بكونه حفيد فيليب السوابي حاول أن يصبح امبراطوراً للامبراطورية الرومانية المقدسة، وقد بذل الكثير من المساعي والجهود المضنية لتحقيق مثل هذه الطموحات. وفي عام 1257م تمّ له ما أراد، فاختاره عدد من الأمراء المنتخبين الألمان ملكاً لألمانية، لكن هذا الانتخاب لم يُقَيَّض له أن يرى النور، لعدم موافقة البابا عليه.
تمكَّن من إسترداد قادس و قرطاجنة من أيدي المسلمين، وحاول فرض ضرائب جديدة لتغطية نفقاته مما أدى إلى استياء السكان وتذمرهم. وفي عام 1275م توفى وريثه الشرعي فرناندو دي لاكاردا وكانت قوانين لاس سيته باراتيداس تقضي بأن يكون البكر هو الوريث، لكنَّ ألفونسو حاول أن يجعل من ابن فرناندو وريثاً شرعياً بدلاً من والده المتوفى، مما أثار سخط ابنه الثاني سانتشو الرابع ملك قشتالة الذي رفض الخضوع لهذا الاختيار، وفي عام 1282م تمرَّد سانشو على والده، واحتكم إلى السلاح مُفجِّراً بذلك نيران حرب أهلية، وقف فيها مدافعاً عن النبلاء في مواجهة الملك، لكن وفاة ألفونسو الأب في إشبيلية، وضعت حداً لهذه الحرب وحسمت الموقف لمصلحة سانشو.[3]
ترجمت في عهده العديد من المؤلفات إلى اللغة الإسبانية كان أهمها كتاب الإنجيل وكتاب كليلة ودمنة وكتاب التلمود وقسم من مؤلفات ابن رشد. وأمر الملك ألفونسو كذلك بترجمة كتب في ألعاب شرقية كـ«كتاب الشطرنج» واستخدم الموسيقى الأندلسية في وضع أناشيده ذائعة الصيت لاس كانتيجاس دي سانتا ماريا[4].في ميدان التأليف، فقد كان جهده عظيماً بحيث جمع في طليطلة نفراً من أهل العلم ليصنفوا له كتب علم الفلك. وقد تمكن هؤلاء العلماء من النهوض والتقدم بالدراسات الفلكية بفضل مشاهداتهم ونقولهم وما قاموا به من أعمال علمية أخرى. وكان الملك كثيراً ما يشرف بنفسه على الأعمال التي كانت تجري في مدرسته الطليطلية، وكان يأمر بترجمة ما يرى نقله من الكتب الأندلسية خاصة ويقوم بترتيبها بنفسه وخاصة ما يقول منها بنظريات جديدة تعدل مذهب بطلميوس في الفلك والجغرافية. وأمر كذلك بصنع آلات وأجهزة لم تكن معروفة إلى ذلك الحين.
أشرف بنفسه على توجيه أعمال الترجمة والتحرير أو التلخيص التي كان مساعدوه يقومون بها، وأنشأ في مرسية معهداً للدراسات بمعاونة القرطبي الفيلسوف المسلم، ولم يوفق هذا المعهد المرسي كثيراً، فنقله إلى إشبيليا وأنشأ فيها مدرسة عامة للاتينية والعربية، وجعل فيها أساتذة من المسلمين لتدريس الطب والعلوم.[5]