يناير (رأس السنة الأمازيغية)
هناك إختلاف حول الاحتفال به في مساء يوم 12 يناير أو 13، وهو أمر منتشر على نطاق واسع في الجزائر والمغرب وليبيا وجزر الكناري. في الجزائر في 27 ديسمبر 2017، أقر الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة رسميًا يناير عطلة رسمية يتم الاحتفال بها في 12 يناير من كل عام.[2] أقيم أول احتفال رسمي بعيد يناير كعطلة عامة في الجزائر في 12 يناير 2018.[3] في 3 مايو 2023 بالمغرب، أعلن الملك محمد السادس يوم 14 يناير 2023 رأس السنة الأمازيغية يوم عطلة رسمية.[4][5] وفي فرنسا، تم إدراج "يناير" ضمن قائمة الجرد للتراث الثقافي غير المادي منذ عام 2020.[6] أصل التسميةللتسمية روايات مختلفة تتعلق بإسم الشهر بالتحديد و هو أول الشهول في التقويم، ويتكون يناير من كلمتين أمازيغيتين: يان والتي تعني "رقم واحد"، و "أيور " والتي تعني "شهر"،"يناير» بمعنى الشهر الأول.[7][8][9][10][11][12][13] و أخرى تقول بتسمية الشهر على اسم يناير ليانوس إله البوابات والمداخل في الميثولوجيا الرومانية. وهي آتية من اللاتينية والتي تعني الباب (ianua) حيث أن يناير هو باب الدخول إلى السنة.[14] ووفقا لمعاني مختلفة، يتوافق يناير مع اليوم الأول من التقويم الزراعي الذي استخدمه الأمازيغ لعدة قرون. كما يشير يناير أيضًا إلى بداية التقويم اليولياني المعتمد في روما القديمة ويقابله ثلاثة عشر يومًا من التقويم الغريغوري . لدى يناير عدة أسماء شائعة يمكن أن تختلف حسب المنطقة مثل إيد سڭاس ( باللهجة المغربية ) أو حاجوزة في المغرب.[15] أصول الاحتفاليُعد الاحتفال بالسنة الأمازيغية تقليدًا تاريخيًا قديما في شمال إفريقيا، يرتبط بالموروث الزراعي والثقافي للأمازيغ. يُعرف هذا الاحتفال بـ"يناير"، ويتميّز بتنوع طقوسه وأساليبه من منطقة إلى أخرى، يرتبط هذا التقليد بعلاقة وثيقة بالطبيعة والزراعة، ويُعتبر جزءًا من التراث الثقافي المشترك لسكان المنطقة. ارتبط يناير بمعتقدات ضاربة في القدم، فمثلا يعتقد الأمازيغ أن من يحتفل بيناير سيحظى بسنة سعيدة وناجحة، ويختلف شكل الاحتفال من منطقة إلى أخرى، تُعد أطباق مثل الشرشم أو الكسكس والفواكه المجففة والمكسرات في الجزائر من بين الأطعمة التقليدية التي تُحضر وتُستهلك خلال الاحتفالات برأس السنة الأمازيغية، حيث تُوزع على أفراد العائلة خلال الليلة الاحتفالية. وتعد أكلة أوركيمن في المغرب أو إيرفين من الأطباق التقليدية التي تُحضّر في هذه المناسبة. في العصور الوسطى، ظهرت أقدم المراجع المكتوبة التي تتحدث عن "ينيار" كحدث احتفالي في كتابات ابن قزمان (1086-1160) من قرطبة، وكذلك في كتابات الفقيه المالكي أبو بكر محمد العلي تورتوسي (1059-1126). فبينما يصف الشاعر ينيّر بأنها لحظة احتفال، يعتبرها الفقيه بدعة.[16][بحاجة لمصدر أفضل] وقد ذكر ابن قزمان يناير مرتين في ديوانه. في البداية، يستحضرها بعبارات احتفالية، ثم يقدم وصفًا تفصيليًا للاحتفال بيناير في القرن لثاني عشر في قرطبة. أثناء تجوله في أحد الأسواق، يصف المنتجات الآتية من بلاد المغرب المعروضة في أكشاك السوق، مثل الكعك وقرون الغزال والحلويات والفواكه الطازجة والفواكه المجففة.