جامع ييلدرمبايزيدأو جامع ييلدرم أو جامع بايزيد الأول (بالتركية: Yıldırım Camii أو Yıldırım Bayezid Camii) هو مسجد تاريخي يوجد في مدينة بورصة، بتركيا على تل مرتفع كبير [1]، وهو جزء من مجمع كبير (بالتركية: külliye) بناه السلطانالعثمانيبايزيد الأول (ييلدرم بايزيد – بايزيد الصاعقة) بين 1391-1395م.[2] الجامع مبني على مُخطط «نمط بورصة» المعماري [3] وهو جزء من مجموعة أبنية خدمية تُسمّى «كُليّة» بالتركية، وهو يقع في ضاحية «ييلدرم» بمدينة بورصة التي كانت عاصمة العثمانيين وقت إتمام البناء، وسُمّيت تلك الضاحية بالمدينة على لقب السلطان بايزيد الأول. خضع الجامع لتجديدات واسعة النطاق في أعقاب زلزال بورصة 1855م.
«نمط بورصة» أو تخطيط «T المقلوبة»
كانت بدايات عمارة المساجد القديمة في بورصة أنها تُبنى على هيئة غرفة واحدة مربعة تعلوها قبة واحدة كبيرة تستند مباشرة على جدران المسجد الأربعة وتشمل كل المسجد وتكون غرفة الصلاة كلها محاطة بالجدران الأربعة المربّعة وسقفها هو تلك القبة.[4] أصبح هذا المربع ذو القبة هو النموذج الأوّلي (بالإنجليزية: Archetype) الذي تطور بمرور الوقت إلى ثلاث نماذج معمارية لاحقاً:
مسجد «الوحدة الواحدة»: مربع واحد ترتكز على جدرانه قبة واحدة، وتكون قاعة الصلاة كلها تحت تلك القبة.
مسجد «الوحدات المتعددة»: تكرار وحدة «المربع ذو القبة» عدة مرات لتشكيل مسجد كبير،[5] مثل مسجد أولو جامع الذي به عدة وحدات يعلو كل منها قبة مستندة على أركان الوحدة الأربعة سواء كانت جداراً أم عموداً.
المسجد ذو الإيوان: وهو مُستقى من العمارة السلجوقية، والإيوان هو قاعةمسقوفة بثلاثة جدران فقط والجهة الرابعة مفتوحة تماما للهواء الطلق، وتكون هنال عدة أواوين داخل الجامع مفتوحة وتطل على ردهة الجامع وهو ما يُعرف باسم «نمط بورصة» أو تخطيط «T المقلوبة».[6]
يُمثّل التخطيط المعماري «لنمط بورصة» (بالإنجليزية: Bursa Type) ويُسمّى أيضا تخطيط «T المقلوبة» (بالإنجليزية: Reverse T)[7] وأحياناَ «التخطيط المجنَّح»، العمارة العثمانية المبكرة للمساجد في بورصة، وفيه تكون هناك ردهة رئيسية بعد الدخول من باب الجامع (الردهة: غرفة كبيرة تمثل الصالة الخلفية للصلاة - Son cemaat yeri). تتوزع من الردهة عدة غرف أخرى بعد الباب عن يمين وشمال، ثم تكون هناك غرفة رئيسية للصلاة يكون بها المحراب وتكون في مقدمة الجامع بحيث تكون تلك الصالة متفردة لا يجاورها أي غرف أخرى عن يمينها أو يسارها، وهذا التخطيط يشابه حرف T.[8]
الجامع الأخضر الذي بناه السلطان محمد الأول ابن السلطان بايزيد الأول في بورصة عام 1421م بُني على مخطط قد يصل إلى حد التطابق مع جامع بايزيد الأول، وهو أيضاً مثال على «نمط بورصة» أو تخطيط «T المقلوبة»، وكذلك جامع أورخان غازي (جدّ بايزيد الأول) وهو جامع صغير الحجم بُني عام 1339م [9] في بورصة.
