ساحة الشهداء تقع في القصبة السفلى بالعاصمة الجزائرية. تزخر بتاريخ كبير حيث تدلُ الحفريات التي أجريت مؤخرًا على أن تاريخ المكان يعود إلى الحقبة النوميدية، كانت عبارة عن مجموعة من القصور ذات طابع اغريقي. أبان الاحتلال الفرنسي كانت مكانًا للإعدام العام للمقاومين الجزائريين من 1830م حتى الاستقلال. قبل ذلك وطيلة خمسة قرون من الجهاد البحري في البحر المتوسط كانت الساحة تضم أكبر سوق للرقيق الأبيض الأوروبي.
تاريخ
كانت هذه الساحة في مركز مدينة الجزائر منذ تأسيسها من طرف بولوغين بن زيري.
وبعد قدوم الأتراك في سنة 1514م، وشروعهم في بناء قلعة القصبة، حافظوا على هذه الساحة باعتبارها موقعا للأسواق التي يلتقي فيها كل سكان ضواحي الجزائر العاصمة.[1]
وقد سُميت هذه الساحة قبل الحضور العثماني باسم «ساحة الجنينة» أي «ساحة الحديقة الصغيرة».[2] ثم جاء الاحتلال الفرنسي في سنة 1830م ليحافظ كذلك على هذه الساحة المحورية رغم إعادة بنائه لمدينة الجزائر وفق الطراز المعماري الأوروبي.[3][4]
وقد سمى الفرنسيون هذه الساحة باسم «ساحة الدوق دورليان» تخليدا لفرديناند فيليب دورليان من خلال تمثاله الذي نُصب سنة 1845م ممتطيا حصانه، بعد أن صُنع من المعدن المذاب من مدافع مدينة الجزائر.[5][6] أما عن عموم المحتلين الفرنسيين، فقد كانوا يسمونها «ساحة الحكومة».[7][8][9] إلا أن «الجزائريين» كانوا يكتفون آنذاك بنعتها باسم «ساحة العَوْد» أو «ساحة الحصان».[10][11]
سجلت اليونسكوساحة الشهداء وصنفتها ضمن القصبةموقع تراث عالمي تحت رقم 565 يجب الحفاظ عليه منذ سنة 1992م، إذ يُحتفل بـاليوم العالمي للقصبة في 23 فيفري من كل عام، كونه يعدّ رمزا وتاريخا يحكي في طياته تاريخ وحضارة بني مزغنة.[12]
يمكن الوصول إلى ساحة الشهداء في القصبة عبر محطة النقل بالسكة الحديدية للمسافرين المسماة محطة الجزائر التي تعتبر المحطة النهائية لشبكة النقل بالسكك الحديدية في الضاحية الغربية من ولاية الجزائر.
ويستعمل العاصميون، والجزائريون كافة، هذه المحطة النهائية من أجل التنقل نحو الضاحية الشرقية من العاصمة الجزائرية، وإلى محطة الحراش التي تسمح باختيار الوجهة نحو الغرب أو الجنوب أو الشرق عبر شبكة خطوط الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية.
يمكن الوصول إلى ساحة الشهداء عبر محطة النقل البحري للمسافرين الواقعة في المسمكة أسفل القصبة.
ويتم استغلال خط النقل البحري الحضري للمسافرين بين مينائي الجزائر العاصمة في المسمكة وميناء الجميلة في عين البنيان حسب البرنامج المخصص سنويا خلال موسمي الصيف والخريف.
وقد تم إطلاق الخط النموذجي الأول ما بين القصبةوعين البنيان بعدما استأجرت المؤسسة الوطنية للنقل البحري للمسافرين باخرة إيطالية ليتم تدشين الخط البحري الحضري يوم 4 أوت 2014م لضمان برنامجه الصيفي والخريفي.
ويرجع هذا التأخر في الإنجاز بسبب إجراء حفريات أدت إلى اكتشاف أثار تعود للعصور العثمانيةوالرومانيةوالبيزنطية حول مكان ساحة الشهداء.[22]
يتولى إنجاز توسيع المترو من محطة البريد المركزي نحو ساحة الأمير عبد القادر المجمع الجزائري كوسيدار، في حين يتولى إنجاز الشطر الرابط بين ساحة الأمير عبد القادر وباب الواديللمجمع الدولي المشكل من الجزائرية جوسي تي بي والشركتان البرتغاليتان زاغوب التابعة للمجمع البرازيلي أندرادي غوتيرز وتيكسيرا دوراتي.[23][24]
أشغال مترو الجزائر على مستوى ساحة الشهداء سمحت باكتشاف أثار تعود للحضارات المتعاقبة على مدينة الجزائر على مر القرون كالفينيقيين، والرومان وجزائر بني مزغنة، وكذا للمرحلة العثمانية الأولى.[25] وبالتالي تم تغيير المخطط وتعميق الحفر بنسبة 8% تحت الأرض ليتم إنجاز المترو على عمق 34 مترا عوض 19 مترا حفاظا على هذا الإرث التاريخي.[25] وسيتم تشييد محطة-متحف في هذه المحطة كما هو الشأن في مدينتي روما (إيطاليا) وأثينا (اليونان).[26]
^"OpenStreetMap". OpenStreetMap. مؤرشف من الأصل في 2023-03-31. اطلع عليه بتاريخ 27 ابريل 2016. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)
^"Flash Earth". flashearth.com. مؤرشف من الأصل في 1 أبريل 2023. اطلع عليه بتاريخ 27 ابريل 2016. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)
^"Google Maps". google.dz. مؤرشف من الأصل في 2019-12-07. اطلع عليه بتاريخ 2016-05-23.