جزيرة تسوشيما (باليابانية: 対馬) هي جزيرة ضمن الأرخبيل الياباني وتقع في مضيق كوريا بين اليابان وشبه الجزيرة الكورية.[4][5] كانت الجزيرة متصلة بالكامل حتى سنة 1671 عندما بنيت قناة أوفوناكوشيسيتو لتقسمها إلى قسمين ثم قسمت إلى ثلاث في سنة 1900 عندما بنيت قناة مانزيكيسيتو. هذه القنوات تُدفع إلى منتصف الجزيرة مكونة جزيرة تسوشيما الشمالية (كاميجيما) وجزيرة تسوشيما الجنوبية (شيموجيما). تضم تسوشيما أيضاً قرابة 100 جزيرة صغيرة، ولكن الاسم «تسوشيما» يشير في العموم لها كلها مع الجزيرة الكبيرة.
أصبحت تسوشيما مقاطعة يابانية منذ مطلع القرن السادس. وبقيت مقاطعة تحت نظام ريتسوريو. وارتبطت المقاطعة بكل من منطقة دازايفو التي شكلت مركزاً سياسياً واقتصادياً لجزيرة كيوشو وبحكومة اليابان المركزية. لعبت تسوشيما دوراً هاماً في صد عمليات الغزو القادمة من قارة آسيا التي استهدفت اليابان بسبب الموقع الاستراتيجي التي تتمتع به الجزيرة كما ساهمت في تنمية طرق التجارة مع مملكتي بايكتشيوشلا المنتميتان لممالك كوريا الثلاث. شيد حرس الحدود اليابانيين قلعة كانيدا على تسوشيما عقب انتصار قوات مملكة شيلا وسلالة تانغ على مملكة بايكتشي التي آزرتها اليابان في معركة هاكوسيكينو عام 663.
سيطر كوني نو ميياتسوكو (対馬国造) على مقاطعة تسوشيما حتى فترة نارا ومن ثم سيطرت عشيرة آبيرو على الجزيرة حتى منتصف القرن الثالث عشر. استفردت عشيرة شوني بحمل لقب «حاكم تسوشيما» وما خوله هذا اللقب من صلاحيات ومهام لأجيال متتابعة. ولكن بسطت عشيرة سو التابعة لعشيرة شوني سيطرتها على الجزيرة وذلك بسبب إقامة عشيرة شوني في كيوشو. واستمرت سيطرة عشيرة سو على تسوشيما حتى أواخر القرن الخامس عشر.
العصور الوسطى
شكلت تسوشيما مركزاً تجارياً هاماً خلال هذه الفترة. أقيمت تبادلات تجارية خاصة بين غوريو وتسوشيما وإيكي وكيوشو عقب غزو توي ولكنها توقفت على أثر الغزوات المغولية لليابان من عام 1274 حتى عام 1281. يذكر نص غوريوسا الذي يؤرخ تاريخ سلالة غوريو عن قتل القوات الكورية من الجيش المغولي بقيادة كيم بانغ غيونغ لعدد كبير من الناس على الجزر.
غدت تسوشيما وإيكي وماتسورا إحدى القواعد الأساسية لقراصنة ووكو اليابانيين. عقدت سلالة غوريو وخليفتها سلالة جوسون بين حينٍ وآخر اتفاقيات تجارية لإسترضاء القراصنة ونتيجة تكرر غاراتهم، كما تفاوضت مع شوغونية آشيكاغا ومفوضيه في كيوشو، ولجأت تارةً إلى استخدام القوة بغية تحييد القراصنة. سعى الجنرال باك وي (朴威) من سلالة غوريو للتخلص من قراصنة ووكو على الجزيرة عام 1389، ولكن أجبرته انتفاضات كوريا على العودة لبلاده.
