كنيسة طولكرم للروم الأرثوذكس أو كنيسة القديس جاورجيوس المُقدسة،[1] هي كنيسة أرثوذكسية تاريخية،[2][3] وأحد الأديرة الأرثوذكسية القديمة،[4] تقع في مدينة طولكرم الفلسطينية،[5][6] تعد واحدة من أقدم كنائس فلسطين،[7] يعود إنشائها إلى عام 1830م، وقد شارك في إنشائها وترميمها عدة دول، وتعد من الأماكن المقدسة في الأراضي الفلسطينية بحسب الأمم المتحدة،[8] وهي واحدة من الكنائس الأرثوذكسية المقدسة في الضفة الغربية،[9][10] وإحدى الكنائس الرئيسية في بطريركية الروم الأرثوذكس بالأراضي المقدسة.[11]
جرى إنشاء كنيسة ودير الروم الأرثوذكس في وسط مدينة طولكرم بالضفة الغربية،[4][12] وذلك في عام 1830 في أوائل القرن التاسع عشر الميلادي،[13][14] في عهد الدولة العثمانية.[15] بلغ عدد مسيحيي طولكرم الأرثوذكس عام 1967 حوالي 1000 شخص مسيحي أرثوذكسي،[16] قبل أن يتناقص العدد بفعل الأوضاع السياسية. من أبرز العائلات المسيحية بمدينة طولكرم: حداد، صباغ، سابا، الدرزي، حبيب، عبد النور، خرعوبة، القرة، نجم، مزبر، أبو عطا، غطاس، العبوة، صرفيان، لويد، اقديس، سداح، خوري، صويص، زند، عواد، رزق، كرنيك، وغيرهم.[7]
شهدت كنيسة طولكرم للروم الأرثوذكس منذ إنشائها الكثير من الأحداث السياسية والعسكرية،[17] كان منها معارك الحرب العالمية الأولى والثانية، ونكبة 1948، ونكسة 1967، وغيرها.[17] مع وقوع أحداث تقسيم فلسطينوالنكبة، سارعت الأمم المتحدة في 8 أبريل1949 على التأكيد بأن كنيسة طولكرم الأرثوذكسية هي واحدة من الأماكن المسيحية المقدسة في فلسطين،[8] وأكدت بأن كنيسة طولكرم الأرثوذكسية هي مكانًا مقدسًا خالصًا تحت وصاية الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية.[8] وطالبت الأمم المتحدةوجمعيتها العامة كافة أطراف النزاع بضرورة حماية جميع الأماكن المقدسة في الأراضي الفلسطينية، وضمان حرية الوصول إليها.[8]
تقع الكنيسة في حي البلدة القديمة وسط مدينة طولكرم،[12] بجوار ميدان جمال عبد الناصر بالمدينة.[15]
محيط الكنيسة
الأيقونستاس التاريخي
تحتوي كنيسة طولكرم للروم الأرثوذكس على الأيقونستاس (حائط الأيقونات) التاريخي التذكاري الأثري؛[27] والذي صنع عام 1943 من قبل قيادة وجنود الجيش اليوناني خلال تواجدهم بطولكرم وفلسطين فترة الحرب العالمية الثانية.[13]
مرافق الكنيسة
تشكل كنيسة طولكرم للروم الأرثوذكس مجمع مسيحي أرثوذكسي متكامل،[23] حيث يضم حرم الكنيسة:
ساحات وحديقة.
مبنى الكنيسة الرئيسي.
مباني أخرى تستخدم كمركز مسيحي مجتمعي وثقافي، وجمعية أرثوذكسية.[25]
وإلى جانب ذلك، يوجد مقبرة خاصة بالمسيحيين من كافة الطوائف تقع في إحدى أحياء المدينة.
