شطرنج الأفضلية هي أفضلية يمنحها لاعب الشطرنج القوي للاعب الضعيف كي تكون له حظوظ مكافئة في الفوز، توجد العديد من الأفضليات منها: أفضلية القطع؛ (يزيل اللاعب القوي قطعة أو أكثر من قطعه)، أفضلية النقلات (يحصل الضعيف على عدة نقلات في بداية المباراة)، وقت زائـد في الساعة أو بعض الشروط الخاصة كأن يقوم اللاعب الأقوى بالإماتة بقطعة معينة، كمـا أن مجموع بعض هذه الشروط وارد أيضا (كأن يزيل اللاعب القوي قطعة ويمنح اللاعب الضعيف وقتا زائد في الساعة ونقلة أو نقلتين في البداية)
اشتهر شطرنج الأفضلية في القرنين الـ 18 و الـ 19 حين كانت تلعب الشطرنج على مبالغ مالية وهذا لتشجيع اللاعبين الضعاف على اللعب مقابل النقود، في الوقت الحالي وباستثناء أفضلية الوقت فإن باقي الأفضليات نادرا ما تتم رؤيتها، ريبكا محرك شطرنج مشهور تمكن بنجاح في 2007 و2008 من لعب سلسلة مباريات أفضلية مع لاعبين ماستر وتفوق عليهم.
بعض مواقع الشطرنج على الأنترنيت تمنح خاصية الأفضلية لمستخدميها، وهذا يزيد من متعة اللعبة ويساعد على التخفيف من فارق القوة الموجود بين اللاعبين.
تاريخ
وفقًا لهاري غولومبيك، "بلغ منح الأفضلية ذروته في القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر".[2] فمثلا فيليدور لعب معظم مبارياته بمنح أفضلية.[2] كما أن خمسة عشر في المائة من المباريات المعروفة لبول مورفي (1837-1884) منح فيها أفضلية لخصمه. [3]
نصح هاورد ستونتن في كتابه Chess-Player's" Handbook (1847)" اللاعبين عديمي الخبرة بقبول الأفضلية التي يمنحها لهم اللاعبون المتقدمون، وعند تطور مستواهم يفضل أن يمنحوا أفضليات للاعبين الأقل منهم في المستوى، وذلك لأن لعب مباريات متوازنة بين لاعبين مختلفين في المستوى، سيؤدي (على حد زعمه) إلى الإهمال.[4] في عام 1849، نشر ستونتون كتاب رفيق لاعبي الشطرنج، وهو عمل مؤلف من 510 صفحة "مكتوب لعرض الإفتتاحات، حين يعطي أحد اللاعبين أفضلية للآخر. [5] تم تخصيص ما يزيد قليلاً عن 300 صفحة للمباريات غير المتوازنة: احتوى الفصل الأول (الصفحات من 1 إلى 185) على مباريات غير متوازنة متنوعة، وناقش معظم الفصل الخامس (الصفحات 380-496) أنواعًا مختلفة من الافضليات، كما تضمن بعض الأنواع الغريبة وغير العادية.[6] تضمنت أطروحةافتتاح الشطرنج التي كتبها كل من إدواردو فريبورو[الإنجليزية]وتشارلز رانكين[الإنجليزية] في أواخر القرن التاسع عشر، أربعة عشر صفحة في تحليل أفضل المباريات التي لعبت مع منح أفضلية بيدق ونقلة، أو بيدق ونقلتين، أو أفضلية حصان كامل.[7]
قاا ماكون شيبوت أنه في منتصف القرن التاسع عشر كانت لعبة الشطرنج لعبة قمار.كانت المباريات تلعب غالبًا على رهانات، ولأن المباريات بين اللاعبين البارزين جذبت عددًا كبيرًا من المتابعين، كان من السهل عليهم أن يجدوا رعاة لدعم رهاناتهم الخاصة.[8] ومع ذلك، كانت المبالغ المتاحة من البطولات بشكل عام ضئيلة نسبيًا، وكان السفر شاقًا، وبالتالي لم يكن مبلغ المال الذي يجمع بهذه الطريقة كافياً لتمكين لاعبي الشطرنج المحترفين من إعالة أنفسهم مالياً.[8] كما أن أول بطولة كبرى للشطرنج[الإنجليزية] نظمت عام 1851[9] وظلت بطولات الشطرنج الكبيرة نادرة لعدة عقود بعد ذلك.[10] وبسبب ذلك أصبح لاعبو الشطرنج المحترفين يعطون أفضلية لخصومهم وذلك لإغراء الهواة على خوض الرهان، لأن تلك الأفضليات أعطت الهواة فرصة للكسب.[8][11][12] نظام الأفضلية هذا أصبح أول نظام تصنيف في الشطرنج، حيث صُنف الهواة بناءً على نوع الأفضلية التي يحتاجون إليها للتنافس ضد اللاعب المحترف، (على سبيل المثال "لاعب الرخ" أو "لاعب بيدق ونقلة") ، كما يقيم اللاعبون اليوم وفقًا لنظام تصنيف إيلو.[13]
قلت المباريات غير المتوازنة تدريجيًا منذ القرن التاسع عشر.[2] اليوم، باستثناء أفضلية الوقت، اختفت جميع الافضليات الأخرى.[14] يفترض شيبوت أن المباريات التي تُلعب على رهانات أصبحت لا تحظى بشعبية لأسباب تكنولوجية، وسياسية، وفلسفية.
