يعتبر العراب على نطاق واسع واحد من أعظم الأفلام في السينما العالمية،[18][19][20] وواحد من أكثر الأفلام تأثيراً، خصوصاً في أفلام العصابات.[21] الفيلم الآن مُصنّف في المركز الثاني كأعظم فيلم في السينما الأميركية (بعد فيلم المواطن كين) من قبل معهد الفيلم الأمريكي.[22] اُختير الفيلم ليحفظ في السجل الوطني للفيلم "National Film Registry" في 1990.[23]
الفيلم يعرض قصة عائلة كورليوني بداية من سنة 1945 إحدى أقوى عائلات المافياالإيطالية في نيويورك والمتورطة بأعمال إجرامية مختلفة كإدارة نوادي القمار والبغاء إلا أن علاقات زعيم العائلة دون فيتو كورليوني (مارلون براندو) بشخصيات سياسية هامة قد منحته نفوذا قويا ومنح أعمال عائلته تغطية حيث يلجأ إليه الناس لحمايتهم ومساعدتهم بمشكلاتهم وبذلك هو يؤدي خدمه لأصحابه من خلال هذه العلاقات السياسية والاجتماعية، غير أن هذه العلاقات تتأثر بعد رفضه لطلب سالازو بحمايته وأعماله في تجارة المخدرات لقاء مبلغ كبير من المال مما يدخل العائلة في حرب مع بقية العائلات فيتدخل للمساعدة وإنقاذ العائلة من الدمار الابن الأصغر وهو دون مايكل (آل باتشينو) الذي كان ضابطا في البحرية الأمريكية إبان الحرب العالمية الثانية والذي كان لا يريد أن يشارك في أعماله مع العائلة أو يتورط في أعمالهم لكنه يضطر للانضمام إلى العائلة بعد مقتل أخيه سوني (جيمس كان) ويثأر له من العائلات الأخرى التي ساهمت في اغتياله ويصفي حساباتها كلها ويعيد للعائلة هيبتها ومكانتها بالمجتمع.
القصة كاملة
تبدأ القصة في حفل زفاف كوني كورليوني في مدينة نيويورك عام 1945، كوني كورليوني هي ابنة فيتو كورليوني، سوف تتزوج من كارلو ريتسي. يبدأ المشهد الإفتتاحي بتعريف شخصيات العائلة. يستمع دون عائلة كورليوني «فيتو» إلى طلبات العائلة. مايكل كورليوني هو ابنه الأصغر، كان أحد أفراد المشاة البحرية خلال الحرب العالمية الثانية، يقدم مايكل إلى عائلته في حفل الاستقبال صديقته كاي آدامز. جوني فونتان، مغني مشهور وحفيد فيتو، يطلب مساعدة فيتو في الحصول على دور في الفيلم؛ يرسل فيتو مستشاره توم هاغن إلى لوس أنجلوس لإقناع رئيس الاستوديو جاك وولتز بإعطاء جوني الدور. يرفض وولتز الأمر، حتى يستيقظ في الفراش فيجد رأس حصان مقطوع بجانبه على السرير.
قبل فترة وجيزة من عيد الميلاد، يطلب تاجر المخدرات سولوزو من فيتو الاستثمار في أعماله الخاصة بالمخدرات وحمايته من خلال علاقاته السياسية، يخشى فيتو من التورط في تجارة جديدة خطيرة تهدد بتنفير المطلعين السياسيين. يرسل فيتو منفذه لوكا براسي للتجسس عليهم. يُقتَل لوكا براسي في أول لقاء له مع برونو تاتاليا وسولوزو من خلال كسر عنقه. في وقت لاحق، يقوم سولوزو باختطاف هاجين وقتل فيتو في الشارع. مع وجود مولود سوني كورليوني الجديد، يضغط سولوزو على هاجين لإقناع سوني بقبول صفقة سولوزو، ثم يطلق سراحه. تتلقى الأسرة سمكًا ملفوفًا في سترة واقية من الرصاص، مما يشير إلى أن لوكا «ينام مع الأسماك». نجا فيتو، وأحبط مايكل في المستشفى محاولة قتل أخرى لوالده. كسر فك مايكل من قبل نقيب في شرطة نيويورك. سوني ينتقم بضربة على ابن تاتاجليا. يخطط مايكل لقتل سولوزو ومكلوسكي؛ متظاهرًا برغبة في تسوية الخلاف، مكلوسكي، هو الحارس الشخصي لسولوزو، يلتقى بهم مايكل في مطعم في ذا برونكس، حيث قُتِل كلا الرجلين بعد أن استعاد مسدسًا أخفاه بيتر كليمينزا.