[16] تشكل هذه القصيدة أحد المصادر النادرة في العصور الوسطى التي توفر الكثير من التفاصيل حول طقوس ينيير في الأندلس. وتجدر الإشارة إلى أن الاحتفال الحالي بهذا العيد في القطاع الوهراني في الجزائر وأجزاء أخرى من شمال إفريقيا يحمل أوجه تشابه مذهلة مع ذلك الذي وصفه ابن قزمان [16] قصة العجوزيحتفل بشهر ينّار أو يَنَّاير في أنحاء وبلدان مختلفة من بلاد المغرب ، وفي مالي والساحل بالإضافة إلى نيجيريا. ويرجع أصل وتاريخ رأس السنة الأمازيغية، في التراث الشعبي المغاربي بأسطورة العجوز التي تحدّت شهر يناير، tحسب المعتقدات الأمازيغية، تُروى قصة عن امرأة عجوز استهانت بقوى الطبيعة واغترت بقوتها، فلم تشكر السماء على صمودها ضد برد الشتاء القاسي. وفي يوم من الأيام، تحدّت العجوز "ينّاير" (أشد فصول الشتاء برودة) بالخروج مع عنزاتها الصغيرات لطهي طعامها خارج البيت رغم البرد القارس. فغضب "ينّاير" وطلب من "فورار" (شهر فبراير) أن يقرضه ليلة ونهارًا ليعاقب العجوز على غرورها. وعندما تحقق ذلك، جمدت العجوز وعنزاتها، ويُقال إنه توجد في منطقة جرجرة صخرة تُعرف باسم "صخرة العجوز والعنزات"، حيث يمكن ملاحظة شكل العجوز وهي تحلب معزاتها بجانب صغار الماعز. حتى اليوم، يستحضر بعض الأمازيغ ذكرى "يوم العجوز"، ويعتبرونه يوم حذر واحتياط، حيث يُفضل عدم الخروج للرعي في هذا اليوم تجنبًا لعاصفة شديدة.[17][18] التقويم الفلاحييحتفل سكان شمال أفريقيا الأصليين به تفاؤلا بموسم فلاحي وافر، حيث يعتمد الأمازيغ في تقويم "ينّاير" على ما يُعرف بالتقويم الفلاحي، الذي يتبعه الفلاحون لتنظيم مواعيد الزراعة والسقي. يُعتبر شهر يناير نهاية موسم الحرث ومنتصف موسم المطر، كما تتزامن السنة الأمازيغية الجديدة مع نفاد مخزون المؤونة التي يُخزنها الفلاحون تحسبًا لفصل الشتاء، والتي تُعرف محليًا باسم "العولة". قصة شيشنق الأولوفي عام 1980، اقترح عمار نجادي، جزائري الأصل ومقيم في باريس، انشاء تقويم أمازيغي مشابه للتقويم الروماني الذي حدد بدايته من 13 يناير ميلادي، ويتوافق مع بداية السنة الفلاحية في المنطقة[19]، و تقرر تحديد بداية السنة الصفر للتقويم الأمازيغي إستنادا إلى قصة إعتلاء شيشنق الأول عرش مصر الفرعونية في 943ق.م و تأسيسه الأسرة الثانية والعشرين الفرعونية. وموجود في إحدى الصخور في وادي الملوك بمصر ذكر لأقوى المعارك التي قادها منتصرا. ينحدر شيشنق الأول، من أحد قبائل المشواش الأمازيغية المتمركزة في شرق ليبيا حاليا[19][20]، لا أدلة مؤكدة تُثبت أن شيشنق عاصر رمسيس الثاني، لأنه مات قبل ولادة شيشنق بأكثر من مئة عام.[21] و في رواية موازية ان شيشنق تزوج من ابنة الفرعون بسوسنس الثاني آخر ملوك الأسرة الحادية والعشرين، ترتب عنه قيام الأسرة الثانية والعشرين[22] حوالي 940 قبل الميلاد. فالمرجح انه تمكن من تولي الحكم في مصر القديمة بزواجه من ابنة الفرعون، بالتوازي طالبت الأكاديمية البربرية، التي تأسست في فرنسا، لاعتبار "يناير" رأسًا للسنة الأمازيغية في التقويم المقترح، مستندة إلى التقاليد القديمة لسكان شمال إفريقيا. في نفس عام 1980، الذي اقترح فيه عمار نجادي التقويم الأمازيغي.[23] مظاهر الاحتفالمظاهر الاحتفال ببداية السنة الأمازيغية كثيرة ومتنوعة كل حسب عاداته وتقاليده، حيث يأخذ الاحتفال نكهة خاصة لدى أمازيغ الجزائر والبلدان المغاربية الأخرى، ويتم إحياؤها بطقوس مميزة وعادات تعكس هوية سكان المنطقة.[24] أحد أهم جوانب يناير هو إعداد وجبة خاصة رمزية، دسمة ومتميزة عن الأطباق اليومية. في الجزائر، يتم الاحتفال بيناير في مختلف المناطق الأمازيغية، بما في ذلك مجتمعات القبائل، والشاوية، والمزابيين، والطوارق، حيث يضيف كل منهم لمسات فريدة إلى التقليد. في المغرب
