الروصيرص، وتكتب باللاتينية Er Roseires كان اسمها في السابق هو أبو رماد وكانت المنطقة التي تقابلها بالجهة الغربية تسمي الروصيرص ولاسباب مجهولة تم تبادل الأسماء على النحو المعروفة به حاليا. وهناك روايتان ترجحان سبب التسمية. ال، لى تشير إلى أن الروصيرص اسم مركب من كلمتين بلغة قبيلتي المابان والبرون اللتان تقطن المنطقة، وهما «رو» وتعني الأرض و«صيرص» وتعني مرتفع، وبذلك يعني الاسم الأرض المرتفعة. والرواية الأخرى تنسب الاسم إلى الصخور الكثيرة في المنطقة والمتراصة، فقيل لها الروصيرص أي الصخر المتراص. ويطلق عليها أهلها لقب عروس النيل الأزرق.
التاريخ
يرجع تاريخ الروصيرص إلى عهد السلطنة الزرقاء عندما كانت تابعة لمشيخة خشم البحر، إحدى مشيخات السلطنة الزرقاء التي حكمت المنطقة من سنة 1504 م وحتى سقوط عاصمتها سنار على يد محمد علي باشاخديويمصر التركي. وكان شيخها يدفع الجزية لملك سنار مقابل تمتعه بنوع من الاستقلال في مشيخته.[2]
وورد اسم الروصيرص في مذكرات اللورد برودو لسنة 1829 عندما سافر إلى سنار، حيث ذكر بأن المدينة كانت في ذلك الوقت مقراً للشيخ سليمان، حاكم المناطق القريبة من أدنى النيل الأزرق، والذي دفع للمصريين 1500 أوقية ذهب من إيراداته للحفاظ على استقلالها.[3]
وعرفت المدينة مقاومة ضد الحكم الثنائي البريطاني المصري أبداها عمدة قبيلة الهمج، أحمد أبوشوتال. وعندما شعر الإنجليز بخطورته عمدوا إلى إضعاف نفوذه من خلال الاعتراف بختلف مجموعات وعشائر الهمج الأخرى الصغيرة كقبائل مستقلة قائمة بذاتها ولا تخضع لمشيخة الهمج.[4]
شهدت المدينة إبان الحكم الثنائي تطوراً عمرانياً حيث تم تشييد عدد من المباني الحكومية من بينها سراي الحاكم. كما تمت دراسة إقامة سد للري وتوليد الطاقة الكهربائية الهيدرولوجية. وفي عام 1955 م، تم تكليف شركة Sir Alexander Gibb and Partners البريطانية وشركة Coyne Et Bellier الفرنسية في البدء في تصميم سد خرساني لتخزين حوالي 7.4 مليار متر مكعب من المياه، إلا أن التنفيذ الفعلي للمشروع لم يبدأ إلا في عام 1962 م، أي بعد استقلال السودان.
[5] وقد ساعد قيام السد وبحيرة التخزين من رفع مكانتها الإقتصادية والاجتماعية.
هو سد خرساني يقع على النيل الأزرق عند شلالات الرصيرص فوق أرض منبسطة وبها بعض المرتفعات وتكثر بها الجبال العالية كلما اتجه المرء جنوباً نحو الحدود الأثيوبية. ويسود المنطقة مناخ السافانا الذي يتميز بكثافة غطائه النباتي، ويتراوح متوسط تساقط الأمطار فيها ما بين 900 و1250 مليمتر سنوياً.
تم إعداد دراسة الجدوى الخاصة بالسد من قبل شركة سير الكسندر جيب أند بارتنرز في عام 1952 م، وأكدت المسوحات والدراسات الأولية على إمكانية تشييد سد لتخزين المياه بسعة 3 مليارمتر مكعب كمرحلة أولى قابلة للزيادة إلى 7,4 مليار متر مكعب من المياه في حالة تعليته في مرحلة لاحقة.
بدأ العمل في تشييد السد في عام 1961 م واكتمل في عام 1966 م بواسطة شركة امبرجيلو الإيطالية كمقاول للتنفيذ وتحت إشراف شركة سير الكسندر جيب أند بارتنرز بالتعاون مع شركة كوين إي بليه الفرنسية. وبلغ طول السد الخرساني 1000 متر، وأقصى ارتفاعه 68 متر، ويحتوي السد الخرساني على المنشئات الهايدروميكانيكية والإلكتروميكانيكية.[5]
وفي أبريل / نيسان2008 م، بدأت المرحلة الثانية للمشروع بتعلية السد ووقعت حكومة السودان اتفاقاً مع شركة سينوهايدرو الصينية لتنفيذ الأعمال المدنية للتعلية وذلك بهدف دفع عجلة التنمية الاقتصادية الاجتماعية في المنطقة وتوفير مخزون اضافي من المياه لإحداث المزيد من التوسع الافقي والرأسي للتنمية الزراعية، إضافة إلى دعم الشبكة الوطنية للكهرباء بمزيد من الطاقة الكهربائية المائية.
الطوبوغرافيا
تقع الروصيرص على ضفة نهر النيل الأزرق على أرض ذات طبيعة كنتورية منبسطة تنحدر نحو الشمال في منطقة تتخللها بعض المرتفعات والجبال التي يزداد عددها كلما اتجه المرء نحو الحدود الإثيوبية.
تحد مدينة الرصيرص جنوباً قرية كرمة، التي تقع على مرمى حجر منها، وقرية قنيص ومن الشرق كل من قرية القري ومن ناحية الشمال قرية حلة الحجر ومن جهة الغرب النيل الأزرق .
أحياء المدينة
تنقسم الروصيرص الي خمسة احياء رئيسية تنقسم بدورها الي تجمعات سكنية أصغر.
الاحياءالرئيسيه هي:
الحي الشرقي
الحي الغربي
الحي الشمالي
الحي الجنوبي
حي قنيص شرق
الاقتصاد
تتميز الروصيرص بميزتين استراتجيتين: وقوعها بالقرب من الحدود السودانية الإثيوبية (تقع على بعد 60 كيلومتر) والذي يجعل منها مدينة تجارة حدودية، وقربها من سد الروصيرص الذي يمد الشبكة الوطنية للكهرباء في السودان بجزء مقدر من الطاقة إلى جانب توفير مياه الري للزراعة في المنطقة الزراعية الممتدة من النيل الأزرق وحتى الجزيرة في وسط السودان، إضافة إلى كمية كبيرة من الأسماك النهرية. ويعتمد اقتصاد المدينة على الزراعة وصيد الأسماك والخدمات والأشغال المرتبطة بالسد.
^نعوم شقير، جغرافية وتاريخ السودان، الطبعة الأولى، دار عزة،(2007).
^
Lord Prudhoe, "Extracts from Private Memoranda Kept by Lord Prudhoe on a Journey from Cairo to Sennar,in 1829, Describing the Peninsula of Sennar", Journal of the Royal Geographical Society, 5 (1835), p. 52