عن أنواع الغازات الجوفية، التي نشرها أخي فيلهلم فون هومبولت عام 1799 أثناء إقامتي في أمريكا الجنوبية، التشكيلة، التي حددتها مؤقتا باسم "جورا الحجر الجيري"، تم تخيلها لأول مرة.')[16]
^"[…] die ausgebreitete Formation, welche zwischen dem alten Gips und neueren Sandstein liegt, und welchen ich vorläufig mit dem Nahmen Jura-Kalkstein bezeichne." '... التكوين الواسع بين الجبس القديم والحجر الرملي الأحدث والذي حددته مؤقتا باسم "جورا الحجر الجيري.'[17]
المصادر
الاقتباسات
^Hillebrandt، A.v.؛ Krystyn، L.؛ Kürschner، W. M.؛ وآخرون (سبتمبر 2013). "The Global Stratotype Sections and Point (GSSP) for the base of the Jurassic System at Kuhjoch (Karwendel Mountains, Northern Calcareous Alps, Tyrol, Austria)". Episodes. ج. 36 ع. 3: 162–198. CiteSeerX:10.1.1.736.9905. DOI:10.18814/epiiugs/2013/v36i3/001. S2CID:128552062.