فرض العثمانيون فجأة حصارا على جزيرة كورفو التابعة للبندقية في البحر الأدرياتيكي (حصار كورفو 1537)، وبالتالي نُقضت معاهدة السلام الموقعة مع البندقية في 1502م. واجه العثمانيون على جزيرة كورفو شراسة مقاومة الدفاعات المصممة خصيصا لمواجهة المدفعية العثمانية. استمر الحصار أقل من أسبوعين، وبعد ذلك انسحبت قوات السلطان سليمان القانوني وعادت باتجاه الشرق لقضاء فصل الشتاء في أدرنة (Adrianople).
دعت هذه الأحداث البابا بولس الثالث لتشكيل تحالف «العصبة المقدسة (1538م)» لقتال وردع الاعتداءات العثمانية المتوقعة في العام التالي. فاستطاع البابا بولس الثالث من خلال الدبلوماسية المكثفة أن يوقف الحرب بين شارلكانوفرانسوا الأول وأن يعقد بينهما «هدنة نيس» (Truce of Nice)، ثم أكد على الحصول على الدعم والتأييد من شارلكان. انضمت جمهورية البندقية إلى «العصبة المقدسة (1538م)» ولكن على مضض، وبعد الكثير من النقاش في مجلس الشيوخ.
من أجل مواجهة بربروسا وسفنه التي قٌدرت بحوالي 120 سفينة قادس (galley) وفوستا (fusta)، استطاع تحالف «العصبة المقدسة» تجميع أسطول أكبر من حوالي 300 سفينة، منهم 162 سفينة قادس (galley) و140 من السفن الشراعية، وتجميعهم بالقرب من جزيرة كورفو.
كان القائد الأعلى لأسطول تحالف «العصبة المقدسة» الأميرال أندريا دوريا من جنوة، والذي كان آنذاك في خدمة الإمبراطور شارلكان.
لم تكن قيادة أندريا دوريا في المعركة فعالة وقوية، ويُعتقد على نطاق واسع أنه كان سبباً رئيسا في إلحاق الهزيمة بأسطول العصبة المقدسة.
يمكن تفسير تصرفات أندريا دوريا في معركة بروزة البحرية بصفة عامة بأنه قد تردد في إدخال سفنه في المعركة بكامل طاقتها لأنه كان يملك عددا من السفن بصورة شخصية، وأنه لم يرد التضحية بها من أجل مصلحة جمهورية البندقية، المنافسة التقليدية لبلده الأم جمهورية جنوة، فمُني بهزيمة فادحة أخمدت دول العصبة المقدسة (1538م) فترة 33 سنة بعدها، حتى قيام عصبة مقدسة أخرى عام 1571م.