(اضغط لتكبير الصورة أو حرّك المؤشر لرؤية كامل المنظر) منظر شامل (بانوراما) من الجهة الخلفية لجامع ييلدرم بايزيد من أمام باب الجامع أثناء الترميمات الشاملة عام 2017م. المئذنتان ظاهرتان والرواق ذو الخمسة قباب وبداخله السقّالات، ومواد الترميم والرمال تظهر في الصورة.
العمارة
جامع ييلدرم بايزيد هو أكثر المساجد ذات تخطيط «نمط بورصة» أو تخطيط «T المقلوبة» نضوجا معمارياً، وهو مكون من طابقين.
ما يُميز هذا الجامع عن غيره هو شغل الحجارة المقطوعة به بدقة متناهية عبر كل البناء مما يعكس تقدم فن الحفر على الحجر في ذلك العصر. [1]
يضم المسجد قاعة مركزية تعلوها قبة كبيرة، ويحيط بها إيوانان من الشرق ومن الغرب يعلو كل منهما قبة صغيرة، وإيوان آخر كبير في الجنوب به المحراب وعليه قبة أيضا.
هناك أربع غرف بها أماكن للمواقد وخزائن تقع في شمال وجنوب كل من الإيوانين. الغرف الجنوبية يُمكن يتم الوصول إليها مباشرة من القاعة المركزية في حين أن الغرف الشمالية يتم الوصول إليها عبر قاعات صغيرة. الغرفتان الشماليتان تحتويان أيضا على محرابين صغيرين على الجانبين ويمكن الوصول إليهما من خلال القاعات. سقف مدخل قاعة المسجد عبارة عن قبة عالية. مكان الصلاة الخلفي بالجامع مكان شبه مفتوح ويقع في الجهة الشمالية، مبني بخمسة أقسام فرعية وكل قسم فرعي تعلوه قبة.
توجد غرفتان بجانب إيوان المدخل ويمكن الدخول إليهما من خارج الجامع أيضاً. [1]
كل من الأواوين الثلاثة مبنية على ارتفاع ثلاث درجات أعلى من مستوى أرضية القاعة المركزية.
كان جامع ييلدرم بايزيد هو أول جامع يُنفّذ به «قوس بورصة». يقع هذا القوس المُسطّح بين القاعة المركزية والإيوان الجنوبي وهو يربط ويدعم قبتان كبيرتان.[10][1]
على عكس المساجد المماثلة في مدينة بورصة، فإن جامع ييلدرم بايزيد تم بناؤه بالكامل من الحجارة الطبيعية المقطوعة بدقّة، ولم يُستخدم الطوب في أي جزء من المسجد. [10]
عند مدخل الجامع يوجد درج للصعود إلى الطابق الثاني، والذي به «مقصورة السلطان». [10]
للجامع مئذنتان على جانبي المسجد من الجهة الشمالية. انهارت المئذنتان القديمتان في زلازل 1855م، وبُنيت المئذنتان الحاليتان في عام 1963م من الخرسانة.[1][11]
إيوان الصالة المركزية (الردهة) وإيوان قاعة الصلاة الرئيسية
الرواق
الرواق سقف على أعمدة بدون جدران يكون عند مدخل البناء. يوجد بجامع ييلدرم بايزيدرواق يعلوه خمس قباب بعرض الجهة الشمالية للجامع حيث يوجد باب المدخل.
بنى السلطان محمد الأولالجامع الأخضر بعد ثلاثين عاماً من بناء جامع ييلدرم بايزيد الذي بناه والده السلطان بايزيد الأول، والجامعان يكادان أن يكونا متطابقين إلا في هذا الرواق الموجود فقط بجامع بايزيد الأول. إذ على الرغم من أن التصميم الأصلي للجامع الأخضر كان فيه رواق عند المدخل إلاأنه لم يُبن بسبب وفاة السلطان محمد الأول قبل الانتهاء من بناء مسجده الخاص.
