اسحق هو ابن ووريث إبراهيم وهو أبو يعقوبوعيسو كما هو مكتوب في سفر التكوين من كتاب التوراة.[1] سٌميَ اسحق لأن أمه سارة ضحكت عندما سمعت بأنها حامل بولد بينما كانت طاعنة جداً بالسن.[2]
بعض المعلقين يعتقدون بأن في سفر عاموس «العهد القديم» ذكر لاسم «إسرائيل» والذي يقترحونه على أنه الاسم الآخر الذي اٌعطي لاسحق.[3]
مع ذلك نرى في الكتاب المقدس بأن اسم «إسرائيل» قد أٌ عطيَ لاحقاً لابن اسحق الذي هو يعقوب.[4]
اسحق في التوراة
اسحق هو ابن إبراهيم من زوجته سارة، وكان الطفل الوحيد الذي رٌزقا به وحدهما. وكان إبراهيم طاعناً بالسن.[5]
وقد خَتَنَ إبراهيم ابنه اسحق عندما أصبح عمره ثمانية أيام فقط.[6]
وقد أقام إبراهيم وليمة كبيرة عندما فٌطمَ اسحق.
اختارت له سارة اسم «اسحق» لأن الملاك وعدها بأنها ستصبح أٌماً. كانت سارة آنذاك طاعنة بالسن، ولا تستطيع الإنجاب، لذلك ضحكت عندما سمعت بذلك، وعندما وٌلد الطفل قالت سارة: «لَقَدْ أَضْحَكَنِي الرَّبُّ. كُلُّ مَنْ يَسْمَعُ هَذَا الأَمْرَ يَضْحَكُ مَعِي». وأرضَعَت سارة ابنها اسحق ولم تدع إسماعيل يكون الوريث لإبراهيم مع ابنها اسحق، لذلك طلبت من إبراهيم أن يٌخرج هاجر وابنها إسماعيل من بيته.
عندما وصل إسحق الأربعين من العمر، أرسل إبراهيم خادمَهٌ إلى بلاد ما بين النهرين ليختار لابنه اسحق زوجة من لابان الذي هو من عائلة زوجته سارة.
تم إرسال رفقة لتكون زوجة لإسحق، لكنها كانت عاقرا، لذلك صلى إسحق لكي يمنَ اللهرفقة نعمة الحمل، فحمَلَت رفقة بتوأم، عيسوويعقوب، ففضل إسحق عيسو، ولكن رفقة فَضَلَت يعقوب.
وبعد عدة سنين، حدث جوع في البلاد، فرحل إسحق إلى مدينة جَرَارَ، حيث أبيمالك كان ملكاً. وقد ادعى إسحق بأن رفقة هي أخته، ولكن أبيمالك كَشَفَ خدعة إسحق.
أصبح إسحق غنيا جداً، وكانت قطعانه تزداد أكثر وأكثر، وكان شعب مدينة جَرَارَ حسودين، حيث ردموا جميع الآبار التي حفرها عبيد أبيه إبراهيم في أيامه.
فأنصرف إسحق من هناك ووضع خيامه في وادي جرار، وأقام هناك، وأعاد إسحق حفر آبار المياه التي كان قد تم حفرَها أيام إبراهيم، وتم ردمها، وقد واجه إسحق مشاكل وصعوبات أخرى.
بعدها ذهب اسحق إلى بئر السبع وثبت مسكنَهٌ هناك. وفي هذا المكان ظهر الله لاسحق وجدد العهد معه بأنه سيبارك نسلهٌ، وأيضاً جاء أبيمالك إلى اسحق ليعقد الصلح معه.
تقدم إسحق بالسن، وبلغ 137 سنة، وضعف بصره، لذلك دعى ابنه الأكبر عيسو، وأمَرَهٌ أن يجهز لهٌ طعاما من لحم الغزال، لكن بينما كان عيسو يصطاد، تسلل يعقوب ليأخذ البركة من أبيه أولاً، وبذلك يترك لأخيه البركة الثانية.
إسحاق هو ابن النبيإبراهيم من زوجته سارة، وقد كانت البشارة بمولده من الملائكةلإبراهيموسارة، لما مروا بهم ذاهبين إلى مدائن قوملوط، ليدمروها عليهم لكفرهم وفجورهم، ذكره الله في القرآن بأنه غلام عليم وأنه من المصطفين الأخيار وأنه من أولي الأيدي والأبصار وأنه من الأمة الذين يهدون بأمر الله وأنه من أنبياء الله الصالحين وجعله الله رسولاً نبياً ومن نسله يعقوب، ومن يعقوب جاء يوسفوالأسباط.
سيرته
لا يذكر القرآن غير ومضات سريعة عن إسحاق. كان ميلاده معجزة[ ؟ ]، وبشارة وفرحة لأبيه إبراهيموسارة كبيرين في السِّن فبشرتهم به الملائكة، فعمت الفرحة والسرور في بيت إبراهيم وسجد إبراهيم شاكراً لربه، وورد في البشرى اسم ابنه يعقوب (لأنه كان ممسكاً بعقب أخيه التوأم عيسو). وقد جاء ميلاده بعد سنوات من ولادة أخيه إسماعيل من زوجة إبراهيم الثانية هاجر. ولقد قر قلبا إبراهيموسارة بمولد إسحاق ومولد ابنه يعقوب. وأثنى الله عليه كنبي من الصالحين.
قال ابن كثير في تفسيره: يخبر تعالى أنه وهب لإبراهيم إسحاق، بعد أن طَعَن في السن، وأيس هو وامرأته «سارة» من الولد، فجاءته الملائكة وهم ذاهبون إلى قوملوط، فبشروهما بإسحاق، فتعجبت المرأة من ذلك، وقالت: ﴿قَالَتْ يَا وَيْلَتَا أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ ٧٢ قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ٧٣﴾سورة هود، الآيتين 72 و73،[23] وبشروه مع وجوده بنبوته، وبأن له نسلا وعَقِبا، كما قال: ﴿وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ ١١٢﴾سورة الصافات، الآية 112[20]، وهذا أكمل في البشارة، وأعظم في النعمة، وقال: ﴿وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ ٧١﴾سورة هود، الآية 71[13] أي: ويولد لهذا المولود ولد في حياتكما، فتقر أعينكما به كما قرت بوالده، فإن الفرح بولد الولد شديد لبقاء النسل والعقب، ولما كان ولد الشيخ والشيخة قد يتوهم أنه لا يَعْقب لضعفه، وقعت البشارة به وبولده باسم «يعقوب»، الذي فيه اشتقاق العقب والذرية، وكان هذا مجازاة لإبراهيم عليه السلام، حين اعتزل قومه وتركهم، ونزح عنهم وهاجر[ ؟ ] من بلادهم ذاهبا إلى عبادة الله في الأرض، فعوضه الله عَزَّ وجل، عن قومه وعشيرته بأولاد صالحين من صلبه على دينه، لتقر بهم عينه، كما قال تعالى: ﴿فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا ٤٩﴾سورة مريم، الآية 49[17]، وقال هاهنا: ﴿وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ٨٤﴾سورة الأنعام، الآية 84.[12][24]