تسمية الحرب «غينبيه» يتكون من مقطعين الأول «源؛ غين ويلفظ: ميناموتو» والآخر «平؛ هيه ويلفظ: تايرا»، كما تعرف في اليابان باسم «حرب جيشو-جويه؛治承寿永の乱» لإمتدادها لفترة حكم إمبراطورين.
بدأت الحرب بسبب إنقلاب عشيرة تايرا على منافسيها الآخرين في الحكومة ومحاولة الإستيلاء على السلطة، تمت مقاومتهم من قبل قبيلة ميناموتو وكانت معركة أوجي التي حدثت قرب كيوتو هي الشرارة لبداية حرب غينبيه التي ستستمر لخمس سنوات، وتنتهي بفوز ساحق لميناموتو على قبيلة تايرا في معركة دان نو أورا.
الخلفية
حرب غينبيه كانت ذروة نزاع طويل دام عقوداً بين قبيلتين كبيرتين على سلطة البلاط الإمبراطوري، مما يعني حكم اليابان بالكامل، تمكنت تايرا من توسيع سلطتها بعد تمرد هوغين[الإنجليزية]وتمرد هيجي[الإنجليزية] حاولت قبيلة ميناموتو استعادة السيطرة مرات عديدة لكنها فشلت.[2]
توفي كيوموري زعيم قبيلة تايرا في ربيع عام 1181 نتيجة المرض، في نفس الوقت ضربت مجاعة اليابان استمرت حتى العام التالي، تحركت قوات تايرا لمهاجمة ميناموتو نو يوشيناكا ابن عم يوريتومو الذي حشد قواته في الشمال، لكنهم فشلوا ضده، ولقرابة العامين هدأت الحرب وإستؤنفت في ربيع 1183.[2]
في نفس العام وبعد إنتصارات يوشيناكا على تايرا والسيطرة على العاصمة الإمبراطورية كيوتو، بدأ يوشيناكا بمحاولة السيطرة على زعامة قبيلة ميناموتو، والتخطيط للهجوم على يوريتومو في نفس الوقت الذي سيطارد فيه تايرا غرباً، تمكنت تايرا من إنشاء إدارة مؤقته لهم في دازايفو في كيوشو أقصى جنوب البر الرئيسي لليابان، لكن تم طردهم من قبل ثورات محلية بتحريض من غو-شيراكاوا[الإنجليزية] ونقلوا مقرهم إلى ياشيما، ثم نجحوا في صد هجوم قوات يوشيناكا التي تطاردهم في معركة ميزوشيما.[2]
في هذه الأثناء يوشيناكا بدأ بالتآمر مع يوكييه من أجل إلإستيلاء على العاصمة والسلطة الإمبراطورية، وربما حتى إنشاء مجلس حكم جديد في الشمال، لكن يوكييه نقل خطته هذه إلى الإمبراطور الذي بدوره أوصلها إلى يوريتومو، بعد أن أدرك خيانة يوكييه تولى يوشيناكا بنفسه إدارة كيوتو في بداية عام 1184، ثم أحرق معبد هوجوجي-دونو، وأسر الإمبراطور، فأمر يوريتومو كل من يوشيتسونيه وشقيقه نوريوري بالتحرك مع جيش ضخم والهجوم على يوشيناكا والتخلص منه لإيقاف تمرده، تمكنت القوات من طرده خارج كيوتو ثم دارت المعركة الأخيرة بينهم في أوازو بمقاطعة أومي، حيث هُزم يوشيناكا وقتل في المعركة.[2]
المرحلة النهائية
بعد مغادرة قوات ميناموتو التي تم توحيدها كيوتو، بدأت تايرا بتعزيز قواتها في عدد من المواقع خلال وحول البحر الداخلي، الذي كان موطن أسلافهم، وتلقوا عدداً من الرسائل من الإمبراطور بأنهم لو إستسلموا قبل حلول اليوم السابع من الشهر الثاني، فإنه سيقوم بإقناع قبيلة ميناموتو لعقد هدنة معهم، مع أن هذه كانت خدعة ولم يملك الإمبراطور ولا قبيلة ميناموتو أي نية للإنتظار حتى إنتهاء المدة، لكن هذه الحركة ساعدت الإمبراطور على استعادة الرموز الإمبراطورية وتشتيت إنتباه قيادات قبيلة تايرا.[2]
شن جيش قبيلة ميناموتو، بقيادة يوشيتسونيهونوريوري أول هجوم كبير لهما في معركة إيتشي نو تاني على أحد حصون قوات تايرا الأساسية من جانبين ومن نجى من قوات تايرا إلتجأ إلى ياشيما، لكن وعلى الرغم من هذا الإنتصار لم تكن قبيلة ميناموتو مستعدة للهجوم على جزيرة شيكوكو، فتوقفت الحرب لستة أشهر عززت فيها قبيلة ميناموتو من نفسها بالشكل المناسب، وكذلك قبيلة تايرا التي إمتلكت الأفضلية في عدة نقاط منها أنها موجودة في أرض صديقة كما انهم أكثر مهارة في القتال البحري من منافسيهم.