على الرغم من القمع من قبل السلطات، اندلعت الحرب بين العائلات الخمس وزادت مخاوف فيتو على عائلته. يهرب مايكل إلى صقلية ويتم حماية فريدو من قبل مو جرين في لاس فيغاس. يهاجم سوني كارلو في الشارع لسوء معاملته مع كوني ويهدد بقتله إذا تكرر ذلك. عندما يحدث ذلك، يسرع سوني إلى منزلهم ولكن يُنصب له كمين في كشك على الطريق السريع ويُقتَل بعنف من قبل رجال العصابات الذين يستخدمون الرشاشات. أثناء وجود مايكل في صقلية، يلتقي مايكل بأبولونيا ويتزوجها، لكن انفجار سيارة مفخخة كان يقصده يودي بحياتها.
دمره موت سوني وأدرك أن تاتاجليا تحت سيطرة بارزيني، وهو الدون المهيمن الآن، يحاول فيتو إنهاء الخلاف. أكد للعائلات الخمس أنه سيسحب معارضته لأعمال الهيروين الخاصة بهم ويتخلى عن قتل سوني. يضمن سلامته، يعود مايكل إلى المنزل لدخول أعمال العائلة والزواج من كاي، ووعدها بأن العمل سيكون مشروعًا في غضون خمس سنوات. أنجبت كاي طفلين بحلول أوائل الخمسينيات من القرن الماضي. مع اقتراب والده من نهاية حياته وفريدو ضعيفًا جدًا، يتولى مايكل قيادة الأسرة. يصر هاجن على الانتقال إلى لاس فيجاس والتخلي عن دوره كـ فيتو؛ يوافق فيتو على أنه لا ينبغي أن يكون لهاغن «دور فيما سيحدث» في المشاكل القادمة مع العائلات المتنافسة. عندما يسافر مايكل إلى لاس فيجاس لشراء حصة جرين في كازينوهات العائلة، فإنه يشعر بالفزع عندما يرى أن فريدو أكثر ولاءً لـ جرين منه.
في عام 1955، أُصيب فيتو بنوبة قلبية قاتلة. في الجنازة، طلب تيسيو من مايكل أن يجتمع مع بارزيني، مما يشير إلى الخيانة التي حذرها فيتو مسبقًا. تم تحديد الاجتماع في نفس يوم معمودية طفل كوني. بينما يقف مايكل عند المذبح باعتباره عراب الطفل، يقتل رجال كورليوني القتلة الآخرين دونز وجرين في مدينة نيويورك، خيانة تيسيو تؤدي إلى إعدامه، استخرج مايكل اعتراف كارلو بتواطؤه في تدبير جريمة قتل سوني لصالح بارزيني؛ كليمينزا يكسر عنق كارلو حتى الموت. يتهم كوني مايكل بالقتل، ويخبر كاي أن مايكل أمر بتنفيذ جميع عمليات القتل. تشعر كاي بالارتياح عندما ينكر مايكل ذلك، لكنها تراقب وصول الكابو لتوقير زوجها مثل دون كورليوني ويغلقون الباب عليها.
الشخصيات الرئيسية
عائلة كورليوني
مارلون براندو: بدور فيتو كورليوني العراب رئيس عائلة كورليوني. من أصل إيطالي صقلي. متزوج من «كارميلا كورليوني». والد كل من «توم» المتبنى، و«سوني» و«فريدو» و«مايكل» والابنة الوحيدة «كوني».
آل باتشينو: بدور مايكل كورليوني الابن الأصغر. جندي سابق خدم في الجيش الأمريكي وقت الحرب العالمية الثانية. وهو الفرد الوحيد في عائلة كورليوني الذي تلقى تعليما جامعيا. تحول من شخص مبعد عن نشاطات العائلة إلى زعيم عائلة كورليوني.
جيمس كان: بدور سوني كورليوني الابن الأكبر. شخصية متهورة وعصبية. خليفة والده الدون كورليوني.
