وبعد فإني لما رأيت الناس مضطربين في ابن عربي المنسوب إلى التصوف الموسوم عند أهل الحق بالوحدة ولم أر من شفى القلب في ترجمته، وكان كفره في كتابه الفصوص أظهر منه في غيره، أحببت أن أذكر منه ما كان ظاهرا، حتى يعلم حاله، فيهجر مقاله، ويعتقد انحلاله، وكفره وضلاله، وأنه إلى الهاوية مآبه ومآله
هو إبراهيم بن عمر بن حسن الرباط بن علي بن أبي بكر أبو الحسن برهان الدين البقاعيالشافعيالمحدثالمفسر العلامة المؤرخ.
ولد سنة 809 هـ, بقرية خربة روحا من عمل البقاع، ونشأ بها، ثم دخل دمشق وفيها جود القرآن وجدد حفظه وأفرد القراءات، واشتغل بالنحووالفقه وغيرهما من العلوم.
أخذ عن أساطين عصره، كابن ناصر الدين وابن حجر، وبرع، وتميز، وناظر وانتقد حتى على شيوخه.
وصنف تصانيف عديدة. من أجلها المناسبات القرآنية، وعنوان الزمان بتراجم الشيوخ والأقران، وتنبيه الغبي بتكفير عمر بن الفارض وابن عربي، دخل بيت المقدس، ثم القاهرة.
وتوفي بدمشق في رجب 885 هـ عن ست وسبعين سنة.
[3][4]
وحدة الوجود
مذهب طائفة من الناس يقولون أن الله حل في كل شيء وموجود في كل مكان وأن كل ما في هذا الكون هو الله وهم يصححون جميع الأديان وعبادة الأوثان ولا يحرمون شيئا.
[5]
أقسام الكتاب
قسم المؤلف كتابه إلى عدة مواضيع ابتدأها بفصل عنوانه «عقيدة ابن عربي وكيده للإسلام». وقال فيه المؤلف: إن كلامه دائر على الوحدة المطلقة، وهي: أنه لا شيء سوى هذا العالم، وأن الإله أمر كلي لا وجود له إلا في ضمن جزئياته. ثم إنه يسعى في إبطال الدين من أصله، بما يحل به عقائد أهله؛ بأن كل أحد على صراط مستقيم، وأن الوعيد لا يقع منه شيء، وعلى تقدير وقوعه، فالعذاب المتوعد به إنما هو نعيم وعذوبة، ونحو ذلك!
[6]