«هذا شرح على البردة المنظومة على بحر البسيط، في مدح سيد المرسلين، نظم العالم العارف بالله تعالى، شرف الدين أبي عبد الله محمد بن سعيد بن حماد المصري البوصيري، طيب الله ثراه، وجعل الجنة مثواه، يَحُلُّ ألفاظها، ويبين مرادها، ويفتح أقفالها، وسميته بـ"الزبدة الرائقة في شرح البردة الفائقة"، واللهَ أسأل أن ينفع به، ويجعلَه خالصاً لوجهه.»
أنموذج من الشرح
أكرِمْ بخَلقِ نبيٍّ زانَهُ خُلُقٌ
بالحُسنِ مشتملٍ بالبِشْرِ مُتَّسِمِ
أكرم: فعل أمر معناه التعجب، وفاعله: بخَلق نبي، بزيادة الباء لزوماً إصلاحاً للفظ، لأن الأمر بغير لام لا يكون فاعله ظاهراً، وسَهَّلَ ظهورَه كونُ عامله تعجباً في المعنى لا أمراً، أي ما أكرم خَلقه عند الله!
زانه خُلُقٌ: أي حَسَّنه بمعنى زاده حُسناً، قال الله تعالى:﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ٤﴾ [القلم:4].