جون كازالي: بدور فريدو كورليوني الابن الأوسط. شخصية ضعيفة ولا يتمتع بالذكاء. أقل أفراد أسرته شأنا.
روبرت دوفال: بدور توم هيغن (المستشار القانوني) للعرّاب. الابن المتبنى لفيتو كورليوني. هو من أصول ألمانية-إيرلندية عكس باقي أفراد العائلة ذوي الأصول الإيطالية الصقلية.
ديان كيتون: بدور كاي كورليوني. صديقة مايكل كورليوني وزوجته الثانية ووالدة طفليه. ليست من أصول إيطالية.
تاليا شير: بدور كوني كورليوني. أصغر ذرية فيتو كورليوني وابنته الوحيدة. يبدأ الفيلم بحفل زواجها.
الفيلم مقتبس من رواية العراب للمؤلف ماريو بوزو؛ الرواية التي بقيت على قائمة نيويورك تايمز لأكثر الكتب مبيعا ل67 أسبوعا، وباعت أكثر من 9 ملايين نسخة في عامين.[24] نشرت الرواية في عام 1969، وأصبحت الرواية أكثر الكتب مبيعا في التاريخ لعده سنوات. كان استوديو باراماونت قد اطلع مسبقا على الرواية في 1967، عندما عثر الكشاف الأدبي بيتر بارت الذي يعمل لدى الشركة على الرواية (الذي أصبح فيما بعد نائبا لرئيس الإنتاج في استوديو بارامونت) على مخطوط من 60 صفحة غير مكتملة لنفس الرواية. اعتقد بارت أن هذا الكتاب ليس مجرد قصة مافيا لكنه أكثر بكثير من قصة للمافيا. وعرض على المؤلف ماريو بوزو مبلغ 12,500 دولار، بالإضافة إلى مبلغ 80,000 دولار إذا تم تحويل الرواية إلى فيلم. على الرغم من أن وكيل ماريو بوزو نصحه برفض العرض، إلا أنه قبل به فقد كان في حينها في ضائقة ويحتاج إلى المال. أما مدير الإنتاج في بارامونت وقتذاك روبرت ايفانز، فيقول أنه هو صاحب تلك الصفقة. فقد اجتمع في أوائل عام 1968 مع كاتب الرواية ماريو بوزو، وأنه هو الذي عرض مبلغ 12,500 دولار لمخطوط من 60 صفحة بعنوان «مافيا» بعد ان أسر له صاحب المخطوط بأنه بحاجة ماسة إلى مبلغ 10,000 دولار لسداد ديون القمار.
في مارس 1967، أعلنت بارامونت أنها ستدعم تحويل رواية ماريو بوزو القادمة إلى فيلم. في 1969، أكدت الشركة نواياها بعد دفعها مبلغ 80000 دولار مقابل تحويل الرواية إلى فيلم، وأنها تخطط لإطلاق الفيلم في يوم عيد الميلاد في 1971. في 23 مارس، 1970، أعلنت الشركة رسميا تعيين ألبرت رودي كمنتج للفيلم، لأن رودي أثار إعجاب المدراء التنفيذيين في الاستوديو أثناء مقابلتهم له ولأنه كان معروفا بتنفيذ أفلامه في إطار الميزانية المطروحة أو أقل.
بارامونت وكوبولا
قبل أن يدخل فيلم العراب حيز الإنتاج، كانت شركة بارامونت تمر بفترة عصيبة.[24] فإضافة إلى فشل فيلم العصابات «الحي»، أنفق الاستوديو عشرات الملايين على أفلام غير ناجحة مثل: حبيبتي ليلي (1970، فيلم موسيقي كلف 25 مليون دولار) ارسم سيارتك (1969، فيلم وسترن كلف 20 مليون دولار) ووترلو (1970، فيلم ملحمي كلف 38 مليون دولار).[24] من أجل ذلك كانت الميزانية المطروحة -بداية- لفيلم العراب لا تزيد عن 2.5 مليون دولار. ثم لما زادت شعبية الكتاب طالب المخرج كوبولا بميزانية أكبر.[25]
أراد مدراء بارامونت أن يتم تغيير زمن أحداث القصة إلى الزمن الجاري (السبعينات) بدلا من الزمن الأصلي للقصة (الأربعينات) بغرض تخفيض النفقات. لكن كوبولا اعترض وأصر على أن تطابق القصة الفيلم. واحتج كوبولا بحوادث مثل: فترة مايكل كورليوني في الجيش الأمريكي في مشاة البحرية، فترة بزوغ الشركات الأمريكية، وأمريكا فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية. في نهاية الأمر رضخ مدراء بارامونت لرغبة كوبولا، خصوصا مع ازدياد شعبية الرواية. بل سمحوا لكوبولا بالتصوير في المواقع الأصلية للقصة، في نيويوركوصقلية.
