وَلَّادة بنت المُستَكْفي بالله (994 - 26 مارس 1091) هي أديبةٌ وشاعرةٌ أندلسية، والدها هو الخليفة محمد المستكفي بالله. يصفها كتاب «الدُر المنثور في طبقات ربّات الخدور» بأنها «كانت واحدة زمانها المشار إليها في أوانها، حسنة المحاورة، مشكورة المذاكرة، مشهورة بالصيانة والعفاف. أديبة شاعرة جزلة القول حسنة الشعر، وكانت تناضل الشعراء وتجادل الأدباء، وتفوق البرعاء، وعمرت عمرًا طويلًا، ولم تتزوّج قط».[1] كانت لها أخبارٌ كثيرةٌ مع الشاعر الأندلسي ابن زيدون (1004 - 1071)، حيث كان يهيمُ بها وتهيمُ به، واشتهرا بقصة حبٍ إلا أنها لم تدم طويلًا، وذكرت أسبابٌ كثيرةٌ في ذلك، إلا أنَّ معظم المصادر تُشير إلى أنَّ ابن زيدون قد تعلق بجاريةٍ سوداء تُسمى «عتبة» بارعةٍ في الغناء ليثير الغيرة عند ولادة فتعود إليه،[2] إلا أنَّ ولادة أرسلت له أبياتًا تعاتبه، فأرسل إليها أبياتًا ليستسمحها، إلا أن ولادة لم تأبه به.[1]
الأبيات
تُشير العديد من المصادر أنَّ ولَّادة كانت قد كتبت لابن زيدون تُريد إظهار حُبها له:[3][2][4]
أغارُ عليك من عيني ومني
ومنك ومن زمانك والمكان
ولو أني خبأتك في عيوني
إلى يوم القيامة ما كفاني
تختلفُ صيغة الأبيات أعلاه بين المصادر، حيث تذكر بعضها الشطر الأول من البيت الأول على صيغة «أغارُ عليك من نفسي ومني»،[5] والشطر الثاني على صيغة «ومنك ومن مكانك والزمان».[6] أما الشطر الأول من البيت الثاني فيردُ أيضًا على صيغة «ولو أني وضعتكُ في قلبي».[7]
على الرغم من أنَّ عددًا من المصادر تنسب الأبيات إلى ولَّادة، إلا أنها لم تردُ في أي مصدرٍ اختصاصيٍ، حيث يُشير «ديوان ولادة بنت المستكفي» إلى قصائدها التالية فقط:[8][9][10][11]
تذكر مجلة الفيصل في عددها 364 الصادر بتاريخ أكتوبر/نوفمبر 2006 ميلاديًا الموافق شوال 1427 هجريًا بأنَّ «النصب عبارة عن يدين نحاسيتين متقاربتين وغير متماسكتين، إحداهما يد امرأة بشكلها الأنثوي وبروز شيء من أظافرها ودقتها، والأخرى يد رجل تشكلان في تقابلهما صورة تقترب من المصافحة، وقد وضعتا على نصب صخري مستطيل قائم، وكتب على الجهة التي تقابل الجامع، والتي يفصل بينهما طريق عامر لم يتغير عن شكله العربي القديم. أي: الطريق ومعالمه.» هذه الأبيات مع نسبتها إلى ولَّادة:[12]
اغار عليك من عيني ومني
ومنك ومن زمانك والمكان
ولو اني خبأتك في عيوني
الى يوم القيامة ما كفاني
وكتب تحتها مباشرةً مع نسبتها إلى ابن زيدون:
يا من غدوت به في الناس مشتهرًا
قلبي يقاسي عليك الهم والفكر
ان غبت لم الق انسانًا يؤانسني
وان حضرت فكل الناس قد حضر
وتُكمل مجلة الفيصل قائلةً «وبالمناسبة فقد كُتبت أبياتُ ابن زيدون خطأً في النصب الأسمنتي، بالرفع المضموم في آخر الأبيات، وهي في ديوانه، وفي صحيح سياق اللغة، بالنصب المفتوح».[12]
حَفْصَة بنت الحاج الركونية الأندلسية (1135-1191) هي أديبةٌ وشاعرةٌ من غرناطة. يصفها كتاب «الدُر المنثور في طبقات ربّات الخدور» بأنها «كانت أديبة في زمانها، أبلغ شعراء أوانها شعرًا وأدقهم نظرًا. شعرها جيد ذات رونق فائق، وديباجة حسنة. وكان لها اليد الطولى في سبك المعاني، واستعمال الألفاظ الشائقة».[13] يصفها ابن دحية الكلبي قائلًا «حفصة من أشراف غرناطة رخيمة الشعر رقيقة النظم والنثر»،[14] كما يصفها كامل الجبوري في كتابه «معجم الشعراء: من العصر الجاهلي إلى سنة 2002» قائلًا «شاعرة انفردت في عصرها بالتفوق في الأدب والظرف والحسن وسرعة الخاطر بالشعر.»، كان قد نعتها القاضي والمؤرخ الأندلسي ابن بشكوال بالأستاذة.