بالنظر إلى رسم مخطط الجامع يمكن ملاحظة وجود رواق أسفل الرسم في مخطط «جامع بايزيد الأول» ويمثله الخمس قباب المتجاورة (خمس دوائر في أسفل الصورة). مخطط «الجامع الأخضر» يكاد أن يتطابق معه إلى حد كبير جدا ما عدا جزء الرواق الذي لا يُرى في الرسم، لأنه لم يُبن بسبب وفاة السلطان محمد الأول قبل إكمال بناء الجامع.
يوجد العديد من الأمثلة على المنحوتات الحجرية بالمسجد، بدءا من المقرنصات أعلى باب المدخل، والآيات القرآنية والخطوط العربية المنحوتة في إطارات حول النوافذ من الخارج وحول بدن الجامع الخارجي، والزخرفة الداخلية.
توجد أعمال زخرفة ولوحات فنية عديدة بخطوط عربية على جدران المسجد.
أحد هذه اللوحات الخطية، لوحتين دائريتين متطابقتين ومتقابلتين في إيوان الصلاة الرئيسي على الجدار الشرقي والجدار الغربي، مكتوب فيهما سورة النبا على صورة دائرية بعد تقسيم الدائرة إلى عدة قطاعات دائرية بصورة فنية. تلك اللوحة موجودة أيضاَ في نفس المكانين المتقابلين في إيوان الصلاة الرئيسي على الجدارين المتقابلين بالجامع الأخضر ببورصة والذي تضرر أيضا بزلزال بورصة عام 1855م. تلك اللوحة أُضيفت أثناء الترميمات التي تلت الزلزال في حينها بالقرن التاسع عشر.
كان أحمد وفيق باشا والياً لبورصة أثناء الترميمات التي تلت زلزال 1855م ولعله هو الذي رتّب سورة النبأ على صورة دائرية، إذ أن اسمه مكتوب في الجامع الأخضر في وسط إحدى الدائرتين، وعلى الأغلب أن خطاط آخر هو الذي خطّها ورسمها له على الجدران.
بدأت «إدارة الأوقاف التركية بمنطقة بورصة» (بالتركية: Bursa Vakıflar Bölge Müdürlüğü) [13][14] العمل على إعادة تأهيل وترميم جامع ييلدرم بايزيد أواخر عام 2015م، في مشروع مدته ثلاث سنوات يبدء في 2016م وينتهي عام 2018م [15] بمشروع تديره شركة «أناليز» (ANALİZ) لتعهدات الترميمات المعمارية بتركيا.[16]
الجامع مُغلق حتى عام 2018م ومُحاط بأسوار لسلامة الناس، وخُصص مبنى صغير خشبي خارجه للصلاة والدروس الدينية خارجه عن يمين إيوان الصلاة الرئيسي.
^basin. "YILDIRIM KÜLLİYESİ". Bursa.com.tr | Tüm Zamanların Güzel Şehri (بtr-TR). Archived from the original on 2018-07-13. Retrieved 2018-02-12.{{استشهاد بخبر}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)
^"Orhan Bey Camii". alanbaskanligi.bursa.bel.tr. مؤرشف من الأصل في 2018-02-12. اطلع عليه بتاريخ 2018-02-12. {{استشهاد ويب}}: النص "Bursa Alan Başkanlığı – UNESCO DÜNYA DOĞAL VE KÜLTÜREL MİRAS LİSTESİ" تم تجاهله (مساعدة)
^ ابجbasin. "Yıldırım Camii". Bursa.com.tr | Tüm Zamanların Güzel Şehri (بtr-TR). Archived from the original on 2018-07-13. Retrieved 2018-02-12.{{استشهاد بخبر}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)
^"Ahmed Vefik Paşa". www.britannica.com. مؤرشف من الأصل في 2015-05-03. اطلع عليه بتاريخ 2009-08-12. Ahmed Vefik Paşa Ottoman statesman and scholar born July 6, 1823, Constantinople [now Istanbul] died April 2, 1891, Constantinople… He presided over the first Ottoman Parliament (1877) and was twice appointed grand vizier (chief minister) for brief periods in 1878 and 1882.