كان أحد الإداريين المهمين لدى الشركة الأم لبارامونت «الخليج والغرب»، غاضبا من المخرج كوبولا بسبب العدد الكبير الذي أجراه من اختبارات الممثلين وبطئه في الاختيار. تعثرت البداية في إنتاج الفيلم بسبب تردد كوبولا في اختياراته وسجالاته مع مسؤولي بارامونت، مما أدى لخسارة يومية مقدارها 40 ألف دولار. كانت بارامونت تتابع بقلق تزايد النفقات.
مع بداية تصوير الفيلم، شعر كوبولا بأنه قد يطرد في أية لحظة بسبب عدم رضا مدراء بارامونت عن كثير من خياراته. وكان كوبولا يعلم أن مدير الإنتاج «روبرت إيفانز» قد اتصل فعلا بالمخرج إليا كازان لتولي إخراج الفيلم، حين خشي إيفانز من أن كوبولا ليست لديه الخبرة الكافية لإدارة المشروع المتضخم. بل إن كوبولا كان يعتقد أن اثنين من العاملين معه في الفيلم (صاحب المونتاج ومساعد المخرج) كانا يعملان لإسقاطه ليأخذا محله. وأن المونتير كان يقول أن كوبولا لم يصور مادة كافية له. لكن إيفانز رأى الأشرطة التي صورها كوبولا وكان راضيا عنها، بل سمح لكوبولا بطرد العاملين ضده. يقول كوبولا في مقابلة لاحقة: «كنت كأنني العراب، كنت أطرد كل من كان يعمل ضدي». وقد كان بطل الفيلم مارلون براندو قد هدد بترك الفيلم إذا تركه كوبولا.
الإخراج
أراد مدير الإنتاج لدى الاستوديو «روبرت إيفانز» أن يخرج الفيلم مخرج أمريكي من أصل إيطالي، حتى يعطي للفيلم عمقا طائفيا. كان استوديو بارامونت أخيرا قد أنتج فيلم مافيا بعنوان الحي (The Brotherhood)، وفشل الفيلم فشلا ذريعا. اعتقد «إيفانز» أن سبب فشل الفيلم، وسبب فشل أفلام المافيا حتى ذلك الوقت، هو افتقاره لمشاركة طاقم من أصول إيطالية. فقد كان مخرج الفيلم مارتن ريت وبطله كيرك دوغلاس كلاهما يهوديان.[26] كان الخيار الأول لدى استوديو بارامونت هو المخرج الإيطالي سيرجيو ليوني. لكن ليوني رفض العرض ليتفرغ للعمل في فيلمه ذات مرة في أمريكا. كذلك عرض الاستوديو عرضا على المخرج بيتر بوغدانوفيتش لكنه رفض لأنه ليس مهتما بموضوع المافيا. كذلك تم عرض منصب الإخراج على مخرجين آخرين مثل كوستا غافراسوأوتو بريمنغروإليا كازان لكنهم رفضوا.[26]
بعد رفض 12 مخرج للعروض المقدمة. تم اقتراح المخرج الصاعد فرانسيس كوبولا، فهو من أصول إيطاليا وقد يرضى بمبلغ بسيط متواضعين بعد فشل فيلمه الأخير رجال المطر. لكن كوبولا رفض العرض مبدئيا بسبب أنه يرى الرواية ليست قوية وفيها إثارة زائدة، بل وصفها بأنها «عمل رخيص».[26] في نفس التوقيت كان الاستوديو الخاص بكوبولا (American Zoetrope) مدينا بمبلغ 400 ألف دولار لاستوديو وارنر برذرز. اضطر كوبولا بسبب وضعه المالي الصعب وضغط أصدقائه وأسرته لقبول المنصب. في 28 سبتمبر 1970، تم الإعلان الرسمي عن مخرج الفيلم كوبولا. وكان العقد يقضي بإعطاء كوبولا 125 ألف دولار و6% من أرباح الفيلم.
