لغز كاسبر هاوزر (بالألمانية: Jeder für sich und Gott gegen alle; lit. Every Man for Himself and God Against All) فيلم دراما، وتاريخ، وسيرة ذاتية من إخراج وسيناريو وإنتاج المخرج الألماني فرنر هرتزوغ عام 1974، وهو من بطولة برونو إس. ووالتر لادينجاست. يروي الفيلم ظهور شاب يدعى كاسبار هاوزر في نورمبرج عام 1828، بالكاد يستطيع الكلام أو المشي ويحمل نغمة غريبة.[3][4][5]
الفيلم يحكي قصة واقعية حدثت في ألمانيا الغربية في القرن الثامن عشر عن شاب ظهر ذات صباح في ميدان بمدينة نورنبرغ واقفا وبيده رسالة موجهة إلى قائد السرية الرابعة من فوج الفرسان السادس النقيب فون فسنيغو، ومحتوى الرسالة تقول إنه يريد أن يصبح فارسا مثل أبيه. يأخذه الأهالي بعد أن وجدوه لا يستطيع أن يتحدث إلا بجملتين ولا يعرف السير إلا بصعوبة، وبعد أن يُحتَجز في مركز الشرطة يكتشف الجميع وبصعوبة، بأنه كان محتجزًا لمدة 17 سنة في زنزانة مظلمة، احتجزه فيها شخص مجهول يرتدي السواد منذ ولادته، وكان يحضر تحت جنح الظلام ليمده بطعام من خبز وماء فقط، ومع الأحداث يتبناه فيلسوف وشاعر ألماني ليعلمه، ولكنه يظل رافض لواقع المدينة. يهاجمه مجهول ويتركه جريحا وغائبا عن الوعي. كان كاسبار دائما يحكي عن رؤيا يرى فيها البرابرة في الصحراء الكبرى وهم يموتون. يعود المجهول ليهاجمه مرة ثانية ليتركه قتيلا، وبعد تشريح الجثة يظهر أن هناك تضخم بالكبد والمخيخ.[16]
قدم فرنر هرتزوغ الممثل برونو إس. لبطولة هذا الفيلم، وهو الممثل الذي قضى فترة من طفولته في مصحة عقلية، وقد شاهده هرتزوغ في فيلم وثائقي عن موسيقى الشوارع. لم يتلقَ برونو أي تدريب على التمثيل وكان وقت تصوير الفيلم يبلغ 41 عام بالرغم إن كاسبر في الفيلم يبلغ من العمر 17 عام فقط، والغريب أن برونو ظل مرتديا ملابس بطل الفيلم طوال فترة التصوير.[19][20][21]
استقبال الفيلم وردود الافعال
أدرج روجر إيبرت الناقد المعروف هذا الفيلم ضمن قائمة الأفلام العظيمة.[22]
دخل الفيلم مهرجان كان السينمائي عام 1975، وحصل على الجائزة الكبرى للنقاد، كما حصل على جائزتين من الجوائز الألمانية للمونتاج ولتصميم المناظر.[23]
كتب أحمد خالد توفيق في كتابه "عشاق الأدرينالين" الصادر في 2008 [24] متحدثاً عن فيلم "لغز كاسبر هاوزر" بعد ذكر المخرج "هيرتزوج" بأنه "مجنون تماماً لكنه عبقري" وكتب: "يرى بعض علماء النفس إن هذه القصة لا يمكن أن تكون حقيقية بحال، لأن الفتى لو عاش حياة كهذه لصار معتوهاً أو مات"، يتابع الكتاب قائلاً: "أساطير كثيرة نسجت حول "هاوزر"، منها أنه أمير بادن الذي تم استبدال طفل ميت به عند الولادة، وعاش في الأسر حتى سن السادسة عشر. بهذا أنتقل العرش من الأمير كارل [25] الذي لم يرزق بأبناء ذكور إلى أخيه "ليوبولد"،[26] وتابع الكاتب: "إن هاوزر لغز حقيقي، وينطبق عليه القول: مات بسره.. لكنه خالد في ذهن الأوروبيين وقد تكرر ذكره في الأدب العالمي مراراً."[27][28]