الجزائريحتفل به السكان في كامل القطر الجزائري وتتميز كل منطقة بتقاليدها الخاصة الإحتفالية، الشاوية: في منطقة الشاوية بجبال الأوراس، يختلف عن باقي المناطق، حيث يقوم سكان الأوراس بتغيير الموقد التقليدي المتكون من الأحجار والرمال التي يطهى عليها الأكل، وبعد العشاء تقوم العائلات بتنظيم سهرة خاصة بحضور التراز والفول السوداني والشاي على الطاولة.[26] يتميز أيضا بإعداد "التريدة" (رقائق المعجنات الرقيقة المنقوعة في صلصة اللحم اللذيذة) أو "الشخشوخة"، وهو طبق من الخبز المسطح الممزق الممزوج باللحم والخضروات في صلصة غنية. ويقيم الشاوية أيضًا تجمعات جماعية حيث تتشارك العائلات في وجبات الطعام وتتبادل البركات من أجل الرخاء والوفرة في العام الجديد. القبائل: خلال احتفالات السنة الأمازيغية، تُعد مجموعة من الأطباق التقليدية التي تحمل رمزية ثقافية خاصة، منها الأسفل و هو طبق يُحضّر باستخدام لحم الأضحية ويُقدَّم مع الكسكس المزين بالخضروات الموسمية. كذلك البركوكس و هو طبق غني يتكون من الخضروات وعجينة مصنوعة من الحبوب. يحرص سكان منطقة القبائل في الجزائر على ذبح ديك عن الرجال ودجاجة عن النساء يذبحها كبير العائلة من الرجال، وتحضر النساء العشاء الذي يحضره جميع أفراد العائلة وسط أجواء من الفرح والغناء ويضعون الحناء للأطفال، ويعتبرون هذه الطقوس فأل يقيهم من الحسد والعين. المزابيين والطوارق: تجلب مناطق أخرى، مثل وادي ميزاب والصحراء، نكهاتها الخاصة للاحتفال، بما في ذلك في كثير من الأحيان التمور والخبز التقليدي والأطباق القائمة على الماعز. الغرب الجزائري : يحتفل به سكان المنطقة بإسم الناير وهو عادة قديمة. وتجدر الإشارة إلى أن الاحتفال الحالي بهذا العيد في القطاع الوهراني في الجزائر وأجزاء أخرى من شمال إفريقيا يحمل أوجه تشابه مذهلة مع ذلك الذي وصفه ابن قزمان [27] القرطبي في بلاد الأندلس تونسليبيابلاد الأندلسمن أقدم المخطوطات التي تتحدث عن "ينيار" كإحتفال، موجودة في كتابات ابن قزمان (1086م-1160م) القرطبي ، كما في كتابات الفقيه المالكي أبو بكر محمد العلي تورتوسي (1059-1126). فبينما يصف الشاعر ينيّر بأنها لحظة احتفال، يعتبرها الفقيه بدعة [27] . وقد ذكر ابن قزمان يناير مرتين في ديوانه . في البداية، يستحضرها بعبارات احتفالية، ثم يقدم وصفًا تفصيليًا للاحتفال بيناير في القرن لثاني عشر في قرطبة. أثناء تجوله في أحد الأسواق، يصف المنتجات الآتية من بلاد المغرب المعروضة في أكشاك السوق، مثل الكعك وقرن غزال والحلويات والفواكه الطازجة والفواكه المجففة [27] الآخرى . تشكل هذه القصيدة أحد المصادر النادرة في العصور الوسطى التي توفر الكثير من التفاصيل حول طقوس ينيير في الأندلس. الرمزية والطقوسيناير هو وقت يزخر بالرمزية الثقافية والتقاليد الاجتماعية، حيث يتم خلاله تبادل الأمنيات بالرخاء وطول العمر. يتضمن الاحتفال بهذا الشهر مجموعة من الطقوس والممارسات ذات الدلالات الخاصة، ومنها:
تتميز هذه الطقوس، التي تُمارَس خلال يناير، برمزية هدفها مواجهة شبح نقص في المواد الغذائية، واستقبال التغيير والازدهار، بالإضافة إلى الترحيب بالقوى غير المرئية التي كانت جزءًا من المعتقدات التقليدية للبربر. [28] مراجع خارجية
انظر أيضاالمراجع
وصلات خارجيةInformation related to يناير (رأس السنة الأمازيغية) |