العرض
المسارح
أقيم العرض العالمي الأول لفيلم The Godfather في مسرح Loews's State Theatre في مدينة نيويورك يوم الثلاثاء 14 مارس 1972، بعد ثلاثة أشهر تقريبًا من تاريخ الإصدار المخطط، والذي كان في يوم عيد الميلاد عام 1971،[27][28][29] تم التبرع بالعرض الأول إلى The Boys Club of New York.[30] قبل عرض الفيلم لأول مرة، كان الفيلم قد حقق بالفعل 15 مليون دولار من الإيجارات المسبقة من أكثر من 400 مسرح. في اليوم التالي، اُفتتح الفيلم في خمسة مسارح في نيويورك (Loew's State I and II، Orpheum، Cine and Tower East).[31][29][32] بعد ذلك كان المسرح الإمبراطوري في تورنتو[27] في 17 مارس[33] ثم لوس أنجلوس في مسرحين في 22 مارس.[34] تم إطلاق الفيلم في 24 مارس 1972 في جميع أنحاء الولايات المتحدة[31][29] ووصل إلى 316 مسرح بعد خمسة أيام.[35]
استأجر كوبولا الملحن الإيطالي نينو روتا لإصدار الموسيقى التصويرية الخاصة بالفيلم، بما في ذلك الموضوع الرئيسي، «تحدث بهدوء، حب» (بالإنجليزية: Speak Softly, Love).[36][37] بالنسبة للنتيجة، كان على روتا أن يتواصل بمواقف وشخصيات الفيلم.[36][37] جمعت موسيقى روتا موسيقى جديدة للفيلم وأخذت بعض الأجزاء من موسيقى فيلم فورتونيلا، من أجل خلق إحساس إيطالي واستحضار المأساة داخل الفيلم. وجد إيفانز المدير التنفيذي لشركة باراماونت أن الموسيقى كانت «عالية المستوى» ولم يرغب في استخدامها؛ ومع ذلك، فقد تم استخدامه بعد أن تمكن كوبولا من إقناع إيفانز.[36][37] اعتقد كوبولا أن قطعة روتا الموسيقية أعطت الفيلم إحساسًا إيطاليًا أكثر.[37] أنتج كارمين، والد كوبولا، بعض الموسيقى الإضافية للفيلم،[38] لا سيما الموسيقى التي عزفتها الفرقة أثناء حفل الزفاف الافتتاحي.
شمل الفيلم عدة مقاطع موسيقية من، "C'è la luna mezzo mare" وأغنية Cherubino، و"Non so più cosa son" من Le Nozze di Figaro. كان هناك مقطع صوتي تم إصداره للفيلم في عام 1972 في شكل فينيل من قبل شركة باراماونت ريكوردز، وسُجِّل على قرص مضغوط في عام 1991 بواسطة سجلات جيفن، ورقميًا بواسطة جيفن في 18 أغسطس 2005.[39] يحتوي الألبوم على أكثر من 31 دقيقة من موسيقى الفيلم، معظمها من تأليف روتا، جنبًا إلى جنب مع أغنية من كوبولا وأغنية جوني فارو ومارتي سيمز.[40][41][42] أعطى AllMusic الألبوم خمسة من أصل خمسة نجوم، حيث قال المحرر Zach Curd إنه «موسيقى تصويرية مظلمة، وأنيقة، وتسير في الأفق.»[40] يعتقد محرر في Filmtracks أن روتا نجح في ربط الموسيقى بالجوانب الأساسية للفيلم.[42]
الاستقبال
شباك التذاكر