المقبرة المسيحية في مدينة طولكرم
مدخل المقبرة المسيحية بالمدينة
رؤساء الكنيسة
تعاقب على رئاسة كنيسة طولكرم للروم الأرثوذكس عددٌ من الكهنة ورجال الدين، كان من أبرزهم:
جرى في الكنيسة إحياء عدة مناسبات دينية بحضور ديني رفيع، كان من هذه المناسبات:
القداس الإلهي برئاسة المطران عطا الله حنا،[40] يوم الأحد 11 أكتوبر2009،[41] وألقى المطران كلمة دينية وتوجيهية مما جاء فيها: «كنيستنا وإيماننا وتراثنا المسيحي في هذه البلاد هو جزء أساسي من مكونات وحضارة وثقافة هذا الشعب وهذه الأمة».[42]
كما احتضنت الكنيسة عددًا من المناسبات الهامة على مستوى المنطقة، كان منها:
القداس الديني برئاسة البطريرك ثيوفيلوس الثالث وبرفقة لفيف من المطارنة ورجال الدين، يوم الأحد 10 سبتمبر2006، وبحضور العشرات من مسيحيي طولكرم الأرثوذكس.[47]
القداس الإلهي برئاسة البطريرك ثيوفيلوس الثالث، يوم الأحد 10 فبراير2013، بمناسبة الاستعداد للصوم الكبير المقدس، وبمشاركة كل من رئيس أساقفة قسطنطين، ورئيس كنيسة الفحيص الأردنية للروم الأرثوذكس، ورئيس كنيسة بئر يعقوب، وعدد من رجال الدين، وبحضور مسيحيي طولكرم الأرثوذكس.[48] وقدم البطريرك ثيوفيلوس الثالث كلمته الكاملة في الكنيسة بمناسبة استعداد مسيحيي العالم للصوم الكبير المقدس، ومما جاء في كلمته: «إن كنيستنا الأرثوذكسية المقدسة تمر في مرحلة الاستعداد للصوم الكبير المقدس، وإن كنيستنا المقدسة تدعونا لأن نلج هذا الصيام بتوبة صادقة وحقيقية».[49]
القداس الإلهي برئاسة البطريرك ثيوفيلوس الثالث،[27] يوم الأحد 30 مارس2014،[13] بمناسبة أحد القديس يوحنا السلمي،[13] وبمشاركة رئيس أساقفة قسطنطينية،[50] ومجموعة من رجال الدين،[51] وبحضور مسيحيي طولكرم الأرثوذكس.[52] وألقى البطريرك ثيوفيلوس الثالث كلمة في الكنيسة موجهة لعموم مسيحي العالم بمناسبة الأحد الرابع من الصوم،[53] ومما جاء في كلمته: «نعمة الروح القدس جمعتنا بحفاوة في هذا اليوم المبارك، ألا وهو الأحد الرابع من الصيام المبارك، حيث نحتفل بتذكار القديس البار يوحنا السلمي ساجدين وشاكرين بملء قلوبنا للثالوث القدوس المحيي».[54]
واستقبلت شخصيات رسمية أخرى في الكنيسة خلال زيارتهم لها، كان منهم:
زيارة تفقدية للكنيسة بتاريخ 3 يوليو2021، من قبل وزير الثقافة الفلسطيني عاطف أبو سيف على رأس وفد ثقافي وديني.[56]
جمعية طولكرم الأرثوذكسية
أنشئت الجمعية الأرثوذكسية في مدينة طولكرم عام 1890، وقد تولى رئاستها وإدارتها عدد من مسيحيي طولكرم الأرثوذكس، كان من أبرزهم المحامي خليل صباغ والذي كان أحد قادة فلسطين المحليين في زمن الانتداب البريطاني، وقد لعبت الجمعية برئاسته دورًا بارزًا في مقارعة الانتداب البريطاني في فلسطين، حيث أقامت الجمعية المظاهرات والاحتجاجات والفعاليات ضد الانتداب البريطاني ووعد بلفور والهجرة اليهودية إلى فلسطين،[57] كما نفذت الجمعية بقيادة الصباغ أوائل عام 1923 هجومًا على مستعمرة الخضيرة اليهودية القريبة من طولكرم.[58] كان أيضًا ممن تولى إدارة الجمعية كل من «حنا أبو عطا» و«خليل الخوري» و«سليم الدرزي»،[59] ثم «نعيم أبو عطا» خلال فترة الأربعينيات والخمسينيات،[60] وغيرهم.[60] يرأس الجمعية اليوم «داوود خرعوبة».[22]
شخصيات تعمدت في الكنيسة
تعمد في كنيسة طولكرم للروم الأرثوذكس عدد كبير من الفلسطينيين المسيحيين على مدى سنوات طويلة، كان من أبرزهم:
بشير نجم، عالم جغرافيا ومؤرخ ومفكر فلسطيني، وقد تعمد في الكنيسة عند ولادته عام 1936.[61]
^Johnny wallman (2016). Zahal; A Love Story (بالإنجليزية) (الأولى ed.). Morrisville, North Carolina: Lulu Press. p. 94. ISBN:9781326759162. Archived from the original on 2021-01-24. Retrieved 2021-01-24.