بعد عام تقريباً على الهجوم في معركة إيتشي نو تاني، لجأت قوات تايرا الرئيسية إلى السفن متوقعين بدء معركة بحرية لكنهم فوجؤوا بحركة خادعة من قبيلة ميناموتو التي تحركت براً حتى وصلت إلى مؤخرة قواتهم وقامت هجوم بري تمكنت فيه من إسقاط القصر الإمبراطوري الذي أنشأته تايرا بنفسها وهرب العديد من محاربيهم ومعهم الرموز الإمبراطورية والإمبراطور الطفل أنتوكو[الإنجليزية].[2]
هزيمة قوات تايرا أنهت سيطرة القبيلة على العاصمة بشكل كلي، في ديسمبر 1185، منح الإمبراطور غو-شيراكاوا[الإنجليزية] سلطة جمع الضرائب إلى يوريتومو، بالإضافة إلى صلاحية تعيين مسؤولين ورجال أمن في كافة المقاطعات، وأخيراً بعد وفاة الإمبراطور غو-شيراكاوا[الإنجليزية] أعطى يوريتومو نفسه منصب إدارة المجلس الإمبراطوري وعيّن نفسه حاكماً عسكرياً (شوغون) في البلاد، كما إتخذ من مدينة كاماكورا مقراً للحكومة مع بقاء مدينة كيوتو مركزاً للإحتفالات والطقوس الوطنية، وهنا كانت بداية عصر الدولة الإقطاعية في اليابان.[2]
ما بعد الحرب
شهدت نهاية حرب غينبيه وبداية فترة شوغونية كاماكورا صعود طبقة الساموراي العسكرية إلى الحكم وبداية القمع التدريجي لسلطة الإمبراطور، الذي كان يحكم شكليًا من دون سلطة سياسية أو عسكرية فعالة وتحويله إلى رئيس رمزي للدولة ومنصب تشريفي بحت، حتى قيام إصلاحات ميجي بعد 650 سنة.
دحرت فيها قوات ميناموتو بقيادة يوشيتسونيه قبيلة تايرا في معركة بحرية معلنةً إنتهاء الحرب.
شخصيات بارزة
قبيلة ميناموتو، وتسمى (غينجي)
قبيلة مينامتو، واحدة من أكبر أربعة قبائل سيطرت على السياسات في اليابان خلال فترة هييان، تم تدميرها من قبل قبيلة تايرا في تمرد هيجي[الإنجليزية] عام 1160، وكان قائد ميناموتو في ذلك الوقت هو «ميناموتو نو يوشيتومو»، عند هزيمتهم من قبل تايرا قتل إثنين من أبنائه ونفي الثالث يوريتومو، بعد دعوة الأمير موتشيهيتوويوريماسا إلى حمل السلاح عام 1180، إجتمعت العشيرة مرة أخرى وصعدت إلى السلطة بعد أن حطمت قبيلة تايرا.
أخ يوشيناكا بالرضاعة حارب إلى جانبه ومات في معركة اوازو.
قبيلة تايرا، وتسمى (هيكيه)
قبيلة تايرا، إحدى القبايل الأربعة الكبرى التي هيمنت على سياسات اليابان خلال فترة هييان، نتيجة للتدمير شبه الكامل لمنافستهم قبيلة ميناموتو في تمرد هيجي[الإنجليزية] عام 1160، دخل كيوموري حرب غينبيه وهو في ذروة قوته، لكن إنتهت الحرب بهزيمة مدوية لقبيلة تايرا.
تم ذكر قصة ميناموتو نو يوشيتسونيه كاملةً في رواية «الساموراي الصاعد: حياة ميناموتو يوشيتسونيه الملحمية» من تأليف «باميلا ترنر».
أفلام وتلفزيون
في السلسلة العلمية الوثائقية «الكون» (1980) من تقديم كارل ساغان، ذكرت حرب غينبيه في الحلقة الثانية التي بعنوان «صوت واحد في الفوغا الكونية»، تم بث الحلقة في 5 أكتوبر 1980.[6]
الصراع بين عصابتي غينجي وهيكي في الفيلم الياباني-الغربي "سوكياكي ويسترن جانغو[الإنجليزية]" (2007) يعكس أحداث حرب غينبيه بالرغم من أنه يحدث في زمان أحدث بعدة قرون.
في حزمة لعبة «شوغون: الحرب الشاملة 2» التي صدرت 21 سبتمبر 2011، سمحت للاعبين بإختيار إحدى قبائل (تايرا، أو ميناموتو أو فوجيوارا) للعب والقتال فيها.
معرض الصور
رسم يصوّر أحداث تمرد هيجي[الإنجليزية]، الذي صعدت فيه سلطة قبيلة تايرا السياسية مقابل خسارة كبيرة لميناموتو، ويعتبر من أهم أسباب حدوث حرب غينبيه لاحقاً.