كان فيلم العراب من الأفلام الرائجة، حيث حطم العديد من الأرقام القياسية في شباك التذاكر ليصبح الفيلم الأعلى ربحًا لعام 1972.[43] كان إجمالي إيراداته في يوم افتتاحه من خمسة مسارح هو 57,829 دولارًا، مع زيادة أسعار التذاكر من 3 دولارات إلى 3.50 دولارًا.[27] ارتفعت الأسعار في نيويورك أكثر في عطلة نهاية الأسبوع إلى 4 دولارات، وزاد عدد العروض من أربع مرات في اليوم إلى سبع مرات في اليوم.[27] حقق الفيلم 61,615 دولارًا أمريكيًا في تورنتو لعطلة نهاية الأسبوع[27] و240,780 دولارًا أمريكيًا في نيويورك،[44] بإجمالي عطلة نهاية الأسبوع الافتتاحي قدرها 302,395 دولارًا.[27] حقق الفيلم 454,000 دولار للأسبوع في نيويورك[44] و115,000 دولار في تورنتو[33] للأسبوع الأول بإجمالي 568,800 دولار، مما جعله رقم واحد في شباك التذاكر في الولايات المتحدة لذلك الأسبوع.[45] في الأيام الخمسة الأولى من إصدارها الوطني، بلغت أرباحه 6.8 مليون دولار، ليصل إجمالي أرباحه إلى 7,397,164 دولارًا.[46] بعد أسبوع من ذلك، وصل إجمالي أرباحه إلى 17,291,705 دولارًا أمريكيًا[47] مع إجمالي أرباح أسبوع واحد بلغ حوالي 10 ملايين دولار أمريكي وهو رقم قياسي في الصناعة.[48] وحقق 8.7 مليون دولار أخرى بحلول 9 أبريل ليصل إجماليه إلى 26,000,815 دولار.[49] بعد 18 أسبوعًا في المركز الأول في الولايات المتحدة، حقق الفيلم 101 مليون دولار، وهو أسرع فيلم يصل إلى هذا الإنجاز.[50][51] أعلنت بعض المقالات الإخبارية في ذلك الوقت أنه أول فيلم يحقق 100 مليون دولار في أمريكا الشمالية،[34] لكن هذه الروايات خاطئة. هذا السجل ينتمي إلى فيلم صوت الموسيقى، الذي صدر عام 1965.[52] بقيت في المرتبة الأولى في الولايات المتحدة لمدة خمسة أسابيع أخرى ليرتفع إجماليه إلى 23 أسبوعًا متتاليًا في المركز الأول قبل أن يخرج من القائمة من قبل الفراشات مجانًا لمدة أسبوع وتصبح الرقم الأول لمدة ثلاثة أسابيع أخرى.[53][54]
حصل الفيلم في النهاية على 81.5 مليون دولار من الإيجارات المسرحية في الولايات المتحدة وكندا أثناء إطلاقه الأولي،[43][55] مما أدى إلى زيادة أرباحه إلى 85.7 مليون دولار من خلال إعادة الإصدار في عام 1973،[56] كما تم إعادته بإصدار محدودة في عام 1997،[57] حقق في النهاية من إيرادات العروض المكافئة ما مقداره 135 مليون دولار، أزاح فيلم ذهب مع الريح باعتباره أكبر مصدر للإيجارات،[43] وهو المركز الذي احتفظ به حتى إصدار الفك المفترس في عام 1975.[58][59] كرر الفيلم نجاحه الأصلي في الخارج، وحقق إجمالي إيرادات غير مسبوقة قدرها 142 مليون دولار من إيجارات المسرح في جميع أنحاء العالم، ليصبح أعلى صافي ربح.[60] كانت أرباح العراب مرتفعة للغاية لدرجة أن أرباح شركة Gulf & Western Industries، وهي التي تمتلك شركة باراماونت، قفزت من 77 سنتًا للسهم الواحد إلى 3.30 دولارًا للسهم لهذا العام، وفقًا لمقالة لوس أنجلوس تايمز بتاريخ 13 ديسمبر 1972.[34] أُعيد إصداره خمس مرات أخرى منذ عام 1997، وحقق ما بين 246 مليون دولار و287 مليون دولار في إيصالات شباك التذاكر في جميع أنحاء العالم،[N 2] وتم تعديله لتضخم أسعار التذاكر في أمريكا الشمالية، واحتل المرتبة بين أفضل 25 فيلمًا من حيث الأرباح.[61]
استقبال الجمهور