[15] كانت لها قصةٌ طويلةٌ مع أبو جعفر أحمد بن عبد الملك بن سعيد (قُتل عام 1163)، والذي كان وزيرًا للوالي الموحدي في غرناطة أبي سعيد عثمان ابن الخليفة عبد المؤمن بن علي. لسوء حظ أبي جعفر، أحب الوالي المذكور حفصة أيضًا، فتغير بسببها على أبي جعفر حتى أدى هذا إلى فراره من غرناطة، وانضم إلى تمرد ابن مردنيش ضد حكم الموحدين في الأندلس، وأُسر أبو جعفر عام 1163 ميلاديًا وأُعدم في نفس العام.[16][17] يُشير كتاب «الدُر المنثور في طبقات ربّات الخدور» إلى هذا بأنَّ «وبقيت حفصة محافظة على وداد أبي جعفر إلى أن نكب وقتل، وقد رثته بمراثٍ كثيرة لم يُر مثلها، ولكون قتْلِ أبي سعيد كان من أجلها لم تتمكن من نشرها، وبقيت بعده مدة طويلة وهي حزينة عليه لا تلتفت إلى المسرات، ولا تألف الاجتماعات، حتى دعاها داعي المنون فلبَّت وهي ذات شجون».[13]
تختلفُ صيغة الأبيات أعلاه بين المصادر، حيث تذكر بعضها الشطر الأول من البيت الأول على صيغة «أغارُ عليك من عيني رقيبي»[21] أو «أغار عليك من عيني وقلبي»،[22] والشطر الثاني على صيغة «ومنك ومن مكانك والزمان»، أما الشطر الأول من البيت الثاني فيردُ أيضًا على صيغة «ولو أني خبأتكَ في جُفوني»[23] أو «ولو أني جعلتُك في عيوني».[22]
ذكرت العديد من المصادر الاختصاصية نسبة هذه الأبيات إلى حفصة الركونية، حيث يُشير «ديوان حفصة الركونية» إلى قصائدها التالية:[24][25]
«أَغارُ عليكَ من عيني ومنّي»
«أَزوركَ أَم تزور فإنّ قلبي»
«يا ربّة الحسنِ بل يا ربّة الكرم»
«يا سيّد الناسِ يا من»
«ثنائي على تلكَ الثنايا لأنّني»
«هدّدوني من أجلِ لبس الحداد»
«سَلوا البارقَ الخفّاق والليل ساكن»
«يا مدّعي في هوى الحُس»
«زائرٌ قَد أتى بجيد الغزال»
«سلام يفتحُ في زهرهِ ال»
«ولو لم يكن نجماً لما كان ناظري»
«يا أظرفَ الناسِ قبل حال»
«سار شِعري لك عنّي زائراً»
«لعمركَ ما سرّ الرياض بوصلنا»
«قُل للّذي خلّصنا»
«يا ذا العُلا واِبن الخلي»
«رأستَ فَما زالَ العداة بظُلمهم»
أخرى
تذكر بعض المصادر هذه الأبيات مع نسبتها لمجهولٍ، فتشيرُ إليها فقط بأنها «غزلٌ أندلسي».[26] تغير مصادرُ أخرى الأبيات لتجعلها موجهةً من رجلٍ إلى زوجته، وتذكرها ضمن «الثناء على الزوجة وإشعارها بالغيرة المعتدلة عليها وعدم مقارنتها بغيرها»، لتصبحُ الكلمات «عليكِ، منكِ، زمانكِ، خبأتكِ».[27]
^ ابجالجلواح، محمد (نوفمبر/أكتوبر 2006). "في عرس ابن زيدون انطباعات وتداعيات". الأحساء، السعودية: مجلة الفيصل: 67. مؤرشف من الأصل في 7 كانون الأول 2021. اطلع عليه بتاريخ 7 ديسمبر 2021. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الاستشهاد بدورية محكمة يطلب |دورية محكمة= (مساعدة) وتحقق من التاريخ في: |تاريخ= و|تاريخ أرشيف= (مساعدة)
^ اب"حفصة الركونية". الموسوعة العربية. مؤرشف من الأصل في 7 كانون الأول 2021. اطلع عليه بتاريخ 7 ديسمبر 2021. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ أرشيف= (مساعدة)
^العريان، محمد سعيد (2021). شجرة الدر. وكالة الصحافة العربية. ص. 38. مؤرشف من الأصل في 7 كانون الأول 2021. اطلع عليه بتاريخ 7 ديسمبر 2021. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ أرشيف= (مساعدة)
^"مجلة الأقلام". وزارة الثقافة والإرشاد العراقية. ج. 12 ع. 3. 1977: 64. مؤرشف من الأصل في 2022-01-20. اطلع عليه بتاريخ 2021-12-07. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الاستشهاد بدورية محكمة يطلب |دورية محكمة= (مساعدة) و|archive-date= / |archive-url= timestamp mismatch (مساعدة)
^الدوسري، عبد الرحمن (2017). المرأة والحب. سما للنشر والتوزيع. ص. 106. ISBN:9789776451308. مؤرشف من الأصل في 7 كانون الأول 2021. اطلع عليه بتاريخ 7 ديسمبر 2021. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ أرشيف= (مساعدة)