عبد الكريم العائدي (1909-1970)، رجل دولة سوري تسلّم قيادة الشرطة السورية في عهد الرئيس شكري القوتلي قبل تعيينه محافظاً على مدينة حماة ثم على دير الزور. وهو أحد مؤسسي عصبة العمل القومي في سورية ومن رجالات الحركة الوطنية المناهضة للاحتلال الفرنسي.
انضم العائدي في مطلع شبابه إلى الكتلة الوطنية الرامية إلى تحرير البلاد من حكم الانتداب الفرنسي، وتعرض للملاحقة من قبل السلطات الفرنسية بسبب نشاطه الوطني مما أجبره على اللجوء إلى الحجاز، حيث فتح عيادة طبية للأسنان. وعندما سُمح له بالعودة إلى دمشق، عمل في التدريس وكان مديراً لمدرسة عائلته، الكلية العلمية الوطنية. وفي عام 1932، شارك في تأسيس عصبة العمل القومي في قرية قرنائلبجبل لبنان مع عدد من الوطنيين السوريين أمثال عبد الرزاق الدندشيوزكي الأرسوزيوقسطنطين زريق.[2] كُلّف بتأسيس مطبوعة عصبة العمل القومي التي حملت اسم «جريدة العمل القومي» وأصبح رئيساً لتحريرها ولكنها تعرضت للإغلاق من قبل سلطة الانتداب. هرب العائدي مجدداً إلى بغداد وحلّ ضيفاً على الحكومة العراقية حتى عام 1940.[3] وعند انتخاب شكري القوتلي رئيساً للجمهورية في صيف عام 1943، عاد إلى سورية وعُيّن قائم مقام على بلدة دوما في ريف دمشق ثم رئيساً للشرطة السورية وقائداً للدرك في نيسان 1946. وفي عهد الاستقلال عينه الرئيس القوتلي محافظاً على مدينة حماة في وسط البلاد.[4] حافظ عبد الكريمالعائدي على منصبه حتى آذار 1949، عندما رفض الاعتراف بانقلاب حسني الزعيم، معلناً تمسكه بالرئيس شكري القوتلي والحكومة المنتخبة في سورية. أمر حسني الزعيم باعتقاله وزجّه في سجن المزة العسكري.
وبعد سقوط عهد حسني الزعيم في منتصف شهر آب 1949، عُيّن عبد الكريم العائدي مديراً على مكتب العشائر السورية ومن ثمّ محافظاً على مدينة دير الزور عام 1951، بتكليف من الرئيس هاشم الأتاسي. وبعدها أصبح ممثل سورية إلى مكتب مقاطعة إسرائيل التابع لجامعة الدول العربية، حيث عمل حتى قيام الوحدة مع مصر سنة 1958.
^فيليب خوري (1987). سورية والإنتداب الفرنسي، ص 417 (بالانكليزية). الولايات المتحدة الامريكية: جامعة برينستون.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)
^خليل صويلح (2012). عبد الكريم العائدي: جيل الأحلام المجهضة، ص 46. دمشق: دار رفوف.
^عبد الغني العطري (2000). عبقريات، ص 25-29. دمشق: دار البشائر.