تلقى فيلم العراب إشادة من النقاد ويعتبر أحد أعظم الأفلام وأكثرها تأثيرًا على الإطلاق، لا سيما في نوع العصابات.[62] على مجمّع المراجعة روتن توميتوز، حصل الفيلم على نسبة موافقة بلغت 98٪ بناءً على 100 مراجعة، بمتوسط تقييم 9.32 / 10. يقرأ إجماع نقاد الموقع أنه «أحد أعظم نجاحات هوليوود النقدية والتجارية، العراب حصد كل شيء بشكل صحيح؛ لم يتجاوز الفيلم التوقعات فحسب، بل وضع معايير جديدة للسينما الأمريكية.»[63] منح ميتاكريتيك، والذي يستخدم المتوسط المرجح، الفيلم درجة 100 من 100 بناءً على 15 ناقدًا، مما يشير إلى «الإشادة العالمية».[64]
أشاد روجر إيبرت من شيكاغو سن تايمز بجهود كوبولا لمتابعة قصة الرواية التي تحمل نفس الاسم، واختيار وضع الفيلم في نفس وقت الرواية، وقدرة الفيلم على «استيعاب» المشاهد خلال فترة عرضه التي تبلغ ثلاث ساعات.[65] بينما كان إيبرت إيجابيًا بشكل أساسي، فقد انتقد أداء براندو، قائلاً إن حركاته تفتقر إلى «الدقة» وكان صوته «صاخبًا».[65] أعطى جين سيسكل من صحيفة شيكاغو تريبيون الفيلم أربعة من أصل أربعة نجوم، وعلق قائلاً إنه «جيد جدًا».[66] يعتقد أندرو ساريس من ذا فيليج فويس أن براندو أدى شخصية فيتو كورليوني جيدًا وأن شخصيته سيطرت على كل مشهد ظهر فيه، لكنه شعر أن بوزو وكوبولا ركزا بشكل كبير على شخصية مايكل كورليوني من ناحية الانتقام.[67] بالإضافة إلى ذلك، صرح ساريس أن ريتشارد كاستيلانو وروبرت دوفال وجيمس كانوا جيدين في أدوارهم.[67]
رُشحت موسيقى روتا أيضًا لجائزة غرامي لأفضل موسيقى أصلية لفيلم موشن أو تلفزيوني خاص في حفل توزيع جوائز غرامي الخامس عشر.[72][73] أُعلن عن فوز روتا بالجائزة في 3 مارس في حفل غرامي في ناشفيل، تينيسي.[72][73]
براندو، الذي لم يحضر أيضًا حفل توزيع جوائز الغولدن غلوب قبل شهرين،[79][82] قاطع حفل توزيع جوائز الأوسكار ورفض قبول جائزة الأوسكار، ليصبح ثاني ممثل يرفض جائزة أفضل ممثل بعد جورج سي سكوت في عام 1970.[83][84] أرسل براندو ساشين ليتلفيزر، وهي ناشطة أمريكية-هندية، مكانه لتُعلن على منصة الجوائز أسباب رفض براندو للجائزة والتي كانت مبنية على اعتراضه على التصوير الذي قام به هوليوود والتلفزيون عن الهنود الأمريكيين،[83][84][85] بالإضافة إلى ذلك، قاطع آل باتشينو الحفل؛ إذ تعرض للإهانة بسبب ترشيحه لجائزة الأوسكار لأفضل ممثل مساعد، مشيرًا إلى أنه كان لديه وقت شاشة أطول من زميله براندو الفائز بجائزة أفضل ممثل، وبالتالي كان يجب أن يحصل على ترشيح لجائزة الأوسكار لأفضل ممثل.[86]
دون فيتو كورليوني هي الشخصية السينمائية الوحيدة التي نالت جائزتي أوسكار لممثلين مختلفين (مارلون براندو في الجزء الأول/ روبرت دي نيرو في الجزء الثاني) عن نفس الشخصية والفيلم.
آل باتشينو وجيمس كان وديان كيتون حصل كل منهم على 35,000 دولار لعملهم في العراب، وحصل روبرت دوفال على 36,000 دولار، بعد مدة ثمانية أسابيع من العمل. مارلون براندو من جهة أخرى حصل على مبلغ 50,000 دولار لمدة عمل أقصر هي ستة أسابيع إضافة إلى مصروفات أسبوعية حوالي 1,000 دولار، بالإضافة إلى 5 ٪ من أرباح الفيلم، التي أصبحت تساوي 1.5 مليون دولار. في وقت لاحق باع براندو نقطة العودة إلى باراماونت مقابل 300,000 دولار.