تكنولوجيًا أدى إدخال ساعات الشطرنج إلى ظهور طريقة جديدة لمنح الأفضليات، حلت محل منح القطع وأصبحت الطريقة المفضلة لمنح الأفضلية.
سياسيًا دعم الاتحاد السوفيتي لاعبي الشطرنج ورعى تعليم الشطرنج، لكنه أراد أن يكون لاعبو الشطرنج رموزًا ثقافية وليس مجموعة من المحتالين.
نفسيًا؛ بدأ الشطرنج يُعامل بطريقة علمية ومنطقية، مع دراسة أفضل ترتيب نقلات من وضعية معينة.لذلك اصبح اللاعبون غير مهتمين بلعب مباراة من وضعية ابتدائية خاسرة. [15] أتفق كل من ويليام شتاينيتز (1836-1900) بطل العالم الأول، وجيمس ماسون[الإنجليزية] (1849-1905) مع السبب النفسي.[16][17]
في عام 2001، لعب رجل الأعمال اللندني تيرينس تشابمان، وهو لاعب من الدرجة الأولى، مباراة ضد بطل العالم السابق غاري كاسباروف، حيث أعطى كاسباروف بيدقين لخصمه في كل جولة (كانت البيادق التي أزيلت مختلفة في كل مرة) ؛ فاز كاسباروف بمباراتين مقابل مباراة واحدة وتعادل واحد.[22]
لعب ريبكا[الإنجليزية]، وهو محرك شطرنج عالي التصنيف، سلسلة من المباريات ضد لاعبين بشريين أقوياء مع منح أفضلية. في مارس 2007 ، هزم ريبكا الأستاذ الكبيريان إيلفيست بعد إعطاءه أفضلية بيدق (أُزيلَ بيدق مختلفة في كل مرة). [23] في يناير 2008، هزم ريبكا الأستاذ الكبير جويل بنجامين مع منح أفضلية التعادل (التعادل يعد فوزًا لجويل). [24] في مارس 2008، منح ريبكا الأستاذ الكبير رومان جينجيخاشفيلي، أفضلية بيدق ونقلة (أزيل بيدق مختلف في كل مرة) أنتهت المباراة بالتعادل 4-4.[25] في يونيو 2008، أعطى ريبكا جون ماير ( FM) أفضلية حصان، وخسر 4-0.[26][27]أعيدت المباراة في 6 يوليو 2008، ولكن هذه المرة أعطى ريبكا ماير أفضلية بيدق وثلاث نقلات، وفاز ريبكا 3-1.[28][29]
a
b
c
d
e
f
g
h
8
8
7
7
6
6
5
5
4
4
3
3
2
2
1
1
a
b
c
d
e
f
g
h
الوضعية الأبتدائية لشطرنج الأحصنة، استبدلت قطع الأبيض بأحصنة، مع إزالة حصاني الأسود
حتى الآن لا يزال الأساتذة الكبار يلعبون أحيانًا مباريات غير متوازنة ضد المحركات. في عام 2016، لعب محرك شطرنج يدعى كومودو[الإنجليزية] ضد هيكارو ناكامورا مباراة من أربع جولات مع منح ناكمورا أفضلية: بيدق ونقلة، بيدق، قلعة مقابل حصان، أفضلية 4 نقلات. انتهت المباريات الثلاثة الأولى بالتعادل فيما فاز كومودو في الجولة الأخيرة ليفوز بالمباراة 2.5-1.5.[30] في عام 2018، لعب كومودو سلسلة أخرى من المباريات مع منح أفضلية ضد لاغراف. فاز كومودو بأربع مباريات مع منح لاغراف ييدق وحركتين، بيدقين، وزير مقابل قلعة وحصان، و وحصان مقابل بيدق العمود f. فاز لاغراف عند منحه أفضلية قلعة مقابل حصان كما فاز عند منحه وبيدقا مقابل حصان، وانتهت جولة "شطرنج الأحصنة" بالتعادل (في الشكل المجاور).[31] أخيرًا، في عام 2020، لعب كومودو مباراة من 6 جولات ضد الأستاذ الكبير ديفيد سيميدرون[الإنجليزية] مع منح الأخير أفضلية حصان. خسر سيميدرون في المباراة الأولى، لكنه فاز بالمباريات الخمس المتبقية [32]
^Howard Staunton, The Chess-Player's Companion, Henry G. Bohn, 1849, p. v.
^Books II and III were devoted to games not at odds, classified by opening, Book IV analyzed the games of Staunton's 1843 match against Saint Amant. The last chapter of Book V was devoted to chess problems.