بعث الملك سيجونغ العظيم الجنرال إي جونغمو إلى تسوشيما في حملة تألفت من أسطول بلغ عتاده 227 مركباً و17,000 جندياً لطرد قراصنة الووكو منها بتاريخ 19 يونيو عام 1419، وتُعرف هذه الواقعة باليابانية باسم غزوة أوي. ولكن تفاوض الجيش الكوري لوقف إطلاق نار بعد تكبدهم لخسائر بشرية على أثر كمين نصبه لهم اليابانيين، وانسحب الجيش الكوري بتاريخ 3 يوليو عام 1419.[7][8] اقترح دايميو تسوشيما سو ساداموريمعاهدة غهاي عام 1443، وحددت المعاهدة عدد السفن التجارية القادمة من تسوشيما إلى كوريا واحتكرت عشيرة سو حقوق التجارة مع كوريا.[9]
انتفض تجار يابانيين عام 1510 على سياسات جوسون الصارمة بحق التجار اليابانين من تسوشيما وإيكي القادمين إلى بوسانوألسانوجینهاي بهدف التجارة. ودعمت عشيرة سو الانتفاضة ولكنها قُمعت بعد فترة قصيرة من قيامها. وعُرفت الحادثة باسم حادثة الموانئ الثلاثة (باليابانية: 三浦の乱) في اليابان. استمرت التجارة بتوجيه من الملك جنغجونغ عام 1512، ولكنها جرت فقط وفقاً لشروط محددة بدقة ولم يُسمح سوى لخمسة وعشرين سفينة بزيارة جوسون سنوياً.[10]
وحد القائد الياباني تويوتومي هيده-يوشي لوردات الإقطاعيين (دايميو) تحت أمرته خلال أواخر القرن السادس عشر. وغزا تحالف هيده-يوشي مملكة جوسون سعياً لتوحيد جميع الفصائل على هدفٍ مشترك، وهو هجومٍ أدى إلى اندلاع حرب السبع سنوات. شكلت تسوشيما القاعدة البحرية الأساسية للغزو ونُقلت أعداد كبيرة من السجناء الكوريين إلى تسوشيما حتى عام 1603 استمراراً لدعم استمرارية الحرب.
أُعيد إقامة السلام بين البلدين بعد إخفاق محاولات اليابان في غزو كوريا، وعادت الجزر لمكانتها كموانئ بين التجار. وبعثت كل من سلالة جوسون ونطاق تسوشيما-فوشو ممثليها التجاريين إلى تسوشيما، حاكمةً بذلك التجارة حتى عام 1755.
وصف الباحث الياباني هاياشي شيهي الجزيرة في الكتاب المصور حول الدول الثلاث الذي يعود لعام 1785 بأنها جزء من الأراضي اليابانية.[11]
ظل وضع تسوشيما حتى استعراش مييجي كحد فاصل بين اليابان وكوريا واعتمادها الكبير على التجارة مع كوريا بالإضافة إلى مؤسساتها ونظمها التجارية المشابهة للمؤسسات الكورية لدرجة كبيرة، فمثلاً يجري تحديد نظام قياس ضريبة الأرض في اليابان حسب إنتاج هذه الأرض للأرز (باستعمال وحدة كوكو)، أما تشوسيما فسمحت لها شوغونية توكوغاوا باتباع نظام وحدات فريد من نوعه يدعى كينداكا (間高) نظراً لضئالة كمية إنتاج الأرز.
امتلك هان تسوشيما مكان إقامة مساحته 330,000 متر مربع في بوسان وفقاً لما ذكره المؤرخ شوسوك موراي ومنح اليابانيون اللقب من سلالة جوسون ويدعى «الرجال الهامشيين» وكان مسؤولاً عن أمن المنطقة السكنية.[13][14]
^"朝鮮王朝実録世宗4卷1年7月3日" Annals of the Joseon Dynasty Sejong the Great Vol.4 July 3 [1]نسخة محفوظة 05 سبتمبر 2015 على موقع واي باك مشين.
^"朝鮮王朝実録世宗4卷1年7月9日" Annals of the Joseon Dynasty Sejong the Great Vol.4 July 9 [2] "세종 4권, 1년(1419 기해 / 명 영락(永樂) 17년) 7월 9일(임자) 5번째기사이원이 막 돌아온 수군을 돌려 다시 대마도 치는 것이 득책이 아님을 고하다" نسخة محفوظة 05 سبتمبر 2015 على موقع واي باك مشين.
^Tsushima tourist Association WEB site [3]"1443 嘉吉条約(発亥約定)- 李氏朝鮮と通交条約である嘉吉条約を結び、歳遣船の定数を定める。これにより、宗家が朝鮮貿易の独占的な地位を占めるようになる。" نسخة محفوظة 29 يونيو 2017 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
^Lewis, J.B. Frontier contact between Chosŏn Korea and Tokugawa Japan, page 30. Lewis also cites the official preparations of So Yoshitoshi listing some 1,000 Koreans as guides in preparation for Hideyoshi's invasions of Korea to support a "zone of ambiguous boundary qualities" aspect of Tsushima. [4]نسخة محفوظة 31 ديسمبر 2013 على موقع واي باك مشين.