لعبة الفيديو
لقد تم تصميم لعبة فيديو «الاب الروحي» تعمل على الحواسيب والبلاستيشن والأكس بوكس، اللعبة تجسد مجموعة من أحداث الفيلم وبعض الشخصيات..
مراجع
ملاحظات
^تختلف المصادر حول مبلغ الميزانية الأصلية والميزانية النهائية. تم تسجيل ميزانية البداية بمبلغ 1 مليون $،[2] $2 مليون,[3][4][5][6] و2.5 مليون $،[7] بينما طالب كوبولا لاحقًا - واستلم - ميزانية قدرها 5 ملايين دولار.[8] تم تسمية الميزانية النهائية بمبلغ 6 مليون دولار،[8][9][10][11] 6.5 مليون،[4][12] $7 million,[13] و7 مليون $.[14]
1974: Newsweek. ج. 84. 1974. ص. 74. The original Godfather has grossed a mind-boggling $285 million...
1991: Von Gunden، Kenneth (1991). Postmodern auteurs: Coppola, Lucas, De Palma, Spielberg, and Scorsese. مكفارلاند وشركاه. ص. 36. ISBN:978-0-89950-618-0. Since The Godfather had earned over $85 million in U.S.-Canada rentals (the worldwide box-office gross was $285 million), a sequel, according to the usual formula, could be expected to earn approximately two-thirds of the original's box-office take (ultimately Godfather II had rentals of $30 million).
Releases: "The Godfather (1972)". بوكس أوفيس موجو. مؤرشف من الأصل في 2023-03-11. اطلع عليه بتاريخ 2020-01-22. Original release: $243,862,778; 1997 re-release: $1,267,490; 2009 re-release: $121,323; 2011 re-release: $818,333; 2014 re-release: $29,349; 2018 re-release: $21,701; Budget: $6,000,000وسم <ref> غير صالح؛ الاسم "Gross" معرف أكثر من مرة بمحتويات مختلفة.
^ ابج""العراب" في الأربعين". أخبار سي بي إس. سي بي إس. مارس 2012. مؤرشف من الأصل في 17 يوليو، 2014. اطلع عليه بتاريخ مايو 2017. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= و|تاريخ أرشيف= (مساعدة)
^ اب"The Godfather". Filmtracks. Christian Clemmensen (Filmtracks Publications). 3 أكتوبر 2009. مؤرشف من الأصل في 2014-07-20. اطلع عليه بتاريخ 2014-07-20.
^ ابجFrederick، Robert B. (3 يناير 1973). "'Godfather': & Rest of Pack". فارايتي. ص. 7.
^ اب"Unprecedented boxoffice! (advert)". فارايتي. 22 مارس 1972. ص. 12.
^"50 Top-Grossing Films". فارايتي. 29 مارس 1972. ص. 21.
^"'Godfather' B.O. $7,397,164". فارايتي. 30 مارس 1972. ص. 1.
^"The Godfather is now a phenomenon (advert)". فارايتي. 5 أبريل 1972. ص. 12–13.
^Green، Abel (5 أبريل 1972). "'Godfather': Boon To All Pix". فارايتي. ص. 3.
^Jacobs، Diane (1980). Hollywood Renaissance. دار النشر ديل. ص. 115. ISBN:978-0-440-53382-5. مؤرشف من الأصل في 2019-06-05. اطلع عليه بتاريخ 2019-08-06. The Godfather catapulted Coppola to overnight celebrity, earning three Academy Awards and a then record-breaking $142 million in worldwide sales
^History.com Staff (2009). "The Mafia in Popular Culture". History. A&E Television Networks, LLC. مؤرشف من الأصل في 2014-07-17. اطلع عليه بتاريخ 2014-07-16.
^"'Godfather' Song Used Before". Daytona Beach Morning Star. Associated Press. 2 مارس 1973. ص. 10. مؤرشف من الأصل في 2018-11-21. اطلع عليه بتاريخ 2014-07-15.
شروق الشمس: قصة بشريين (28/1927) فاز بجائزة الأوسكار لأفضل صورة فريدة وفنية. كان يعتبر بالتساوي الجائزة الأولى حتى تم إيقاف فئة الجائزة في العام التالي.