^E. Freeborough and Rev. C.E. Ranken, Chess Openings Ancient and Modern, Third Edition, Kegan Paul, Trench, Trübner and Co., London, 1896, pp. 271–84. The authors, after discussing general principles applicable to odds games, devoted pages 274–76 to analyzing games played at pawn and move, pages 277–79 to pawn and two moves games, pages 281–82 to games played at queen knight odds, and page 283 to the unusual odds of king knight.
^ ابجMacon Shibut, Paul Morphy and the Evolution of Chess Theory, Dover Publications, 2004, p. 122. (ردمك 978-0-486-43574-9).
^Reuben Fine writes that for Adolf Anderssen (1818–1879), winner of the 1851 tournament, "There were few tournaments (none at all from 1851 to 1857)". Reuben Fine, The World's Great Chess Games, Dover, 1983, p. 16. (ردمك 0-486-24512-8). Similarly, for Wilhelm Steinitz (1836–1900), the first World Champion, "active tournaments were few and far between ... Steinitz could hardly find one every three or four years". Id. at 31. It was only during Emanuel Lasker's 1894–1921 reign as World Champion that "the institution of the chess tournament was really developed", with "half a dozen international tournaments a year and innumerable local ones". Id. at 49.
^"It was the pernicious practice at the time [of Philidor] for the best players to give odds to weaker ones, no doubt as an inducement for them to play for wagers." Harry Golombek, Chess: A History, G.P. Putnam's Sons, 1976, p. 120.
^Macon Shibut, Paul Morphy and the Evolution of Chess Theory, Dover Publications, 2004, pp. 122–23. (ردمك 978-0-486-43574-9).
^Shibut addresses the question "why has odds chess all but disappeared today?" Macon Shibut, Paul Morphy and the Evolution of Chess Theory, Dover Publications, 2004, pp. 122. (ردمك 978-0-486-43574-9). He notes that, "Today, the game's gambling heritage is best preserved in the arena of blitz chess and, not coincidentally, we can still find oddsgiving in blitz. However, time odds have replaced material as the preferred form of handicapping." Id. at 124.
^Macon Shibut, Paul Morphy and the Evolution of Chess Theory, Dover Publications, 2004, p. 124. (ردمك 978-0-486-43574-9).
^إزرائيل ألبرت هوروويتز and P. L. Rothenberg, The Complete Book of Chess, Collier Books, 1972, pp. 139–40.
^Fischer biographerFrank Brady wrote of the Ginzburg interview (not specifically addressing the part about women chessplayers) that Fischer "claimed emphatically that much in it had been twisted, distorted, and taken out of context". Frank Brady, David McKay, Profile of a Prodigy, Second Edition, 1973, p. 47.