كان ديفيد أوه سيلزنيك (بالإنجليزية: David O. Selznick) (في الفترة من 10 مايو 1902 حتى 22 يونيو 1965) منتجا سينمائيا أمريكيًا. اشتهر بإنتاجه لفيلمي ذهب مع الريح (Gone with the Wind) (عام 1939) وريبيكا (Rebecca) (عام 1940) اللذين حصلا على الأوسكار (1940) في فئة أفضل فيلم.
درس في جامعة كولومبيا وعمل كمتدرب على يد أبيه حتى إشهار إفلاسه في عام 1923. وفي 1926، انتقل سيلزنيك إلى هوليوود، وبمساعدة من معارف أبيه، حصل على وظيفة مساعد سيناريست في شركة مترو جولدن ماير. ترك مترو جولدن ماير وعمل لدى شركة أفلام باراماونت عام 1928، حيث استمر فيها حتى عام 1931 عندما التحق بشركة راديو كيث أورفيوم (RKO) في منصب رئيس الإنتاج.
كانت السنوات التي قضاها في شركة راديو كيث أورفيوم سنوات مثمرة، حيث عمل في العديد من الأفلام، بما في ذلك عريضة طلاق (A Bill of Divorcement) (عام 1932) وكم تساوي هوليوود? (What Price Hollywood؟) (1932), وروكابي (Rockabye) (عام 1932) ونحن أفضل حالا (Our Betters) (عام 1933) وكينغ كونغ (King Kong) (عام 1933). وعندما كان في راديو كيث أورفيوم، أسند لـ جورج كوكر (George Cukor) مهمة الإخراج. وفي عام 1933، عاد للعمل في مترو جولدن ماير ليؤسس وحدة إنتاج كبيرة مع شريكه ايرفينغ تلبيرج (Irving Thalberg)، الذي كان في وضع صحي حرج. أنتج في وحدته أفلام عشاء في الثامنة (Dinner at Eight) (عام 1933) وديفيد كوبرفيلد (David Copperfield) (عام 1935) وآنا كارينينا (Anna Karenina) (عام 1935) وقصة مدينتين (A Tale of Two Cities) (عام 1935).
في عام 1940، أنتج فيلمه الثاني الفائز بجائزة أوسكار في فئة أفضل فيلم على التوالي، وهو ريبيكا، وهو الإنتاج السينمائي الأول للمخرج البريطاني ألفريد هيتشكوك (Alfred Hitchcock). اكتشف سيلزنيك هيتشكوك في إنجلترا، ودفع بهذا المخرج إلى السينما الأمريكية بجرأة. يُعد ريبيكا هو الفيلم الوحيد لهيتشكوك الحائز على جائزة أفضل فيلم.
الإنتاجات الأخرى
بعد ريبيكا، أغلق سيلزنيك شركته أفلام سيلزنيك العالمية وأخذ إجازة من عمله بعدها. شملت أعماله التجارية إعارة الفنانين المتعاقد معهم لاستديوهات أخرى، بما فيهم، ألفريد هيتشكوكوانجريد بيرجمان (Ingrid Bergman) وفيفيان لي (Vivien Leigh) وجون فونتين (Joan Fontaine). في عام 1944، عاد مرة أخرى لإنتاج الأفلام التي حققت نجاحًا هائلاً مثل منذ أن هجرتني (Since You Went Away)، الذي كتب قصته أيضًا. وأكمل مسيرته مع أفلام هيتشكوك سبيلباوند (Spellbound) وقضية باراديان (The Paradine Case) (عام 1947)، إضافة إلى بورتريه جيني (Portrait of Jennie) (عام 1948)، وكان بطولة جينيفر جونز (Jennifer Jones). وطور أيضًا مشروعات للعديد من الأفلام وكان يبيع باقات الأفلام للمنتجين الآخرين. من بين الأفلام التي طورها ثم باعها فيلم سيئ السمعة (Notorious) (عام 1946) لهيتشكوك. وفي عام 1949، اشترك في إنتاج فيلم كارول ريد (Carol Reed) والرجل الثالث (The Third Man) مع ألكسندر كوردا (Alexander Korda).
ألقى فيلم ذهب مع الريح بظلاله على بقية المشوار المهني لسيلزنيك. يليه بعد بذلك في الصدارة مبارزة في الشمس (Duel in the Sun) (عام 1946) الذي يركز فيه على مستقبل زوجة جنيفر جونز التي تجسدها البطلة بيرل (Pearl). اشتهر هذا الفيلم ذو الميزانية الضخمة بإحداث ضجة أخلاقية كبيرة بسبب السيناريو الذي كتبه سيلزنيك. وعلى الرغم من أنه كان مثل شوكة في ظهر عدد من المخرجين، إلا أن هذا الفيلم حقق نجاحًا عظيمًا. وقد جاء في المرتبة الثانية من حيث الإيرادات الأعلى لعام 1947 وأصبح أول فيلم يشهده مارتين سكورسيزي (Martin Scorsese)، ملهمًا الحياة المهنية للمخرج سكورسيزي.
كتب سيلزنيك بعد ذلك «توقفت عن إنتاج الأفلام عام 1948، لأني أصبحت منهكًا». «لقد زاولت مهنة الإنتاج لمدة عشرين عامًا. . . . إضافة لذلك، كان الأمر واضحًا وضوح الشمس بأن الحركة التجارية للأفلام دخلت في تضارب كبير مع التليفزيون كأداة أخرى من أدوات الترفيه، واعتقدت أن ذلك هو الوقت المناسب لتقييم تغيير الأذواق العامة ودراستها بوضوح. . . . بكل تأكيد، لم يكن لدي أي نية للبقاء بعيدًا عن ساحة الإنتاج لمدة تسع سنوات.»[6] قضى سيلزنيك معظم فترة الخمسينيات من القرن العشرين في معاونة زوجته جينيفر جونز في حياتها المهنية. ولكن فيلمه الأخير، الذي تكلف ميزانية إنتاج كبيرة، وهو وداعًا للسلاح (A Farewell to Arms) (عام 1957) بطولة جونز وروك هاديسون (Rock Hudson)، لم يحقق رواجًا كبيرًا. ولكن في عام 1954، غامر في التليفزيون، وأنتج عرضًا مدته ساعتين، أُطلق عليه اسم ضوء اليوبيل الماسي (Light's Diamond Jubilee)، وهو في واقع الأمر نمط خاص بسيلزنيك، دخل تاريخ التليفزيون لكونه قد بُث في آن واحد على أربع شبكات تليفزيونية: سي بي إس (CBS) وهيئة الإذاعة الوطنية (NBC) وأيه بي سي (ABC) ودومونت (DuMont Television Network).
الحياة الشخصية
تزوج سيلزنيك من إيرين جلاديوس ماير، بنت إمبراطور مترو جولدن ماير، لويس بي ماير، عام 1930. وانفصلا عام 1945 وطلقها عام 1948.[7] أنجبا ابنين، وهما دانيل وجيفيري سيلزنيك. وفي عام 1949، تزوج الممثلة جينيفر جونز وأنجب منها بنتًا وحيدة، وهي ماري جينيفر سيلزنيك (1954–1976)، التي انتحرت بالقفز من نافذة في الدور العشرين في لوس أنجلوس في 11 مايو 1976.
ولإسهاماته في صناعة الأفلام السينمائية، وُضعت له نجمة في ممر الشهرة في هوليوود (Hollywood Walk of Fame) الموجود في 7000 هوليوود بوليفارد (Hollywood Blvd.)، أمام فندق روزفلت التاريخي بهوليوود (Hollywood Roosevelt hotel).