سجود التلاوة أو سجدة التلاوة هو: السجود الذي يكون مسببًا عن تلاوة آية من آيات السجود،[1][2] وآيات السجود في القرآن الكريم: (خمس عشرة آية)، وهو سجدة واحدة.
فإذا كان القارئ مصلِّيًا يسجد ثم يعود إلى القيام لإكمال قراءة الآيات وإكمال الصلاة، وله الخيار أيضًا أن يركع بعدها دون قراءة. وإذا كانت أثناء تلاوة القرآن فيكون السجود سجدة واحدة فقط.[3]
شروط سجود التلاوة
يشترط لسجود التلاوة ما يشترط للصلاة،[4] حسب أقوال مختلف العلماء، كما بينها الإمام النووي في المجموع، وأفتى الشيخ ابن باز أنه لا يُشترط أن يكون الساجد على طهارة.[5]
حكم سجود التلاوة
حكم سجود التلاوة سنة مؤكدة لا ينبغي تركها، فإذا مرَّ الإنسان بآية سجدة فليسجد سواء كان يقرأ في المصحف، أو عن ظهر قلب، أو في الصلاة، أو خارج الصلاة. وأما السُنة المؤكدة فلا تجب ولا يأثم الإنسان بتركها؛ لأنه ثبت عن عمر بن الخطاب أنه قرأ السجدة التي في سورة النحل على المِنبر، فنزل وسجد، ثم قرأها في الجمعة الأُخرى فلم يسجد، ثم قال: «إن الله لم يفرِض علينا السجودَ إلا أن نشاء»، وذلك بحضور الصحابة رضي الله عنهم.[6]
والراجح عند جمهور العلماء أن سجود التلاوة حكمه حُكم صلاة النافلة، فيشترط فيه ما يشترط فيها من طهارة حدث وخبث وستر عورة واستقبال قِبلة، وإليك الأدلة على ذلك من كلام أهل العلم، قال الإمام النووي في المجموع: وحكم سجود التلاوة حكم صلاة النافلة يفتقر إلى الطهارة والستارة واستقبال القبلة لأنها صلاة في الحقيقة. وقال ابن قُدامة في المغني:
”
شرطها الطهارة واستقبال القبلة إلى آخر شروط الصلاة، وكذلك الحكم عند المالكية كما صرح به خليل في مختصره وبينه شروحه.[7]
يلاحظ أن آيات السجود حسب جمهور الفقهاء أربع عشرة آية، إلا أن المالكية لا يرَون السجَدات في أواخر الحج والنجم والانشقاق والعلق من مواضع سجود التلاوة، في حين عدَّ الشافعية والحنابلة سجدة ص سجدةَ شكر لا سجدة تلاوة.[9] ويُذكر هنا آيات سجود التلاوة حسب الجمهور، وهي:
السنَّة أن يقول في سجود التلاوة: سجدَ وجهي للَّذي خلقَه وشقَّ سمعَه وبصرَه بحَولِه وقوَّته. رواه الترمذي والحاكم وزاد: فتبارك الله أحسنُ الخالقين.
وأجاز بعض العلماء أن يقول: «سبحان ربي الأعلى»، أو يفعل مثلما يفعل في سائر السجود. قال الإمام النووي: ويُستحب أن يقول في سجوده: «سجد وجهي للذي خلقه وصوَّره وشقَّ سمعه وبصره بحوله وقوَّته». وأن يقول: اللهم اكتب لي بها عندك أجرا، واجعلها لي عندك ذُخرا، وضع عني بها وِزرا، وتقبَّلها مني كما تقبَّلتها من عبدك داود. ولو قال ما يقول في سجود صلاته جاز، ثم يرفع رأسه مكبِّرا كما يرفع من سجود الصلاة.[10]
كتب عن سجود التلاوة
سجود التلاوة معانيه وأحكامه لشيخ الإسلام ابن تيمية[11]